|
الى المجد يا سوريا..
من ارضك العامره نستنشق عطر البطولات و الأمجاد.. لا تحزني يا أرض الشهداء.. فإن النصر قريب.. و قيمته باهضه.. فادفعي من أرضك و من شعبك قيمة حريتك حتى تنتصري.. بقاءً بقاءً يا سوريا.. |
باريس - سعد المسعودي
استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سفير سوريا الجديد الدكتور منذر ماخوس بعد اعتراف بلاده بالائتلاف الوطني السوري المعارض كممثل وحيد للشعب السوري. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بأن السفارة السورية الحالية هي خارج صلاحيات فرنسا، وهي أرض سورية حسب الأعراف الدولية، ولكن فرنسا ستأمن بناية جديدة لائقة للسفارة السورية. وأضاف: "قررت أن أعترف بالتحالف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري، ووافقت على تعيين سفير جديد لسوريا تم تعينه من قبل رئيس الائتلاف". وقال أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف بأن الدكتور ماخوس حاصل على أربعة شهادات دكتوراه، وهو خبير بترولي معروف ومحبوب من جميع أطراف المعارضة، ونال قسطا كبيرا من ظلم النظام الأسدي ولاحقه حتى في المنفى، إضافة إلى أنه من الطائفة العلوية. كما ناقش أولاند والخطيب كيفية ضمان وحماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين وتشكيل الحكومة الانتقالية التي قال عنها الخطيب بأنها ستكون قريبة جدا، وستضم جميع مكونات سوريا، لاسيما المسيحيين والعلويين وبقية الأطراف الأخرى. وقال أولاند سنعلن قريبا وبشكل علني عن تقديم الترشح للحكومة الانتقالية من الكفاءات السورية، لنشكل حكومة تكنوقراط تمثل جميع الشعب السوري حتى يتم إسقاط نظام بشار الأسد. كما أكد الرئيس الفرنسي بأن وزير خارجيته لوران فابيوس سيقنع نظراءه الأوروبيين الاثنين المقبل بعمل مماثل لما عملته فرنسا من اعتراف بالائتلاف السوري المعارض وضرورة تسليح قوات الجيش الحر، ورفع حالة الحظر المفروضة على المعارضة السورية. وقال: "أنا لا أخفي أهمية رفع حالة الحظر وتسليح المعارضة السورية وتعزيز قدراتها، ولكن المجتمع الدولي له رأي بوضع رقابة على هذه الأسلحة. فيما أكد الخطيب بأن المعارضة في حالة ثورية، وكل النقاط الفنية ثانوية، والهدف الأساسي للثورة السورية هو أن ينال الشعب السوري حريته التي دفع ثمنها من دمه بعد سقوط نظام الأسد. ويأتي الموقف الفرنسي الجديد بعد أربعة أيام من إعلان أولاند اعترافه بالائتلاف الذي تشكل إثر اجتماعات للمعارضة السورية في الدوحة، كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، وهو ما تريثت دول غربية عدة داعمة للمعارضة في الإقدام عليه. وقال أولاند بعد اللقاء إن "عمل الإقناع لدى دول غربية والاتحاد الأوروبي سيتواصل"، في إشارة إلى التحفظات الأمريكية والأوروبية على الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني. فقد اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي كانت بلاده من أبرز الداعين إلى توحيد المعارضة، أن الائتلاف "ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري"، رافضا الاعتراف به كممثل "وحيد" أو كحكومة في المنفى، لأن بلاده "ليست مستعدة" لذلك. كذلك فضلت بريطانيا التي استقبل وزير خارجيتها وليام هيغ الخطيب ونائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي الجمعة، التريث أياما قبل إعلان موقفها من الائتلاف، رغم تأكيده أن الاجتماع مع ممثليه كان "مشجعا". |
اقتباس:
إعادة نشر لما فيها ما فيها.. |
..قصف جديد لاحياء جنوب دمشق ومعارك عنيفة في عدد من مناطق سوريا بواسطة جون كانتلي | الفرنسية ....ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية تقصف الاحد عددا من احياء جنوب دمشق بينما تدور اشتباكات بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين في شمال البلاد. وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 146 شخصا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد في رسالة الكترونية "تتعرض الاحياء الجنوبية في مدينة دمشق للقصف من القوات النظامية"، متحدثا عن مقتل رجل جراء قصف على حي الحجر الاسود بعد منتصف ليل السبت الاحد. وتحدث عن "قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها بريف دمشق". كذلك تحدث المرصد عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من حافلة جامعية على الطريق السريع بين دمشق ودرعا (جنوب)، ما ادى الى اصابة شخص بجروح. من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان "ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزة" في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية. وكان المرصد افاد صباح اليوم عن سماع دوي انفجار شديد لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86. كما تحدث عن انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت الاحد في المزة استهدفت كشكا تجاريا صغيرا "يقع مقابل حديقة الطلائع في الحي". واستهدف هذا الحي مرارا في الفترة الاخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي ادى تفجير احداها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري الى مقتل 11 شخصا، بحسب حصيلة اوردها الاعلام الرسمي. وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية لا سيما منها العامرية والصاخور وكرم الجبل والاذاعة وسيف الدولة. وفي ريف حلب، اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة تدور في محيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي، ادت الى مقتلين اثنين من المقاتلين المعارضين. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة على هذه القاعدة الاستراتيجية المشرفة على مدينة الاتارب والبعيدة عنها نحو خمسة كيلومترات، وتقوم القوات النظامية من الموقع العسكري بقصف مناطق في ريف حلب. واوضح المرصد ان المدفعية قصفت ايضا مناطق في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق) حيث استولى المقاتلون المعارضون السبت بعد اسابيع من القتال على مطار زراعي تستخدمه مروحيات سلاح الجو. واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة مناطق سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، ان 56 مدنيا و42 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظاميا قتلوا السبت. واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا. |
..سوريا تتهم فرنسا باتخاذ موقف "عدائي" ردا على تعيين "سفير" للائتلاف المعارض بواسطة جون كانتلي ....اتهمت سوريا فرنسا الاحد باتخاذ موقف "عدائي" تجاهها غداة اعلان باريس انها ستستقبل "سفيرا" للائتلاف السوري المعارض، مع استمرار اعمال العنف في مناطق مختلفة لا سيما في جنوب دمشق. فمن طهران التي تستضيف اليوم اجتماعا لممثلي الحكومة السورية واحزاب معارضة يعترف بها نظام الرئيس بشار الاسد، قال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر ان "فرنسا تتصرف وكانها امة معادية (...) وكأنها تريد العودة الى فترة احتلالها سوريا"، في اشارة الى مرحلة الانتداب الفرنسي في القرن الماضي. واضاف ان فرنسا "تريد ان تتحدث باسم الشعب السوري، غير ان الشعب لا يوليها اي اهمية"، مشيرا الى انه لم تدع الى اجتماع طهران سوى "الحركات التي تقبل الحوار" مع النظام. ولا يحضر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" الذي ابصر النور الاحد الماضي في الدوحة هذا الاجتماع، وهو يرفض اي حوار مع النظام قبل تنحي الاسد. ويأتي الموقف السوري ردا على اعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان بلاده ستستقبل "سفيرا" للائتلاف هو منذر ماخوس، الذي كان ضمن وفد من الائتلاف برئاسة احمد معاذ الخطيب، استقبله هولاند امس في قصر الاليزيه. واعلن الخطيب بعد لقاء السبت ان باريس رحبت بتعيين ماخوس المنتمي الى الطائفة العلوية "وهو من اكفأ الشخصيات السورية وسيمثل الائتلاف هنا"، وان الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف ستضم "كافة مكونات سوريا" وخصوصا "المسيحيين والعلويين". وحتى تاريخه، اعترفت دول عدة ابرزها مجلس التعاون الخليجي وتركيا وفرنسا بالائتلاف المعارض كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، فيما اعلنت باريس انها ستعيد طرح مسألة الحظر الاوروبي على تزويد المعارضة السورية بالسلاح. ومن المقرر ان يشكل هذا الامر احد محاور مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذي ينعقد الاثنين في بروكسل. لكن ايران التي تعد من ابرز حلفاء النظام السوري، حذرت من ان هذا التوجه سيرفع خطر "العنف والارهاب" في المنطقة. وفي افتتاح اجتماع طهران، قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان "بعض (الدول) تنوي ارسال اسلحة ثقيلة ونصف ثقيلة الى المعارضة"، محذرا من ان "مثل هذه القرارات ستشكل سابقة في العلاقات الدولية وستساهم في انتشار انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم في المنطقة". واعتبر صالحي ان هذه الدول "تبحث عن اضفاء الشرعية رسميا عما سبق ان فعلته في الخفاء"، منددا "بتدخل واضح في شؤون بلد مستقل". ويتهم النظام السوري وحلفاؤه لا سيما ايران وروسيا، دولا غربية وعربية بتهريب الاسلحة سرا الى المعارضة السورية. ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العسالي والحجر الاسود في جنوب دمشق، تزامنا مع "قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها". من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان "ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزة" في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية. وكان المرصد افاد صباحا عن انفجار لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86، بعد انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت الاحد في الحي استهدفت كشكا تجاريا صغيرا. واستهدف الحي مرارا في الفترة الاخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي ادى تفجير احداها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري الى مقتل 11 شخصا. كما اشار المرصد الى قصف على حرستا والحجيرة والسيدة زينب في ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية في الفترة الماضية. وفي مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية، بحسب المرصد. وفي ريف حلب، اشار المرصد الى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط الفوج 46 في الريف الغربي، وهو قاعدة استراتيجية تقوم من خلالها مدفعية القوات النظامية بقصف المناطق المحيطة بها، ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها. وادت اعمال العنف الاحد الى مقتل ثمانية اشخاص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة انحاء سوريا، ومصادر طبية في مستشفيات مدنية وعسكرية. واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا. من جهة اخرى، اعلن الجيش الاسرائيلي ليل الاحد ان مدفعيته اطلقت النار على الاراضي السورية ردا على اطلاق نار استهدف آلية عسكرية اسرائيلية في المنطقة الوسطى من الجولان المحتل. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس ان "الجنود (الاسرائيليين) ردوا بقصف مدفعي باتجاه مصدر النيران (...) وسجلت اصابة مباشرة". واطلاق النار ليس الاول بعد سلسلة حوادث سجلت الاسبوع الماضي بين الجانبين، اذ اطلقت القوات الاسرائيلية عيارات تحذيرية الاحد الماضي عند خط وقف اطلاق النار ردا على قذيفة هاون اطلقت من الاراضي السورية، في اول قصف من نوعه منذ 1974. ويتزامن تكرار هذه الحوادث مع اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين موجودين داخل المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان. |
..مساعدة السوريين في محنتهم كيف تكون؟ بواسطة فايز سارة | ليس من المبالغة القول إن بلدا في العالم، لم يتعرض في الخمسين عاما الأخيرة إلى مثل ما تعرضت له سوريا وسكانها من قتل ودمار وتهجير ونزوح، والأمر في هذا يتجاوز التقديرات إلى الأرقام. ففي بلد لا يتجاوز عدد سكانه ثلاثة وعشرين مليون نسمة، قتل أكثر من ثلاثين ألف شخص، إضافة إلى نحو مائة ألف من المفقودين غالبيتهم في حكم الأموات، وجرح مئات آلاف أغلبهم صارت لديهم عاهات أو تشوهات دائمة، وهناك مئات آلاف المعتقلين والمطلوبين. وطبقا لتقديرات المنظمات الدولية، فإن عدد النازحين داخل سوريا بلغ نحو ثلاثة ملايين نسمة، وعدد اللاجئين إلى دول الجوار يزيد عن نصف مليون شخص، وإن كانت تقديرات الداخل السوري، تشير إلى اقتراب عدد النازحين من أربعة ملايين واللاجئين من مليون شخص. ولا يقل حجم الدمار الذي أصاب سوريا بشاعة عما لحق بسكانها. فثمة مدن وقرى كانت تضج بالحياة قبل عشرين شهرا، أصبحت مجرد أطلال وخرائب مدمرة، وهو أمر حاضر في أغلب المحافظات السورية ومنها درعا وريف دمشق وحمص وإدلب وحلب ودير الزور، حيث أدى القصف الجوي والمدفعي والتفجيرات والاشتباكات المسلحة إلى دمار كلي أو جزئي لما يزيد عن ثلث المساكن في البلاد، وقد يزيد عن تلك النسبة ما لحق بالمحال التجارية والحرفية والمنشآت الاقتصادية بما فيها المشاريع الصناعية والزراعية، إضافة إلى المنشآت الخدمية ومنها المؤسسات العامة والمشافي ودور العبادة، وكذلك شبكات المواصلات والاتصالات والكهرباء والماء والصرف الصحي، وبذلك أصيبت بدمار كبير مصادر عيش السوريين وهياكل خدماتهم العامة. وتمثل الأرقام السابقة ملامح كارثة إنسانية ضربت سوريا والسوريين، وتبدو معها المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي بمنظماته ودوله إلى جانب ما قدمه المجتمع في سوريا، ضعيفة ومحدودة التأثير في مواجهة تلك الكارثة. والأثر الهش والضعيف المباشر لهذه المساعدات، يمكن ملاحظته في حياة البؤس التي تعيشها مئات آلاف العائلات في مدن وقرى سورية كثيرة بشروط غير إنسانية تفتقد الأساسيات من مأوى وطعام وصحة، مما يدفع بعضها إلى اللجوء إلى دول الجوار. كما يمكن ملاحظة الأثر المحدود للمساعدات في واقع مخيمات اللاجئين السوريين التي تتزايد في دول الجوار ومنها مخيم الزعتري في الأردن الذي لا تتوفر فيه أقل ظروف الحياة الإنسانية، حيث يعاني اللاجئون فيه من نقص مياه الشرب وقلة الخدمات الصحية، وهو مثال مقارب لما عليه حال مخيمات تركيا ولبنان، وإن كانت الظروف العامة هناك أفضل بقليل. لقد عجزت المساعدات التي قدمت للنازحين في سوريا واللاجئين خارجها عن توفير أساسيات الحياة من مكان إقامة إلى طعام ولباس وخدمات أساسية، صارت في مكانة الكماليات مثل الصحة والتعليم والعمل، الأمر الذي يؤكد ضعف وهامشية المساعدات المقدمة لمحتاجين يزدادون يوميا، وفي ظل سوء إدارة رسمية داخل سوريا في توزيع المساعدات المحدودة التي تصل من الخارج، وتجريم شبه معلن للمساعدات التي يقدمها سوريون في الداخل ومن الخارج، وهي مساعدات تراجعت في الأشهر الأخيرة. وحيث إن الوضع على هذا النحو، فثمة حاجة ضرورية ومؤكدة لتحرك دولي جدي في موضوع المساعدات الإنسانية للسوريين، وهي مساعدات يفترض أن تكون شاملة، وتتضمن تأمين المأوى والطعام واللباس إضافة إلى المساعدة الصحية والتعليمية، بل إن الأهم من ذلك كله، توفير مسارات آمنة من أجل وصول هذه المساعدات إلى المناطق المنكوبة، وتلك التي تعاني من حصار أمني وعسكري رسمي بحجة وجود «إرهابيين» و«عصابات مسلحة» داخلها، بل ينبغي ضمان وصول المساعدات إلى المستحقين، وإن كان أغلب السوريين مستحقين اليوم، فإن المساعدات ينبغي أن تذهب إلى الأكثر حاجة إليها بغض النظر عن مواقفهم وخياراتهم السياسية بالنسبة للسلطة أو معارضيها. إن الطابع العام للمساعدة المطلوبة في إطارها السابق هو أنها إسعافية، هدفها التغلب على الظروف الصعبة التي آل إليها وضع قطاعات واسعة من السوريين ومساعدتهم على مواجهة تحديات الأزمة، لكن الأهم من المساعدة الإسعافية، هو تقديم مساعدة جذرية وشاملة، توقف توليد المعاناة السورية، وأساسها معالجة الأزمة وإخراج سوريا من دوار القتل والتدمير، بما يؤهل السوريين إلى إعادة تطبيع حياتهم على نحو يحقق لهم معالجة ما خلفته الأزمة، التي ضربت بلادهم بفعل سياسات النظام الأمنية - العسكرية وما أدت إليه. |
..عالم تدينه لغته! بواسطة ميشيل كيلو الشرق الأوسط كلما استمعت إلى تصريح غربي ازددت اقتناعا بأن المشكلة التي يواجهها ساسة الغرب منذ نشوب الثورة السورية هي إيجاد لغة تضليلية مناسبة تحجب عن أعين السوريين والعرب سياسة اللاموقف، التي تنتهجها دول كبيرة ومقتدرة كانت تسمي نفسها خلال نيف ونصف قرن: «العالم الحر»، يحرص رؤساؤها إلى اليوم، وبعد مرور قرابة عامين على المجازر المرتكبة ضد الآمنين والمظلومين في سوريا، على الحديث بمناسبة وبلا مناسبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، دون أن يفعلوا أي شيء لوقف القتل في سوريا. استمعت قبل أسابيع قليلة إلى تصريح للرئيس الأميركي باراك أوباما، جعل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم التزاما أخلاقيا وسياسيا أميركيا لا مجال للتهرب منه أو للقبول بغير ما يمليه على أميركا من مواقف. وكان قد أتحفنا في خطب متكررة ألقاها في العالمين العربي والإسلامي بجمل شديدة البلاغة اعتبرناها في حينه تطبيقا لمبادئ ما سماه «الثورة الأميركية»، التي لا تفرق بين داخل وخارج، ولا تتوقف عند حدود أو قيود، بمجرد أن يتعلق الأمر بضمان حرية البشر وسلامتهم. وزاد من ميل سامعي باراك أوباما إلى تصديقه قدومه من عالم المظلومين، فأبوه كيني وأمه أميركية، وقد نشأ وترعرع في جزر الهاواي وإندونيسيا، فافترض هؤلاء أنه عايش الفقر والحرمان من الحرية والكرامة، وقرر من موقعه المهم في البيت الأبيض مواجهة الفقر وانعدام الكرامة في كل مكان من العالم، الذي يعد بإخراجه من أحواله والأخذ بيده إلى ما فيه حريته وأمنه، لأن ذلك لصالح أميركا، كما أكد أكثر من مرة. لكن الرئيس الأميركي ما لبث أن تصرف في الأزمة السورية بطريقة تقوض تماما ما كان قد قاله قبلها، فقد تجاهلها لفترة طويلة، قبل أن يبدأ هو ومعاونوه في قياس درجة شرعية الرئيس بشار الأسد، وابتكار لغة لا هم لها غير مساعدة أميركا على عدم اتخاذ موقف، على أن لا يدرك السوريون هدفها هذا، فلا عجب إن انتهى الأمر إلى ورطة حدها الأول لغة عاجزة عن وصف ما يجري على الأرض، لكنها تريد إقناع سامعيها في العالم عامة وسوريا خاصة بأنها تضمر سياسات سيتم اعتمادها عاجلا أو آجلا للمساعدة على حل الأزمة المتفاقمة، وحدها الثاني أن هذه اللغة بدت مهلهلة مفككة، مراوغة، تتحدث في السياسة لتخدع من تخاطبهم وتحجب عن أعينهم حقيقة المواقف الأميركية، بينما تتشدق بحب الإنسانية دون أن تعني ما تقوله بالنسبة إلى ضحايا القتل والعنف من السوريين. والفضيحة أن إيجاد لغة هذه مهمتها غدت مشكلة رئيسية في البلدان الغربية عامة وأميركا خاصة، وأنها جعلت بديلا لسياسة عملية تتفق والشرعية الدولية وحقوق الإنسان. من هنا، كان التناقض فاضحا بينها كألفاظ عنفت وجمحت في حالات كثيرة حتى بدا وكأن كلماتها توشك أن تمتطي ظهور الخيل شاهرة سيفها لتكون ما اعتبرته العرب «أول الحرب»، وبين تحفظ من أطلقوها ليحافظوا بمعونتها على مسافة تنأى بهم عن أي تدبير عملي يجعلها لغة صدق وواقعية، زعم أوباما في خطبة القاهرة أنها تضمر التزامات أميركية لن تحيد حكومته عنها تحت أي ظرف أو لأي سبب كان، لكنه كان يصحو بين حين وآخر ليفصح عن حقيقة سياساته السورية، كقوله بوجود خطين أحمرين في الأزمة لن تسمح أميركا بتجاوزهما هما: «أمن إسرائيل»، و«عدم وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين». يومها تساءلنا مع من سمعوا التصريح الخطير: أين حق الشعوب في الحياة والحرية والأمن؟ ألا يستحق هذا أن يكون خطا أحمر لا يسمح بتجاوزه؟ وإذا كان لا يستحق، ما عسانا نرى في التصريحات التي تحدثت عنه واعتبرته التزاما كونيا لا رجعة عنه، غير كذب يشجع النظام على المزيد من القتل؟ في ظل السلبية الباردة، التي تتفرج على الموت وهي تبتسم بسرور، تتركز المشكلة السياسية لدى دول الغرب الكبرى على إيجاد لغة تغطيها وتحجبها عن أعين ضحاياها، أو تقنع هؤلاء أنه لم يتم التخلي عنهم، ما دام الوعد الذي يمكنها إيقاظه في نفوسهم يوهمهم بأنهم ليسوا متروكين لمصيرهم الأسود. هكذا، تفنن أوباما وغيره من ساسة الغرب خلال فترة أكثر من طويلة في إيجاد تنويعات لغوية على مأساة فاقعة، حتى بدا وكأن فبركة هذه اللغة هي المشكلة التي يواجهونها، وليس قتل شعب أعزل تتناقض سياسة نظامه مع الممارسات التي قالوا: إنهم لن يسمحوا بها في عالم ما بعد الشيوعية، الذي زعموا أنه سيكون عالم سلام وأمن وحدود مفتوحة وحريات وتجارة عابرة لأي حدود سيادية، ومجتمع دول تتقيد بقيم تتركز حول الإنسان بصفته فردا مصون الحقوق والحياة، وإلا فإن الدول التي تنظم علاقات المجال الدولي ستسهر على سلامته وتضع حقوقه كإنسان فوق سيادة الدول التي تنتهكها. تتناقض لغة الكلام إلى أبعد مدى يمكن تصوره مع الوقائع السياسية التي تعتمدها دول «العالم الحر». بما أن الإنسان يصدق في النهاية الوقائع، فإن الغرب يواجه مشكلة حقيقية مع الشعب السوري، وربما العربي والإسلامي، يجسدها فقدان صدقيته وانقلابه من جهة تتقيد بما تقول إلى جهة لا قيم ولا مواقف أو عواطف تحركها، تحاول التستر على فضيحتها بموجات كذب لم تعد تخدع أحدا. عندما تتكلم لغة السلاح، ماذا يفيد ضحاياها كلام مخادع ليس غير تنويعات مفضوحة على استمتاع أصحابه بموت سامعيه؟ |
|
أليس الصمت على سفك دمنا جريمة عنصرية ؟! في اليوم العالمي للتسامح زهير سالم* السادس عشر من تشرين الثاني ( نوفمبر ) هو اليوم الذي اقترحته المنظمة العالمية للثقافة ( اليونسكو ) لإعلاء ثقافة التسامح في أفق شرائع ومواثيق حقوق الإنسان . التسامح الذي يقوم على الإيمان بقيم السلام واحترام إنسانية الإنسان بغض النظر عن الدين والعرق واللون والمذهب فأين حقيقة ما يرددون ؟ يحتفي العالم ومنظماته المعنية هذا العام بهذا اليوم ودماء السوريين والفلسطينيين تسفك بغزارة على أرض سورية وأرض فلسطين بوحشية تتجاوز كل حد . جرائم توثقها وسائل الاتصالات بالصورة والصورة لتكون الجريمة حاضرة ناطقة تهز الضمير الإنساني بعنف أو لعلها تعلن موت هذا الضمير عند الممسكين بالقانون الدولي المدعين للدفاع عن شرائع حقوق الإنسان . إن صمت المجتمع الدولي عما جرى على الإنسان الفلسطيني منذ ستة عقود وما جرى على الإنسان السوري منذ أربعة عقود من ظلم وانتهاك وتجاوز لكل القيم والمعايير الحقوقية الإنسانية هو تعبير صريح عن شراكة مباشرة في هذه الجريمة وفي دعم المجرمين المنفذين لها على الشعب الواحد من العرب والمسلمين أبناء الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط . وحين تصر الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على التخلي عن مسئولياتها أمام ما يجري على شعبنا هنا وهناك من حرب إبادة يروح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء فهي إنما تعبر عن موقف مريب لا يمكن فهمه إلا على خلفية عنصرية كريهة تستخف بدم إنسان هذه المنطقة ومعاناته خلال عقود . وبينما يضج العالم للدفاع عما يسمونه حقوق المرأة في العالم اليوم تذبح المرأة السورية وتنتهك على مدى عامين في صورة من البربرية يندى لها جبين العصر وأهله وثقافته وقوانينه .. وفي سورية اليوم – والعالم يحتفي باليوم العالمي للتسامح - يذبح الأطفال ، وتنفذ فيهم أحكام الإعدام الميدانية ، ويمنعوا من حقهم في العلاج وفي الغذاء وفي الكساء وليس من حقهم في اللعب أو في التعليم كما يبشر الذين مردوا على النفاق . مجلس أمن دولي قرر على خلفية عنصرية كريهة منح القاتل في عالمنا الرخصة والفرصة والغطاء وزوده بالسلاح ثم أدار ظهره له ، أو توزع في أمره الأدوار ؛ لإتمام حرب الإبادة على شعب خرج يطالب ببعض ما كفلته له شرائع الأرض وشريعة السماء . حقه في الحياة وحقه في الكرامة وحقه في الحياة . إن الانعكاسات العملية لازدواج الخطاب العالمي بالنسبة للشعبين الفلسطيني والسوري بالغة الخطورة . إنه لا شيء يجعل من ثقافة حقوق الإنسان مادة للهزء والسخرية مثل هذه الازدواجية بين ما يسكت عليه المجتمع الدولي وبين ما يدعيه . في اليوم العالمي للتسامح ... نستنكر الجريمة العنصرية المنكرة في شكل حرب الإبادة بخلفياتها الحاضرة التي تنفذ على شعب سورية وشعب فلسطين . ونراها حربا واحدة متحدة في باعثها . ومتصلة في حلقاتها . ومنسقة بين مرتكبيها . ندين صمت المجتمع الدولي على حروب الإبادة التي يشنها المجرمون من المتسلطين على سورية وعلى فلسطين ونعتبره شريكا مباشرا فيها . ونحمله مسئوليات تبعاتها . نؤكد تمسك شعوب منطقتنا بثقافتها الأصيلة التي قاومت منذ خمسة عشر قرنا كل سياسات التمييز العنصري على خلفياته المختلفة وبشرت بإخوة البشر ودعت إلى التعارف والتآلف والحوار . في اليوم العالمي للتسامح نؤكد لكل المجرمين والمتواطئين معهم في كل مكان أنه ستسقط العنصرية وستسقط الكراهية وسيسقط الظلم والعدوان وسينتصر الإنسان . سينتصر الإنسان في سورية وفي فلسطين وفي الروهينغا وكل مكان |
أوراق لم تسقط عمدا (21) لن تموت أيها الأمل، لن تموت!! فراس حج محمد /فلسطين تمر السنوات وما زال الأمل في محطته جريحا يعاني من آلامه وجراحه التي مُنِيَ بها في معاركه المستمرة، لم يكن مثخنا ومحموما كما كان في تلك السنة التي انفرطت أيامها وتبعثرت أشلاؤها في دمائنا، لقد كانت سنة صفراء ذابلة كأوراق الخريف تُخَرْخِشُ كلما حركتها الريح لتصدر صوت أنينها وقد شعرت بالخسران المبين. عام هجري مضى ولم ننتبه أنه نسل من أرواحنا أجمل اللحظات، عام هجري تصرّم راحلا وقد حملنا فيه من الأوزار والآثام والآلام ما يكفي لتفتيت جمرة الجحيم في نفوسنا، عام هجري تلاشت أيامه مخلفا وراءه أشباحا من الذكرى والخوف والعقم والردى، عام هجري مليء بما أشقى وأسقم حتى النجوم في أفلاكها، والبدر في مداره أصبح رماديا رصاصيّ اللون متكاسلا، لا يروم طلوعا مكسوفا خجلا من شدة ما عانى أصدقاؤه ومحبوه من ألم في ذلك العام الذي مات، وما مات الأسى، فيا ليته رحل ورحلت معه أوجاعنا، ولكنها تأبى أن تفارقنا، تبدأ معنا رحلتها في عام هجري جديد فهل سنستطيع لها شفاءً!! عام هجري انتهى بدماء مصبوبة أنهارا هنا وهناك في كل بقعة من هذا العالم، في سوريا، حيث البطش يأخذ مداه بأوسع ما استطاع، ويعرش الموت المجاني فوق الرؤوس، فتهدم البيوت، وتدك المساجد، ويموت الناس ويشردون، وما ذاك إلا ثمنا لبقاء حاكم مهوس لبعض وقت على كرسي الوهم رئيسا فرعونيا نيرونيّ النزعة ساديّ النفس مغرور. عام هجري بدأ في فلسطين حيث المستضعفون نساء ورجالا وأطفالا لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، محاصرون في علبة من سردين القطاع المحاصر المنكوب، تتسلى بهم آلات البطش والموت، ويسهر على بريق دمائهم وعزف أناتهم المترفون من نبلاء العالم الحر، عالم الديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان، عالم الحرية والكرامة وحق الحياة بأمان وبعيدا عن بطش المستهترين والطغاة. لقد أثبت هؤلاء جميعا عقيم الفكرة والسلوك، فالضحية لا تُرى والمأساة هي مأساة الجاني المجرم في حقه في الدفاع عن نفسه، عام هجري رسخ في وعينا أن أدعياء الأفكار الجديدة ما هم إلا ضغث على إبالة، وما لهم أي صلة أو اتصال بما تعاني منه البشرية من آلام وأوجاع، أو ما تتطلع إليه من حرية وانعتاق، لقد ماتت كل الأفكار عندما وصلت إلينا، وجاء دورها لترى النور وإذا بها في ظلام دامس، لتدخل بهذا الظلام عاما هجريا جديدا!! عام هجري متواصل في العزف على أوتار المحنة في بلادنا، فهل سنظل مكتوفي الأيدي نتحسر ونبكي ونرثي شهداءنا، ونزفهم إلى جنات الخلد بزغاريد القهر، متى سنعلن أننا قد تقدمنا خطوة إلى الأمام نزف فيها شهداءنا وهم في معارك الخلاص الأخير من المحتلين والمستغلين والفاسدين والعتاة والطغاة والمتجبرين، لتعلن الحياة ألقها من جديد، ويتفتح دم الشهداء ليسري نورا وبهجة في غناء الساهرين وأضواء الشموس الزاهية، ويسري روحا وعبقا يعانق الفل والنسرين والدحنون؟؟ متى سنقول بحق كل عام ونحن بخير، وننعم بالخير والحياة الهادئة المطمئنة لا نخاف على نفس من أن يتخطفها موت هنا ويد غول هناك؟ متى سنقول كل عام وأمنياتنا في ازدهار وأغنياتنا في بهجة العيد نشدوها من قلب سعيد فعلا، ليكون لحياة القلوب مع أحبابها طعم خاص؟ فلا فرح لقلب ولمعنى لحب إذا كانت الدماء شلالات والموت معروض بالمجان. ومع ذلك وعلى أمل أن نعيش ذلك، أقول لكم أحبابي جميعا كل عام وأنتم إلى الله أقرب، علينا جميعا أن نضمد جراح الأمل عسى العام الجديد يحمل لنا خير القلوب وحب النفوس والأمل بحياة أفضل. |
من دمشق الثورة إلى غزّة هاشم: المعركة واحدة والعدوّ واحد د. محمد بسام يوسف في دمشق المنتَفِضَة، يشقّ السوريون طريق المجد بدمائهم وأرواحهم، ويزلزلون الأرض من تحت أقدام الأسديين الغاصبين، الذين يترنّحون خائبين، ليتهاوى قريباً -بإذن الله- نظام البغي والخيانة، مُضَرَّجاً بحقده وجنونه وساديّته.. وفي غزّة هاشم، يَسحقُ المجاهدون العدوان، بالعزم والثبات على الحق، والتصميم على إزهاق الباطل، وبالإيمان بأنّ الله لن يُخْلِفَ وَعْدَهُ المؤمنين المجاهدين، الرابضين على الثغور، الـمُنتفِضين على النحور: نحور الأعداء الغزاة وحلفائهم. في دمشق الثائرة على الاستبداد، الذي يقتات على دعم الروس واليهود والمجوس، يرسم المجاهدون بدمائهم طريق الحرية والنور، فتضيء جنبات غزّة العِزّ، مستبشرةً بالفجر القادم، الذي يَهَبُهُ الله عزّ وجلّ لمن يستحقّون المجدَ والسؤدد والعزّة والرفعة.. وفي غزّة هاشم، يخطّ المجاهدون سطور الكرامة والتحرير وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فيلقّنون دجّالي بشار ونجاد وحسن، درساً جديداً في الممانعة والمقاومة. على سفح قاسيون الشامخ، يترنّح خونة هذه الأمة من عملاء يهود.. وفي دمشق بني أمية، يُهَشَّم رأس المجوس ورأس خادم صهيون الأسديّ، وتُداس جباه الطغاة وهاماتهم.. فأول حروف الهزيمة المنكرة للغاصبين، تُكتَب بالدم في دمشق الثورة، وتُقرَأ بالنور في غزّة التحرير: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45). * * * أنّى لأولئك القَتَلَة المجرمين أن يفهموا، أنّ مَن يطلب الموت في سبيل الله، لتحرير الناس من عبادة خامنئي وبشار، إلى عبادة الله عزّ وجلّ وحده لا شريك له.. لا يمكن أن يعدله في المواجهة مَن يحرص على الحياة بكلّ ثمنٍ ووسيلة، وأنّ آلة القتل الإجرامية لا تصنع الرجال، ولا تمنح النصر، ولا يمكن لِباطِلها أن يهزم حقّ الإيمان، وأنّ الشعوب التي تسعى لتحقيق كرامتها وكسر أغلالها، لا يمكن أن تُقهَر، لأنّ الله سبحانه وتعالى يتولاّها وينصرها ويرعاها: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران:126). بالإرادة التي لا تلين، والثبات، والصبر والمصابرة، والتوكّل على الله وحده.. وبروحٍ مؤمنةٍ على كفّ مجاهدٍ واثق، وتضحيةٍ في سبيل الله عزّ وجلّ بلا حدودٍ ولا حساب.. وبندقية.. يمكن تكسير الأصفاد، وتهشيم الرؤوس الأسدية، والخامنئية.. والصهيونية. بشلاّل دمٍ، ودمعة ثكلى، ولهفة طفلٍ، وصداح مئذنةٍ، وهتاف: الله أكبر.. يمكن اجتراح فجرٍ جديد. كلّ هذا العالَم المتواطئ مع العدوّ المحتلّ في دمشق الفيحاء وغزّة هاشم.. يمكن صفعه بنعل مُرابطٍ على ثغرٍ طاهرٍ من ثغور الوطن الجريح.. وكل تصريحات التواطؤ والتخاذل، ومزاعم الحفاظ على حقوق الطفل والمرأة والإنسان.. يمكن سحقها ببسطار طفلٍ امتشق سكيناً، ليدفعَ عن نفسه وصَدر أمّه، حقدَ وحشٍ أسديٍّ أو صفويٍّ أو صهيونيٍ سفّاح. النصر من الله العزيز الجبّار وحده، والعزّة لله ورسوله والمؤمنين.. وشهداؤنا في جنّةٍ عَرضُها عَرض السماوات والأرض، وقتلاهم في جهنّم.. في سَقَر، التي لا تُبقي ولا تَذَر. * * * من دمشق إلى غزّة، تمضي سنّة الله في أرضه، ويُصنَع العزّ والمجد، فما بين دمشق بني أمية وغزّة هاشم، ترتسم معالم الحرية والتحرير، فيدفع المجاهدون بجهادهم وتضحياتهم ومقاومتهم.. أذى العدوّ الممتدّ، من طهران إلى دمشق.. فغزّة هاشم، ويزفّ المجاهدون المرابطون إلى أمّتهم، بشائرَ الحرية والتحرّر من الاحتلال، بكل وجوهه وصفحاته وأقنعته ورموزه وأركانه. من دمشق الشامخة إلى غزّة هاشم، ستتهاوى أعناق الطغيان والغطرسة والعدوان، وتُطوى صفحات الدجل والأكاذيب، المفضوحة بسواعد السوريين وتضحياتهم، حول (شلّة) الممانعة الطائفية الخيانية، ولن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ للمؤمنين الأطهار المخلصين المجاهدين في سبيله، إنا في ذلك على يقين، لا يزعزعه إرجاف المرجفين، أو يأس المتشائمين، أو استخذاء الصامتين المتفرّجين، أو انهزام المنهزمين، أو تخاذل المتربّصين، أو نفاق المنافقين. (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم : 47). |
أيها الثوار أنتم الأعلون أبو طلحة الحولي لقد خيب الثوار بتضحياتهم وصمودهم وثباتهم النظام الوحشي ومن خلفه إيران وروسيا والصين .. في قهرهم وإذلالهم وارضاخهم بالأساليب العسكرية والهمجية والتدميرية . وخيبوا أمريكا والاتحاد الأوربي والدول العربية في احتوائهم بالتغني على آلامهم ودمائهم .. لم يكن احد يتوقع صمود وصبر وثبات الثورة والثوار في سوريا ولذا فقد قلبت الثورة الطاولة على أصحابها ، فتنادوا من كل حدب تحت كل الرايات ليتباكوا على الدماء والشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين والمشردين واللاجئين والمنكوبين ، ولينظروا ما بعد سقوط الوحش !!!! لم يكن في خلد أمريكا ولا روسيا ولا الغرب ولا الشرق ولم يكن احد من الطواغيت ، يفكر في هذه القوة الكامنة في الشعب السوري ، في هذه الانتفاضة الفطرية للارتباط بالسماء ، والتفلت من أي رباط أرضي شرقي او غربي .. وهذا ما جعل العالم كله تهتز أركانه ، وجعل جميع أولياء الشيطان يفكرون في كيفية القضاء على هذه الثورة ، وها قد اجتمعوا ، مع ما بينهم من خلافات ، اجتمعوا ليستأصلوا شأفة هذه القوة الصامدة في الساحة الدولية : ألا وهي قوة العقيدة والإيمان ، وقوة الثبات والصبر . إن استمرار الثورة يعني موت الباطل وموت أولياء الشيطان وموت الطغيان ومصالحهم ، ولذا فوسائل الإعلام الغربية والعربية بدأت تطالب بسرعة وضع حد لسفك الدماء والبحث عن حل عادل!!!!! ، وبدأ الناس يسمعون جهارا بعد أن كان سرا صوت التفاوض مع النظام الوحشي على الحصانة والأمان ليحل محله طاغوت صغير يتربى من جديد في أحضان الكفر . إذ لا يوجد في وسائل الإعلام إلا الحديث عن مشروع السلام والتفاوض والحوار مع النظام الوحشي في مختلف أنحاء العالم تمهيدا لنزوله وفرضه في الساحة في هيئة السم بالدسم . أيها الثوار الأحرار .. أيها المنتفضون لإخراج العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد ، أنتم الأعلون فلا مجال لان تكونوا تابعين وإنما تكونوا متبوعين .. ولا مجال لأن تكونوا في المكانة الدونية وإنما تكونوا في المكانة الأعلى ... { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا } (النساء: 141) أيها الثوار أنتم الأعلون فلا مجال للتفاوض أو التنازل .. فمعكم الحق ، ومعهم الباطل ، معكم الفطرة المنتفضة للحرية ، ومعهم النفس المنتكسة للعبودية . أنتم الأقوى فاصنعوا حياتكم ومستقبلكم وحولوا مجرى التيار لصالحكم .. فأنتم متصلون بالقوة الكبرى قوة الله سبحانه ، وهم متصلون بمخلوقات بشرية فانية .. انتم الأقوى فلا تجعلوا غيركم يمسك دفة السفينة فيحولها عن مسارها .. أنتم الأعلون فلا تغرنكم مؤتمرات واجتماعات العالم الثنائية والأممية والعربية والرباعية والعمومية فالعالم كله في كفة وانتم في كفة أخرى . أنتم الأقوى على الأرض ، وعلى البحر ، وفي الجو ، وفي كلماتكم وفي تواجدكم في أي مكان ، فلا تعطوا لغيركم فرصة ينتهزها ضدكم . أيها الثوار .. عقيدتكم أعلى ، ومنهجكم أعلى ، ودوركم لإصلاح البشرية أعلى ، ومكانتكم في الأرض أعلى .. وثورتكم لإحقاق العدل أعلى .. { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ( آل عمران : 139) والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين |
الائتلاف معاذ الخطيب يلتقي وزير الخارجية المصري
نوفمبر 19, 2012 واصل الجيش السوري الحر عملياته النوعية في ضرب معاقل النظام السوري وأعلن الجيش الحر اليوم عن سيطرته على مقرين عسكريين لقوات النظام في الغوطة الشرقية وهما لواء التأمين الالكتروني والفوج مئة وستة وأربعين. ونقلت مصادر في دمشق عن اشتباكات عنيفة تجري الآن في منطقة البرامكة بين الجيش الحر وكتائب النظام الأسدي كما شهدت عدة مدن في عموم سوريا قصفا جويا ومدفعيا كثيف. وفي ريف الحسكة اندلعت مواجهات بين الجيش الحر ومسلحين أكراد تابعين لحزب العمال الكردستاني مما أدى لسقوط قتلى من الطرفين. في غضون ذلك اعلنت /هدى اورفلي/ الملحق في السفارة السورية في الصين انشقاقها عن النظام السوري وقالت إنه بات معيبا تمثيل هذا النظام. وقالت اورفلي للجزيرة إنها تنضوي مع دبلوماسيين آخرين ضمن ما يُعرف بتجمعّ الدبلوماسيين من اجل دولة ديمقراطية مدنية. سياسيا التقى زعيم الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب وزير الخارجية المصري والذي تحدثا بآخر مستجدات الوضع في سوريا وشدد الخطيب على نقل مكتب الائتلاف الرئيسي إلى القاهرة .. بعد النجاحات الباهرة في السيطرة على الفوج 46 .. المعارضة السورية تستعد لقطع إمدادات النظام من الحبوب والنفط بالسيطرة على مناطق في الشرق السوري نوفمبر 19, 2012 عمان /رويترز/ قال زعيم قبلي سوري ان هجوما شنه مقاتلو المعارضة السورية واسفر عن السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا والعراق يهدف الى قطع الامدادات من المنطقة الرئيسية في سوريا لانتاج الحبوب والنفط والتعجيل بسقوط الرئيس بشار الاسد. وقال الشيخ نواف البشير الذي كان يتحدث من بلدة راس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على الحدود مع تركيا ان مقاتلي المعارضة يعتزمون السيطرة على بلدتين حدوديتين دفاعاتهما ضعيفة الى الشرق في محافظة الحسكة الغنية بالموارد الطبيعية على بعد 600 كيلومتر من دمشق. واستولى مقاتلو الجيش السوري الحر على رأس العين قبل عشرة ايام في حملة لانتزاع السيطرة على المناطق الحدودية من قوات الاسد. وقال البشير ان راس العين تعرضت لهجمات جوية وقصف مدفعي بعد فترة وجيزة من سيطرة مقاتلي المعارضة عليها ولكنها توقفت قبل يومين . واضاف ان قوات الاسد استمعت على ما يبدو لتحذيرات تركية من مواصلة قصف تلك المنطقة الحدودية. وقال ان الاف اللاجئين الذين فروا الى تركيا بدأوا في العودة للوطن. وقال البشير وهو من قبيلة البكارة الرئيسية عبر الهاتف انه يتوقع تغير الوضع العسكري في الحسكة لان قوات الاسد معزولة. واضاف ان قوات المعارضة تتحرك لقطع خط الامداد الاقتصادي المهم عن النظام وهو ما سيؤدي الى تعطيل عملياته العسكرية. واضاف ان النظام يرى انه لم يعد يستطيع الاحتفاظ بسيطرته على المحافظات البعيدة وبدأ يعيد قواته للدفاع عن دمشق. وسيطر مقاتلو المعارضة يوم السبت على مطار عسكري صغير قرب بلدة البوكمال على الحدود مع العراق في اقليم دير الزور الصحراوي جنوبي الحسكة بعد حصار استمر اسبوعين. ويقول مقاتلو المعارضة انهم عززوا سيطرتهم على المعبر الذي يربط سوريا بمعقل السنة في العراق. وقال البشير ان معظم حقول النفط في دير الزور توقفت عن العمل بسبب وجود المعارضين تاركين للاسد الحسكة التي تسهم بأكثر من نصف انتاج سوريا من النفط والذي يبلغ 370 الف برميل يوميا. وستساعد السيطرة على مطار البوكمال مقاتلي المعارضة على اعادة التجمع بعد الهجمات الجوية والبرية المدمرة على مدينة دير الزور عاصمة الاقليم على نهر الفرات الى الغرب . وقال البشير ان الهجمات ادت الى قتل الاف الاشخاص وتدمير جزء كبير من المدينة. وقال ان خط الانابيب الاقتصادي من دير الزور توقف بالفعل وان الجيش السوري الحر سيحصل على دفعة بدخول منطقة الحسكة الغنية بالنفط والزراعة. وسجن البشير في وقت سابق خلال الانتفاضة لدعمه احتجاجات الشوارع في دير الزور حيث انهارت تحالفات بين القبائل السنية والاقلية العلوية االتي ينتمي اليها الاسد بعد قتل عشرات المتظاهرين بالرصاص. وينتمي رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وهو ارفع مسؤول ينشق عن النظام منذ الانتفاضة الى دير الزور. وقال البشير ان عشرات من مسؤولي حزب البعث الحاكم والميليشيات المؤيدة للاسد في الحسكة غيروا ولاءهم بعد السيطرة على رأس العين. وفر البشير الى تركيا بعد الافراج عنه. وقبل بضعة ايام قام البشير بما وصفه انصاره بعودة مظفرة الى راس العين حيث يتواجد كثيرون من افراد قبيلته. ومن بين الاختبارات المباشرة للمعارضين العلاقات مع اكراد محافظة الحسكة والتي يقطنها عدد كبير من الاقلية الكردية السورية التي تضم مليون نسمة. وادت خلافات على الارض الى توتر العلاقة بين الجماعتين العرقيتين. وفي اظهار للوحدة شهدت المنطقة احتجاجات عربية وكردية سلمية ضد الاسد ولكن الاكراد ظلوا بعيدين الى حد كبير عن الثورة المسلحة في الوقت الذي اصبح فيه الاسلاميون اكثر نفوذا على الارض. واثارت السيطرة على راس العين قلقا بين كثيرين في الطائفة الكردية التي تجنبت بشكل عام الاسلام الراديكالي وتأمل بشكل ما من الحكم الذاتي خلال فترة ما بعد الاسد. وقال البشير انه بدأ مفاوضات مع الجماعات الكردية لطمأنة السكان الاكراد على انه لن تكون هناك هيمنة عربية وتفادي حدوث مواجهة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني المؤيد للاسد في المنطقة. وقال انه يجري تشكيل حكومة محلية جديدة في راس العين للمساعدة في تهدئة المخاوف الكردية. واعيدت الكهرباء والماء الى البلدة وسيعاد قريبا فتح المخابز والادارات الزراعية. واضاف ان حزب العمال الكردستاني انسحب بالفعل من راس العين. وسئل البشير عن المقاتلين الاسلاميين الذين يشكلون الجزء الاكبر من القوة الداخلة الى الحسكة فقال ان الاسلام المعتدل هو سمة المنطقة الشرقية ولكن اي دعم في هذه المرحلة محل ترحيب لاسقاط الاسد. وقال انه لدى سقوط النظام فانه يتوقع ان يسلم الجميع اسلحتهم ويلتزموا بصندوق الاقتراع وبنظام سياسي مدني. واضاف ان تركيا قدمت نموذجا للاسلام السياسي الذي يمكن ان نفخر به. |
إلى الحلف الصفوي النصيري الصهيوني .. ورقة فلسطين جاءت متأخرة جدا لإنقاذ الطاغية الأسد
نوفمبر 16, 2012 مهما فعلتم ومهما تكالبتم على أهل الشام المنصورين بوعد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فلن تفوزوا وإن مثلكم كمثل من أراد أن يطفئ الشمس بنفخة، ومثلكم كمثل أجدادكم الأوزاغ الذين أرادوا النفخ في نار سيدنا وجدنا إبراهيم عليه السلام فأحالها الله تبارك وتعالى بردا وسلاما عليه وها هي اليوم تتحول إلى برد وسلام على إخواننا في غزة وفي كل مدن سورية المجاهدة البطلة .. لن تفلحوا في إنقاذ الطاغية نجل الطاغية، فقد جئتم متأخرين جدا .. جئتم بعد أن أدرك كل المخدعوين بكم وبممانعتكم التي لم تكن ممانعة إلا للتغيير ولم تكن مقاومة إلا للشعوب المطالبة بالحرية والتحرر عن استبدادكم ومحافظتكم على بني صهيون وحدودها، جاء إنقاذكم للطاغية متأخرا جدا بعد الانتصارات المتتالية للجيش الحر على الأرض السورية وقد حرر أكثر من ستين بالمائة من الأرض السورية، جاء ردكم ومحاولاتكم الفاشلة بعد أن شكل الشعب السوري ائتلافه الوطني بقيادة أحمد معاذ الخطيب وقد اعترف به معظم العالم وسحب الشرعية عن الطاغية ونظامه الإجرامي الفاشي الديكتاتوري .. نعم جاءت ورقة سورية التي طالما تسترتم بها والتي طالما ضحكتم بها على الشعوب وعلى بعض الحركات ففضحتكم ثورة سورية البطلة .. في هذا اليوم الأغر من أيام الثورة السورية المباركة التي فضحت كل المتآمرين وكل الانتهازيين نبارك للشعب السوري البطل مواصلته هذه الثورة ونبارك له فضحه لحلف ومعادلة ص3 أي صهيوني ـ صليبي ، نصيري وبإذن الله الصلاة في المسجد الأموي بدمشق ، ومن بعده في الأقصى المبارك وإن غدا لناظره قريب . |
..غزة بين تكرار المأساة وتغيير السياسة بواسطة عبد الرحمن الراشد | الشرق الأوسط – لا نلوم ابن الشارع العربي لأنه في كل مرة تندلع أزمة يجلس كأنه يتفرج على فيلم جديد، في حين أنه يشاهد الفيلم القديم مكررا، لأنه يشاهده على أمل أن تتغير النتيجة عن الهزائم الماضية. غزة المنكوبة اليوم هي غزة المنكوبة أمس وما سبقها، فهل نيأس من أي أمل؟ الفلسطينيون في أقصى اليسار واليمين استجيبت دعواتهم لكن حظهم ليس عظيما بعد. حسني مبارك رحل، ومصر صارت تحكم بإخوانهم «الإخوان» مع هذا، النتيجة لم تتغير بعد. إسرائيل أمس وعدت بالعودة إلى اتفاق 2005 مقابل أن تتعهد حماس أن تكون شرطيا لإسرائيل في داخل قطاع غزة، وتتعهد بلجم كل الفصائل والقوى الفلسطينية التي تطلق الصواريخ عليها. وهذا سيعطي مؤشرا مهما لاحقا، قد يفتح نفقا مضيئا يؤذن بنهاية الكابوس الطويل من حياة الشقاء. الأمل بما وراء الاتفاق الموعود لوقف إطلاق النار، حيث يوجد احتمال بتبدل سياسي في التعامل السياسي والعسكري من جانب حماس وغزة، لتتحالف مع السلطة الفلسطينية في رام الله دون ضرورة العودة للحكم المشترك. النتيجة كيانان فلسطينيان برئاستين لكن بسياسة واحدة، وتأييد مصري. طبعا، مشهد اللحظة على الأرض لا ينبئ بالتغيير الذي نتحدث عنه، فقد بقي هو نفسه. المتحدث باسم حماس نفسه فوزي برهوم يذكرنا بنفس الحقيقة التي قالها قبل أربع سنوات «هذه الغارات مجزرة في حق الشعب الفلسطيني». الأخبار نفسها في تلك السنة، 2008، وإن اختلفت الأسماء، باراك أوباما، الرئيس الأميركي، اتصل بمحمد مرسي، الرئيس المصري لبحث وسيلة لوقف المعركة. إسماعيل هنية نفسه يدعو لما دعا إليه، لقمة عربية. الشيخ حمد، أمير قطر، يعقد قمة مصغرة دعما لحماس في القاهرة، هذه المرة برئيس وزراء تركيا ورئيس مصر، في عام 2008 عقدها في الدوحة مختصرة مع الرئيس بشار والقذافي من ليبيا والبشير من السودان. إسرائيل تطلق أسماء سينمائية على عملياتها، في عام 1982 سمت هجومها على جنوب لبنان «إصبع الجليل» وسمت عدوانها على غزة قبل أربع سنوات «الرصاص المصبوب»، والآن تسميها «عمود هاعنان» أي العقوبة الربانية على اليهود، لأنهم خالفوا تعاليمه، وتعتبرها عقوبة لفلسطينيي القطاع. مجلس الأمن نفسه اجتمع أيضا وانفض حتى بلا بيان، وفي تلك الحرب اجتمع تسعين دقيقة أيضا وانتهى بلا قرار. الأحداث قديمة إنما هل تلد هذه الأزمة نتيجة مختلفة؟ عسكريا لن تتبدل النتائج لأن ميزان القوة لصالح إسرائيل، أما ميزان الدعاية السياسية عربيا لن يقر بالهزيمة، وإن كانت الناس عادة تكتشف الحقيقة. نتذكر أن حزب الله ادعى أنه انتصر في معركته مع إسرائيل وأخفى عن الناس حينها أنه وافق على تراجع ميليشياته نحو ثلث مساحة لبنان، بعيدا عن الحدود مع إسرائيل. إنما كل الذين يسكنون هناك يعرفون أن النهر صار محرما على عناصر حزب الله عبوره، على الأقل في تلك الفترة. الجديد في حرب اليوم أن حماس، التي لم تكن تثق إلا في سوريا وإيران آنذاك، وإن خسرت حلفاء مهمين فهي كسبت حليفا أهم، هم إخوان مصر الذين في سدة الحكم اليوم. أعتقد أن مصر الجديدة تستطيع أن تغير قواعد اللعبة، تستطيع أن تكون الضامن لحماس أمام الإسرائيليين في اتفاقها الموعود، الذي أعلنت خطوطه العريضة أمس. وسيكون سهلا على حماس أيضا أن ترضى بأي اتفاق دون أن تتهم بخيانة قضيتها طالما أن الإخوان في مصر يدعمون تفاهمها الجديد. والأهم والجديد أن كثيرين، في واشنطن والعالم العربي أيضا، يريدون أن يعرفوا إن كانت غزة والقاهرة مستعدتين للدخول في سلام أوسع لاحقا، من خلال اتفاق اليوم لتكون غزة البوابة المفتوحة بعد أن كانت القطاع المحاصر. |
..من يحاسب «المقاومة»؟ بواسطة عادل الطريفي في كلمة له أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1995، أبدى إسحاق رابين الذي كان رئيسا للوزراء، واغتيل في العام نفسه، انزعاجه من تزايد التهديدات الأمنية القادمة من قطاع غزة، وحذر ـ حينها ـ من ظاهرة العمليات الانتحارية التي كانت قد بدأت قبل ذلك بعام، على خلفية الهجوم الإرهابي على الحرم الإبراهيمي (فبراير/ شباط 1994)، وفي إشارة إلى يحيى عياش، وهو شاب إخواني اعتبر العقل المدبر للعمليات الانتحارية ضد المدنيين، وظل شبحا يؤرق السلطات الإسرائيلية، قال رابين: «أخشى أن يكون (عياش) جالسا بيننا في الكنيست». بإزاء التطورات التي تجري اليوم في غزة، حيث اندلعت معركة بالصواريخ بين حركة حماس وإسرائيل، ينبغي الرجوع إلى التاريخ الحديث للصراع من أجل فهم أدق لما يجري. فكرة إرهاب العدو التي يستخدمها اليوم قادة حماس تبريرا لما يتعرض له مواطنوهم العزل من حرب غير متكافئة، ولدت قبل أكثر من عقدين من الزمن، حين قرر يحيى عياش ـ الملقب بـ«المهندس» ـ وزملاؤه في «اللجنة العسكرية الإخوانية»، التي سميت لاحقا بـ«كتائب عز الدين القسام»، أن الطريق الأقصر إلى تحرير الأرض المحتلة، هو في اللجوء إلى الوسائل الانتحارية لإلحاق أقصى ضرر بالحياة المعيشية للخصم. كان عياش شابا فلسطينيا قد انضم إلى جماعة الإخوان أواخر الثمانينات، ودرس في جامعة بير زيت، حيث تنشط التنظيمات السياسية، وبعيد تخرجه تقدم للعمل في إحدى الدول الخليجية، قبل أن يتم رفض طلبه من السلطات الإسرائيلية، وفي ظل ظروف معيشية صعبة، وتنامٍ كبير للحركة الإسلامية، بفضل الانفتاح الذي جاءت به اتفاقية أوسلو، تحول عياش إلى مهندس للعبوات الناسفة، وبين أعوام 1992 ـ 1996 تسببت عملياته بمقتل وجرح المئات من الإسرائيليين مدنيين وعسكريين، ولكنها في المقابل حصدت مئات الفلسطينيين في عمليات انتقامية، قامت بها جماعات إسرائيلية متطرفة، أو نتيجة للإفراط في استخدام القوة من قبل السلطات الإسرائيلية. الهدف المعلن لعياش كان إرهاب الإسرائيليين، وزراعة الرعب في قلوبهم، ولكن الهدف الحقيقي لحركته (حماس) كان إفشال اتفاقية أوسلو بتوجيه ودعم سوري ـ إيراني. لقد تم اغتيال عياش عبر تفجير الهاتف الجوال الذي كان يتحدث به في يناير (كانون الثاني) عام 1996. ويعترف محمود الزهار القيادي بالحركة أن كمال حماد الذي تورط في عملية الاغتيال، كان عضوا في حماس حتى انكشفت صلته بالشين بيت (داخل حماس، زكي شهاب، آي بي تورس 2007). لقد مضى على استخدام حركة حماس للعمليات الانتحارية قرابة العقدين، فماذا كانت النتيجة؟ نفذت الفصائل الفلسطينية ما يزيد على 170 عملية حتى نهاية عام 2008. قتلت فيها ما يزيد على 800 إسرائيلي، ولكن في المقابل تسببت تلك العمليات برد فعل ذهب ضحيته ما يزيد على 7500 فلسطيني، أي أنه كانت تتم التضحية بمائة فلسطيني لكي يقتل فرد إسرائيلي واحد. في تقرير دولي تناول أثر الانتفاضة الثانية على الفلسطينيين، لم تسقط إلا أعداد قليلة من الفلسطينيين في الأسابيع الأولى من مظاهرات عام 2000، التي كان يراد لها أن تستعيد انتفاضة 1987. ولكن قرار حماس وغيرها من الفصائل عسكرة الانتفاضة عبر استخدام العمليات الانتحارية، كلف الفلسطينيين ما يقارب ألفي قتيل خلال أقل من عامين (الانتفاضة الثانية: اتجاهات رئيسية، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أغسطس/ آب 2007). للأسف، جماعة أصولية مثل حماس لا تكترث للخسائر الإنسانية، فهي ما تزال تراهن على أن إرهاب العدو كفيل بتغيير شروط المواجهة، ولكن من يراجع مكاسب المرحلة الماضية وخسائرها يجد أن الحركة عملت على الوصول إلى السلطة عبر انتخابات سلطة أوسلو، وأظهرت علنا انتماءها إلى المحور السوري ـ الإيراني. لقد استعارت حماس أسلوب حزب الله اللبناني وطريقته حيث كان ـ ولا يزال ـ يصف عملياته بالانتصارات الإلهية رغم حجم الخسائر البشرية، والخراب في البنى التحتية، ناهيك عن اختطاف سيادة الدولة، وارتهانها للولي الفقيه. في مؤتمره الصحافي من القاهرة (الاثنين الماضي)، تباهى السيد خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحماس منذ 1996 ـ بمقاومة حركته للهجوم الإسرائيلي، وبعد أن رسم ابتسامة على وجهه، قال بأن إسرائيل هي من تطلب الهدنة وليس أهالي غزة، رغم سقوط مائة قتيل فلسطيني، وتدمير ما تبقى من البنى التحتية المتهالكة. ما يلفت الانتباه في حديث مشعل هو إشارته إلى أن المنطقة تغيرت بعد «الربيع العربي»، مطالبا بعض الدول بمراجعة مواقفها. ربما يكون هذا مطلبا مشروعا، ولكن متى تراجع حماس تجربتها في «المقاومة»؟ للأسف، ارتبطت حماس تحت رئاسة مشعل بعلاقات وثيقة مع رجال مثل بشار الأسد، وحسن نصر الله، والقذافي، وعماد مغنية، وآخرين لا يقلون سوءا، وعوضا عن أن تكفر الحركة عن خدمتها للمحور السوري ـ الإيراني، يريد البعض في حماس أن يستمر خطاب «المقاومة» الزائف حتى بعد انكشاف حجم الجرائم التي ارتكبت باسمه. مشعل توعد من الخرطوم بالانتقام للسودان من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت التسليح الإيراني الذي يهرب من هناك، وباعتراف إعلام حزب الله نفسه، بل اعترف عدد من شخصيات حماس بأنهم يستخدمون صواريخ «فجر 5» التي زودوا بنموذجها على الأرجح من إيران عن طريق حزب الله. يحاول بعض الإسلاميين من «الإخوان» في مصر والخليج تقديم خطاب اعتذاري لحماس، زاعمين أن الحركة تخلت عن نظام بشار الأسد بعد الانتفاضة، ولكن هناك مؤشرات تدل على أن الحركة لم تقطع علاقاتها بالضرورة مع النظام الإيراني، أو حزب الله، ومع افتراض أن هذا الطلاق حقيقي، أليس من المفترض إجراء مراجعة لسجل قادة الحركة، الذين رهنوا الملف الفلسطيني لأجندة ذلك المحور؟ ليس ثمة من شك في أن المنطقة شهدت تغيرا، كما أشار مشعل، ولكن الحقيقة أنه ليس جزءا من هذا التغير، بل إن خطابه ومنطقه «المقاومين» يفترض أنهما ينتميان إلى حقبة الماضي. ففي كلمة له أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي الشهر الماضي، قال مشعل: «لا تعارض بين أن نتبنى الديمقراطية والإصلاح وبين دعم المقاومة». ولكن من الواضح أن هذا القول يتعارض مع تحالف حماس مع نظامين امتهنا حقوق مواطنيهما، ومارسا العنف ضدهم. ليس من قبيل المصادفة أن جماعة الجهاد التي دأبت على تخريب الهدنة في غزة ممولة إيرانيا، وفي الوقت الذي تلاحق فيه حماس الجماعات السلفية في غزة، فإنها لم تدن بتاتا صواريخ تلك الجماعة، بل يتحدث قادتها عن نصر «نوعي» يحققونه عبر تلك الصواريخ. لا شك أن إشعال جبهة غزة يخدم بشكل مباشر صرف الانتباه عما يجري في سوريا، حيث يقتل كل يوم منذ عامين أكثر من ضحايا غزة حتى الآن. ليس هذا تقليلا من أرواح أولئك الضحايا، ولكن من يريد الاهتمام بضحايا غزة فعليه الاهتمام كذلك بضحايا سوريا الذين يسقطون على أيدي حلفاء حماس بالأمس القريب. وهذا عطفا على ما حذر منه المرشد الإيراني آية الله خامنئي، وكذلك حسن نصر الله، فيما يتعلق بتسليح المعارضة السورية في الوقت الذي يتباهى فيه حزب الله بدعم «مقاومة» حماس بالسلاح. لقد ارتكب قادة «المقاومة» أخطاء جسمية بحق السلم الإقليمي، وتسببوا بدمار غير مسؤول لدول المنطقة، وارتهنوا مستقبل الفلسطينيين لصالح أنظمة سيئة، ورغم ذلك لم تجرِ أي مراجعة، بل شخوصها اليوم باتوا زعماء على حساب دماء المدنيين العزل. في واحدة من حواراته الأخيرة، قال عياش: «قنابلنا هدفها أن تجعل الاحتلال (الإسرائيلي) أكثر تكلفة على الصعيد الإنساني، حتى لا يطيقها العدو». بيد أن النتيجة بعد كل تلك السنوات باتت عكسية، الحياة بالنسبة للفلسطينيين أصبحت لا تطاق، فيما أمضى قادتها «المقاومون» أيامهم في ضيافة دمشق والضاحية الجنوبية. |
..أحداث غزة بين حماس ونظام بشار بواسطة حمد الماجد | يصعب ألا نربط الهجمات الإسرائيلية الوحشية على غزة بالهجمات الأسدية الوحشية على الشعب السوري، فالهجمة الإسرائيلية فكت بعض عقد الأنشوطة التي التفت مؤخرا على رقبة النظام السوري وصرفت الأضواء ولو قليلا عن الساحة السورية، وأعطت النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي لا أقول أملا في البقاء، فهذا ما لا يمكن تصوره، ولكن في إطالة أمد البقاء لعل تشابكات الوضع الإقليمي تفرز متغيرات وصراعات تصرف النظر عن أولوية الاتجاه العربي والدولي للإجهاز على النظام السوري وتسريع موتته. الرأي الذي أبعد النجعة كثيرا هو الذي يقول بأن الصراع العسكري الحماسي الإسرائيلي هو في الحقيقة صراع إيراني إسرائيلي نابت فيه حماس عن إيران، وبتعليمات صريحة من طهران، لتخفيف الضغط عن نظام بشار، فحركة حماس وإن ربطتها بإيران علاقة مصالح عابرة خلخلت بعضها الثورة السورية، إلا أن الحقائق والمعطيات على الأرض تعطي مخرجات مختلفة، فمنذ انسحبت قيادة حماس من دمشق وانحياز الحركة الواضح والمنطقي مع الثورة السورية، والعلاقة مع نظام سوريا وإيران تعاني شيئا من التوتر، فلا نتصور أن ترضى حركة حماس أن تكون معبرا لتنفيذ أجندة قذرة لا أقول ضد الشعب السوري فحسب والذي تجمعها به روابط أقوى من نظام إيران، ولكن أيضا ضد الثورة التي يشكل «توأمها الإخواني» أحد عناصر القوة فيها. يقول خبراء التحقيقات الجنائية: حين يشكل عليك الجاني فتش عن المستفيد، إسرائيل وبامتياز هي المستفيد الأول وهي الجاني من كل تداعيات أحداث غزة، فإسرائيل كما ذكرت صحيفة «الفايننشال تايمز» اللندنية هي التي أشعلت ثقاب المواجهة العسكرية (وذلك في أعقاب اغتيال إسرائيل قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أحمد الجعبري، وشنها غارات جوية على مواقع متعددة في القطاع، بعضها يحتوي على سلاح)، وإسرائيل أيضا هي التي حولت قطاع غزة إلى حقل تجارب لأسلحتها الجديدة، فاغتيال الجعبري نفذ من خلال تجربة استخدام طائرة من دون طيار، وتجرب إسرائيل هذه الأيام مدى فعالية منظومة «القبة الحديدية» في اعتراض صواريخ الفصائل الفلسطينية، والتي كانت في السابق محور جدل؛ حيث شكك الإعلام الإسرائيلي في مدى نجاعتها أثناء عملية «الرصاص المصبوب» في ديسمبر (كانون الأول) 2008، وحققت حكومة نتنياهو باغتيال الجعبري نصرا معنويا أمام الشعب الإسرائيلي، فالجعبري هو الذي أهان حكومتها واستخباراتها التي تتباهى برصد الساحة الفلسطينية، من خلال هندسته لعملية إخفاء الجندي جلعاد شاليط، كما أن نتنياهو يريد أن يخوض الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وفي جعبته قمع للفلسطينيين وحزمة من اغتيالات قادتهم، كما أن استدراج إسرائيل للفصائل الفلسطينية لتوجيه صواريخ ضد المناطق السكانية في إسرائيل من شأنه أن يقوي الموقف الإسرائيلي المناهض للاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية. إذن، فإسرائيل وبكل المقاييس اصطادت بحجر غزة الدامي عددا من العصافير السياسية والعسكرية، وعليه فتبدو نظرية تآمر حماس مع إيران لنصرة نظام بشار رأي ساذج لم يطبخ جيدا ليبدو مهضوما ومنطقيا، وإنما غذته مناكفات وخصومات آيديولوجية وسياسية. |
... ..صواريخ إيران مع أم ضد العرب؟! بواسطة محمد الرميحي | طارت صواريخ حماس إلى المدن الإسرائيلية، فأحدثت نشوة عربية عارمة لدى رجل الشارع العربي. لأول مرة صواريخ تحاول إصابة أهداف في أماكن لم تصرخ فيها صفارات الإنذار لفترة طويلة في إسرائيل، فلم تعد إسرائيل طويلة اليد، حرة في قتل العرب كما تشتهي وكيف تشتهي. مع طيران تلك الصواريخ ارتفعت أسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهي صانعة تلك الصواريخ التي لم يكن لحماس أو أي من مناصريها الوصول إلى تقنياتها أو حتى التفكير في صناعتها، وهذا ما تريده الجمهورية الإسلامية بالضبط؛ الوصول إلى الشارع العربي وكسبه، الذي هو بدوره عاطفي وسريع الانجذاب لأي من يحاول أن يؤدب إسرائيل على أفعالها المشينة. ولكن ثمة صواريخ أخرى وعتاد إيراني حربي آخر يستخدم في قتل عرب آخرين، في قرى وبلدات ومدن سوريا، لم يتوقف أحد ليفسر أن عتادا إيرانيا يدافع عن بعض العرب، ويقتل عربا آخرين في الوقت نفسه، ولا يصيب العدو بأضرار كبيرة، ولكنها السياسة من جهة، وقصور الذاكرة من جهة أخرى. قليلون سوف يرون أن هناك تناقضا ما بين الفعلين، وأنا أراه منسجما مع بعضه، فما تكسب به تلعب به، كما يقول المثل المعروف.. أي أن إيران تكسب كثيرا عندما تبدو أمام الرأي العام العربي أنها مدافعة عن المستضعفين في فلسطين، وهم بالنسبة للعرب بشر ضاع مستقبلهم وأصبح لحمهم يعطى للآلة الإسرائيلية الحربية متى ما شاءت دون رادع، ويصبح التعاطف معهم تلقائيا، خصوصا عند تعرضهم لمذبحة، وهم يتعرضون لها كلما قررت إسرائيل أن تفعل. كما أن قتل السوريين ليس مهما كثيرا، لأنهم يريدون أن يخرجوا من طوق التحالف الذي تدافع عنه إيران بكل قوة. في مكان آخر يقف حزب الله اللبناني المناصر لإيران متفرجا على ما يحدث في غزة، لأن بعض عتاده مدخر لمواجهة عرب آخرين في لبنان، يريدون لوطنهم الانعتاق من التبعية، على الرغم مما يخزنه كما يعلن الحزب من عشرات الآلاف من الصواريخ الجاهزة للانطلاق، أو أنه مستخدم جزئيا للدفاع عن الجار وخوض معركته؟! إنها مسرحية سريالية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولكن مخرجها يقول إن السلاح وضع للمصلحة ويجب استخدامه متى ما كان يراد للمصلحة أن تتحقق، وهي مصلحة إيرانية في الأساس.. بصرف النظر عن الحقائق على الأرض والتي تقول إن ما أصاب إسرائيل من أخطار في الأنفس وفي البنى المادية لا يشكل إلا جزءا يسيرا مما يصيب الشعب السوري، وإن الضحايا في سوريا أكثر بالأرقام أضعافا مضاعفة من الضحايا الذين خلفتهم صواريخ إيران. السر الكبير أنه لا أحد يعرف من بدأ هذه المعركة الأخيرة. هناك رأي يقول إن من بدأها قوى منسلخة وصغيرة في الجسم الفلسطيني في غزة، وإنه ربما كانت تعمل بأوامر ليس بالضرورة داخلية. إلا أن حماس قد انجرت إلى المعركة، لكونها المسؤولة عن الأمن في القطاع، كما يذهب هذا التحليل إلى القول إن المزايدة التي تقوم بها بعض الجماعات الفلسطينية تجبر حماس على خوض معارك غير مستعدة لها وربما غير راغبة فيها. من جهة أخرى، فإن توقيت المعركة أيضا فيه إحراج للنظام الجديد في مصر، ويبدو أن من خطط لفتح المعركة أراد أيضا أن يضع مصر بحكمها الجديد أمام خيار صعب؛ إما مناصرة الفلسطينيين على الأرض، وإلا اتهم بالتقاعس كما كان يفعل النظام المباركي في السابق، أي دون أي ردود فعل تذكر. القاهرة اختارت كما يبدو أن تلعب اللعبة بنفس قواعد من حركها، أرسلت رئيس الوزراء لساعات إلى غزة، ومن ثم صب كلاما كثيرا عن المناصرة والدعم والأخوة.. ولكن النتيجة واحدة متماثلة مع السابق، أي محاولة التوسط بين الطرفين المتنازعين، كما كان يفعل مبارك من قبل. الجامعة العربية هذه المرة كان كلامها أكثر حدة، وتوعد بالويل والثبور، إلا أنه كلام أيضا لا يخرج عن سياق الجمل الساخنة، وكان ذلك متوقعا أيضا. ما حققته معارك غزة في الأيام الأخيرة عدد من النتائج، هي أولا رفع درجة القبول لدى البعض لـ«التقنية الإيرانية النشيطة»، خاصة بعد أن قدم لها حزب الله قبل أسابيع بإرسال الطائرة من دون طيار التي أسقطت، وإعادة تأهيل الفكرة التي تقول إن إيران لا غيرها هي سند الفلسطينيين الحقيقي، كما حققت إثارة كثير من الغبار على إنجاز الشعب السوري، بعد أن توحدت قواه الحية في اللقاء الأخير في الدوحة، وتقاطرت الدول صغيرها وكبيرها على الاعتراف بها كممثل شرعي وحيد للشعب السوري. ومن نتائج فتح المعركة الغزاوية غير المباشرة رفع أسهم بنيامين نتنياهو في السباق القادم للانتخابات الإسرائيلية. أما كم من المنازل تهدم في غزة، وكم من الأرواح قد أزهقت، فهو لا يشكل إلا عددا في النعوش لا أكثر. مسكينة هذه القضية التي تخلى عنها بشكل عملي أهلها، كما تاجر ويتاجر بها بعض أبنائها، وهي الآن معروضة في سوق نخاسة يدفع ثمنها بعض صواريخ مصنوعة في إيران في الغالب لا تترك خلفها غير أصواتها المرتفعة! العجيب أنه مجرد ما تحرك الوضع حول غزة ثارت الأصوات الجاهزة تعلن أين أنتم يا عرب؟! وكيف لا تتحركون؟! هي محاولة للمزايدة ينساق وراءها كثيرون، كما ظهرت بعض المظاهرات وهي في حقيقتها تبكي على قضايا داخلية في الغالب في إطار الدعم لفلسطين. آخر الكلام: لا يريد السوريون الآن بعد توحد معارضتهم العواطف الجياشة، ولا حتى المعونات الإنسانية، يريدون سلاحا فعالا من أجل تحقيق النصر، يبدو أن فرنسا في طريق الاستجابة، بقي أن يستجيب آخرون أيضا. |
..أخطاء قاتلة! بواسطة ميشيل كيلو | ثمة أخطاء شائعة في عمل المعارضة السورية تتكرر منذ قيام الثورة المجيدة، أهمها قاطبة موقف بعض المعارضين من مسألة الحوار، التي أربكت العقل السياسي المعارض بالأمس، خلال نيف وعامين، وتربكه اليوم أيضا. في بداية الثورة، وقع نقاش حول مسألة الحوار مع النظام تباينت وجهات النظر فيه، فقال البعض برفضه المطلق، وقال البعض الآخر بقبوله على علاته، ودعا كاتب هذه الأسطر إلى حوار تتوفر فيه ثلاثة معايير هي: أن يخدم الثورة والشارع، ويقلل أعداد المحايدين والخائفين ويدفع بهم إلى المظاهرات، ويفكك أو يضعف النظام، وإلا فلا حوار، ولا محاورين، تحت أي ظرف كان. بعد أشهر قليلة على قيام الثورة، عرض النظام الحوار من خلال ما سماه «هيئة الحوار الوطني» برئاسة الأستاذ فاروق الشرع، نائب الأسد. وبالفعل، فقد أجرى بعض المعارضين حوارات معه ومع أعضاء في اللجنة انطلاقا من المعايير الثلاثة السابق ذكرها، انتهت بقرار إجماعي من المعارضة يدعو إلى مقاطعة الهيئة ومؤتمر صحارى الذي نظمته، فكان ما فعلته مفيدا للحراك الشعبي، لأنه قلل بالفعل أعداد المحايدين، وأقنع جمهورا كبيرا من الناس بأن النظام لا يريد تسوية سلمية للأزمة، وأنه اختار الحل العسكري سبيلا وحيدا للتعامل مع الشعب، كما أدى إلى خلخلة جدية في صفوف النظام، حيث أحدث داخله تناقضات زاهرة بين دعاة التسوية السياسية وأصحاب الحل العسكري - القمعي، عكستها إزاحة عدد من المسؤولين الكبار والمتوسطين عن مواقعهم، أو اعتقال البعض منهم، بينما تعززت ثقة الشارع بقدرة الثورة على بلوغ أهدافها، بعد أن اقتنع بأن النظام يحاول كسب الوقت وإضفاء صبغة معتدلة على عنفه، ويبحث عن تغطيته سياسيا من خلال توريط المعارضة بما يناقض مصالح الشعب. فيما بعد، وخلال فترة قصيرة من تأسيس المجلس الوطني، رفع شعار «لا حوار مع الدبابات»، وتم رفض «مبدأ الحوار» باعتبار أنه لن يفضي إلا إلى خيانة الثورة، ثم ربط الرفض بإسقاط النظام، واستخدم لتحقيق أغراض ليست على علاقة بذلك، تفرعت عن الصراع على قيادة المعارضة وانصبت على شرعية منظماتها، فكان من الطبيعي أن تنتهي الأمور إلى تخوين معارضة الداخل واتهامها بالرغبة في حوار مع النظام سيخرجه من مأزقه، كأن كل شيء كان قد أصبح معدا بالفعل لإطاحة السلطة، أو كأن هذه كانت راغبة في حوار يضع حدا للأزمة والصراع مع أي طرف داخلي معارض، وأخيرا، كأنه لم يبق لإسقاط النظام غير التخلي عن الحوار معه. حدث هذا، بينما كان النظام يستعيد بعض من تخلوا عنه في الفترة التي أعقبت قيامه بإفشال الحوار الوطني، ويوحد صفوفه بدرجة لم تعد تسمح لأي شخص أو جماعة بقول أو فعل أي شيء يتعارض وخط الأسرة الأسدية وزرازيبها. وحدث كذلك بينما كانت المعارضة تزداد فرقة وانقساما وتصارعا، والشعب يزداد إصرارا على التضحية دون أن يجد بين المعارضين من يعبر عن رغباته ونضالاته. هكذا، انقلب الخلاف حول الحوار إلى أداة مزقت الصف الوطني، ومكنت النظام من التذرع بأنه لا يحل الأزمة سلميا وسياسيا، لأنه لا يجد من يريد الحوار معه. ذلك نقل مركز ثقل الصراع من السياسة إلى استخدام القوة، كما خطط لها النظام، وتخلت المعارضة بكافة ألوانها وأطيافها عن ورقة السياسة، التي لم يكن من الجائز التخلي عنها، لصعوبة كسب الشعب من دونها، وخاصة قطاعاته الواسعة المطالبة بحل سياسي وسلمي، الخائفة من المصير الذي يأخذها العنف إليه. لقد كان من الممكن كسب أقسام كبيرة من هذه القطاعات عبر استعمال الورقة السياسية أداة فاعلة في صراع متنوع لا يتورع النظام عن استعمال جميع ما هو متاح له من أوراق فيه، لكن ذلك لم يحدث. واليوم، صارت استحالة إجراء أي نوع من الحوار مع السلطة من مسلمات العمل المعارض، كما يقول: «الائتلاف الوطني للقوى الثورية والمعارضة». والغريب أن القائلين بهذا المبدأ لا يلاحظون تعارضه مع استعدادهم المعلن لمحاورة من «لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب من أهل السلطة»، وللمشاركة (حسب الميثاق السياسي للمجلس الوطني) في حكومة «وحدة وطنية» مع مؤسستهم العسكرية، التي لا ينكر هؤلاء أنها تسفك دماء السوريات والسوريين منذ قرابة عامين، ويتجاهلون أيضا ما في القولين من استعداد للحوار مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء في الأول، ومن تلطخت حتى أعناقهم في الثاني، ولا يأخذون بحسبانهم واقعا قد يترتب على تداعي النظام، يعبر عن نفسه في بروز تيار داخله يريد التخلص من بشار وعصابته، والمساعدة على انتقال سوريا إلى نظام ديمقراطي، مقابل منحه ضمانات خاصة بأمن وسلامة أطراف في السلطة. ماذا سيفعل المعارضون في حال اتصل بهم بعض أهل النظام وطالبوهم بحوار حول هاتين النقطتين: التخلي عن النظام والمشاركة في إسقاطه والمطالبة بضمانات؟ هل يكون من مصلحة الثورة أن يقولوا لهم: ابقوا حيث أنتم، مع بشار الأسد ونظامه وقاتلونا حتى النهاية، لأننا نرفض مبدأ الحوار معكم، أم سيكون من المصلحة محاورتهم؟ هذه مسألة على قدر عظيم من الأهمية، يصعب الوصول إلى موقف صحيح منها عبر سياسة الرفض المطلق لمبدأ الحوار، الضيق جدا بالنسبة لحجم الاحتمالات المتنوعة التي يمكن أن تواجهنا في الواقع خلال الفترة القادمة، عندما سيكون من الممكن أن يقتنع بعض أهل النظام بضرورة العمل على حماية أنفسهم من خلال الإسهام بطريقة ما في تفكيكه، بالتعاون مع المعارضة. ماذا نقول لمن يأتي إلينا معلنا استعداده للمشاركة في تفكيك النظام ووقف العنف والتخلص من قيادته الحالية؟ هل نلقي بمبدأ اللاحوار وراء ظهورنا أم نرتكب غلطة التمسك به، فنطيل أمد الأزمة ونتسبب بالمزيد من قتل السوريات والسوريين، ومن دمار وطننا المنكوب بحكامه؟ لا بد من التخلي عن بعض الشعارات التي ورثناها من حقبة تأسيس المجلس الوطني، وكان القصد منها الصراع ضد أطراف في المعارضة وانتزاع قيادة العمل منهم، أكثر مما كان الصراع مع النظام، والدليل ما شاب أقوال المجلسين من تناقضات صارخة ترفض الحوار مبدأً، لابتزاز المعارضة، وتقبله كممارسة، مع النظام. ويقيني أن الائتلاف كان يجب أن يقول في بيانه برفض الحوار، إلا إذا كان يفضي إلى تفكيك النظام وإسقاط العصابة الحاكمة، والإسهام في نقل سوريا إلى النظام الديمقراطي العتيد. ذلك كان سيشجع أطرافا كثيرة في النظام على تلمس دربها نحو دور وطني، وسيسهم في تخفيف وطأة القتل عن شعبنا، وسيعيد ورقة السياسة إلى يدنا باعتبارها الورقة التي تكمل ورقة مقاومة شعبية ندين لها بصمودنا الأسطوري وانتصاراتنا. وأعتقد، في الختام، أن وقت تصحيح هذا الخطأ لم يفت بعد، وأن علينا التخلص منه، لأنه مفيد ومطلوب! |
..الذهاب إلى المصيدة بواسطة عبد المنعم سعيد | ما أشبه الليلة بالبارحة، وكأنه لم يتغير شيء في عالمنا العربي، فلا استقلال جرى، ولا ثورات قامت، ولا جامعات أقيمت، ولا مدن ازدهرت، ولا عالم دخل فينا ودخلنا فيه، ولا ربيع قدم منذ عامين يؤذن لشباب الـ«فيس بوك»، وزهور من رجال ونساء تبشر بدنيا لم نعرفها من قبل. المسألة كما كانت تماما في عام 1948، و1955، و1956، و1967، و1982، و1991، و2006، و2008، وما بين هذه الأعوام وخلالها جرت نكبات ونكسات وأخطاء في الحسابات، اعترفنا ببعضها أحيانا، ووضعنا رؤوسنا في الرمال العربية الناعمة، والمترامية الأطراف حتى لا نرى الحقائق الموجعة، أحيانا أخرى. كتاب التاريخ العربي المعاصر فيه فصل كبير عن «الاستدراج»، برع فيه الأستاذ محمد حسنين هيكل في مطولاته عن حرب الثلاثين عاما، وعن حرب الخليج التي يمكن أيضا حسابها وقد تعدت ثلاثين عاما إذا ما شملت الحرب العراقية - الإيرانية، واحتلال الكويت وتحريرها، وغزو العراق واحتلال بغداد، حتى وصلنا إلى حرب الزرقاوي والمجاهدين، والشيعة ضد السنة. جوهر فصل «الاستدراج» هو أن جماعتنا من القادة لديهم سمة «المستدرجين» الذين تغمض عيونهم عن رؤية توازنات القوى وحقيقة العالم فإذا بهم يسقطون من حالق إلى هاوية ومعهم شعوبهم، وأمتهم، ودولهم. في مقدمة كتاب «جيوش وعروش» نجد الجماعة تجري وراء حرب عام 1948 ويحارب بعضها بعضا، وهي ترفض قرار التقسيم بينما خططها العسكرية كلها لا تريد تجاوز القرار، فتنتهي الحرب وقد تجاوزته إسرائيل فتحصل على ما لم يرد في القرار. وهكذا تسير القصة فيستدرج «الديك الرومي» فيتم احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة، ويعلن صدام حسين أنه سوف يحرق نصف إسرائيل فإذا بالعراق تحترق كلها، وحسن نصر الله يخطئ الحسابات فيتم احتلال الجنوب اللبناني بالقوات الدولية، أما غزة فتأخذ القصة من أبسط مفاصلها فتقرر الانفصال قبل قيام الدولة وتخوض حربا ثم تتساءل: أين الأمة العربية؟ يجب أن نعترف أن الأمر ليس راجعا فقط إلى القيادات، وإنما كان للشعوب فيها نصيب ودور. الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني ليس كمثله ظلم، ولكن الخلاص منه يحتاج إلى طريق شاق من العمل والتعليم والتفوق التكنولوجي وكسب العالم معنا. مثل ذلك يحتاج - كما قال تشرشل ذات يوم - إلى الدم والعرق والدموع، ولكن الاختيار كان في الاتجاه الأسهل حينما سلمت الشعوب رقابها لكل من يهتف لفلسطين، أو يطلق عليها طلقة أو صاروخا، أو يسبب لها قلقا ولو لدقيقة، وبعدها ليس مهما ماذا يحدث، وما حدث كان ضياعا للفرص، واختيارا للطغيان، والتراجع في ركب الأمم. كانت حالة الهستيريا الجماعية الشعبوية في كل مرة هي التي تضع القادة إما في ركب استغلال الموقف للتغطية على موقف ظالم، أو فشل ذائع، أو زيادة لأيام حكم طاغ، أو من ناحية أخرى خوض معركة لم يستعد لها أحد، ولم يتوفر لها تخطيط، ولم يتشاور حولها طرف مع أطراف، ولا يحدث أمر من هذا إلا بعد أن تقع الواقعة فيطلب اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية. القصة الآن تطبق بحذافيرها، المنطقة كلها تعج من مالي إلى بغداد، ومن الصومال إلى سوريا، بجماعات الإرهاب والجهاد التي جهز لها القذافي من السلاح ما يكفي لسد وجه الشمس. وبدأت الحرب المسلحة من سيناء لتحرير الأراضي المقدسة بدءا بقتل قوات الجيش والشرطة المصرية مع بعض من الأهداف الاقتصادية والمدنية، لعل ذلك يجعل الطريق لتحرير فلسطين أو الذود عن الثورة في سوريا ممهدا. حاكم دمشق بشار الأسد وجد أن عليه أن يسبق الجميع، وهو الرجل الذي لم تنطلق من ناحيته طلقة من قبل، وجبهته على الجولان من أكثر الجبهات هدوءا، وحتى عندما عبرت القاذفات الإسرائيلية إلى أرضه لكي تدمر المفاعل الكوري الشمالي ظل صامتا ربما تتجاهل إسرائيل الأمر، ولكنها سربته، وهنا ذهب إلى الأمم المتحدة شاكيا. لا أحد بالطبع يتذكر ما إذا كانت المنظمة الدولية أصدرت بيانا أم لا، ولكن بشار قرر خربشة المناطق منزوعة السلاح، فيتم تبادل لإطلاق النار تستغله إسرائيل لإظهار تفوقها فتكتفي دمشق بالحديث عن تواطؤ الثوار مع إسرائيل. ولكن جماعات الجهاد في غزة تأبى أن تسرق منها دمشق القضية المركزية فيكون إطلاق الصواريخ، ولكننا لا نعرف ما إذا كان ذلك إشارة التحرير الأولى، أم أننا بعد ذلك سوف نذهب إلى مجلس الأمن نبحث عن قرار لإدانة إسرائيل ووقف إطلاق النار، ونحن نعلم علاقة إسرائيل بالعالم، والدول الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة. الهدف هذه المرة هو مصر حتى يخفت ربيعها وتضيع ديمقراطيتها الوليدة فتكون معركة سيناء أولا، ومن بعدها تبرر المعركة بالكفاح ضد إسرائيل، وتصبح النخبة السياسية المصرية الجديدة تحت ضغوط مروعة من أنصارها، ومنافسيها في حمل الراية الإسلامية، ومعارضيها الذين لا يعلمون ما إذا كان عليهم الدفاع عن موقف يقود إلى حرب بينما مصر كلها لم تتعدَّ المرحلة الانتقالية بعد. ولكن الحل يكون كما كان دائما هو المظاهرات والمليونيات والضغط الشعبي، حيث تجري المزايدة على من سيكون الأكثر تشددا في مناصرة الأشقاء ومواجهة الأعداء. قبل الربيع العربي في مصر، وقبل أن يصير ميدان التحرير قبلة الثوار، كان واحدا من أسباب الخوف من حكم الإخوان المسلمين أنهم قد يأخذون البلاد إلى حرب أخرى لم يستعد لها أحد. وكان رد الثقات من الجماعة أن معارضتهم لاتفاقية السلام لا تعني الحرب، وكان ذلك ما أكدوه عندما وصلوا إلى السلطة، فقد تمسكوا بالمعاهدة، وعندما تكاثر الإرهابيون في سيناء توصلوا إلى تفاهم مع إسرائيل لزيادة قواتنا عما هو محدد في البرتوكول الأمني، وكان منهم من يفخر بأنه تحت الحكم الراهن تمت إزالة أنفاق أكثر مما فعل النظام السابق، وأضيف إليها أن النظام الحالي أكثر جدية بكثير في عملية تعمير وبناء سيناء. كان الكلام رائعا لكن آلية الاستدراج سارت في طريقها المعلوم، طارت الصواريخ، وجاء الرد الإسرائيلي عنيفا وعدوانيا وأكبر من كل ما جاءها، فقال السيد إسماعيل هنية إن مصر لا يمكنها أن تترك فلسطين وغزة فلبت مصر النداء فسحبت السفير، وطلبت اجتماع الجامعة العربية. هل ينجح الاستدراج هذه المرة أيضا؟ في تقديري أن أمل إسرائيل ربما سيخيب هذه المرة لأن هناك حكمة كافية لتفويت الفرصة، ولكنها ليست بالضرورة لتفويت الظرف فيكون وسيلة للتعبئة والحشد وراء أوضاع جديدة في مصر أولا، أما ما سوف يحدث في غزة أو فلسطين فسوف يترك لجولة أخرى، يكون الاستدراج ساعتها أكبر مما عرفنا حتى الآن. |
أنا منذ خمسينَ عاما، أراقبُ حال العربْ. وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ... وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ... وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا ولا يهضمونْ... أنا منذ خمسينَ عاما أحاولُ رسمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ رسمتُ بلون الشرايينِ حينا وحينا رسمت بلون الغضبْ. وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي: إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ... ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟ ومَن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتٌ... وليس لديهم بَنونْ... وليس هنالك حُزْنٌ، وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!! أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ. رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ... رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ... وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ... فقتلى على شاشة التلفزهْ... وجرحى على شاشة التلفزهْ... ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ... أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ نتابع أحداثهُ في المساءْ. فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟ أنا...بعْدَ خمسين عاما أحاول تسجيل ما قد رأيتْ... رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ... ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ... ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!... نزار قباني |
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:38 PM. |
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية