|
..الثورة السورية إذ تُسقط أسطورة الثورة الفرنسية بواسطة منذر عيد الزملكاني | الشرق الأوسط – ......إن المتأمل في الثورة السورية منذ اليوم الأول وكيفية تطورها، ومستوى التحديات التي واجهتها، وكيف أنها تغلبت على كل محاولات إجهاضها، لا بد أن يعتبرها أسطورة الثورات العالمية بأجمعها، بل أسطورة العالم الحديث. فإذا كانت الثورة الفرنسية قد صنفها العلماء بأنها أهم الثورات الأربع الكبرى في العالم (الإنجليزية، الأميركية، الفرنسية، الروسية) حسب الترتيب الزمني، فإنه يكفي أن نعقد مقارنة علمية بسيطة بين الثورة السورية وبين الثورة الفرنسية لنصل إلى نتيجة مفادها أن الثورة السورية هي أعظم من كل تلك الثورات بأجمعها. توجد حالة مشتركة إلى حد كبير بين آل الأسد في سوريا والملك الفرنسي لويس السادس عشر، وهي السيطرة على الدولة، فقد قالها يوما جده الأكبر الملك لويس الرابع عشر: «أنا الملك.. أنا الدولة»، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قبضة آل الأسد على الدولة كانت أشد وطأة، ولم تكن أبدا لمصلحة البلاد، وإنما لمصلحة قوى إقليمية عدو للشعب السوري والتاريخ السوري والحضارة العربية. من ناحية ثانية، لقد كانت علاقة الملك الفرنسي لويس السادس عشر بشعبه ورعيته منذ أكثر من مائتي سنة أرقى وأعظم حضارة من تعامل آل الأسد مع الشعب السوري. يقول أليكس دي توكفيل: «كان الملك يستخدم لغة السيد، لكن في الحقيقية هو كان دائما يذعن للرأي العام ويستأنس به في إدارة الشؤون اليومية، وقد جعل أهمية كبرى لاستشارتهم والخوف منهم والانحناء لهم بثبات». ودون الخوض طويلا في أسباب الثورة الفرنسية والثورات الكبرى الأخرى، فإنه يكفي أن نورد ما قاله جيمس ديفيز بأن «الثورة الأميركية والثورة الفرنسية والثورة الروسية لم تقم بسبب استمرارية وقساوة شظف العيش عند الناس. بل كان السبب انحدارا اقتصاديا واجتماعيا حادا ومفاجئا أحبط الآمال والتوقعات التي كانت معقودة على التقدم». إذن، فالثورة كانت بسبب الانتقال من حالة جيدة إلى حالة سيئة بشكل حاد ومفاجئ، لا كما هو عليه الحال في بلادنا التي لم تشهد حالة جيدة قط منذ عقود. يقول روبرت بالمر: «الفلاحون والبورجوازيون كانوا في حرب ضد عدو واحد، وهذا ما جعل الثورة الفرنسية ممكنة». إذن لقد تحالف البورجوازيون مع الفلاحين ضد الملك في فرنسا، فهي لم تكن ثورة من فوق ولا ثورة من تحت، بل كانت ثورة من فوق وتحت في آن واحد، اجتمعت مصالحهما جميعا للتخلص من الملك وزمرته. صموئيل هانتغتون يعمم هذه الحالة فيقول بأن «توفر هذا الشرط هو ما يجعل أي ثورة ممكنة». ويضع شروطا لكل ثورة في أي بلد عصري وهي «أولا: المدى الذي تكون فيه الطبقة الوسطى في المدينة وطبقة المفكرين والأدباء والمهنيين والبورجوازيين مهمشين ومبعدين من قبل النظام القائم. ثانيا: المدى الذي تكون فيه طبقة الفلاحين مهمشة ومستبعدة من قبل النظام القائم. ثالثا: مدى تجمع الطبقة الوسطى في المدينة والمفكرين مع طبقة الفلاحين معا، ليس من أجل القتال ضد العدو الواحد فحسب، بل أيضا من أجل قضية واحدة، وعادة ما تكون الوطن أو الأمة». وبغض النظر عن تصنيف صموئيل هانتغتون للطبقات في قيام الثورة، إلا أنه في الحالة السورية كان الوطن في عين وقلب الثوار فقط، أما الآخرون فكانوا وراء مصالحهم في سوريا، الثورة كانت من تحت فقط، بمعنى أن طبقة الأغنياء لم تشارك في الثورة، بل على العكس اصطفت إلى وقت طويل من عمر الثورة إلى جانب النظام وقاتلت في خندقه، ولا يخلو طبعا من بعض الاستثناءات الفردية التي لا يعتد بها في تغيير النظرة العامة. وحتى هذه اللحظة لا يمكن اعتبار الطبقة البورجوازية مع الثورة، فهي ما زالت ملتزمة الحياد، ومنها ما سارع إلى الفرار من الساحة والتفرج عن بعد كالذي يشاهد مباراة بين فريقين بانتظار فوز أحدهما ويبقى الوطن آخر ما يفكرون به. فالآية انعكست في حالة الثورة السورية، وهي أن الثوار كانوا هم العدو الأوحد بالنسبة للنظام وللبورجوازيين. وهذا أول اختلاف كبير بين الثورة السورية والثورة الفرنسية، مما يجعها أكثر تعقيدا وأشد صعوبة في مسارها. وهذا الاختلاف في الحقيقة ليس حكرا على الثورة السورية، بل تشترك فيه أغلب ثورات الربيع العربي، لكن الاختلاف الكبير الذي يميز الثورة السورية وحدها من ضمن ثورات الربيع العربي عن الثورة الفرنسية هو استخدام القوة المفرطة لقمع الثورة. يقول كرين برنتن، أحد كبار مؤرخي الثورة الفرنسية: «إن لويس السادس عشر كان لديه في عام 1789 قوات مسلحة يثق بها. كان لديه قوات حراسة ومرتزقة من الألمان والسويسريين، وكان السويسريون مستعدين للموت في سبيله ومن أجل واجبهم. كان لديه من هم الأقوياء الأمناء ممن يستطيع الاعتماد عليهم، لكنه في هذه اللحظة الحاسمة فشل هو وخصمه في استخدام العسكرة. ومنهم من يقول بأنه لم يحاول استخدامها. وهنا تأتي النقطة الهامة جدا، وهي أن الملك الفرنسي هو الذي أعرض عن استخدام القوة، لكن في الثورة السورية كانت الحالة على العكس تماما، فالنظام هو الذي لجأ إلى القوة ضد خصمه منذ اللحظة الأولى ودفع من عنده من مرتزقة إيرانيين ولبنانيين وعراقيين وروس للقتال معه أو الاستعانة بخبراتهم ضد الشعب. بل يمكن القول بأن القوة التي استخدمها النظام في سوريا قوة غير مسبوقة لم تشاهد حتى في الحروب التقليدية. والحرب ضد الشعب السوري لم تقتصر فقط على القتل والاعتقال والتهجير، بل تعداها إلى التجويع والموت بردا من قبل النظام أو من قبل حلفائه وبعض المسمين زورا وبهتانا بأصدقاء الشعب السوري. إن مهاجمة الشعب بصواريخ «سكود» أمر لا يمكن إلا أن يقف المرء عنده متأملا ليس الوحشية بذاتها، بل متأملا انعدام الحدود في الوحشية، وكيف أن الوحشية المستخدمة من قبل النظام مرتبطة بشبكة مصالح دولية وإقليمية هدفها الأول والأخير هو ضرب سوريا بالسوريين، والخروج ببلد ليس فقط يعاني بنيويا واقتصاديا، بل يعاني اجتماعيا أكثر من خلال الفتك بأهله والتسبب بإعاقات جسدية دائمة لا تقوى على البناء، لأن قوة البلد بأبنائها أولا وأخيرا. علاوة على ذلك، فإن البينة الطائفية والعرقية المتنافرة المصالح في سوريا وفي دول الجوار أيضا، وضعت الثورة السورية في حالة شد وشد مضاد، مما شكل عبئا كبيرا عليها لم يكن له مثيل في حالة الثورة الفرنسية. إن استمرار الثورة السورية رغم التدخل الدولي فيها لصالح النظام السوري سرا وعلانية، يعتبر أيضا مميزا عن الثورة الفرنسية التي حدثت في زمن كانت الشعوب تستطيع فيه التحكم بمصائرها إلى حد بعيد. فنحن نعيش اليوم في عالم لا يمكن أن يسمح لنا بتحرير أنفسنا ولا التحكم بمصيرنا ولا رسم مستقبلنا، لأن حريتنا تعني بداية الخطر عليهم. ويقول الدكتور برهان غليون في كتابه «الدولة ضد الأمة»: «ينبغي أن نذكر بالأثر الحاسم لمسار تدويل المصير الوطني، أو إذا شئنا تعويم الدول الصغيرة الناجم عن تطور الاستراتيجية العالمية وحرمان هذه الدول موضوعيا من أي قدرة على التحكم بمصيرها المادي أو الثقافي». وهذا العامل يقودنا إلى عامل آخر، وهو عواقب الثورة السورية وتداعياتها الإقليمية والدولية انطلاقا من اعتقاد جون ضن بأن «الثورة هي ليست فقط إسقاط النظام». فكما أن الثورة الفرنسية أحدثت تغييرا عالميا كبيرا، فالثورة السورية بعد أن بدأت مطالبة بالحرية والكرامة تحولت لتطالب بإسقاط النظام، لكنها اليوم تحمل في طياتها إسقاطا لمشاريع إقليمية ودولية خطيرة جدا، ليس آخرها تهديد مكتسبات الحلف الأميركي - الإيراني في المنطقة. ... |
