: فكرت بك طويلاَ ليلة البارحة ، كنت حاضراً في الأصوات التي تصعد مع ضحكات الفرح ، في الدموع التي تهبط و تتركني بين أضرحة الذكرى في بكاء طويل ، في الوجوه التي تتألم معي وتشفق كثيراً عليَ ، في الهذيان ، في الصداع ، في المرض ، في السهر ، في الكتب ، و في كل شيء حولي . التفكير بك عقيم ، يشبه التفكير في تلك الأشياء التي تغيب و لا تعود ، يشبه تلك الأمور المعلقة كالمستحيل التي تجعل كل الأوقات محبطة ف يطوقني البؤس ، لا أعرف كيف أتخلص منك دون أن يؤذي مرآة ذاكرتي وخز إنعكاساتك وأنت تبتعد ! : |
عندما أشتاق إليك ، لا صوت ، لا أغنية ، فقط شبه سكينة و بكاء بعيد ! عندما أشتاق إليك ، تصرخ كل الأشياء الصامتة و يستيقظ الفزع من الأيام القادمة بلا أنت ، عندما أشتاق إليك ، أشعر أن الهواء الذي اتنفسه فاسد ويزيد من فرص الإختناق ، الإختناق الذي يجعلني أقف على طرف الموت ولا أموت ، وتكون كل الأوقات شوق ، وتزدحم الأشياء المرهقة بتعب لأجل الشوق ، والأشياء الحلوة تتحلق حول الشوق ، حتى ضحكات الأطفال وبقايا الحلوى في أيديهم كلها شوق ، فلا أملك إلا أن أشتاقك أكثر ! : : |
: في كل عيد كنت أصر على إنتقاء أجمل بطاقات التهنئة لأبعث بها لكل الأحبة الـ مازالو يطوفون في ذاكرة الأيام الجميلة ، وَ الـ طالما شاركوني في الأحداث الشبه مهمة والمشتركة بيننا، ولا أكون في حاجة لتبرير تأخري الدائم في السؤال عنهم ، أو حتى العتب على إهمالهم لبعض الأشياء التي أقسمت يوماً أن لا تهمل منهم أبداً . وهذا العيد قررت أن أغلق كل أبواب الفرح ، وأنتظر أول شخص يطرق الباب المناسب ، ويمزج بهجتي بوفائه ، وبينما أنا أخضب كفوف الإنتظار بأغنية بسيطة ، ابتسمت ابتسامة سريعة لأن كل الأسماء التي بدأت في ترتيبها وكلي ثقة في حضورها ، جاءت في خطوة واحدة ، وفي لحظة واحدة لتفتح كل أبواب الفرح المغلقة ! لكل الأحبة الأوفياء : عيدكم نور وَ بهجة ،! : |
كلما حاولت أن أنسى أحزاني الأخيرة ، أجدها تتآمر عليّ ، فلا استطيع للنسيان سبيل ! لا أستطيع نفي خمسة أحداث موجعة ، وفي الوقت ذاته أهرب من إثباتها ، ربما لأن مرض أمي هو أكثر الأوجاع التي تقطع كل شيء إلى أجزاء صغيرة تئن وتبكي ، ربما لأن الأقدار شحت بوصل أكثر الناس قرب ليّ وَ جاءت فرحة العيد الثاني تمشي في خط متعرج ، بعد أن كانت كل الأفراح به تهرول في خط مستقيم ، ربما لأن الحرب لم تنتهي بعد ، ومازالت تقلقني ، تكدرني وَ تجعلني أقرأ تعويذات الأمن وَ السلام على خارطة الوطن في كل الاتجاهات ، ربما لأن ( جدة ) تغرق وَ كل الأشياء الجميلة فيها أختفت ، وبالكاد أصدق ما حدث ، فلا أفكر في شيء سوى أن أتحسس وجه ( جدة ) فأجدها بخير ! وربما لأني مفلسة وَ خائفة وتركت خلفي فصل طويل من حكاية لن تكتمل ! : |
، هذا المساء يدير مقبض الضيق وَ تتناسل الأوجاع منه بطريقة مؤلمة ، الأوجاع التي أقذف بها بعيداً في أعماق النسيان ف تفاجئني اليوم أنها بقربي ولم تغيب ! يا خيبة الأيام المقرونة بذكرياتك ، ياخيبة الأغنيات التي تشنق الأشياء المليئة بك ، ياخيبة الملامح التي صدأت في إنتظارك ، وياخيبتي الكبيرة بك ! : |
، وتسألين ياصديقة عن الوجع الذي لا يهدأ ، عن البكاء الطويل ، عن إشارة حزن حمراء طال وقوفي أمامها ، الراحلون ياصديقة ك العتبة التي نقف عليها ونرتجف برداً و شوقاً ، ولا تستطيع أن تجلب لنا بعض دفء ، ومع إيماننا بأنها كائن لا يشعر بنا ، مازلنا نقف عليها كل يوم ونعلق على الجدران المجاورة الشوق ، وكثيرٌ من أمنيات لم تكتمل بعدهم ف يستفيق كل شعور بالخواء الذي لا يملأه سوى الأشياء المستحيلة ، فيستمر الخواء مفتوحاً في قلوب تتعثر بهم وتسقط باكية ! : |
: أفكر كثيراً في إبتسامة الصباح وَ رائحة المطر ، في الألحان التي تملأ حناجر العصافير ، في الأمنيات التي تتسابق لتقبيل جبين الشمس ، في الأحلام التي أدسها تحت وسادتي لأنها لم تكتمل ، في وجه أمي البعيد ، في دعوات أمي القريبة ، في أخي الذي لم يعد يشاركني الشغب ، في أختي وصغيرتها الجميلة ، في أبي وحديثه الممزوج بالحكمة ، في مائدة الطعام التي تفقد كرسياً كل عام ، في قهوة المساء الخالية من السكر ، في الطفلة المشاغبة التي لا تستطيع أن تكون هادئة لعشرة دقائق متواصلة ، في أغنيات تخيط الجرح وأخرى تسكب عليه الملح ، في صديقة الأيام الحلوة والضحكات العذبة ، في صديق الفوضى وحكايا الترتيب الطويلة وَ الصمت المربك ، في شبيه الماء الذي يأتي بالبشائر والمفاجئات السارة جداً ، في الغائب الذي يقضم قلبي سراً ، في الرسائل المعلقة على باب بريد منسيّ ، في الأحاديث المتكومة فوق ذكرى قديمة ، في العطور التي تشي بالراحلين . ومؤخراً أصبحت أفكر كثيراً في تلك الابواب التي يحفها خوف وَ ظلام ، وأنا أمامها أنتظر أن يؤذن ليّ بـ أمان وَ نور ! : |
| جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية