يا بيتنا القديم إطمئن فـ بعد مرور أكثر من عشر سنوات على إنتقالنا منك إلا إنك لم تبرح ذاكرتي ، ولا أحلامي !
لك أن تتخيّل أن جميع أحلامي لا زالت في زواياك ، وإن لم تصدقني فأنا أحلف بمن زرع حبّك في قلبي انها الحقيقة !
يا بيتنا القديم لا زلت اسمع صوت جدّي وجدتي رحمة الله عليهما !
لا زلت اتذكر رائحة جدي رحمة الله عليه عندما اختبيء خلف ظهره خوفاً من غضب والدتي اطال الله في عمرها !
لم أتجاوز حينها السادسة من عمري !
يا بيتنا القديم الحنين لك يقتلني !
يا بيتنا القديم يضايقني أنهم لا يتحدثون عنك كما أتحدث عنك ، هل لأني لم أشعر بالسعادة الحقيقية بعد مغادرتك؟
غادرتك وأنا ابن الثامنة عشر فرحاً ، والآن تدفعني الأحزان دفعاً الى التاسعة والعشرين !
يا بيتنا ( المقيم في قلبي ) .. انا حزييييييييييين !!

في هذه اللحظة اتمنى أن أجد صورة واحدة فقط لي وأنا طفل وأكون مبتسماً فيها !
جميع الصور التي لدي رسمية جداً وخالية من أي لمحة فرح !
لا أعلم لماذا يطلب منّا ونحن أطفال أن لا نبتسم عند التصوير! حتى في الصور التي تطلبها المدرسة ، لماذا لا نبتسم فيها ؟! أريد سبباً واحداً يقنعني بإن إبتسامة طفل في ملفه الدراسي قد تحرمه الدراسة !
آآآآه إنني أبحث عن صورة لي وأنا طفل وأكون مبتسماً فيها لأني أعلم بإن الإبتسامة كانت حقيقية وبريئة ومن القلب !!