..للبدء، أولاً. . ..عصر التشرذم بواسطة وليد أبي مرشد ......سقى الله خمسينات القرن الماضي. فآنذاك، ومع أن أكثر من نصف العالم العربي كان يرزح تحت نير الاستعمار الأجنبي، كان التيار السياسي السائد على مستوى الشارع العربي هو تيار الوحدة أو التوحد تحت أي مسمى كان، ابتداء من «كونفيدرالية» جامعة الدول العربية وانتهاء بالوحدات الكيانية أو السياسية التي اختبرتها كل من مصر وسوريا واليمن والأردن والعراق. ربما كان الاستعمار الأجنبي أحد دوافع التوجه العربي نحو التوحد. ولكن زوال الاستعمار لا يبرر انتقال العرب، في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين - قرن الديمقراطيات والحريات والحقوق الإنسانية – من ذهنية التوحد إلى ذهنية التشرذم والفصام. من مشرقه إلى مغربه يمر العالم العربي فيما يبدو، ظاهرا، أنه أزمة تأقلم مع القرن الحادي والعشرين، وباطنا أزمة هوية سياسية - قومية لم تستكمل بعد كل معطياتها الفكرية والاجتماعية. تحدي القرن الحادي والعشرين جعل معظم الدول العربية تعاني من شرخ داخلي يتخذ أبعادا سياسية واجتماعية ومذهبية باتت من العمق بحيث تكاد أن تشطر كل دولة منها إلى دولتين، إن لم يكن قسمتها فعلا إلى دولتين وأكثر كما هو الحال مع السودان والعراق واليمن. والملاحظ أن كل ذلك يجري في ظل اتساع الهوة الفاصلة بين ذهنيتين تتجاذبان حاليا الشارع العربي: ذهنية يطغى عليها منحى علماني ديمقراطي الخلفية وأخرى تتطلع إلى استنساخ تجربة «السلف الصالح» فيما يشبه التوق الرومانسي إلى الماضي المجيد. كلتا الذهنيتين تواجه امتحانا عسيرا وأياما صعبة في عالمها العربي. وقد تكون المظاهرات الحاشدة وأعمال العنف التي قابل بها الشارع المصري «الإعلان الدستوري» للرئيس محمد مرسي مؤشرا أوليا عليها. مشكلة دعاة المنحى العلماني في الحكم أنهم لم يستولدوا بعد دولة عربية واحدة يعتد بديمقراطيتها اللاطائفية وتمثيلها لكل شرائح أبنائها بحيث يطرحونها مثالا للدولة العصرية العادلة. لبنان، المفترض أن يكون الدولة العربية الأكثر التزاما بمنحى علماني للحكم، لم يستطع أبناؤه الخروج من قوقعة صراعاتهم المذهبية منذ استقلال بلدهم عن فرنسا، فإن زعماؤهم قد «مذهبوا» السياسة عوض أن يسيسوا مذاهبهم ويلحقوا أبناءها بالنظام الديمقراطي الطابع على الرغم من هشاشته. وإذا كان ثمة إنجاز يذكر للتجربة اللبنانية «العلمانية» فقد يكون في ابتكارها لشكل من أشكال التقية الآيديولوجية تتوسلها لإضفاء أهداف سياسية على أحزابها المذهبية. سوريا التي كانت مرشحة لأن تصبح دولة علمانية عصرية، فشل نظامها في تجاوز عقدتي قاعدتيه العسكرية والمذهبية والانفتاح على القرن الحادي والعشرين حتى يوم أتيحت له فرصة ذهبية لتحقيق تغيير ديمقراطي سلمي بالتوافق بين السلطة والمجتمع إبان ما عرف بـ«ربيع دمشق» عام 2000... فكان أن انزلق في مسار أوتوقراطي - سلطوي أفلح في تأخير اندلاع الانتفاضة الثورية عليه دون أن يفلح في وأدها في مهدها. أما دعاة العودة إلى عهد «السلف الصالح» فليسوا أفضل حالا في وضعهم من دعاة الدولة العلمانية الديمقراطية. هم أيضا يفتقرون إلى الاستشهاد بالدولة المثال للتدليل على أن تجارب السلف، على الرغم من قيمتها العملية، قابلة للتطبيق في مجتمعات القرن الحادي والعشرين التعددية المعتقدات والمتنوعة المشارب. ويكفي أن تكون إيران المثال الأقرب إلى الدولة السلفية المنطلق لكي يقتنع الحريصون على الحريات العامة والحقوق الإنسانية بأن عصرها زال من عالم اليوم. فلا غرابة أن يتخذ الخلاف العميق على الدستور «الإخواني» في مصر أبعاد خلاف جذري بين ثقافتين وتوجهين حضاريين متناقضين. في مجتمعات لا يزال طابعها الرعوي طاغيا على ما عداه، ليست مجرد صدفة تاريخية أن تذهب التجربة الحزبية العلمانية الأولى في العالم العربي، أي تجربة حزب البعث، ضحية العسكر وعائلتين متسلطتين في بغداد ودمشق. ولكن شعار الحزب الطوباوي، «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، لا يزال قائما في القرن الحادي والعشرين فأمة العرب ما زالت «موحدة» بشؤونها وشجونها وأمالها وآلامها، وقبل هذه وتلك، في تطلع أبنائها إلى عيش كريم في أوطأنهم. أما المتغير الوحيد في شعار البعث فهو الرسالة الراهنة لأمة العرب: التشرذم لا الوحدة. |
|
http://im17.gulfup.com/YNCC1.jpg
عندمـا يبتسـم الأطفال في المخيمـات رغم البَرد و البُعد ِ فاعلم أنّ هـذا الشّعبَ لا يُهـــــــــــــــــــــــــــــــزم بإذن الله http://im17.gulfup.com/UGq52.jpg إنّ الذي نجـــــــانـــا من هذه القذيفــة ..سيـنصـــرنـــا .. http://im17.gulfup.com/GoDS3.jpg http://im17.gulfup.com/KxJn4.jpg يارب سوريا |
http://im19.gulfup.com/0wKZ1.jpg
........قتلى وقصف على ريف دمشق الجزيرة – .....سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف قوات النظام السوري لمناطق مختلفة في ريف دمشق صباح اليوم، كما سقط نحو تسعة سوريين برصاص قوات الجيش السوري في درعا وحمص ودير الزور ودمشق، وذلك بعد جمعة دامية شهدت مقتل 140 سورياً في مختلف أنحاء البلاد. فقد قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ وطائرات الميغ مدن وبلدات حوش عرب والمليحة ومسرابا ومدينة الزبداني ومعضمية الشام بريف دمشق. وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام عمدت منذ الصباح الباكر لقصف مدينة سقبا ومحيطها وبساتين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وتدمير عدد كبير من المنازل. وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن تسعة أشخاص قتلوا اليوم بنيران النظام بدمشق وحمص ودير الزور ودرعا. وقال شبكة شام إن أربعة شهداء وعددا من الجرحى سقطوا بمدينة درعا جراء استهداف قوات النظام لإحدى الحافلات وسط المدينة بإطلاق النار عليها. وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات النظام استهدفت أيضا حي الخالدية بمدينة حمص، كما سمع دوي انفجارات شديدة بالحي، فيما تحاصر عشرات الآليات العسكرية بلدة بصر الحرير بمحافظة درعا تمهيدا لاقتحامها بعد أن سيطر عليها مقاتلو الجيش الحر إثر اشتباكات عنيفة استمرت 48 ساعة، ترافقت مع قصف وأسفرت عن مقتل 10 عناصر من الحر و12 من القوات النظامية. وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، وكتائب أخرى بمحيط معسكر وادي الضيف وعين قريع وحاجز الحامدية، كما تسمع أصوات انفجارات شديدة بمحيط حاجز للقوات النظامية بمنطقة حيش تترافق مع اشتباكات عنيفة وقصف من قبل قوات النظام على قرى التح وبابولين وتلمنس. 140 قتيلا وتأتي أحداث اليوم بعد جمعة سقط فيها نحو 140 شخصا برصاص النظام معظمهم في حلب وحمص ودمشق وريفها، وشهدت مناطق مختلفة في سوريا مظاهرات مناوئة للنظام تحت عنوان 'جمعة خبز الدم'. كما انفجرت أمس سيارتان مفخختان بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق مما أدى لوقوع إصابات. ووجه أهالي المخيم نداء عاجلا لكل الهيئات والمنظمات الإنسانية للتدخل لضمان وصول المساعدات الضرورية من دواء وغذاء. وقال الأهالي إن المخيم يتعرض لحصار قاتل يتسبب يومياً في وفاة العديد من الأطفال والأهالي بسبب نقص الأوكسجين في المستشفيات. كما تسبب منع دخول الطحين في اختفاء الخبز أغلب الوقت. ويعاني أهالي المخيم من الصقيع بسبب منع دخول المازوت للتدفئة. وقد طالبوا بتحييد مخيمهم وباقي المخيمات الفلسطينية عن الصراع في سوريا. |
روسيا: الحل السياسي في سوريا لا يزال ممكنا بواسطة BBC Arabic | ....قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ان روسيا تعتبر ان الحل السياسي لتسوية الازمة في سوريا ما زال ممكنا. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع الابراهيمي في موسكو: "نحن مجمعون على القول ان فرص التوصل الى حل سياسي ما زالت متوفرة." بينما قال الابراهيمي ان الخيار في سوريا هو بين "جهنم" والعملية السياسية. واضاف: "اذا كان الخيار الوحيد بين جهنم والعملية السياسية فعلينا جميعا ان نعمل باتجاه العملية السياسية". وقال الإبراهيمي إن هدف الجميع في المنطقة والعالم يجب أن يكون منع سوريا من الانزلاق إلى مزيد من حمامات الدم والفوضي ومن أن تصبح دولة فاشلة. وعبرعن تقديره للدور الروسي وقال: "أعول على تعاون ودعم الاتحاد الروسي ، وأشكر الوزير لافروف على ما يفعله". وانتقد لافروف موقف المعارضة السورية لرفضها دعوة موسكو الحوار لحل الأزمة سياسيا. وقال إن رفض ائتلاف المعارضة السورية إجراء محادثات مع حكومة الرئيس بشار الأسد "يرقى الى أن يكون طريقا مسدودا". وأضاف"نحن على ثقة من أن هذا موقف يعني طريقا مسدودا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع". وكرر لافروف موقف روسيا بأن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لعملية سياسية. رفض المعارضة وكانت موسكو وجهت دعوة للمعارضة السورية لحوار في موسكو حول حل الازمة. لكن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب رفض الدعوة، وقال إن روسيا يجب ان تعتذر للشعب السوري عن تدخلها في الشؤون الداخلية لسوريا. وكانت وكالة انباء "ريا نوفوستي" نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن الخارجية الروسية وجهت دعوة إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض للمشاركة في مفاوضات بهدف تسوية النزاع السوري. وأوضح أن اللقاء يمكن ان يعقد في موسكو او خارج روسيا على سبيل المثال في جنيف او القاهرة، مضيفاً "لقد تم نقل الدعوة وقد وصلت الى معاذ الخطيب". |
الإبراهيمي:العملية السياسية وحدها يمكن أن تنقذ سوريا من "الجحيم" رويترز – - حذر المبعوث الدولي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي من "جحيم" في سوريا مالم يتم التوصل لاتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ 21 شهرا غير أن محادثاته في روسيا التي توجت أسبوعا من الجهود الدبلوماسية المكثفة لم تثمر عن أي بوادر لحدوث انفراجة. وقال الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع الذي أودى بحياة 44 ألف شخص وأثار انقساما بين القوى العالمية. غير أن لافروف أكد على موقف روسيا بأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لعملية سياسية قائلا إن مثل هذه المطالب "خاطئة" وإن رفض المعارضة الحديث مع الحكومة هو "موقف يعني طريقا مسدودا". وقال الإبراهيمي "إذا كان البديل الوحيد حقا هو إما الجحيم أو العملية السياسية فينبغي علينا جميعا أن نعمل دون توقف تجاه العملة السياسية." وأضاف "إنها (عملية) صعبة ومعقدة للغاية ولكن ليس هناك خيار آخر." وأطلق لافروف تحذيرا مماثلا في مؤتمر صحفي مشترك قائلا "لا تزال الفرصة قائمة للتوصل إلى تسوية سياسية ونحن ملتزمون بانتهاز هذه الفرصة إلى أقصى مدى." غير أن لافروف لم يشر إلى أن بلاده ستتراجع عن موقفها بعد استخدامها حق النقض (الفيتو) لعرقلة صدور ثلاثة قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تهدف إلى الضغط على الأسد. وقال "عندما تقول المعارضة إن رحيل الأسد هو وحده الذي سيسمح لها ببدء حوار حول مستقبل بلدها فإننا نعتقد أن هذا خطأ بل ويؤدي الى نتائج عكسية... تكلفة هذا الشرط المسبق هو أرواح المزيد من المواطنين السوريين." وتسعى روسيا لأن تنأى بنفسها عن الأسد منذ أشهر وكثفت دعواتها إلى حل سلمي على ما يبدو في الوقت الذي حقق فيه المعارضون مكاسب في مواجهة القوات الحكومية خلال الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية في مارس آذار 2011 ولكنه ما لبث أن تحول إلى حرب أهلية. ورغم ذلك أشار لافروف إلى أن الأسد قال سرا وعلنا إنه لن يرحل مضيفا أن روسيا "ليس لديها القدرة على تغيير ذلك." ويسعى الإبراهيمي إلى البناء على اتفاق توصلت إليه قوى عالمية في جنيف في يونيو حزيران بما فيها الولايات المتحدة وروسيا يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية ولكنه لم يوضح دور الأسد. وقال الإبراهيمي "جوهر هذه العملية السياسية.. هو اتفاق جنيف ويجب أن يكون كذلك". وتولى الإبراهيمي منصب المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بعد استقالة سلفه كوفي عنان لشعوره بخيبة الأمل تجاه الانقسامات بين القوى العالمية خاصة الولايات المتحدة وروسيا وفشل اتفاق جنيف في حل الأزمة. وأضاف "ربما يكون هناك تعديل بسيط أو تعديلين ولكنه أساس معقول لعملية سياسية من شأنها أن تساعد الشعب السوري" دون توضيح. وكان الإبراهيمي التقى مع الأسد ومسؤولين آخرين خلال زيارة لسوريا الأسبوع الماضي استغرقت خمسة أيام. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الدولي مع دبلوماسيين بارزين من الولايات المتحدة وروسيا في الأسابيع المقبلة بعد اجتماعين مماثلين عقدهما الشهر الجاري ولكنهما لم يثمرا عن أي بوادر لحدوث انفراجة. ودعا الإبراهيمي أثناء زيارته لدمشق يوم الخميس إلى تشكيل حكومة انتقالية تتولى الحكم لحين إجراء انتخابات في سوريا قائلا إنه لن يلبي مطالب الشعب السوري سوى إحداث تغيير جوهري ولكنه لم يحدد المشاركين في هذه الحكومة. وقال متحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الجمعة إن الائتلاف لن يتفاوض مع نظام الأسد في حين رفض زعيم الائتلاف معاذ الخطيب أول دعوة من روسيا لإجراء محادثات مطالبا لافروف بالاعتذار عن دعم موسكو للأسد وأن توجه روسيا دعوة واضحة إلى الأسد بالتنحي. |
..سوريا على مشارف عام جديد! بواسطة أكرم البني | الشرق الأوسط – بعيدا عن التنبؤات وتوقعات علماء الفلك والأبراج وبعيدا عن الأوهام والأضاليل، ثمة أحداث مؤلمة تجري على الأرض السورية تفوح برائحة الدم والخراب، يتمنى لها المتفائلون أن تنتظم في مسار خلاصي يبدأ بوقف العنف، فتغيير جذري يزيل الاستبداد ويرسي قواعد الحياة الديمقراطية في البلاد، بينما يخشى المتشائمون أن تؤدي رعونة السلطة وإصرارها على منطق القوة والعنف إلى الانزلاق نحو المجهول، وأوضح ما فيه المزيد من الضحايا والدمار والتشرد، وربما حرب أهلية مديدة تقود إلى تخندقات وانقسامات عميقة بين أبناء الوطن الواحد. لا ريب في أن العام الجديد سيضع حدا لمعاناة السوريين، يقول المتفائلون ويعتقدون أن الصراع وصل أوجه وصار استمراره، باعتراف الجميع، عبثيا وأشبه بحالة استنزاف لقوى عاجزة عن الحسم، والأهم انحسار الثقة بالنظام عموما وبخياره العنفي وقد جرب على مرأى من العالم كل أصناف الأسلحة والخطط الحربية ولم ينجح في إضعاف الثورة أو الحد من قدرتها على التجدد، بدليل تنامي أعداد المسلحين واتساع المساحات والمناطق الخارجة عن السيطرة، وتكاثر حالات التهرب من المسؤولية والانسحاب من صفوف الجيش والأمن ومن حزب البعث وملحقاته النقابية، الأمر الذي يضع، برأي هؤلاء، الحالة السورية على نار حامية، عربيا ودوليا، لإحداث التغيير المطلوب، ويرجحون أن تحتل المشهد نخبة من الشخصيات المعارضة للتفاوض على نقل السلطة، وقيادة مرحلة انتقالية تنتهي بإقرار دستور جديد وإجراء انتخابات عامة. يعتبر المتشائمون أن سلطة على مثال السلطة السورية لن تتوانى عن جر المجتمع كله إلى الاقتتال والخراب من أجل الحفاظ على امتيازاتها وبقائها في الحكم، مما ينذر بتفكيك البنية الوطنية وعناصر تماسكها وتقويض الدولة وجر البلاد إلى حرب أهلية قد تطول، وخير برهان الازدياد المطرد للعنف ولأعداد الضحايا والمفقودين والمشردين، واستخدام مختلف الأسلحة، والقصف العشوائي لأماكن السكن في معظم المدن والأرياف السورية، وحصارها المزمن والضغط على حاجاتها وخدماتها وشروط معيشتها، تعزز هذا الخيار شخصيات فاسدة ومرتكبة ترفض التنازل عن مواقعها وامتيازاتها حتى لو كان الطوفان، وتبحث عن فرصة للإفلات من المحاسبة والعقاب، ربما عبر تحصين نفسها ضمن وسطها الاجتماعي وفي مناطق تستطيع الدفاع عنها إن فشلت سيطرتها على المجتمع ككل، مطمئنة إلى الدعم السخي من حلفائها، وخاصة إيران التي لن تتخلى ببساطة عما راكمته من نفوذ طيلة عقود، وإلى مجتمع دولي لا يكترث بما يحصل من فظائع وأهوال، وكأنه بشعوبه وحكوماته يتفرج على هذا الفتك اليومي بالمدنيين، مثلما يتفرج على مسلسل تلفزيوني أو صور من عالم آخر، والفاجعة في التحذير الأممي الأخير للنظام بأن استخدام السلاح الكيماوي خط أحمر، بما هو إباحة لكل ما دونه من وسائل القمع والتنكيل! تستقبل البلاد عاما جديدا والوضع الاقتصادي وصل إلى الحضيض، لقد أفضى القصف والتدمير إلى انهيار القطاعات الإنتاجية والخدمية، وخربت حمم القذائف والآليات الثقيلة الأراضي الزراعية، ومنع الانتشار الأمني الكثيف نقل المحاصيل بصورة آمنة إلى الأسواق، وأفضى شح المواد الأولية جراء وقف الاستيراد، وضعف التسويق ومنافذ التصدير، إلى انهيار الصناعة، فأغلقت مئات المصانع أبوابها أو قلصت إنتاجها، وسرح الآلاف من عمالها، ولاقى قطاع السياحة المصير الأسوأ كأن دوره انتهى اليوم تماما، مثلما انتهت فرص الاستثمار، وبديهي ألا يأمن رأس المال لساحة معرضة لمزيد من الفوضى والاضطراب، ناهيكم بتعطل أغلب المشاريع الاستثمارية التي كانت تسير بصورة طبيعية، وتراجع دور البنوك العامة والخاصة جراء العقوبات وهروب الكثير من رؤوس الأموال إلى الخارج، والأهم تدهور معيشة المواطن، إن لجهة عدم توافر السلع الأساسية التي تفقد تماما في المناطق الساخنة، كالخبز والمواد الغذائية والأدوية والغاز والمازوت، أو لجهة انهيار القدرة الشرائية، مع خسارة الليرة السورية أكثر من 50% من قيمتها، أو لجهة تهتك وتفكك شبكات الخدمات التعليمية والصحية، دون أن ننسى معاناة المهجرين داخل البلاد الذين آثروا الانتقال من المناطق الخطرة، أو اللاجئين في البلدان المجاورة، حيث أفضى تسارع الزيادة في أعدادهم إلى انحسار القدرة على توفير أهم الاحتياجات الإنسانية لهم! المدهش مع إطلالة السنة الجديدة أن غالبية السوريين، ورغم سوء عيشها وما تكابده، لا تزال متحمسة للثورة وللتغيير، وتتطلع إلى التخلص من الاستبداد أيا تكن الآلام، في إشارة إلى تكيفها السريع مع شح الموارد، خاصة في المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة، حيث تترك بلا كهرباء ولا ماء وتحرم من أبسط الحاجات الحيوية للعيش، مما يظهر عمق التحدي وحجم المسؤولية الواقعة على عاتق المعارضة بمكونيها السياسي والعسكري، وعلى الكوادر الميدانية واللجان الأهلية في تلك المناطق، إن لجهة خلق نمط من التعاون الصحي بين الناس والتوزيع العادل للاحتياجات المعيشية، وإن لجهة الحد الحازم من التجاوزات والخروقات التي يمكن أن تنشأ في ظل غياب دور الدولة، والغرض بذل كل الجهود لإظهار صورة صحية وإيجابية عن مجتمع واعد ينسجم مع شعارات الحرية والكرامة التي تبناها، ويقطع الطريق على المتصيدين في المياه العكرة، والمشككين في قدرة الحراك الثوري على إدارة البلاد وتنظيم حياة الناس. «إننا محكومون بالأمل».. هي عبارة يتبادلها بعض النشطاء وهم يستقبلون عاما جديدا، ربما بقصد الاعتراف بأن مخاض الثورة سيكون صعبا جدا أمام آلة عسكرية مدججة بأفتك الأسلحة، وسوف يكتظ بالضحايا والآلام وبمعاناة ومكابدة لم يشهد شعب ثائر لها مثيلا، وربما لإظهار الثقة بجدوى استمرار الثورة وبأن توحيد صفوفها وتصويب أخطائها، قد يخفف من وطأة هذا المخاض وثقله ويعجل وصول الناس إلى حقوقهم وما يتطلعون إليه! |
..يجب ألا تتحول تركيا إلى قوة معرقلة في سوريا بواسطة سميح إيديز | التدبر في المحاولات الدبلوماسية الأخيرة الرامية إلى التوصل إلى حل للأزمة السورية يظهر بجلاء أن المهمة الحالية للأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، لا تروق في طبيعتها لأنقرة. وقد سربت مصادر بوزارة الخارجية التركية للصحافة ما يكفي لتعزيز هذه الفكرة. وكما أشرت في السابق في هذا العمود، فقد غيرت تركيا من وجهة نظرها، وبدت مترددة نوعا ما، في قبول مشاركة أي عناصر من النظام الحالي في الإدارة الانتقالية في فترة ما بعد الأسد. لكن فكرة أن يكون الأسد ذاته جزءا من أي صيغة تسوية لا تزال غير مطروقة. من ناحية أخرى أشارت تقارير إعلامية، إلى أن مهمة الإبراهيمي الحالية تتضمن إقناع الجانبين في سوريا بقبول الخطة المدعومة من قبل روسيا والولايات المتحدة، التي تتضمن بقاء الأسد حتى عام 2014 على رأس السلطة، على رأس إدارة انتقالية ذات قاعدة عريضة، حتى وإن لم يتم تجديد ولايته بعد هذا التاريخ. لكن النقطة الرئيسية هنا ليست في أن الخطة تتضمن بقاء الأسد حتى عام 2014. الأمر الذي يصعب تقبله من جانب الأطراف المتشددة في المعارضة السورية التي حولت الأزمة في سوريا إلى حرب طائفية، بل فيما بدا اتفاقا بين واشنطن وموسكو لدفع خطة تسوية مشتركة. وقد أكدتُ في عدد من المناسبات هنا، أن أي تسوية بشأن القضية السورية ينبغي أن تتضمن لا محالة تعاون العضوين الدائمين في مجلس الأمن. وبدا الاجتماع في دبلن الذي عقد في وقت مبكر من هذا الشهر بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطوة في سبيل تحقيق تقديم اتفاق محدود بشأن سوريا. لكن مهمة الإبراهيمي الحالية تشير إلى أن ذلك قد لا يمثل القصة برمتها. فرغم المنافسة على المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط، الحقيقة التي اتضحت حتى في الأزمة السورية، هناك مخاوف تشترك فيها كلا القوتين قد تدفعهما إلى التعاون في النهاية. حقيقة الأمر أن روسيا كانت تؤكد منذ البداية على أن سوريا ستصبح أرضا خصبة للجهاديين الأجانب من كل الأطياف، وكانت تبرر دعمها الواسع لنظام الأسد على هذا الأساس. من ناحية أخرى بدأت واشنطن في التخلي عن موقفها القريب من تركيا، في الالتزام برواية قريبة لرواية أنقرة، ومن ثم اعتبرت في البداية المعارضة السورية المسلحة قوة موحدة لمقاومة ديكتاتور بغيض والصراع من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. ورغم صحة هذا دون شك بالنسبة لبعض عناصر المعارضة، لكن خلفية بعض المقاتلين المعارضين للأسد تشير بوضوح إلى أن هدفهم النهائي لا يمكن أن يكون الديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل نظام سني ثيوقراطي يتشابه بصورة أو بأخرى مع ذلك الذي يقوده الإخوان المسلمون. وهذا هو السبب الواضح وراء تدخل واشنطن لتوسيع قاعدة المعارضة السورية، بهدف عزل العناصر الجهادية، سواء كان ذلك داخل سوريا أو خارجها. إن الدعم الذي تقدمه تركيا للمعارضة السورية التي ينتمي معظم قادتها للتيار السني يتضمن عناصر قد تنظر إليها واشنطن وموسكو على أنها أشياء لا تتسم بالحكمة أو بغيضة من الناحية الأخلاقية. والأكثر من ذلك، تُظهر مهمة الأخضر الإبراهيمي مرة أخرى أن تركيا لم تعد في مركز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة في سوريا. وعلى العكس من ذلك، تسعى تركيا بهذه الطريقة لأن تكون قوة معرقلة تحاول منع التوصل إلى تسوية لا تتفق مع رؤية حكومة أردوغان لسوريا في المستقبل. ويتعين على أردوغان ووزير خارجيته داود أوغلو أن يفهما أن سوريا المستقبل من غير المرجح أن تتشكل وفق رؤيتهم الآيديولوجية المشتركة، ولكن من المرجح أن تكون قائمة على عوامل موضوعية نتيجة للتعاون بين القوى الرئيسية في مجلس الأمن. ويبدو أن واشنطن وموسكو يفهمان هذا جيدا، وقد حان الوقت لأنقرة لكي تفهم ذلك أيضا |
..سوريا: سياسات وضفادع بواسطة عبد الله بن بجاد العتيبي | الشرق الأوسط ذكرت الصينية يونغ تشانغ في روايتها «بجعات برية» حكمة صينية قديمة تقول إن الضفادع في أسفل البئر تتحدث دائما عن صغر حجم السماء، ذلك أنّها من مكانها العميق تحسب أنّ السماء هي ما تراه منها من فتحة البئر الصغيرة. هكذا يمكن النظر للرئيس السوري بشّار الأسد فهو من مكانٍ ما في سوريا قد عميت عليه أنباء العالم وأخبار بلده فلم يعد يراها إلا من ثقب تفكيره الضيق وطموحاته التي لم تزل تتحطم تحت معاول شعبه الثائر عليه. لم تعد نهاية الأسد بعيدة بحال، فهو قد استمرأ غواية الإرث العائلي والتجربة البعثية في أنّ السيطرة على الشعب لا تكون إلا بالعنف والعنف المفرط والمزيد من العنف ولا شيء آخر، ولم يستطع خلال ما يزيد على العشرين شهرا أن يخرج من هذه الشرنقة ليبصر الأوضاع في بلده ومع شعبه وليتبصر في المستجدات الكبرى التي تشهدها المنطقة فبقي كما هو يفتش داخل دائرة العنف عن خيارٍ لم يجترحه بعد وعن أداة عنفية لم يستخدمها حتى الآن. لقد أصبح محاصرا في دمشق العاصمة وليس في العاصمة كلّها بل في قصورٍ ذاتٍ مخابئ تحت الأرض يسمع أصوات الصواريخ والقنابل ولو أطلّ من نافذة محصّنة لا شرفة مفتوحة لاستطاع أن يرى بأمّ عينيه الحرائق والتفجيرات والدمار الذي تصنعه قوّاته المسلّحة وآلته العسكرية بشعبٍ كان يوما رئيسه، فلم يعد الأمر بالنسبة له أوامر عن بعدٍ تنطلق من الورق وترسل بالورق ولكنّها أحداثٌ وبشرٌ ملء سمعه وبصره شخصيا. في حين يبدو الأسد مستمرا فيما بدأه ولا يجد حلا آخر، يظهر أنّه قد أخذ بعد اقتراب المعارك من مخابئه يفكّر في شيءٍ جديد لأول مرة وحديث نائبه فاروق الشرع عن العجز عن الحلّ إنما يصدق أكثر ما يصدق على الأسد وقوّاته وفيه تلميحٌ لتشكل قناعة جديدة لدى الأسد بأن عليه أن يفكر لأول مرة في التفتيش عن مخرجٍ آمنٍ يضمن له ألا يلقى مصيرا أشدّ وأنكى من مخرج القذّافي ويحلم واهما وبعد فوات الأوان بشيء يشبه مخرج علي عبد الله صالح. دوليا لم يعد صعبا اكتشاف أن ثمة تغييراتٍ ذات أهمية في الموقف الروسي المدافع بشراسة عن الموقف الأسدي، فروسيا بحسب الرئيس بوتين لا تدافع عن الأسد ولا يهمّها كثيرا بل هي مهتمة بسوريا الدولة وبامتداد تأثير ما يجري في سوريا عليها وعلى مصالحها وحين يجمع هذا الكلام مع غيره من المواقف والتصريحات الروسية يصبح من السهل استنتاج أن روسيا أصبحت تقبل التفاوض على مستقبل سوريا من دون بشّار الأسد وهذا تغيّر مهمٌ في السياسة الروسية. إقليميا تبدو إيران كأسدٍ جريحٍ تخبط خبط عشواء، وهي تفتش في ركام الخرافات عن معجزة تنقذ ظهر نفوذها الأسدي في المنطقة من الكسر، وهي تقلّب الرأي على كل وجهٍ فلا ترى إلا ما يسوؤها، إنها تعاني داخليا من ضغط العقوبات الذي يخنقها ومن الخلافات التي تتزايد بين نخبها السياسية الفاعلة تحت ذلك الضغط. فالنصر آباؤه كثرٌ ولكن الهزيمة يتيمة، وهي تنفق على الحرب وأسلحتها وأدواتها التي تحدوها أحلام الإمبراطورية الوهمية والنفوذ الجامح ما لا تنفق بعضه على خبز الشعب وقوته وحاجاته الأساسية الواقعية، والانحياز للأوهام لا يمكن أن ينتج حلولا واقعية مهما تفنّن فيه السياسيون. الجيش الحرّ والفصائل والكتائب والمجالس العسكرية المعارضة لحكم الأسد لم تعد تعمل – فقط - على حدود تركيا أو في إدلب وغيرها من مدن وقرى الشمال البعيد بل لقد انتقلت للداخل في حلب وغيرها، وأصبحت اليوم تحاصر العاصمة دمشق، فعملياتها أخذت تنتشر في ريف دمشق وغوطتها أمام ناظري الأسد وهي كذلك تعمل بقوة من خلف الجبل، جبل قاسيون، حيث الزبداني وبلودان، ومسلحو الجيش الحر الذين يتقدّمون من كل جهة، ومسؤولو النظام ومفاوضوه لم يعودوا يجرأون على استخدام مطار دمشق المحاصر والمغلق بل أصبحوا يذهبون بعيدا لخارج البلاد حتى يستطيعوا الإقلاع الآمن من بلدٍ آخر حيث مطار بيروت الخاضع لحماية حزب الله وقوّاته. لقد أصبحت مسألة وقتٍ لا أكثر حتى نشهد نهاية الأسد ونظامه الوحشي، ويجدر أن يتركز الحديث كثيرا وعلنا على مستقبل سوريا ما بعد الأسد، وعلى المخاوف الحقيقية التي يمكن أن تنزلق إليها سوريا. إن الحديث عن الطائفية ليس ترفا وعن الإثنيات ليس لغوا وعن كوامن تخلفٍ في شعبٍ نخرت فيه هذه العوامل طويلا ووجدت تغذية مستمرة من نظام الأسد البعثي الطائفي العائلي لما يزيد على الأربعين عاما، وقد تكثّفت هذه التغذية في السنتين الأخيرتين في ظل حربٍ مفتوحة أدارها الأسد بوعي يهدف منه إلى إيقاظ كل تلك الكوامن حتى يضمن أنه وإن انقضى زمنه قد بذر بذور شقاقٍ وفرقة تستمر طويلا بعده. إن الكتائب الدينية المسلّحة التي تنشط في طول سوريا وعرضها وتحمل أسماء شديدة التعبير عن اكتناز أدواء التخلف وترفع شعاراتٍ مليئة بالعنف الديني المسيّس هي خطرٌ حقيقي لا متوهّم، إنّها كتائب وفصائل ليست سورية خالصة بل فيها مقاتلون عرب ومسلمون أجانب عن سوريا، وهم يرون فيها تجربة جديدة تشابه أفغانستان والبوسنة والشيشان من قبل، ولكنّهم هذه المرة على أرضٍ تقع في قلب العالم العربي، وهي أرضٌ مرشحة لأن تدخل بعد الأسد في مرحلة فوضى عارمة وهذه الكتائب وهؤلاء العناصر لا يجدون مكانا أفضل للتكاثر والتنظيم من مناطق الفوضى هكذا يتحدث تاريخهم وتروي تجاربهم. هذه الكتائب الدينية برسم التوظيف والاستغلال دائما، وما «قاعدة» الزرقاوي في العراق التي كانت تحرّكها إيران ويدعمها نظام الأسد عنّا ببعيدٍ، ما يعني أن شرر هذه الكتائب قد يتطاير ليصل لدولٍ آمنة مستقرة في منطقة مضطربة. أخيرا، يبدو أنّ بشّار الأسد لم يفكّر يوما كقائدٍ لشعبٍ في معنى ما كتبه نيتشه على لسان زرادشت حين قال للشمس: «أيها الكوكب العظيم، ماذا ستكون غبطتك لو لم يكن هؤلاء الذين تنيرهم؟» وهو في غوايته أقرب لما قاله تشوانغ تسي الحكيم الصيني «لا يمكن الحديث عن البحر مع الضفدعة التي تعيش في أسفل البئر». |
..لماذا تقبيل أيادي الروس؟ بواسطة عبد الرحمن الراشد | الشرق الأوسط لا نفهم لماذا هذا الحرص المستمر منذ عام ونصف على محاولة إقناع الروس بالتخلي عن نظام الأسد في سوريا بعد أن بان عناد الكرملين، ولماذا هي محور العملية العربية إلى اليوم في سبيل وقف الإبادة ضد الشعب السوري. سيد الكرملين فلاديمير بوتين أظهر وضوحا واستمرارية في موقفه الملتصق تماما ببشار الأسد، دعمه بالسلاح والخبراء، وحماه في مجلس الأمن، ودافع عنه في المحافل الدولية، بل وطبع له الليرات السورية أيضا، بعد أن منعت أوروبا مطابعها! في البداية، كنا نخمن الأسباب، وكانت الوفود الخليجية وقوى المعارضة تزور موسكو تحاول فك اللغز الروسي بيد وتحمل الوعود والهدايا باليد الأخرى. قلنا ربما يعتقد الروس بحجج الأسد، أو خشية على مصالحهم، أو خوفا من المتطرفين الإسلاميين، أو حبا في مصالح مادية، كلها طرحت وأُمّنت لكن بلا فائدة. الآن، وبعد أكثر من عام على هذه الزيارات والاجتماعات والهدايا والصفقات، بات واضحا أن السبب غير مهم، الاستنتاج الوحيد المتبقي أن روسيا ستقف مع بشار إلى النهاية، حتى وإن أصبحت تستخدم عبارات مزخرفة لتبرير مواقفها المعيبة. روسيا حتى لو بدلت موقفها الآن فإنه قد فات الأوان ليصبح ذا قيمة. لقد ساعد الروس في إطالة الحرب وساهموا في القتل الذي بلغ المسجل منه إلى الآن خمسين ألف إنسان، ودمرت معظم المدن السورية، وهجر أكثر من ثلاثة ملايين إنسان. ما قيمة الموقف الروسي اليوم؟ فعلا لا شيء. إن تخلى الروس عن الأسد سيسقط في شهر والثمن على الثوار مقابله سيكون باهظا، وإن لم يتخلوا عنه فسيسقط في شهرين. لقد فات أوان تقليل الخسائر وصارت الحال معكوسة حيث إن وقف الحرب سيقلل من خسائر الأسد وجماعته. كنا نتمنى من الروس التدخل في العشرين شهرا الماضية ليكونوا شركاء في السلم، لكنهم اختاروا ومعهم إيران أن يكونوا شركاء مع الأسد في جرائمه. كنا نتطلع لوقف النزيف مبكرا لتلافي أي ضغائن وثأرات وإقامة دولة مدنية تمثل كل السوريين لكن إطالة أمد النزاع من قبل حلفاء بشار هيأ الأرضية لظهور الجماعات الإرهابية، والانقسامات الداخلية. لم يعد هناك متسع من الوقت لانتقال سلمي سلس، كما يتحدث أصحاب الأماني الطيبة، مثل المندوب الأممي الأخضر الإبراهيمي. لذا، لماذا الاهتمام بالروس والحج إلى موسكو وهي التي قادت سوريا إلى مستنقع الدم؟ لأننا نعرف جيدا أن نظام بشار مهيأ للانهيار منذ أكثر من عام، لم يكن حتى عنده وقود لتزويد الآلاف من دباباته لهدم البيوت ولم يملك الذخيرة الكافية لتزويد طائراته المقاتلة للاستمرار ثمانية أشهر يوميا في تدمير المدن. وكنا نعرف، والروس يعلمون، أنه يستحيل على نظام مهما كان محصنا بقواته أن يبقى في داخل دولة معظم شعبها ثار عليه. المسألة نتيجتها معروفة لكن تاريخ سقوطه هو المجهول. لهذا لم نعد نريد أن يستمر استجداء الروس، فالمقابر والثكلى واليتامى والمكلومون والكارهون لن يقبلوا بكل الحلول التي يريدها الروس أو يوافقون عليها. |
..الأسد وحده الذي لا يستوعب بواسطة طارق الحميد | الشرق الأوسط ملخص ما يدور حولنا اليوم في الأزمة السورية، أن شخصا واحدا في سوريا هو غير القادر على فهم ما يجري حوله، وهو بشار الأسد، حيث يعتقد أنه ما زالت له فرصة للنجاح والبقاء، بينما الجميع، داخل سوريا وخارجها، بات متيقنا من أنه انتهى، وكل ما يحدث الآن هو إجراءات الدفن، لا أكثر ولا أقل. فرغم كل ما يفعله الأخضر الإبراهيمي، وما يقوله، فإن الواضح أن المبعوث الدولي، والأطراف الأخرى، بمن فيهم الروس، باتوا مقتنعين بأن ليس هناك أمل، وما يقومون به الآن هو مجرد شكليات للمضي بالمرحلة التالية، وهي مرحلة ما بعد الأسد. وهذا ما فعله تماما السيد الإبراهيمي، ومثله الروس، عمليا، فالحديث عن حكومة انتقالية وخروج الأسد الآن، أو في 2014، كلها مجرد تفاصيل تفاوضية، لكن الأكيد هو أن الجميع يتفاوض على سوريا من دون الأسد، وبالطبع فإن لذلك عدة أسباب، أهمها وأبرزها الأوضاع على الأرض في سوريا نفسها، حيث باتت الكفة العسكرية تميل لمصلحة الثوار، فها هو وزير داخلية الأسد يعالج في بيروت، والمقداد يغادر إلى روسيا عبر لبنان، كما أن الإبراهيمي وصل دمشق برا قادما من لبنان. وهناك بالطبع الانشقاقات العسكرية الأخيرة، وتحديدا هذا الأسبوع، وأبرزها انشقاق ثلاثة ضباط برتبة لواء، أحدهم قائد الشرطة العسكرية في سوريا، واثنان من القوات الجوية! وبعيدا عن الأوضاع العسكرية، ففي تركيا - ولأول مرة - التقى رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليشدار أوغلو وفدا من المعارضة السورية، وأهمية ذلك تكمن في أن رئيس حزب الشعب التركي كان شديد الانتقاد لموقف الحكومة التركية الداعم للثورة السورية، بل إن رئيس الوزراء التركي أردوغان كان يتهم زعيم المعارضة التركية بالتقارب مع طاغية دمشق! والأمر لا يقف هنا، فكما ذكرنا من قبل فإن الروس الآن هم من يبحثون عن مخرج لهم من دعم الأسد، ويبدو أنهم يقومون بذلك بكل اقتدار، والسبب أن الأسد لم يستوعب بعد أن كل شيء قد انتهى. فحسبما نقلت بالأمس وكالة الصحافة الفرنسية، فإنه من الواضح الآن أن روسيا باتت تعترف بأن نظام الأسد «قد يكون قريبا من نهايته، وهو ما يشير إلى أن الكرملين بدأ يعد لمرحلة ما بعد النظام»، حيث نقلت الوكالة عن فيودور لوكيانوف رئيس «مجلس السياسات الخارجية والدفاعية» في موسكو أن «روسيا ليست غافلة عن واقع الأمور، والدبلوماسيون الروس ليسوا أغبياء. إنهم مدركون أن الأمور تسير باتجاه واحد»، مضيفا أنه «بات معروفا للجميع ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف، ولكن من غير المعروف متى سيحدث ذلك». لذا، فإن كل ما يحدث الآن يقول بأن الجميع بات على قناعة بأن الأسد انتهى، وكل ما يدور الآن هو لرسم مرحلة ما بعد الأسد، لكن الأسد وحده الذي لم يستوعب ذلك، مما يعني أن نهاية الطاغية ستكون قاسية جدا، وعلى الجميع. عليه، فإن الواجب، وكما قلنا مرارا، أن تكون النهاية مرسومة تماما، ولا تترك لعنصر المفاجأة؛ لأن العواقب ستكون وخيمة. |
|
http://im23.gulfup.com/3Doi1.jpg
رغم كل شي صامـدين ..و عم نحلـم بمستقبلنا رغم كل شي صامـدين ..و عم نحلـم بمستقبلنا http://im23.gulfup.com/LEUg2.png يقول له : أنا مُصاب دعني أموتُ بسلام و انجُ بنفسك يرد : تمسّك بي وآصمت.* ! كَلِمآتي تتسَاقط أمآمَ بطولآتُكم http://im23.gulfup.com/UCdM3.jpg هذه ليست صورة من الحرب العالمية الثانية .. هذه حمص ... هذه العَديَــة ... هُـــــــــــــنـــا سوريــــــــــــــــــــــــــــــــا http://im23.gulfup.com/BRXE4.jpg يـا ربّ إنّ الظــالم بشـار الأسد ملـــكَ أسباب القـوّة في الدنيا و نحن عبادك المستضعفون لا نملك إلا إيماننا بك وتوكلنا عليك و دعــــــاءنـا لـك : اللهــــــــــــــمّ إنــّـا مغــــــــلوبـــون فــــــانتصـــــــــــر |
http://im24.gulfup.com/bghp1.jpg
..قتال بدمشق وسقوط مروحية ومواقع عسكرية اشتبك الجيش الحر اليوم الأحد مع القوات النظامية داخل دمشق, وسيطر قبل ذلك على بلدة رنكوس بريفها, وعلى كتيبة عسكرية بحلب, وأسقط مروحية في إدلب. لكن القوات النظامية حققت من جهتها مكاسب ميدانية خاصة في حمص, ودفعت بتعزيزات في ريف دمشق وسط قصف ومدفعي أوقع في الجملة عشرات القتلى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقع اليوم في منطقة باب السلام في المدينة القديمة بدمشق. وعقب الاشتباك الذي استغرق وقتا وجيزا, هُرعت سيارات إسعاف, وأُرسلت تعزيزات أمنية إلى المنطقة وفقا للمصدر ذاته. ويأتي هذا التطور بينما يحتدم القتال في أطراف العاصمة, خاصة في بلدات الغوطة الشرقية. جبهات القتال وكان الجيش الحر أعلن في وقت سابق أنه سيطر على بلدة رنكوس بريف دمشق الشمالي عند الحدود مع لبنان بعد اشتباكات انسحبت على أثرها وحدات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد. وأكدت سما مسعود المتحدثة باسم شبكة سوريا مباشر للجزيرة سيطرة الجيش الحر على رنكوس وانسحاب حواجز نظامية منها, مشيرة في الأثناء إلى مقتل رضيع في قصف من القوات النظامية. وتحدث المرصد السوري وناشطون عن غارات جوية بطائرات الميغ استهدفت اليوم بلدات جسرين وكفر بطنا وسقبا ومعضمية الشام بالغوطة الشرقية. وفي الوقت نفسه, تحتشد قوات نظامية عند مداخل داريا والزبداني في محاولة لاستعادتهما وسط قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ وفقا للمرصد السوري ولجان التنسيق المحلية. بالقرب من الحدود مع الأردن حيث تحاول القوات النظامية استعادة مراكز حدودية استولى عليها الجيش الحر في وقت سابق, وتحدث المرصد السوري عن مصرع مقاتل معارض في تلك الاشتباكات. واستمر القتال أيضا في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان بإدلب, وهما آخر معسكرين مهمّين للقوات النظامية يحاول الجيش الحر السيطرة عليها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ووفقا للمرصد, استولى مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أخرى على حاجزين عند مدخل معسكر الحامدية. وفي إدلب أيضا, أكد المرصد السوري إسقاط مروحية هجومية بنيران لواء جبهة ثوار سراقب وريفها بالقرب من مطار تفتناز العسكري. وسيطرت كتائب للثوار في الأثناء على كتيبة الدفاع الجوي 599 في تلّ حاصل ريف حلب الذي يشهد أيضا قتالا حول مطاري منّغ وكويرس العسكريين. حمص ميدانيا أيضا, كثف الجيش النظامي السوري القصف على أحياء حمص المحاصرة التي تخضع للجيش الحر, خاصة الخالدية وجورة الشياح, بالإضافة إلى الرستن والناصرية بريف المدينة. وكان الجيش النظامي قد استعاد أمس حي دير بعلبة بحمص بعد هجوم أسفر عن مقتل نحو 200 شخص وفقا للناشطين المحليين الذين يوجهون نداءات استغاثة خشية حدوث مجازر جديدة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 33 شخصا قتلوا بحلول ظهر اليوم في غارات وقصف مدفعي على حماة وريف دمشق ومناطق أخرى. وقتل ستة مدنيين بينهم طفلان وسيدتان في قصف على كفرنبودة بحماة التي يشهد ريفها معارك متواصلة, كما سقط قتيلان على الأقل في قصف واشتباك بمعضمية الشام بريف دمشق. وسقط أيضا قتلى وجرحى في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدات بإدلب بينها كفر تخاريم وأرمناز وبنّش, وكذلك على بصرى الشام وبصر الحرير بدرعا. وفي دمشق, تعرض حيا القابون وجوبر لقصف مدفعي, في حين قتلت سيدة وجرح آخرون في تفجيرين بمخيم اليرموك حسب لجان التنسيق المحلية. |
........الإبراهيمي يحذر من تفاقم أزمة سوريا الجزيرة .....أجرى المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة صباح اليوم الأحد مباحثات مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي حول الأزمة في سوريا، وحذر من أن الوضع هناك 'سيئ جدا' ويتفاقم بوتيرة متسارعة. وبحث العربي والإبراهيمي نتائج زيارة المبعوث المشترك إلى سوريا ولقاءاته مع المسؤولين الروس في ضوء رفض المعارضة السورية اقتراحات موسكو بشأن حل سياسي يتضمن بقاء الرئيس السوري (بشار الأسد) حتى نهاية فترته الرئاسية عام 2014. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع العربي إن الوضع في سوريا 'سيئ جدا' ويتفاقم بوتيرة متسارعة، محذرا من أنه إذا كان عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا فيما يقرب من عامين منذ اندلاع الثورة وصل إلى خمسين ألف قتيل، فإن الأمر لو استمر لعام آخر قد يؤدي لسقوط أكثر من مائة ألف آخرين. وأوضح المبعوث العربي الدولي إلى سوريا أن هناك عددا كبيرا من النازحين داخل سوريا في أمس الحاجة لكل شيء، من مأكل وملبس وغيرهما، فضلا عن نحو نصف مليون لاجئ خارج سوريا في الأردن ولبنان وتركيا وغيرها. وحول رؤيته لمستقبل الأزمة، قال الإبراهيمي إنه لا يرى أي حل غير الحل السياسي الذي يُرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة، وإلا فإن البديل أن تتحول سوريا إلى جحيم. وأضاف أن أسس الحل السياسي موجودة وتم التوافق عليها من القوى الكبرى ومعظم دول المنطقة، وتتمحور حول وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات ثم خطوات أخرى تؤدي إلى انتخابات إما لانتخاب رئيس أو الأرجح انتخاب برلمان. وكان الإبراهيمي أكد أمس في موسكو ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا لتجنب 'الجحيم'. وقال 'إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعا أن نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي'. غير أنه أضاف 'من وجهة نظري، المشكلة هي أن تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع' محذرا من خطر تحول سوريا إلى صومال ثانية. وحذر الإبراهيمي من تطور واستمرار القتال الدائر حاليا حول دمشق، إذ قد يؤدي هذا إلى فرار ملايين من المقيمين في العاصمة، موضحا أن أمامهم في هذه الحالة وجهتين فقط، إما لبنان أو الأردن وكلا البلدين لا يستطيعان دعم واستيعاب هذا العدد من الأشخاص الذي يقدر بخمسة ملايين. |
- الأردن: جاهزون للتعاطي مع كيمياوي سوريا .....أكد الأردن اليوم الأحد أنه مستعد للتعاطي مع أي تهديد كيمياوي قد يصدر من سوريا مشيرا إلى أنه 'لن يدخل في أي تحالف' من أجل حماية نفسه. ولم يقدم وزير الدولة لشؤون الإعلام سميح المعايطة أي تفاصيل حول الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية (بترا) لكن مسؤولين تحدثوا عن أن خبراء عسكريين أميركيين وبريطانيين وفروا تدريبات في سبل حماية المدنيين في حال تعرض الأردن لأي هجوم كيمياوي. في ذات الإطار، أشار المعايطة إلى أن الأزمة السورية المتواصلة خلفت 'ضغطا كبيرا' على الإمكانات والبنيات التحتية للمملكة التي استقبلت حتى الآن حوالي 275 ألف لاجئ سوري. يُشار إلى أن الأردن والولايات المتحدة ودولا أخرى لم تخف قلقها من أن يعمد نظام الرئيس بشار الأسد في خطوة يائسة لإنقاذ نظامه إلى استخدام ترسانته من الأسلحة الكيمياوية. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد ذكر في وقت سابق أن بلاده حصلت على معلومات استخباراتية تثير قلقا بالغا، وتفيد بأن دمشق تدرس استخدام هذه الأسلحة. كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن استعمال الكيمياوي لن يكون مقبولا تحت أي ظرف من قبل دمشق متوعدا بمحاكمة من يرتكب ما وصفها بـ 'الجريمة' مشيرا إلى أن استخدام هذه الأسلحة ستكون له 'تبعات خطيرة'. وبالمقابل اتهمت دمشق الغرب باستخدام مسألة التهديد الكيمياوي لتبرير أي تدخل عسكري في المستقبل واصفة ذلك بـ 'المسرحية'. |
.... وأين أخطأ؟ بواسطة ميشيل كيلو يحار سوريون كثيرون في فهم ما جرى لبلادهم. وبما أنهم لا يجدون مسوغات لسلوك النظام الحربي ضد شعبهم، فإنهم يتهمون أهل السلطة بالجنون تارة، وبنقص الوطنية أو الخبرة تارة أخرى، ولا يكفون عن طرح سؤال يحيرهم: ما هذا الجنون الذي يعتمده الحكام وما أسبابه؟ هذا السؤال تحدى أيضا المهتمين والعارفين بالشأن السوري، بمن في ذلك مفكرون وكتاب كبار، يتبادلون طرح هذا السؤال الصعب على بعضهم البعض، حين يتحادثون بالهاتف أو يلتقون. لماذا حدث ما تعيشه بلادنا اليوم؟ ولماذا لم يكن يخطر لنا ما عاشته خلال العامين الماضيين على بال؟ ولماذا لم نصدق أنه يحدث فعلا حتى بعد قيام الثورة بفترة غير قصيرة؟ سأضع نفسي في مكان أهل السلطة، لإيجاد مقاربة معقولة للطريقة التي اعتمدوها في فهم الحدث السوري ومعالجته. أعتقد أن الرئيس وطاقمه القيادي والاستشاري فهموا العلاقة بينهم وبين الشعب على نحو جعلهم يقررون نمط سلوكهم الحالي، الذي قام منذ البداية على اللجوء إلى قدر أقصى من العنف، أرادوا له أن يكون رادعا إلى أبعد حد يمكن تصوره. وأعتقد أن الرئيس وجماعته كانوا على ثقة من أنه لن تكون هناك ثورة في سوريا، وأن عدد من سينزل إلى الشارع من السوريين لن يكون كبيرا في جميع الأحوال، لذلك سيكفي لإعادته إلى رشده قدر صاعق ومفرط من القوة، بالإضافة إلى اتهامه بالعمالة للأجنبي في الخارج، وللإسلاميين في الداخل. أما العنف، فهو سيعيدهم إلى رشدهم وسيجعلهم يدركون أن المسألة لا تحتمل المزاح، وأن النظام لن يحجم عن فعل أي شيء لقمع وقتل من يتظاهر منهم، بينما ستكفي تهمة العمالة لإقناع السوريين عموما بأن عقوبة من يتظاهر منهم هي الإعدام. وقد قال الأسد شيئا من هذا قبيل الثورة، عندما نفى أن يكون هناك خطر ثورة من الطراز التونسي أو المصري في سوريا، وأشار إلى وجود تطابق بين النظام والسوريين في الوطنية والممانعة، وانتفاء التذمر في البلاد. في ظني أن الرئيس كان يفكر على النحو التالي: لدينا من أصل 23 مليون سوري نيف ومليون مواطن في الأمن والجيش والشبيحة، وقرابة ثلاثة ملايين في الحزب والجبهة الوطنية التقدمية، وملايين الشباب في المنظمات الطلابية الشبابية المختلفة، بينما تم تأطير الشعب كله في «منظمات شعبية» تخضع لرقابة أمنية دائمة، وتخترق المجتمع تكوينات موالية للنظام تنقل إليه كل شاردة وواردة فيه، فمن أين ستأتي الثورة، إن كان لا يوجد شعب في سوريا، وكانت المعارضة ضعيفة ومتهالكة، والمواطنون بلا خبرة سياسية، ولا يشكلون كتلة واحدة أو كتلا متقاربة أو متشابهة، بل جماعات مشتتة لا يربط بينها رابط؟ لن تكون هناك ثورة، بل أعمال شغب متفرقة في أسوأ الأحوال، وهذه لن يخاطر بالانخراط فيها غير قلة من المتأدلجين المذهبيين، الذين سيبتعد الشعب عنهم بمجرد أن نسميها كجهة تحركهم ونتهمهم بالعمالة. لن تكون هناك ثورة، وقد لا تكون هناك أعمال شغب، فلنكن مطمئنين إلى أن سوريا ليست ولن تكون تونس أو مصر أو اليمن. إنها بلاد لا شعب فيها، ينضوي مواطنوها ضمن النظام وتنظيماته، ويعيشون ويموتون تحت أعين أجهزته الأمنية الساهرة ليلا ونهارا! نشبت الثورة في منطقة طرفية يديرها أقوى تنظيم حزبي بعثي، هي حوران، فعالجها النظام كما كان قد قرر أن يعالج أي تحرك احتجاجي: بأقصى عنف ممكن، وبوصفها حراكا إسلاميا وعميلا تقوم به قلة لا شأن لها. هل أخطأ العقل الأمني القمعي، ولم يفهم معنى أن يكون بين شهداء الثورة الأولى ثمانية بعثيين شاركوا في المظاهرات واقتحام قصر المحافظ ومقر عاطف نجيب، مدير الأمن السياسي، الذي كان قد اعتقل وعذب أطفال درعا وأهان وجهاءها المطالبين بوضعهم في السجن مقابل إطلاق سراح أبنائهم؟ لا أهمية اليوم لهذا السؤال. ومن الأهمية بمكان متابعة ظاهرة لم تكن تخطر ببال أهل السلطة، هي تشكل شعب سوري جديد منفصل عن النظام، في إطار حاضنة كانت مغيبة تماما هي الحرية، حامل الثورة الحقيقي والحافز المعنوي الذي مكن الشعب من الصمود أمام آلة القتل الرهيبة طيلة قرابة عامين، علما بأن انبعاث الشعب السوري في إطار المطالبة بالحرية وضعه منذ لحظات الصراع الأولى خارج عالم السلطة، وأخرجها من عالمه وجعله يعاملها كاستعمار داخلي تكتسب المعركة ضده طابعا وطنيا يتخطى أي سياسات حزبية أو محلية. هذه الحقيقة عمقت شعور السوريين بوطنيتهم المجتمعية الحرة، التي حلت محل وطنية زائفة فرضتها السلطة عليهم كي تضمن استسلامهم لها. هنا يكمن، في اعتقادي، السبب في ظاهرة مهمة جدا تتلخص في حقيقة أن هذه الوطنية الحرة هي التي حالت دون زج الشعب فيما سعى النظام إليه من صراع طائفي واقتتال أهلي، وأن أعدادا هائلة من المواطنين السوريين يدافعون عن أنفسهم منذ عام ونيف دون أن ينزلقوا إلى هوة الاقتتال مع من يختلفون عنهم في الدين أو المذهب أو الموقف السياسي أو الانتماء القومي. هذه الوطنية الجامعة، التي صمدت أمام آلة القتل وسياسات التحريض والشحن والتعبئة الطائفية، كانت المفاجأة التي واجهها النظام وعجز عن فهم معناها أو امتلاك القدرة على مواجهتها، رغم أنه اندفع إلى قتالها كثور هائج يريد كبحها، بيد أنه لم يحقق شيئا غير كسر قرنيه وجعلها أصلب عودا وأكثر قوة واستعدادا للعيش، وقدرة على دحره قرية بعد أخرى، ومدينة بعد مدينة، وشارعا بعد شارع. في هذه النقطة بالذات تكمن غلطة النظام الاستراتيجية، التي لن يتمكن من تصحيحها حتى إن أخمد الحراك والمقاومة. وفي هذه النقطة يكمن تفوق الشعب، الذي كسب المعركة على الصعيد الاستراتيجي رغم ما كابده من خسائر تكتيكية أوهمت أرباب السلطة أنها ستكسبهم المعركة، رغم أنهم كانوا يتعرضون لهزيمة استراتيجية بدءا من اليوم الذي هتفت فيه دوما: «يا درعا نحنا معاكي للموت»، وحمص: «يا دوما نحنا معاكي للموت»، ودير الزور: «يا حمص نحنا معاكي للموت»، وحماه: «يا دير الزور نحنا معاكي للموت»... وهكذا دواليك في كل شبر من أرض سوريا تسابق مواطنوها لافتداء بقية مكونات الوطنية المجتمعية الجديدة بحياتهم. كان أحد الحكماء يقول: في حياة كل شخص غلطة إن هو اقترفها ضيع نفسه وعجز عن الخروج منها. هذه الغلطة اقترفها النظام عندما عجز عن فهم احتمالات وممكنات الواقع السوري، وتبنى نهجا عنيفا لم يكن أي سوري يصدق أنه قد يمارسه ضد الشعب. إنها الغلطة القاتلة التي لا يمكن إصلاح نتائجها، والتي ستقضي حتما عليه، والتي نزعت عنه أي صفة وطنية أو مجتمعية أو سياسية، وألغت جميع مسوغات وجوده. ... |
http://im19.gulfup.com/9drX1.jpg هذا الطفل السوري الذي تحوَّلَ إلى يتيم مُتشرّد , منذُ أن دَمَّر الطيران الحربي السوري بيته و قَتلَ والداه , أُعلِنَ عن وفاته منذ يوميّن في إحدى شوارع الدرباسيّة , من شِدَّة البرد تبا لمن ماتت انسانيته..!! http://im19.gulfup.com/oxqB2.jpg لم يكتب لها أن تأكل من هذا الخبز مع أطفالها ..!! بل كُتب لها ما هو خيرٌ وأبقى ...رحمك الله وتقبلك من الشهداء يا أمي |
|
|
http://im16.gulfup.com/Bx3Q1.jpg
........الطريق إلى حلب.. مشاهد مأساة سوريا أول ما يلفت نظر المتوجه إلى مدينة حلب السورية عبر تركيا مناظر حافلات أو سيارات مفتوحة تقل عائلات سورية تضم نساء وأطفالا وشيوخا ترتسم على وجوههم علامات تجمع بين التحدي والبؤس ورحلة للمجهول. عند مرورك بالطريق من أنطاكية إلى كيليس التركية الحدودية مع سوريا يضيق الشارع أحيانا ثم ينفرج تارة أخرى وما يلبث أن يضيق ليعاود الاتساع من جديد مع كثرة ما به من حفر ومطبات في 'تراجيديا طبيعية' تضفي عليك شعورا يختلط بين التفاؤل والتشاؤم تجاه مآلات الثورة السورية بعد أكثر من 21 شهرا على انطلاقتها. وتصل حدود 'بوابة السلام' لتلمس مشاهد تختصر المأساة التي يعيشها هذا الشعب، في الانتظار أمام الجانب التركي للجوازات كان ثمة طابور فإذا بسيدة في منتصف العمر تقول بعفوية 'شو طابور خبز'، في إشارة إلى الطوابير الطويلة للحصول على رغيف الخبز هذه الأيام رغم مخاطر قصف قوات النظام وقتله الأبرياء أمام المخابز فيما بات يطلق عليه السوريون 'الرغيف الأحمر'. وعلى بعد خطوات من السيدة ثمة رجل يبحث عن من يساعده في تهريب عائلته عبر الشريط الحدودي مع تركيا لعدم امتلاكهم جوازات سفر، ويتسائل بخوف عن ملاحقته من قبل قوات الأمن التركية إذا أسكن أهله في إحدى المدن أو القرى دون الذهاب إلى مخيمات اللاجئين، فيجيبه آخر مهدئا من روعه أن ذلك لن يحدث إذا دخل هو بطريقة قانوينة واستأجر المنزل. على الحدود أيضا رجل يبحث عن ابن أخيه المصاب وهو كما قال من الجيش الحر ويدعى أحمد كوسا ويكنى بأبي قتادة، وقد أصيب الشاب في معركة للسيطرة على مسشتفى الكندي بحلب التي دارت على مدى اليومين الماضيين، فهو لا يعلم أهو حي أم قتل أم أسرته قوات النظام، فقد بحث عنه في عدة مشاف ميدانية وفي مستشفى كيليس التركي دون جدوى. داخل سوريا بعد عبور 'بوابة السلام' الحدودية داخل سوريا تستوقفك محطة وقود أطلق عليها 'محطة السلامة' وللمفارقة لم تأمن هذه المحطة قصف قوات النظام فدمرتها. وفي مشهد يعبر عن براءة الطفولة رغم كل المآسي ثمة على الطريق أطفال يلهون. كما تستوقفك على الطريق لوحة سيارة كتب عليها 'لجنة عبد الرحمن بن عوف للإغاثة' تتوقف فإذا المكان مخزن لتوزيع المساعدت والمؤن. توزع هذه اللجنة الإغاثية -وفق مسؤول فيها يدعى عدنان محمد- على خمسين قرية ما يصلها من الطحين وبعض المؤن الأخرى والملابس الشتوية وحتى أسطوانات الغاز التي يصل سعر الواحدة منها هذه الأيام إلى خمسين دولارا. ورغم ذلك فإن ما يصل لهذه اللجنة الإغاثية من هيئتين إغاثيتين تركيتين لا يشكل سوى خمس ما يحتاجه الناس في الخمسين قرية، فالمطلوب أكبر بكثير مما يقدم، فمثلا يوزع للعائلة ربطتين أو ربطة الخبز أي ما يساوي رغيفين أو حتى رغيف واحد للشخص الواحد في اليوم هذا طبعا للخمس الذين يحصلون على المعونات. وفي ظل أجواء الشتاء القاسية والبرودة التي تصل إلى ما دون درجة الصفر مئوية ترى في الطريق بعض الشاحنات الصغيرة التي تقل حطبا اقتطع من الأشجار لاستعماله وقودا للتدفئة والطهي بعد فقدان وقود التدفئة والطهي وارتفاع أسعارهما بشكل خرافي، وترى شخصا هنا أو هناك يحاول اقتلاع أغصان أو جذور شجرة لعدم امتلاكه المال حتى لشراء الحطب. ومع حلول الظلام تقترب رويدا من حلب التي تنقطع الكهرباء عن أجزاء كبيرة فيها، ورغم ذلك فهي أفضل حظا في هذا المجال من الريف الذي يواجه عقوبة جماعية وانقطاعا شبه كامل للكهرباء. وبينما تحاول تدفئة كفيك من شدة البرودة تفاجأ على أطراف حلب وفي ظل ظلام دامس أن العديد من العائلات السورية -التي رفضت التصوير- تفترش مباني لم يكتمل بناؤها وتسعى عبر ما تيسر من فرش وشراشف سد المنافذ لمنع الهواء البارد عن أطفالها على أمل أن يستيقظوا على صباح أدفأ مما باتوا عليه. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:47 PM. |
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية