|
الأمير عبدالرحمن بن بندر بن عبدالعزيز يعلن تفاصيل مسابقة شاعر الوطن الجمعة المقبل عبر قناة صدى الفضائية وكالة أنباء الشعر/ خاص يعقد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود مؤتمراً صحفياً مساء يوم الجمعة القادم في أحد فنادق العاصمة السعودية الرياض وذلك للإعلان عن تفاصيل مسابقة " شاعر الوطن " عبر قناة " صدى " الفضائية , وكانت المسابقة قد تأجلت لأكثر من سنتين حسب ما صرّح به مدير القناة مفلح الهفتاء للوكالة سابقاً . جدير بالذكر أن هذه المسابقة خاصة بشعر النظم وتختلف عن المسابقة التي أقامتها قناة الوطن الكويتية والتي كانت مختصة بشعر القلطة. |
المتسلقون على ظهري أشهر من نار على علم .. شاعر النشيد الوطني إبراهيم خفاجي لـ عكاظ:
كلماتي لا تباع بشيك على بياض وفي فمي ماء عكاظ : حوار: بدر الغانمي لم أسمع ضجيجا من رجل يضع رجله اليمنى في المقبرة والأخرى إلى الوراء كما سمعته من شاعرنا الكبير إبراهيم خفاجي، ولم أشاهد إجابة صامتة تتآكل من الألم، كما رأيتها في عيني جواهرجي الأغنية السعودية وأنا أستفز عواطفه بسؤالي: هل يعرف أبناؤنا أنك مؤلف النشيد الوطني الذي يرددونه في الطابور المدرسي كل صباح؟.. حاولت أن أتسلق الجبل الأشم الذي صعد على أكتافه طلال مداح ومحمد عبده وعبد المجيد عبد الله، وتمايل مع صوره الفنية وديع الصافي وفائزة أحمد ونجاة الصغيرة وأجيال متعاقبة على مدى نصف قرن -محليا وعربيا-، فلم أفلح في الحصول على أكثر من ملامح وإشارات وشيء من الفتات، لكنني أزعم أنها كافية لتصب الزيت على النار التي ظلت خامدة تحت الرماد. مسح بكلماته ما تبقى من بياض في الوسط الفني، وأسقط أوراق الخريف عن أشجار يظن الناس أنها ما زالت مثمرة عندما قال: «في رقبتي بيعة لا تباع رغم محاولة بعض الخليجيين شراءها بشيك على بياض»، في الوقت الدي سقط فيه الفنانون أسرى للدينار والدرهم، وتمادى في صراحته ناسفا بيته الشهير «إذا لعب الهلال فخبروني» بقوله: لم أكن هلاليا في يوم من الأيام لأسقط شعري حكرا على الهلال، فأنا كفنان ملك لكل أندية الوطن، إنما كان شعري حديث مناسبة فقط. حوار فيه من المرتدات والمفاجآت ما يتجاوز أكثر من مجرد الكلمات، بدأناه بتلمس طريق البدايات.. ولدت في حارة سوق الليل، حيث ولد الرسول وهذا يكفيني، أو حي شعب بني عامر الذي اشتهر بالحصار المفروض على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته في شعب بني عامر في أسرة ترتبط بعلاقة وثيقة بالثقافة والأدب والفن؛ فوالدي وجدي لأبي كانا عازفي ناي في فرقة النوبة (الشرطة)، كما كان خالي أحمد الشعار وجده لوالدته إبراهيم الشعار عازفي ناي أيضا، كما اشتهرت منطقة سوق الليل في مكة المكرمة في تلك الحقبة بضم أشهر الفرق المؤدية لغناء يماني الكف، فعاصرت حسن جاوة، وفهيد أبو حميدي، وإسماعيل كردوس، ولم تكن تجارة والدي وعمي في صياغة الذهب تحقق مردودا ماليا بسبب الحرب العالمية الثانية، فقررت أن أبحث عن عمل وتركت حلقات العلم واتجهت لمدرسة اللاسلكي والشعر، ليس كرها في العلم في الحرم، إذ يكفيك أن تخرج نصف عالم من الدروس التي كانت موجودة في تلك الأيام، ولكن الحاجة وضيق ذات اليد دفعاني للهروب من الفقر في وقت كانت فيه الحكومة توزع على الناس السكر والشاهي والخبز لكي لا يموتوا جوعا، ولم يكن هناك أحد معه فلوس في تلك الأيام. تصور زفة الموية بست هللات، والقربة بريال في الشهر مع أن الراتب لا يتجاوز 15 ريالا فقط . لذلك عندما يسألونني الآن عن سبب عدم بيعي لكلماتي أعيدهم وأذكرهم بالبيعة التي أتحملها في رقبتي لهذا الوطن الذي عشت معه خطوات البناء والانتقال يوما بيوم وسأظل وفيا له بكلماتي حتى يتغمدني الله برحمته. • الملاحظ أن شعرك أصبح مثل الفاكهة السنوية في الفترة الأخيرة؟ ــ إنتاجي كان غزيرا في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات الهجرية، لارتباطه بحماس سن الشباب بما له من وفر وما فيه من تخيلات، والشاعر يقول: ياللشباب المرح التصابي روائح الجنة في الشباب والحقيقة أن الفترة التي بدأت فيها وعمري 16 سنة؛ أي قبل 70 عاما من الآن، لم يكن فيها الاهتمام بالشعر بالصورة نفسها التي كانت عليها، بدءا من السبعينيات الهجرية، حيث كان الإقبال شديدا وكنت أكتب بشكل يومي. وقد عاصرت السنوات العجاف التي مرت بها بلادنا والنهضة الحضارية التي وصلت إليها يوما بيوم، وفي رقبتي بيعة لا يتوقف معها عطائي حتى يتغمدني الله برحمته. ربما تراجع الكم الإنتاجي بسبب تقدمي في السن، لكن تظل الكتابة تسري في دمي وجودتها من حسن إلى أحسن، وسأظل أقدم تحياتي إلى وطني دون أي رياء أو نفاق. • يقال إنك مخاوي الجن في تلك الفترة؟ ــ هذا كلام ردده الناس وفكر ساد في السابق، لكنه غير صحيح ولم يمر علي ولا أعرفه، لكنني أعتبر أن الشعر إلهام من الله وسرعة بديهة، وأنا لست شاعرا فقط، بل كنت وما زلت في الملعبة أرد وأعرف الغطو والغبو وماذا يقول الشعراء، ومن الأشياء التي ساهمت في نضوج رؤيتي للصورة الشعرية أن والدي -رحمه الله- ظل يأخذني معه إلى ملاعب الشعراء ويشرح لي الصور الشعرية وأساليب الردود لمن يدافع عن نفسه وعن قبيلته، وقد أثرت هذه الفترة في شعري كثيرا، وأنا أعتز بتجربتي ومعاناتي الخاصة التي عايشت فيها نشأة بلادنا حتى الآن، فانعكست على شعري بكثير من النضج والشمول. • هذا يعني أن شعرك ينطلق دائما من معاناة؟ ــ إلى حد ما، لكن تظل معالمي الشعرية وصفية لمعاناة الآخرين أكثر من معاناتي الشخصية وأجسدها في صورة أغنية ليتغنى بها كل إنسان. • يقال إن قصائدك الحبيسة أكثر من المطلقة؟ ــ هذا صحيح، ولدي من القصائد ما لا يمكن نشره؛ لأنه يضعني في مآزق أنا في غنى عنها. • لكنك لم تكتب شعرا سياسيا رغم معاصرتك لكثير من الأحداث السياسية المحلية والعربية والعالمية على مدى قرن تقريبا، لماذا؟ ــ أنا لا أحب اللعبة السياسية التي تعتمد على المصالح المتغيرة بين اليوم والغد، ولا أستطيع أن أكون مثل أدونيس عندما شتم العرب ثم مدحهم عندما زار دولة عربية مجاورة فاتهموه بالدجل، وأنا لا أحب الميل إلى جهة دون أخرى وتوظيفها في شعري. • ما سبب تحولك إلى الشعر البيني الذي يجمع العامي والفصيح والذي فسره البعض بعدم قدرتك على مجاراة لشعراء الفصحى في تلك الفترة؛ مثل حمزة شحاتة ومحمد حسن فقي وغيرهما؟ ــ ليس عجزا عن مجاراتهم، لكنه شعر لا أرفضه ولا أدعيه، وأنا أكتب الشعر مثل أي شاعر مقفى وموزون، وهوايتي كلها المغنى، تجد رنينا غنائيا في شعري المقفى، لذلك لم يجد محمد عبده في حفلة التراث العربي في المغرب صعوبة في غناء قصيدتي التي قلتها عن المغرب في السبعينيات التي يقول مطلعها: ودع اليأس وسافر واغترب واشتر الحسن بأرض المغرب دارها البيضاء فردوس الدنا هي مهوى الغيد للمستعرب جمعت في غيدها كل المنى فتنة الغرب ونطق العربي وكانت ردود فعل الصحافة المغربية للقصيدة الوصفية كبيرة، وكتب عنها ما لم يكتب في قصائد قالها شعراء أكبر وأشهر مني في تلك الفترة، والسبب أنني كتبت كلماتها على الرنين الغنائي الذي أجيده. • الصور الشعرية موهبة أم تعلم؟ ــ الشعر يتم بالموهبة والتعلم وأنا لا أنكر ما قدمه لي أستاذي حسين سرحان من توجيه للتميز في الصورة الشعرية، وأتذكر في تلك الأيام القصيدة التي قالها قاسم أمين في زوجة النحاس باشا، وكان الحجاب منتشرا في مصر في تلك الفترة فقال: ارفعي الستر وحيي بالجبين وأرينا فلق الصبح المبين فأعجبتني قدرته التصويرية فقلت للأستاذ حسين سرحان: عندي رد عليها يقول: اطلق الأنظار من ساحتها فلقد آن لها أن تستكين فالشعر مداخلات وأنا تعلمته في المدرسة مع أستاذي عبد الرحمن أسعد بطريقة القصائد المطرزة التي تقال في المجسات ومناسبات الزواج، وأسمع أغنية كوكب الأرض التي تغنى بها محمد عبده وسموها أغنية سياسية ماذا تقول: كوكب الأرض عزيز في المدار وبلاد النور غرة كوكبي بعث المختار فيها واستدار زمن الحب بتاريخ النبي هذه القصيدة تكلمت فيها عن الإرهاب قبل ظهوره بـ20 عاما، وفيها من الصور ما يستدير به العقل. • لكن الملاحظ أن شعرك يدور في فلك المحلية وليس له انتشار عربي؟ ــ أنا لا أتعامل مع الفنانين والفنانات إنما مع الملحنين، وقد تعاملت مع عدد كبير من فناني الدول العربية خصوصا لبنان ومصر. • لم تغنِ لك أم كلثوم أو فيروز مثلا؟ ــ منهجي الغنائي ليس مركزا على البحث عن شهرة، ولو كنت كذلك لما خرجت الأسماء الشابة التي تنتشر اليوم في الساحة العربية، وأنا تعاونت مع الأخوة المصريين، وهناك تترات كتبتها للفنانة شريفة فاضل لكنها لم تنشر، وبالنسبة لأم كلثوم فقد كان صبحي الصحراوي، ابن بلدها، صديقا لي وحدثها عني فقالت له: طيب، ولكن لم يحدث شيء. • ليه؟ ــ لأن هؤلاء الفنانين يحتاجون إلى تزلف ويحبون من يدفع لهم، خصوصا أن السعودي في تلك الفترة كان محاطا بإشاعة أن عنده بئر بترول خاصة به. • مع أن عبد الوهاب محمد من المعجبين بك؟ ــ جدا، وقال لي في إحدى المرات أنا أؤمن بصورة أخذت مزاجي في كلمات أغنية لفائزة أحمد وطلال مداح قلت فيها: تصدق والا أحلف لك عجزت بلساني أوصف لك نعيم الحب في قربك وإنت كريم في أصلك ودا قلبي على يدي وهو أغلى ما عندي وتبغى زيادة في حبك أجيب لك قلب ثاني منين عبد الوهاب اتجنن على صورة «ودا قلبي على يدي وهو أغلى ما عندي»، لذلك عندما تسمع الأغنية انتبه لصورها الشعرية إن وجدتها فهذا سرها. • كيف نجحت في تركيب الكلمات على النشيد الوطني الذي عجز عنه كبار الشعراء؟ ــ عندما عرض موضوع تركيب الكلمات على الشعراء الكبار؛ مثل أستاذي ومعلمي حسين سرحان والأمير عبد الله الفيصل ومحمد حسن فقي، قالوا إن تركيب الكلمات على موسيقى المارشات العسكرية غير ممكن، ولو أردتم أن نعمل لكم سلاما جديدا بأي كلمات من الشعر فيمكن ذلك، ولكن رفضت الفكرة؛ لأن السلام الوطني الحالي مرتبط بالملك عبد العزيز وتأسيسه لهذه البلاد، فاقترح عليهم الأمير عبد الله الفيصل ومعه حسين سرحان اسمي إن كانوا يريدون تركيب الكلمات على اللحن، وفي تلك الفترة لم أكن معروفا بما فيه الكفاية فتأجل الموضوع وتجدد في عهد الملك فهد رحمه الله. |
• وهل عملية تركيب الكلمات على اللحن عيب في تركيب أية أغنية؟
ــ المسألة تكونت عندي بتراكم الخبرات والمواقف، فجماعتي كانوا يغنون بيتا من الشعر في قصيدة ضائعة فلم يكن هناك توثيق أو تسجيل أو رواج للغناء في تلك الفترة فيقولون لي: «سوي لنا مثله» فأركب لهم كلمات شعرية على ألحانهم فتدربت على تركيب الكلمات الغنائية، وزاد من خبراتي معرفتي باليماني والموشحات الأندلسية المسماة بالصهبة، التي تعلتمها من فرقة المريعانية وحفظي لكل أغنيات أم كلثوم دون استثناء بكل مقاطعها الموسيقية. • أغنيات أم كلثوم السنباطية أم الوهابية؟ ــ كلها، وأم كلثوم تظل هي المحور الأساسي أيا كان الملحن، كما هو محمد عبده لدينا إن غنى نبطيا أو مقفى موزون أو أية حاجة فسيظل محمد عبده . • ما دام ذكرت محمد عبده.. لماذا تباعدت المسافة بينكما في السنوات الأخيرة؟ ــ بدأ الناس يكتبون بزخم وهو يغني لهم. • بمقابل؟ ــ لا أدري عن هذا الأمر. • يعني هل يعقل أن تكون كلمات الشعراء الآخرين أجمل من كلماتك لهذه الدرجة؟ ــ تستطيع أن تسأله شخصيا عن هذا الأمر، لكن عن نفسي فلم يسبق لي ولن يحدث أبدا أن طلبت قرشا واحدا لكي تغنى كلماتي. • حتى إن جاءتك على شكل هدية؟ ــ ومن يرفض الهدية، أنا أتحدث عن كلمات أقدمها مقابل مال، هذا أمر لا يمكن أن أعمله ولم يحدث يوما أن أخذت أموالا حتى من شركات الإنتاج. • الدنيا تغيرت والمسألة أصبحت «احتراف وأكل عيش»؟ ــ تجاوزت هذه المرحلة. • من باب أنها أمر مبتذل مثلا؟ ــ الفنان إذا وضع المادة هدفا أساسيا له سيضيع جزء كبير من فنه مهما كان، وعندما تعطيني نص لأغنيه لك بمقابل؛ سواء ناسبتني الكلمات أو الصورة أم لا، فهذا يعني أنك صادرت شعوري. • لكن -بالمقابل- هناك كلمات جميلة كتبت ودفع لمطربين كبار لتأديتها ونجحت؟ ــ هذا صحيح، لكن صدقني شعورك وأحاسيسك تختلف كليا عندما تغني دون مقابل، ولايعرف الفرق إلا من جرب. • وهذا سبب عدم وجود شعراء الكلمة الجميلة؟ ــ الشعراء موجودون بكثرة، لكن البعض لا يرغب في السير مع التيار والبعض الآخر كتب من أجل قطعة أرض فضاع شعره. • كيف تنظر لتعاون محمد عبده مع الشيخ عائض القرني؟ ــ فرحت جدا بهذا التعاون واعتبرته فتحا، لكنه باب أغلق بسرعة نتيجة الضغوط التي تعرض لها الشيخ القرني. • مم؟ ــ من الرافضين للتعاون بين شيخ وفنان. • لكنك لم تتعاون مع طلال بنفس حجم حماسك لمحمد عبده؟ ــ نهج طلال يختلف عن محمد وأستاذه في الغناء المرحوم عبد الله محمد الذي لم يأخذ حقه من الإعلام، كما لم يأخذ من علم طلال مداح عزف العود (عبدالرحمن خوندنة) حقه أيضا، والرجل ما زال على قيد الحياة، وأتمنى أن يلتفت له أبناء طلال مداح بما يستحق. وأنا لا أؤمن بالتفريق بين الفنانين فاللي أصغر مني ولدي واللي في عمري أخويا واللي أكبر مني أستاذي ولم أكتب أغنية متعاطفا مع طلال أو محمد ولكن بحكم بداية محمد عبده معي في الوقت الذي كانت فيه الساحة طلالية فالناس تظن أنني ميال له، لكن الحقيقة أنه تفوق على نفسه بفضل موهبة الفنان وحسن التصرف التي يملكها في الوقت نفسه، واستمر إلى الآن دون أي منافس، ونجح في التمدد خارجيا أكثر من طلال، فيما كان طلال -رحمه الله- منكفئا على الداخل فنال شهرة وجمهورا أكبر، وأعتقد أن محمد عبده يستحق شهادة دكتوراة من اليمن؛ لأنه أحيا كل أغاني التراث اليمني وسجلها في ألبوماته وهو ما لم يفعله فنانون يمنيون كبار، وفي حياته تجارب قاسية ومعاناة لم تمر على طلال. • هل نستطيع أن نقول إن الأغنية السعودية فقدت هويتها ونكهتها باعتمادها على خط واحد فقط؟ ــ الأغنية السعودية تسير فعلا على وتيرة واحدة وهي مصابة بما يصاب به الزرع في أوج نموه، ومن الأمراض التي اجتاحتها المادة والأنا وحب الظهور والتقدم السريع الذي يرغبه الملحن والمغني والمنتج في آن واحد، لكنها تملك عناصر النهوض والعودة بسرعة إذا فتحت المعاهد الموسيقية والمسارح وظهرت الفرق الموسيقية. وأتذكرعندما أنشئت جمعية الثقافة والفنون كم كانت محاربة ونظرة المجتمع لها تصادمية، ولم يكن أحد يقتنع بأن لدى الفنان والمثقف ما ينفع به الوطن لولا وقفة سمو الأمير محمد العبد الله الفيصل الذي أوجد لها مقرا، ولولا عنصر الدعم الذي لقيته الأغنية السعودية من الأمراء لما نجحت، بل إن أي فنان إن لم يكن له ظهر قوي يستند إليه فلن ينجح في الوسط الفني. • لم يبق للفن الحجازي سوى جلسات خجولة مثل أحدية جميل محمود؟ ــ جميل محمود فنان كبير ويكفيه برنامج (وتر وسمر) الذي جمع فيه التراث الحجازي، وأنا أحضرأحديته بين فترة وأخرى، لكن مثل هذا الجهد ينبغي أن تتبناه الإذاعة وليس جميل محمود. • وهل ما زالت مفردة إبراهيم خفاجي مطلوبة؟ ــ هذا موضوع تقييمه يأتي من الآخرين، لكن ما زالت كل الأغاني التي عملتها مطلوبة حتى الآن في كل حفل ومناسبة بعد مضي 40 سنة تقريبا، وكتابة الأغنية لا توضع على نمط معين، بل تحتاج مني ككاتب أن أضع لها هذا التصور أيضا. لكن إبراهيم خفاجي أخذ وقته وفرصته وهذا مجال يتطلب التجديد دائما. • وهذا ما يستدعيني لأسألك عن حقيقة تدخلك في ألحان الكلمات التي تؤلفها مع كل المطربين؟ ــ بالنسبة للمطربين الجدد أساعدهم على توجيه الكلمة للحن معين من خلال تجربتي ولا أفرض وجهة نظري عليهم. • قلت في حفل تكريمك بإثنينية الخوجة إن الثقافة المعنوية منعدمة، ماذا تقصد؟ ــ أنت شايف بعينك سيطرة المادة على كل شيء، تصور أن يأتيني بعض الفنانين إلى بيتي؛ فتجتمع الكلمات الحلوة والصوت الجميل والنص الغنائي الجيد، لكنه يفتقد للحركات المشوقة التي يرغبها صاحب الاستديو الذي سينتج له الألبوم بطموحاته المادية التي لا تنتهي وتحكمه في كل شيء، وهكذا كل شركات الإنتاج. • هذا تخريب للذوق العام؟ ــ للأسف أن هذا هو الواقع من منطلق أنهم يريدون أن يعيشوا ومن ثم فلن تجد أغاني مطولة بصور جميلة؛ لأن المنتج يريد لغة الترقيص فقط. • في ظل وجود ملحن كبير مثل الأستاذ غازي علي كملحن، ووجودك ككاتب كلمة، لماذا لا تظهر الأعمال الجميلة في الساحة؟ ــ غازي علي مدرسة ورجل عبقري وعطاؤه ثر كيفا وليس كما، وله شخصية يعتز بها كثيرا، ومنهجه الملتزم سبب في ابتعادهم عنه، لكنه ما زال يعلم ويدرس ويخرج كوادر جميلة للساحة. • لماذا لم تكتب للأطفال بنفس التميز الذي كتبت به عاطفيا؟ ــ كتبت، اسأل سامي احسان: أين ذهبت الأغنيات الـ17 التي أعطيتها له ولحنها عن الأطفال. • 17 أغنية لم تظهر واحدة منها؟ ــ للأسف، أنها أهملت لأنه ليس وراءها كسب مادي أوشهرة أدبية. • هل تحتفظ بالكلمات التي تكتبها في دفاترك؟ ــ هوايتي أن أكتب لا أن أسجل، وواحد من أكبر عيوبي هو عدم الاحتفاظ بما أكتب ولم يكن لدي في يوم من الأيام أي تسجيل لهذه الأمور. • من هو أكثر من أعطى كلماتك الإحساس الذي تريد؟ ــ ليس هناك مطرب معين؛ لأن لكل كلمة صورا. • أكثر من عكس صورك الشعرية؟ ــ بحكم تواجدي مع محمد عبده من صغره، أستطيع أن اقول إنه أكثر الناس قربا من فهم أحاسيسي الشعرية. • وطلال مداح رحمه الله؟ ــ طلال لا يتكرر ولا دخل لهذا الموضوع في مسألة أنني ميال لطلال أومحمد عبده، فأنا ككاتب أغنية لايمكن أن أنحاز لفنان معين أو حتى ناد معين. • لكنك انحزت للهلال بقصيدتك الشهيرة (اذا لعب الهلال فخبروني فإن الفن منبعه الهلال)؟ ــ نحن كفنانين لا يمكن أن ننحاز لا للاتحاد أو الهلال أو الوحدة ولا لأي فريق دون الآخر، والشعر اللي قلته في الهلال جاء باعتباري نائبا لرئيس الهلال في تلك الفترة مع الشيخ عبد الرحمن بن سعيد. • مع أنك وحداوي؟ ــ بدايتي كلاعب في الوحدة في مركز (السنتر هاف) وعندما ذهبت إلى الرياض من أجل الوظيفة ارتبطت بالموظفين الذين كانوا يلعبون في الرياض، ثم عدت إلى مكة المكرمة عندما اضطرتني ظروف الوالد للعودة، ومازلت وفيا لمكة المكرمة وللنادي الذي حصل على أول كأس للملك، رغم تغير الأيام فالوحدة لم تعد كما كانت. • هذا يعيدني لسؤال متكرر بحكم معاصرتك لتأسيس الفريقين.. من الأقدم الوحدة أم الاتحاد؟ ــ الوحدة أقدم وجودا ولكن الاتحاد سجل رسميا كأول فريق، وفي وقت تسجيل الاتحاد كانت الوحدة اسمها (المختلط) لوجود عدد من لاعبي الفرق الأخرى معهم، كانوا يفكرون أن يسجلوا رسميا مثل الاتحاد وكيف يوجدون ناديا. • على كذا، نسقط قصيدتك على الاتحاد بعد فوزه بكأس الملك من أمام الهلال الأسبوع الماضي فنقول مثلا «إذا لعب العميد فخبروني فإن الفن منبعه اتحاد»؟ ــ ممكن جدا، ولاحظ أن إيقاعها لم يتغير، والاتحاد والهلال عينان في رأس. • الملاحظ فتور علاقتك بصديقك وزميل المرحلة الموسيقار طارق عبد الحكيم في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون أن يكون لاستواء تجربتكما دور في اثراء الساحة؟ ــ ليس بيننا أي فتور أوبعد ذاتي إنما هو بعد مسافي ليس إلا، والساحة الفنية لم تعد مشجعة فنيا لتقديم عمل متكامل، كما أنها متباعدة اجتماعيا ولم تعد كما كانت في السابق. • وهدا سبب توقف تدفقك الشعري بعد التقاعد؟ ــ تقدر تقول ضعف نسبيا؛ لأنني تركت الوظيفة على أمل أن أتفرغ فانشغلت في الدنيا أكثر مما سبق؛ جريا وراء العقار وتربية الأبناء وتوفير لقمة العيش لهم. • والراتب التقاعدي؟ ــ تقاعدت قبل 32 سنة، وراتبي التقاعدي بالكاد يكفي راتبي الخادمة والسائق، وأعتقد أن على أي متقاعد أن يوجد لنفسه مصدرا آخر للدخل ليسد احتياجاته، وإلا سيظل عالة على الآخرين، خصوصا في غياب أية ميزات تمنح للمتقاعدين في بلادنا عدا الراتب والمنولوج الدائم على لسان الناس (مت قاعدا) وتناسى الجميع أن للمتقاعدين ميزات وخبرات يمكن أن يقدموها في هذه المرحلة العمرية وتذهب هدرا وللأسف. • لكنك لم تجرؤ على بيع كلماتك؟ ــ أنا لا أكذب ولا أدعي، فكثير من إخواننا الخليجيين عرضوا علي شيكات مفتوحة لأكتب لهم أغنيات، فرفضت لأنني بطبيعتي أصاب باكتئاب وفقد إحساس عندما يقال لي أكتب لنا بمقابل. • لكن هناك إجماعا بأن السلام الوطني أجمل ما قدمت؟ ــ عجز كثير من الشعراء عن تركيب الكلمة على المارشات العسكرية للسلام الوطني ونجاحي في ذلك أعطاني رصيدا كبيرا عند الناس. • أي ناس -يا عم إبراهيم- وطلابنا على الأقل الذين يرددون النشيد يوميا في طابور الصباح، لا يعرفون أنك مؤلف كلمات هذا النشيد؟ ــ في فمي ماء كثير. • من المسؤول عن هذا التجاهل؟ ــ مشكلة مجتمعنا الأنانية وحب الذات ولو على حساب الآخرين، وأنا واثق أن هناك من سيأتي بعد مائة سنة ليكتب عن إبراهيم خفاجي وما قدمه من موروث وعطاء بعيدا عن حب الظهور على حسابي. وفي الوقت الدي قدمت لبلدي ونقلت الكلمة الغنائية من وزن أغنية (يا ريم وادي ثقيف) إلى كوبليهات وأوصاف لم تحدث وستظل خالدة حتى بعد وفاتي وجعلت الدنيا تسمع الأغنية السعودية. تصور أنه لا يوجد كتاب واحد توثيقي أو أي عمل تسجيلي عن إبراهيم خفاجي بعد 86 سنة من العمر وأكثر من 1200 نص غنائي، بينما تصدر دواوين يومية لمن يقول 20 قصيدة فقط. في الوقت الذي تعد فيه رسائل ماجستير ودكتوراة عن مفردات إبراهيم خفاجي في الجامعات السعودية. • هناك من يتسلق على حساب كلماتك؟ ــ عد وأغلط، وفيهم من هو أشهر من نار، خذ مثلا سامي إحسان يسألوه فيقول عندي أغنية من كلمات إبراهيم خفاجي فيلحنها ويأخذ نصيبه، وأنا أريد له أن يستفيد وراض عن تصرفه؛ لأن هذا حال السوق، وواحد آخر أراد أن يكمل بناء بيته فألفت له أغنية فلحنها وأخذ عليها 600 ألف ريال وربنا يرزقه. • مع أنهم يأخذون بالملايين؟ أنا تكفيني اللقمة في الأكــل وأقــول: يا الله تنهضم. تــعـتـقــد أن عشــرة ملايين أو20 تسعدني، ايش أسوي بها، تقول أولادي ربي مغنيهم والحمد لله والفقير هو اللي يــفــقــره ربنا والغني هو اللي يغنيه أيضا. لكن على الإنسان أن يقدم لنفسه ولبلده، وتكفيني بعد أن أموت أن الناس تقول: الله يرحمه كان رجلا طيبا وقدم تضحيات جميلة. وأقولها صادقا: لا أنتظر تكريما من أحد بقدر ما أبحث عن راحتي النفسية بعد أي عمل جيد أكرمت به نفسي وبلدي. |
صوت القارة الأسترالية العربي.. يحيى السماوي: الشعر ليس الكلام الموزون المقفى؟! حوار - محمد عبدالعزيز الفيصل في بريق عينيه فصولٌ من الحزن والحسرة والألم.. وفي أمله فصولٌ من الإقدام والطموح والعزيمة.. لم تزده قساوة الأقدار أو حدة الظروف إلا تماسكاً وقوة؛ فكان الألم الجميل هو خير رسول إلى قريحته الشعرية التي انسابت تنشد بهدوء شديد قصائد تهادنت مع الألم؛ لتصبح مع مرور الوقت لازمةً له وهو لازمٌ لها؛ فتعبر آلاف الأميال من أقصى قارات الأرض لتحلق في وطنه العربي، وطن الحلم الذي ما زال يشدو به مترنماً الألم ومتأبطاً حبه العظيم للوطن الكبير الذي لن يتخلى عنه حتى الموت. اختارت (مسيرة) لك أخي القارئ هذا الأسبوع صوت القارة الأسترالية (العربي) الشاعر يحيى السماوي، الذي فضَّل العيش في أستراليا والموت في وطنه الأم العراق، الذي زاره أخيراً ليشتري قبره الذي سينام فيه إلى الأبد مطمئناً بجوار أهله ورفاقه وسابقيه. يحيى السماوي الذي ولد هام 1949م بالسماوى بالعراق، الذي خلق من الألم إبداعاً عروبياً صافياً، الشاعر الذي أجبر سكان القارة الأسترالية (العجم) على التصفيق له؛ فكان صوته العربي الحزين هو خير رسولٍ إلى أفئدتهم التي ظلت لسنين لا تعرف للعرب طريقاً أو منفذاً. رغم كل تلك السنين من القهر والظلم والعدوان لم يتخلَّ السماوي عن حبه؛ فظل يسقيه وينميه حتى استغلظ واستوى على عوده؛ ليكون خير رافدٍ ومعينٍ له في نهاية عمره؛ فزار وطنه الأم متمثلاً قول الشاعر: بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ وأهلي وإن ضنوا علي كرام فكثيراً ما يردد «أريد أن أضيف زهرة إلى حديقة المحبة الكونية»، وبالفعل كانت هذه الزهرة هي خير سفير لنواياه الحسنة ولحبه العظيم. لم تكن تلك الممانعات التي كان يبديها الشاعر يحيى السماوي حائلاً دون إجراء (مسيرة) لهذا الحوار المقتضب معه، الذي سيكشف فيه - ولأول مرة - فصولاً من حياته وسيرته وشعره. أ. يحيى، بين السماوة وبغداد وسيدني مسافات وحكايات شاسعة واسعة ... حدثنا عن رحلتكم ونشأتكم وحياتكم بين هذه المدن والقرى والأرياف كيف كانت وأصبحت وما هي أبرز نقاط التحوّل والظهور فيها، وكيف استطعتم الدخول إلى عالم الثقافة والشعر في ظل الإمكانيات المتواضعة، وهل يمكن أن يكون الفقر حائلاً دون الإبداع والموهبة، وهل تتذكرون أول قصيدة صدحتم بها؟ - لا أزعم أنني من عائلة رضعت بنيها الثقافة، ولا أزعم بأنّ في عائلتي أدباء ومفكرين..!، فأنا من عائلة فقيرة من قرية (السماوة) بالعراق لم تكن تملك سوى منزل طيني وأب بقّال وأم قروية، وكنا نفتقر إلى أبسط الإمكانيات الضرورية، فكنا نتمنى المكتبة والكتاب، ولكن في نفس الوقت كنا نشعر بثراء روحي عندما نسمع من جداتنا تلك القصص والروايات على ألسنتهم الرطبة، ولحسن حظي أن والدي كان يحسن القراءة وكان يحفظ شيئاً من شعر المتنبي ومن أدب الجاحظ فتكوّنت ثقافتي الأولى على الحكاية الشعرية، حكاية أمي وجدتني فكانت هي الأساس حتى انتقلت إلى المرحلة الثانية عندما طلب مني معلم مادة الإنشاء في الصف الثاني المتوسط أن أكتب إنشاءً على ضوء البيت الشعري: لا مرحباً بغدٍ ولا أهلا به إن كان تفريق الأحبة من غد وهو بيت للنابغة الذبياني، في ذلك اليوم بدل أن أكتب عن هذا البيت وجدت نفسي – لا شعورياً – أتبعه بثمانية أبيات تنساب مني عفواً وفوجئت بأنها سليمة لغةً وعروضاً! فما كان من معلم اللغة العربية إلاّ أن نشرها في مجلة إدارة تعليم السماوة وعلى لوحة المدرسة، فوجدت نفسي دون أن أعي أتنقل بين القصائد دون أن أعرف العروض، ويبدو أنني كنت أمتلك أذناً موسيقية وأحسن الكتابة في العروض صواباً، دون أن أدرك أنني أكتب عروضاً، ثم شاءت المصادفات أن تفتح مكتبة عامة في مدينتنا الصغيرة، ومن حينها بدأت رحلتي مع الكتاب فأحسست وكأنني جزء لا يتجزأ من هذه المكتبة التي كنت أعيش في فيها أكثر مما أمضيه في بيتي، وفي مرحلة الثالثة المتوسط أخذت جائزة المدينة في الخطابة، فبدل أن أكتب نصاً خطابياً كتبت قصيدة شعر، فأول قصيدة كتبتها هي ذكرى قصيدة صبي مراهق دون أن يعرف معنى العشق، فاستطعت أن أضيف بعض الخضرة إلى موهبتي، وحتى إذا وصلت صف الخامس الثانوي طبعت أول ديوان شعر في الستينات الميلادية، وفي نهاية هذه الأعوام بدأت أنشر في الصحف العراقية، وشرعت الأيدي في التصفيق لي عندما ألقي القصائد في المهرجانات الشعرية في المدارس، وبدأت أحس بأنّ موهبتي الشعرية تتنامى وتكبر، فأخذت أتسابق أنا ونفسي لأدخل الإبداع، وقبل أن أدخل الجامعة نشر ديواني المطبوع وكتب عنه الكثير، فكنت أشبه بتلميذ مهذب لنزار قباني كأي مراهق أو صبي حالم، فبعد ذلك اكتشفت أنّ الحياة ليست أن أحب امرأة، بل أن أضيف زهرة جديدة إلى حديقة المحبة الكونية. والتحول الشعري لديّ حدث عندما كتبت ديواني الثاني (قصائد في زمن البكاء)، ففي هذا الديوان بدأت أكتب عن الظلم والقهر في هذا العالم. هل كان ذلك انعكاساً لما كنت تقرؤه وتفكر فيه؟ أم مرآة لواقع كنت تعيشه وتحس به؟ - لا لم يكن كذلك، بل كان تأثراً بالرومانسية ونزعة صبي حالم، فبعد هذه القراءات صار عندي قناعة خاصة ودارت في ذهني الأسئلة؛ لِمَ أنا ابن رجل كادح؟! أذهب للمدرسة بدون فطور؟!، وإذا توفر لي فهو بائس بينما هنالك آخر يأتي به سائق خاص إلى المدرسة وقد فرشت له الأرض زهوراً! يشير بعض من النقاد إلى أنّ الموهبة الشعرية ليست طبعاً بل صناعة يمكن أن تكتسب من خلال الدراسة كما هو حال مختلف العلوم والمعارف؛ فما تعليق الشاعر يحيى السماوي على ذلك؟ - لا يمكن أن يكون الشعر صناعة ولو كان كذلك لأصبح كل إنسان شاعراً، على سبيل المثال هنالك أستاذ كبير متبحر في علم العروض ولكنه لا يستطيع أن يكتب بيتاً واحداً!، وهنالك من الأميين ممن لم يقرؤا العروض وممن ليس لهم مراس لغوي ولكنهم شعراء فطاحل، فهم يملكون حس الشعر والقصيدة الجميلة الرقيقة، فالقصيدة هي بمثابة الموج الطافح على اللسان، فإذا كان العذاب في الداخل فهي بمثابة الموج أو الزبد الطافي على السطح كما ذكرت، ولو صح هذا القول لأمكن لأحدهم بأن يفتتح معهداً لتعليم الشعر ولتخريج الشعراء. هل هذا الزمن هو زمن الرواية؟ وهل انتهى زمن الشعر؟ - يا صديقي شيء جميل أن يستفيد الشعر من الرواية والعكس، فأنا لا أخشى على الشعر ولا يوجد زمن للشعر وزمن للرواية ولكن المشكلة تكمن في رأيي لسببين المأزق؛ وسببه أن الواقع المعاش واقع مأساوي فهنالك حروب وذبح وقتال وتشريد؛ فالقصيدة الشعرية العربية لم تعد قادرة على استيعاب كل ذلك الألم فنحن بحاجة إلى ملحمة طويلة جداً ونفس عميق لكي يصور هذا الألم الكبير، بينما الرواية يمكن أن تتسع لهذا الحدث. الأمر الآخر أن الطارئين على الشعر قد أضرّوه فأصبح بإمكان من يملك حفنة من النقود أن ينشر قصائد بمعزل عن الرقيب..؟!، أقسم يا سيدي أننا كنا نخاف من أن تتسبب حركة واحدة في حجب القصيدة المرسلة إلى الصحيفة من النشر!، فجاء وقت فأصبحت تنشر القصائد من دون أي مراجعة، أيضاً الطارئون على الشعر قد أفسدوا حتى الذائقة الشعرية فالعلة ليست في الشعر إنما في الشعراء. هل ترون أن هناك تقاطعاً بين قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية؟ أم أنها بداية وانتهاء لحقبة الشعر العامودي؟ - الشعر ليس الكلام الموزون المقفى؛ فهذا تعريف خاطئ للشعر ولو كان الشعر هو الكلام الموزون المقفى لكانت ألفية ابن مالك شعراً!، الشعر هو الكلام الجميل المعبر عن الروح والذي يحمل مسافات شاسعة من الخيال، فلا أظن أن الوزن والقافية هما اللذان يمنحان القصيدة الأهمية، فكما قلت ألفية ابن مالك ستعد ملحمة رائعة لو كانت شعراً، وقد تحمل بعض الجمل النثرية من الشعر ما لا تحمله قصيدة أو ديوان كامل. إذاً كيف تقيمون المعارك التي درات بين أنصار القصيدة العمودية وشعر التفعيلة وقصيدة الثر؟ - أقول لهؤلاء المعارضين للتطوير والتحديث الشعري اللون الواحد لا يشكل قوس قزح ويجب علينا مباركة كل ما هو جميل وجديد والشعر بحاجة إلى اللون العمودي والتفعيلي والنثري وغيرها من الألوان التي يمكن أن تستجد في مستقبل الشعر العربي، وفي رأيي أن هذه المعارك مصطنعة. يتبع |
من أقصى قارات الأرض (أستراليا) كيف تصفون الحالة الفكرية والثقافية التي يعيشها العالم العربي الآن؟ - هذا السؤال يعيدنا إلى تبعية المثقف للسياسي، فكلما وَهُنَ النظام السياسي وهن معه الأدب وكلما كان النظام قوياً وثابتاً ومحباً للثقافة والأدب فإن النبت الثقافي سينمو بعافية. واقعنا الأدبي والثقافي هو انعكاس في الحقيقة للواقع السياسي، فهنالك ساحات إبداعية في بعض الدول العربية بغض النظر عن المسميات وهي تشق طريقها نحو الإبداع، وأخرى مليئة بالشوك؛ فإذا كان النظام الحاكم يمنع علي أن أتحدث عن القضية الفلسطينية أو عن الاحتلال الأمريكي والغطرسة الصهيونية بالتأكيد فإن هذه الحالة لن تولد أدباً أو ثقافة، فوظيفة الأدب إضاءة ما هو معتم واقتلاع شوكة قد تدمي وإفساح المجال للزهر. شاعر من العصور القديمة تطربون لشعره؟ - أنا عاشق لحد الوجع لأبي تمام والبحتري. أجمل بيت سمعتموه لأبي تمام؟ - لا يوجد أجمل بيت له؛ فكل شعره جميل. ما الذي يميز ذائقة الشاعر عن المتلقي؟ - باعتقادي أنه لا يوجد فرق بين ذائقة الشاعر وذائقة الناقد فربما أن ذائقة الناقد هي أكثر بصيرة من ذائقة الشاعر؛ الذي يحب يضيف إلى تجربته شيئاً ويجعله يتمنى كما لو أنه كان هو قائل ذلك البيت الجميل، ولهذا الشاعر يشعر برهبة عند نشر أي قصيدة له خوفاً ألا تكون بمستوى ذائقة المتلقي. شخصية تاريخية تمنيتم اللقاء بها؟ - تمنيت لقاء شاعر الصعاليك عروة ابن الورد. شاعر معاصر تطربون لشعره؟ - كثيرون؛ أبرزهم أنس الحاج، وغازي القصيبي الشاعر الصريح والجريء عندما يؤمن بشيء فإنه يقوله؛ ولذا فالقصيدة هي موقف أخلاقي ورجولي، فوظيفة الشعر هي الانتصار للحق والجمال ولكل ما هو أبيض في هذا الكون. المشهد الثقافي السعودي يزخر بالعديد من الأسماء والشخوص كيف تنظرون إليهم؟ - في المملكة العربية السعودية قامات شعرية عالية جداً، ولكن الإعلام لم يخدمهم، فأنا من المعجبين بالثبيتي والحربي فهؤلاء وغيرهم كان يمكن أن يتسيدوا المشهد العربي لو أحسن تقديمهم وإيصال صوتهم للعالم. ألا تعتقدون أن سطوة الشعر النبطي هي السبب؟ - بوشكين شاعر روسيا العظيم كان يكتب شعراً نبطياً، ولا أظن أن الإشكالية تكمن في سطوة هذا الشعر على الآخر فسببها أن شعراء الفصحى لم يتواضعوا بحيث يمكن لهم أن يوصلوا صوتهم بشكل جميل وواضح للآخر، فكأنما القارئ الذي يخاطبونه يحمل معه دوماً قاموساً لفظياً يفسر تلك الألفاظ والكلمات التي تزخر بها قصائدهم، فالواجب على هؤلاء الشعراء أن يجعلوا قصائدهم مثل وجبة (الساندويش) لا (الكافيار) الذي لا يسطيع أكله سوى النخبة من البشر، ولا أنكر أيضاً أن الشعر النبطي قد برز على حساب القصيدة الفصيحة ولغة القرآن الكريم فهذا صحيح، فالصحافة السعودية تفرد صفحات موسعة للشعر النبطي وبينما تضع حقل صغير جداً للشعر الفصيح!، وهذا أمر غير صحي، فالاحتفاء بكل ماهو جميل واجب، ولكن الأوجب ألا نفضله على الأجمل. يتبع أيضاً :) |
صف لنا الشعراء التالية في كلمة واحدة؟ - إبراهيم العواجي شاعر حقيقي. - غازي القصيبي شاعر كبير. - عبدالرحمن العشماوي شاعر رسالة. - أحمد شوقي شاعر قمة. - نزار قباني مدرسة شعرية. - أدونيس أيضاً مدرسة شعرية. - محمود درويش .. ولي وقفة مع هذا الشاعر الذي تمنيت أن تقدمه المؤسسات الثقافية العربية كمرشح لجائزة نوبل. هل أنتم مع المسابقات الشعرية؟ - المسابقات تخدم الشاعر الفائز والتلفزيون الفائز بالدرجة الأولى، ولا تخدم الشعر، فالشعراء ليسوا أحصنة يتسابقون في ميدان!، فهناك أسئلة كثيرة تدور حول هذه المسابقات؛ فهل أمير الشعراء الفائز في الدورة السابقة هل ما زال إلى الآن أميراً؟!، ولهذا أرى أن هذه المسابقات غير صحية. حصدتم العديد من الجوائز على المستوى العربي والعالمي ما هو موقع هذه الجوائز من خارطة حياتكم؟ وهل كنت تنتظرها؟ - لأكون صادقاً: نعم كنت أنتظرها، لأني قدمت عليها وشاركت، وسبق أن سئلت هل تنتظر الفوز؟ فقلت: لم أكن متأكداً، ولكنني توقعت ذلك لأنني جازفت بإرسال ثلاث نسخ من دواويني مع خمسين دولاراً لكي أرشح. حصلتم على درجة الباكلوريوس من الجامعة المستنصرية، وانتقلتم سنة 97م للعيش في أستراليا ما هو سر انتقالكم إلى تلك القارة البعيدة؟ - كنت رقماً وليس شخصاً وذلك ضمن مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة أي أنني كنت قطعة شطرنج تحركني يد الأمم المتحدة حيث تشاء، فكنت بحاجة إلى جنسية وإلى أطفال، وأنا الآن أحمل الجنسية الأسترالية، ففي أي لحظة يمكن أن أتدثر بالتراب وأترك هؤلاء الأولاد فلا بد من تأمين مستقبلهم، بالجنسية ومتطلبات الحياة الأخرى. هل يمكننا أن نطلق عليك لقب شاعر المهجر الأسترالي؟ - أنا كالناقة البدوية التي لا تجيد سوى الرعي في صحرائها، فأنا سأظل المواطن العراقي الذي لا يغفوا إلا وأجفانه على وطنه. ماذا عن الصحافة الثقافية السعودية؟ - أشكر صحيفة «الجزيرة» أنها أفردت كل هذه المساحة للثقافة وأشكر الأخ د. إبراهيم التركي على اهتمامه بالثقافة والأدب وتخصيصه أعداداً عن أدباء ومثقفين. ظهرت في الساحة الثقافية أسماء شعرية غير معروفة صاحبها تسليط ضوء كبير عليها؟ فما سبب هذا الانحراف في رأيكم؟ - هذا في الحقيقة من أخطاء إعلامنا فأصبح الآن بإمكان صاحب رأس المال أن ينشئ تلفزيوناً ومعدي برامج لكي يتحدثوا عن نتاجه الهزيل، هل هؤلاء أدباء الموضة مرتبطون بمرحلة معينة ومن ثم ينتهون. ترجمت الشاعرة الأسترالية ريفا استاليس قصائدكم إلى الإنجليزية، ما سر ذلك؟ - ريفا استاليس مستشرقة وأعجبت بقصائدي عندما ألقيتها في مهرجان الشعر العالمي في مالبورن فقررت ترجمتها، وفي الدورة الثامنة لمهرجان الشعر العالمي في أدلاهيد في الإستاد الدولي وبحضور عشرات الآلاف من البشر ألقيت العديد من القصائد، من وإحدى تلك القصائد التي ألقيتها ترجمها البروفيسور صالح جواد الطامع، فأخذت صدى واسعاً وجذبت الكثير من المهتمين، وقد أكون الشاعر العربي الوحيد في أستراليا الذي أقيمت له أمسية شعرية بمصاحبة الرباع الوتري، ووجدوا في هذا الشعر المعاناة الإنسانية وأيضاً الحزن العراقي وكثير من قصائدي تدرسها جامعة أرزونا ونشرتها في مجلتها. من هو يحيى السماوي؟ - هو مجرد كلمة في كتاب الشعري العربي يحاول أن يكون جملة مفيدة!، لست غير يحيى السماوي ابن الأب البقال والأم القروية قد قال شعراً، يحاول قدر المستطاع أن أن يرقى إلى ذائقة الآخر، وأن يكون زهرة صغيرة يمكن أن تسهم بشيء في حديقة المحبة الكونية. المصدر: جريدة الجزيرة |
بمشاركة نجم شاعر المليون فلاح المورقي..
انطلاق الدورة الثانية لمهرجان سايح ذياب للفروسية في الأردن غداً وكالة أنباء الشعر / الأردن / أحمد الصويري تنطلق مساء غد الخميس فعاليات مهرجان سايح ذياب الثاني للفروسية في منطقة سايح ذياب ، المهرجان الذي تضم فعالياته لهذه الدورة فقرات تراثية وفلكلورية وقراءات شعرية يأتي بتنظيم من أبناء القبائل الأردنية الذين يسعون للحفاظ على موروثهم وثقافتهم . وحول فعاليات المهرجان التقت الوكالة الشاعر والإعلامي سامي الباسلي رئيس اللجنة المنظمة والمنسق العام لمهرجان سايح ذياب للفروسية وحدثنا قائلاً : مهرجان سايح ذياب للفروسية في دورته الثانية هذا العام حيث كانت الدورة السابقة في العام 2009 وكانت عبارة عن سباق شعبي تقليدي شارك فيه مجموعة من الفرسان في منطقة سايح ذياب وما حولها ، هم من ملاّك الخيول في هذه المنطقة الذين يهتمون بالفروسية ويعشقونها ، وقد حاولوا تكريس جهودهم وتفعيل دورهم من خلال إقامة مثل هذا السباق الذي كان تقليدياً في بدايته ، لكن ما حدث أننا تفاجأنا بعدد كبير من المتابعين لفعاليات هذا النشاط ، وعلى مدى أيامه المتلاحقة ، فكان بعد ذلك أن أصبح وجود السباق تقليداً شهرياً على مدى العام الماضي ، وكان هذا السباق يجري كل شهر على مضمار سايح ذياب للفروسية . بعد ذلك باتت الفكرة مغرية بأن يصبح هذا المهرجان رسمياً ويأخذ أبعاد أوسع بحيث يتناول جميع مفردات التراث ، حيث عمدنا في هذا العام إلى الاهتمام بالفلكلور والتقاليد الشعبية أي أنه أصبح مهرجاناً للموروث الشعبي الأردني بشكل عام . ومن هنا نقول إن هذه الدورة من المهرجان ستكون بحلة جديدة تماماً ، إذ سيقام ضمن فعاليات المهرجان سباق للهجن وكذلك فعاليات تراثية منوعة ومحاضرات لأكاديميين متخصصين في شؤون الهجن والخيل لهم مؤلفات في هذا الجانب ، كذلك ستكون هنالك قراءات شعرية متميزة لأعلام من شعراء العرب على سبيل المثال الشاعر راشد شرار من الإمارات العربية المتحدة ، وكذلك نجم شاعر المليون للموسم الرابع الحائز على المركز الثاني في المسابقة الشاعر فلاح المورقي وكوكبة من المبدعين . وحول اسم المهرجان وما يتعلّق باختيار هذه المنطقة قال الباسلي: بالنسبة لمضمار سايح ذياب هو مضمار للفروسية على مدى التاريخ لا يهجره الفرسان إلا ويعودون إليه من جديد ، وقد تتبعت من خلال ما تم توثيقه من هذا الجانب التاريخي المتعلق بمضمار سايح ذياب فوجدت أنه على مدى ألف عام كان معموراً بالخيل والفرسان على امتداد حقب متلاحقة منذ هجرة بني هلال متجهين إلى تونس وشمال إفريقيا مروراً بهذه المنطقة التي أقاموا فيها حوالي ثلاثة أعوام ، حيث كان الفارس ذياب بن غانم أحد أبناء عمومة الفارس أبي زيد الهلالي يدرب الفرسان في هذا المضمار الذي عرف لاحقاً بمضمار ذياب بن غانم نسبة إلى هذا الفارس ، ومن هنا جاءت أهمية هذا المضمار . ومن هنا أيضاً كان لا بد لأبناء المنطقة من إعادة الأهمية لهذا المضمار وإعطائه أهميته من جديد ليأخذ دوره كما يليق به . أما عن مدة المهرجان وجدول النشاطات والفعاليات خلاله أضاف : يستمر المهرجان على مدى يومي الخميس والجمعة حيث تقوم فعاليات اليوم الأول على فقرات من الحداء والهجيني ثم قراءات شعرية فمحاضرة عن خصاص الفروسية عند العرب في العصر الجاهلي يقدمها الشاعر والإعلامي الدكتور موسى عسيري من المملكة العربية السعودية ثم فقرات من الفلكلور الأردني ثم قراءة للشاعر راشد شرار . أما اليوم الثاني فتبدأ الفعاليات من الرابعة عصراً بسباق الهجن ثم سباقات الخيول لجميع الفئات ، تليها فعاليات السمر في الثامنة مساءً وتبدأ بإعلان النتائج الرسمية للسباقات ثم توزيع الجوائز على الفائزين ، بعد ذلك قراءة شعرية لبعض شعراء الأردن ، ثم عرض الفيلم السينمائي القصير " الربابة آلة الحزن المعتق " الحائز على جائزتين ذهبيتين وأخرى فضية في مهرجان القاهرة . ثم معزوفات على الربابة ، وقراءات شعرية أخرى ثم يكون الشاعر النجم فلاح المورقي مسك ختام المهرجان . |
شاعر المحاورة الجلاوي ينفي تعرضه لإطلاق نار
نفى شاعر المحاورة سلطان الجلاوي الأنباء التي ترددت عن تعرضه لإطلاق نار على خلفية إحدى أمسياته الشعرية مساء أمس بالقرب من محافظة عفيف بالسعودية . وقال الجلاوي بأنه بصحة وعافية ولم يتعرض لأي سوء ، مؤكداُ بأن ماتم تداوله إشاعة لايعلم مصدرها ، ولايدرك قائلها الآثار المترتبة عليها . يذكر أن عدد من المواقع المهتمة بالشعر وبعض الصحف الالكترونية على شبكة الانترنت تداولت نبأ تعرض شاعر القلطة الجلاوي لإطلاق نار نتج عنه عدة كسور ونقل على أثره لمستشفى عفيف العام وهو مانفاه الجلاوي في حديثه . فتل |
تعلن اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ( قافية وطن ) لمجاراة أبيات الشيخ ( أحمد صباح السالم الصباح ) : بدعوتكم لحضور الأمسية الشعرية وتوزيع الجوائز على الفائزين وذلك مساء يوم السبت الساعة 8،30 الموافق لتاريخ 22 / 5 / 2010 في صالة الرقعي للمناسبات. : حيث سيتم إعلان اسماء الفائزين وتكريمهم وإلقاء القصائد الخمسة الاوائل وسيتم تكريم لجنة التحكيم والمنتديات المشاركة. فتل |
برنامج نبع المشاعر يستضيف جديع الملعبي وحمد المريخي الخميس القادم .. أنهآر : يحل كلا من الشعراء جديع الملعبي وحمد المريخي ضيوفا على برنامج بنع المشاعر وذلك يوم الخميس القادم الموافق 20 مايو 2010 في حلقة حوارية خاصة يتم من خلالها التطرق للعديد من المحاور التي تهم الساحة واستعراض افكارهم ومرئياتهم في القضايا الادبية الاخرى وعرض مجموعة من قصائد الشعراء . الجدير ذكره أن البرنامج من إعداد وتقديم الشاعر الاعلامي راشد القناص وإخراج محمد الناصر السبيعي ويعرض كل يوم خميس في تمام الساعة الحادية عشر مساء ويعاد بثه يوم الاثنين في نفس التوقيت . |
حوار بين شاعرين عربي وصيني: أدونيس في مرآة يانغ ليان
الحياة - الخميس, 20 مايو 201 Related Nodes: 052002b.jpgشعراء مجلة «شعر» يحيون ذكراها في بيروت هذا الحوار الثنائي مع الشاعر الصيني يانغ ليان المقيم في بريطانيا والشاعر أدونيس أجراه المستشرق والمترجم الصيني شوي تشينغ قوه في بكين عندما زارها أدونيس للمشاركة في الاحتفال الذي أقيم له هناك وتسلم خلاله جائزة الأدب التي فاز بها عن أعماله الشعرية المترجمة الى الصينية. وفرادة هذا الحوار تكمن في كونه مواجهة ثقافية وشعرية بين شاعر صيني يعيش في أوروبا وشاعر عربي يعيش ايضاً في أوروبا، وهو بالتالي حوار بين رؤيتين وتجربتين تختلفان وتلتقيان في آن واحد. تربط بين الشاعرين يانغ ليان وأدونيس تجارب متشابهة الى حد ما، حيث إن كليكما يعيش في سفر دائم بين الوطن وأوروبا، وبين الشرق والغرب. فإلى أي مدى تؤثر إقامتكما في أوروبا في إبداعكما الشعري؟ - يانغ ليان: انتهيت قريباً من كتابة مقالة بعنوان: «كن الآخر اختيارياً». يرتبط هذا العنوان بمسألة مهمة، فأي شيء في عالمنا ليس «الآخر»؟ من منا لا يعيش بين «الآخر» في مستوياته العديدة؟ بالنسبة الينا كصينيين، الغرب هو الآخر بطبيعة الحال، ولكن، أليست الثقافة الصينية القديمة «الآخر» أيضاً؟ من منا يقدر أن يزعم أنه صيني اصيل؟ بل إن اللغة الصينية نفسها، أصبحت لغة أحدث من اللغة الانجليزية في أميركا نتيجة لكثرة المفردات والتعابير الدخيلة عليها، الى حد أني أسميها على سبيل المزاح «أحدث لغة قديمة». هنا يكمن مأزقنا كما تكمن طاقتنا. ولأن الآخر يحيط بنا من كل جانب فلا يمكن أن نتبع لأي طرف بل علينا أن نخلق طريقاً خاصاً بنا. وإن صح أنني أعيش في غربة عن الصين، فإني لم أغترب أبداً عن اللغة الصينية. وموقفي من هذه اللغة هو أن أعيش في داخلها وخارجها في آن واحد. أقول في داخلها لأني متمسك دائماً بالجوهر النشط لهذه الثقافة، واقول في خارجها لأن المسافة تتيح لي أن أنظر اليها بهدوء وموضوعية. وليست كلمات أوروبا والوطن والشرق والغرب إلا أسماء ذات دلالات سياحية. أن أكون الآخر اختيارياً، يعني أن أقوم بتشريح ثقافتي بهدوء وأقاوم النفاق والتزييف في هذا العالم، ويعني أن أفكر في شكل مستقل. وفي الإبداع الشعري نواجه تحدياً دقيقاً - وهو كيف نحافظ على القيمة الأدبية مع رفض النظر التبسيطي للشعر أو النظر اليه بوصفه آداة. وهذا يعني، بالنسبة لي ولأدونيس، أن نرفض بيع نفسينا في سوق المبتذلات، وأن نعود الى طبيعة الاعتزاز الشعري. وهنا يسعدني جداً أن أتعرف الى أدونيس لأنه بمثابة سلف روحي لي. - أدونيس: ربما رأى الصديق الكبير، يانغ ليان، في إقامته في أوروبا، أشياء أخرى، غير تلك التي أراها في إقامتي. كل منا يجيء الى أوروبا من تاريخ خاص، وذاكرة خاصة، وعلاقات خاصة. «الآخر» واحد من حيث المبدأ، بالنسبة الى كل منا. لكن هذا الآخر متعدد، بالنسبة الى «انفعال» كل منا، بثقافته، وحضوره في العالم، ورؤيته الى الحياة والانسان. بالنسبة إليّ، تمثل لي إقامتي في باريس مناخاً ثقافياً، أفتقده في بلادي: مناخ معرفة، واستبصار، وانفتاح. مناخ «حرية حرة»، كما يعبر رامبو. هكذا أشعر كأني قريب الى «قلب» العالم، ان لم أكن أتحرك في داخله. وفي هذا ما يضعني باستمرار أمام تحد يقظ مزدوج: للغتي العربية ازاء مشكلات الانسان، ولإبداعيتي ورؤيتي، ازاء تاريخنا العربي، وازاء حاضرنا العربي. في معزل كامل عن المفهومين الشائعين: «شرق»/ «غرب»، اللذين لا ينحصران في الدلالة السياحية، كما يشير بحق، يانغ ليان، وإنما يتخطيانها كذلك الى الدلالة العسكرية والاقتصادية. لكن، ابداعياً، لا «شرق» ولا «غرب»، بل «كون» واحد، وانسان واحد. وأتخيل، اذاً، أنني لولا هذه «الاقامة» في الغرب لما كنت كتبت ما كتبت، أو لكنت، على الأقل، كتبت في شكل آخر. ولئن كانت معرفة الغرب، في كتبه ونظرياته، تغني «ثقافة» الانسان غير الغربي، فإن معرفته في حياته وممارساته، تدخل في تجربته الحية. وفي هذه «التجربة» ما يتيح الدخول الى «مجهول» الغرب، بطريقة لا يتيحها مجرد «الثقافة» فهي طريقة أعمق تواصلاً، وأكثر غنى ودقة. > كلاكما يعيش في البيئة الثقافية واللغوية الأوروبية، فهل دخلت عناصر لغوية أوروبية في إبداعكما الشعري؟ وهل في شعركما توتر بين اللغة الأم واللغات الأوروبية؟ وهل يجعل الفارق بين المخيلات والصور الشرقية والغربية ابداعكما الشعري أكثر فرادة؟ - يانغ ليان: بالنسبة لي، لا تعني أوروبا اللغة فحسب، بل تعني ثقافة تجدد نفسها وتتحول باستمرار. وهي تتيح لي كشاعر صيني فرصة نادرة لكي أقارن بينها وبين ثقافتنا الصينية. وأحب هذا الإحساس بالمسافة الذي يثير في نفسي قوة الاقتراب لا قوة الابتعاد. واذا قرأت ديواني الأخير الذي ترجم الى الانكليزية، استطعت أن تقول ان الأشعار فيه تدور حول لندن، ولكن أهم من ذلك أنها أشعار تعبر عن ملاحظاتي وأحاسيسي وتأملاتي وأسلوبي في التعبير. فصورة الوزّ البري في شعري تربط بين الشعر الصيني القديم والشعر الصيني الحديث والتراث الشعري الانكليزي والأوروبي، ولكنها في الوقت نفسه تختلف عن الصور في هذه الأشعار كلها، إذ إنها صورة مبتكرة على يدي، صورة هجينة أضفت على الصور الأصلية جمالاً خاصاً. وليست المخيلات في لغتنا وحدها هي الكنز الثمين، بل ان خصائص لغتنا الأم هي كنز كبير أيضاً. ولا شك في ان هذه الخصائص أثرت في ابداعي الشعري وجعلت تغلغلي في دائرة التاريخ أمراً حتمياً. وأظن أن نفس الشيء ينطبق على أدونيس، فكما أعرف أن الفعل في اللغة العربية يشير في حد ذاته الى الفاعل، اليست هذه اللغة مخلوقة لكي يكتب أدونيس عن «ذاته»؟ لا شك في أن هناك علاقة حتمية بين تنقله داخل اللغتين والثقافتين العربية والفرنسية وبين إنجازاته الشعرية. - أدونيس: لم تدخل الى كتابتي عناصر لغوية أوروبية، بالمعنى الحصري لهذه العبارة، وانما دخلت عناصر تركيبية شعرية. وفي هذا ما رسخ يقيني الشعري العربي أن لغة الشعر العالية لا تنفصل عن لغة الفكر العالية، أن الشعر العظيم شكل آخر من الفكر، وأن الفكر العظيم شكل آخر من الشعر. وكشفت لي الخبرة والممارسة، خصوصاً في ميدان الترجمة الشعرية، خصوصية اللغة العربية. فهي، شعرياً، لغة مجاز ومخيلة، مقارنة مع اللغة الفرنسية التي هي لغة منطق وتعقل. لهذا كان عليّ دائماً أن أغري من يترجمني اليها، بأن يتجرأ عليها ويرتفع بها الى مقام المجاز والمخيلة، أي الى أن يشحنها بشيء من «طاقة الجنون». يمكن أن يأتلف البشر، شرقاً وغرباً، في ميدان الأفكار. الاختلاف هو في اللغة. والهوية هي في الاختلاف. هل يعني ذلك أننا لا نترجم، لا نقدر أن نترجم الهوية، الا في بنيتها اللغوية الظاهرة؟ لكن تلك مسألة أخرى. وهي بالغة التعقيد. > هل لكما اتصال واسع مع الأوساط الأدبية الرئيسة في بريطانيا أو فرنسا؟ وما رأيكما في الواقع الشعري الحالي في هذين البلدين؟ - يانغ ليان: أنا لا اتصل إلا بالشعراء الذين أحبهم سواء في بريطانيا أو في أي مكان في العالم. قد نشرت حتى الآن 13 ديواناً باللغة الانكليزية، وأتبادل على أساسها مع الشعراء النشيطين في بريطانيا اليوم، أذكر منهم William N Herbert، Pascale Petit، Robert Minhinnick، Fiona Sampson، Polly Clark، Don Paterson إلخ... وهي تبادلات روحية تغوص في العمق الشعري. وتعاونت مع هؤلاء الشعراء الذين لا يعرفون شيئاً عن اللغة الصينية في ترجمة بعض قصائدي الى الانكليزية. وفي رأيي أن عملية الترجمة التي نتناقش فيها مسائل لغوية وثقافية وحياتية وتاريخية هي أروع من الترجمة نفسها. إذا شئت أن تعرف شاعراً أجنبياً، فليس هناك أفضل سبيل اليه من ترجمة بعض قصائده الى لغتك الأم. لذا، أحببت أن أترجم أشعارهم بين حين وآخر الى اللغة الصينية لكي أعرف واقع الشعر الانكليزي. هل سمعت عن مهرجان جبل هوانغ شان الشعري في الصين؟ إنه مهرجان مكرس للتبادل الشعري بين الشعر الصيني وشعر اللغة الانكليزية. وفي هذا الصدد، عليّ أن أعترف أيضاً ان الشعر الانكليزي المعاصر لا يمتعني بما فيه الكفاية اذا قورن بشعر ييتس وإليوت وعزرا باوند، وباختصار، لم أجد في هذا الشعر اليوم أعمالاً عظيمة بامتياز، إنما أجد فيه عدداً لا بأس به من الروائع الصغيرة. والسبب لا يرجع الى الشعر نفسه بل يرجع الى الثقافة والفكر. إن عصرنا يعاني من الأزمة الفكرية التي هي أخطر بكثير من الأزمة الاقتصادية، ولكن الشعراء الغربيين لا يشعرون بآلام ومعاناة شديدة تجاه هذه الأزمة. اذا كانت الحروب الدموية والديكتاتوريات المكروهة والسلطات الدينية الظالمة تشكل كوارث منظورة، فإن مظاهر النفعية والنفاق التي تسود عالمنا في أعقاب الحرب الباردة لهي بمثابة انفلونزا خبيثة أصابت كل واحد منا بالوهن والعجز. ما قيمة الأدب في العصر الجديد؟ هل هو مجرد زخرفة تافهة تزين هذا العالم التافه؟ يبدو أن هذا التساؤل مزعج ومقلق في الغرب «الصحيح سياسياً والغني فكرياً». وباختصار، ان المسألة هي مسألة الانسان قبل أن تكون مسألة الشعر. - أدونيس: لا أقول إنني اعرف حقاً الشعر الانكليزي. ذلك أنني لم أقرأه الا مترجماً الى الفرنسية. لكن أقول إنني أعرف الشعر الفرنسي خصوصاً في ذرواته، وهو شعر أقدره كثيراً. وقد أفدت منه وأفيد باستمرار. أما الشعر الذي يكتب اليوم، فهو متعدد الاتجاهات. بعضه وصفي سردي يومي متأثر باللغة الشعرية الأميركية. ولا أرى فيه ما يجذبني، خصوصاً أنه نوع من إعادة لإنتاج الواقع. وبعضه عقلنة فنية لا أرى فيه كذلك ما يجذبني. وبعضه أخيراً يعود الى شعرية الأمكنة والترحل، وإذاًَ الى المخيلة، والى الشفوية، والى غنائية الجسد مقرونة بحضوره العاشق. وفي هذا الشعر ما يثير اهتمامي وإعجابي. . |
يتبع
> يسعى أدونيس دائماً الى إعلاء شأن العقلانية والديموقراطية، ويقف موقفاً عنيفاً من التبعية والجمود في الثقافة العربية. ويشتهر يانغ ليان أيضاً بموقفه التنويري الثابت. في عصر العولمة هذا، خصوصاً بعد أحداث 11 أيلول، اصبح انتقاد العالم العربي خطاباً سائداً في الغرب، ولكني لاحظت في أعمالكما انتقاداً مزدوجاً: انتقاداً للجمود والتخلف في ثقافة اللغة الأم من ناحية وانتقاداً للهيمنة الثقافية الغربية من ناحية أخرى. فما هي الدوافع وراء هذا الانتقاد المزدوج؟ وكيف تتحقق الموضوعية والتوازن في هذا الانتقاد؟ - يانغ ليان: ان التراث الذي لا يقوم على الابداع الفردي لا يحق أن يسمى تراثاً، إنما هو ماض طويل على الأكثر. تنبع طاقة الأدب الصيني الحديث من المساءلة العميقة التي مارسها الأفراد على التراث. ان عمق هذه المساءلة الداخلية هو الذي مكننا من فهم المبدعين الخلاقين في ثقافات أخرى. لذا، أقدر أدونيس عالياً، خصوصاً أن تغيير الهيمنة الدينية التي ينتقدها هو أصعب بكثير من تغيير السياسات التي قد تزول في يوم ما. أن يكون الانسان الآخر اختيارياً يعني بضرورة أن يبقى وحيداً: ففي الداخل، إنه يزلزل الأسس التي تبنى عليها السلطة والأنظمة، وفي الوقت نفسه لن ينساق للانفعالات القومية أو الوطنية، أما في الخارج، فهو يقاوم كل أنواع التبسيط، بدءاً من الاستناد الى الخطاب الايديولوجي لتقييم الأمر، الى التعالي العقائدي أو الثقافي. علينا أن نحافظ على صرامة النقد المزدوج. في عالمنا اليوم لم يعد لخطابات الحرب الباردة رواج كبير، ولكن نُصبت فيه مرآة المصالح البحتة، ولم يعد هناك صراع الحضارات بعد 11 ايلول، إذ اختفت الصراعات واختفت معها الثقافات. هل هناك عالمان حقاً؟ خُيل لي أنه يبقى أمامنا عالم واحد فقط: عالم المال الذي يقدر أن يشتري كل شيء. اننا نعيش الآن في عصر ينفصل فيه القول والمعنى، حيث نقدر أن نقول كل شيء ولا نعني أي شيء. انها ليست مسألة صينية أو عربية، بل مأزق انساني شامل. ما العمل؟ انني كشاعر سأواجه ذلك متمسكاً بوعي جمالي صادق من دون الخضوع لأية ارادة رسمية أو مقولة شائعة، وأستخرج من هذا الوعي مقياس حكمي على كل أمر وقضية. علينا أن نواجه العولمة الأنانية والعبثية بالعولمة الشعرية والفكرية. وتذكرت أن لأدونيس كتاباً عظيماً «الثابت والمتحول»، حيث أعاد فيه النظرة الى الثقافة العربية وأضفى على مقومات هذه الثقافة أفكاراً جديدة، أفكاراً تشكل الخلفية العميقة لشعره أيضاً. ما دمنا متمسكين بالوعي الجمالي الشعري فلن يضيع التراث وسيكون الشعر هو المستفيد الأخير. - أدونيس: أوافق تماماً على ما يقوله يانغ ليان عن التراث، وعن العلاقة بينه وبين الإبداع. وهذا النقد المزدوج ضرورة مزدوجة تفرضها علاقة الذات بتاريخها، من جهة، وعلاقتها بالآخر، من جهة ثانية. الميل الغالب في الثقافة العربية هو النظر الى التراث بوصفه ميراثاً، ينتقل بالوراثة من السابق الى اللاحق، وهو اذاً هوية. كأن الهوية هنا، جاهزة سلفاً، يأخذها «الأبناء» مما أنجزه «الآباء». هذا فهم بدائي ساذج لمعنى التراث الابداعي ولمعنى الهوية. كل تراث خلاق هو، أولاً، مستقبل، أو هو بداية الحاضر. والهوية، اذاً، ليست «إرثاً» أو «ماضياً»، الا في المستوى البدائي، مستوى الغريزة. أما في المستوى الإبداعي - الإنساني الذي يميز الانسان عن الكائنات الأخرى، فالهوية إبداع متواصل. والانسان يبتكر هويته فيما يبتكر افكاره وأعماله. هكذا ينبغي أن يكون الماضي - التراث، بالنسبة الى المبدع، موضوع مساءلة ونقد، كما يقول يانغ ليان، لا موضوع توارث، أو حفظ وتكرار. وغالباً، لا تنسجم هذه النظرة مع ثقافة المؤسسات والسلطات. وربما كانت موضع انشقاق في النظر، كما هي، في المجتمع العربي - الاسلامي، وذلك بسبب هيمنة النظرات الدينية وشبه الدينية على الثقافة والسياسة معاً. والإبداع هنا يكون مغامرة، ويواجه كثيراً من الصعوبات إن لم أقل الأخطار. والنقد هنا ضرورة كيانية الى جانب الإبداع. مع العلم أن الابداع في ذاته هو الشكل الأعلى من أشكال النقد. هذا عن نقد الذات. أما عن نقد «الآخر» - فإنه تكملة ضرورية لنقد الذات. خصوصاً أن هذا «الآخر» في وجهه السياسي - العسكري - الاقتصادي، خصوصاً، هو غالباً الى جانب المؤسسات والسلطات، ضد الذات. أي أنه لا «يفكر» ولا «يعمل» الا وفقاً لخطط لا تقف عند حدود حجب الذات، وإنما تتخطاها الى تمويهها أو تشويهها أو تدمير كينونتها. الانتماء الى ثقافة اللغة الأم > يمتاز كل من الصين والعالم العربي بتاريخ عريق وحضارة باهرة. إنكما كشاعرين تنتميان الى ثقافة اللغة الأم انتماء نقدياً مع الحرص على إبقاء مسافة بينها وبينكما. هل ترضيكما هذه الحالة؟ أم تتحملانها عن كراهية؟ - يانغ ليان: سبق أن قلت إني لم أغترب أبداً عن اللغة الصينية. ولكن ما هي اللغة الصينية؟ هل ندرك أسرار هذه اللغة لأننا نتكلمها كل يوم؟ هل ندرك سلبياتها وايجابياتها ومغزاها في تنوير الفكر الانساني؟ ظل كثير من الكتابات الصينية القديمة «مدفون» من دون أن نعرف قيمته الحقيقية، الأمر الذي أدى الى الفقر في أدبنا المعاصر. مهما كان سبب خروجي من بلادي، فإني أشعر الآن كبحار يرصد موقع سفينته فوق السارية، أحدد موقع السفينة من خلال مناظر الجزر والتيارات والرياح. فانتبه أنني على هذه السفينة. أخلق الحوار مع نفسي من الداخل ومن الخارج في آن واحد. لذا، أرتضي بحالتي الآن، لأنها ليست غربة أبداً، فالمسافة تساعدني على الغوص في ما هو أعمق. اذا سألتني: «أين لي هذه التجربة إن لم أكن موجوداً في خارج بلادي؟» فجوابي هو: اكشف في داخلك ذلك البحر. - أدونيس: من جهتي، ألاقي صعوبات كثيرة. لا من السلطة السياسية وحدها، ولا من السلطة الدينية، وحدها. بل أيضاً من سلطات أخرى، في بعض وسائل الإعلام العربي، «السلطات» التي يتمتع بها بعض من كتابها. ويتمتع بها كذلك بعض من المثقفين. غير أن لي أصدقاء كثيرين. وأجد في صداقتهم قوة عظيمة أتسلح بها، متابعاً، متمسكاً بكل ما أراه في هذا المجال، حقاً لي، وواجباً عليّ. > أعرف أن الاستاذ أدونيس صديق لإدوارد سعيد، وقلت إن إدوارد أساء استخدام مفهوم «الاستشراق» بعض الشيء لأنه لم يتعمق في فهم الثقافة العربية. ما قيمة النظرية ما بعد الاستعمار في عصر العولمة الذي نعيشه؟ وهل لها آثار سلبية في العالم العربي؟ ولا شك في أن يانغ ليان يعرف أن هذه النظرية لها تأثير واسع في الأوساط الثقافية الصينية، فكيف تقيّم قبول المثقفين الصينيين لها؟ - يانغ ليان: أترك أدونيس يجيب أولاً، وسأقول ما يلي: من حيث الأساس أرفض تعميم الشرق والغرب في مناقشتنا المشاكل، لأنه نوع آخر من التبسيط. فالفردية والاستقلالية من القيم النبيلة في كل العالم، ومن الشروط الأساسية لانبعاث أي ثقافة. ولا تنسَ كم كان كونفوشيوس ولاو تسي وأمثالهما يتمسكون بذواتهم! أوافق أدونيس في دعوته الى فهم عميق لجذور ثقافاتنا الشرقية، لأننا سنجد فيها قوة محركة داخلية لتحقيق التحول الثقافي. إن اعجاب المثقفين الصينيين بنظرية ما بعد الاستعمار كإعجابهم بكل مقولة سائدة جديدة، يكشف في جوهره عن عدم الثقة بالنفس وفقدان قدرة الحكم. هل الصين اليوم هي شرقية أم غربية؟ أم إنها لا شرقية ولا غربية؟ أم إنها مزيج من سلبيات الشرق والغرب؟ وفي رأيي، إن في داخل كل انسان ما هو شرقي وما هو غربي، لأنه يمثل حالة من المركب الثقافي. هل هذا المركب هو ايجابي وصالح؟ هذه هي المسألة. - أدونيس: لم أكن دائماً متفقاً مع الصديق الكبير ادوارد سعيد، في نظرية «الاستشراق»، لالتباسها، في ما يتعلق بطابعها التعميمي، من جهة، ولأنني من جهة ثانية كنت أرى، أحياناً في تحليلاته البارعة، مسبقاً سياسياً يحتاج الى كثير من المناقشة والاستقصاء. مع ذلك أحدث صدمة كبيرة خلقت بدورها ضرورة ملحة، هي إعادة النظر في «الاستشراق» جذرياً وعلى نحو شامل. > ما آثار النقد الأدبي ما بعد الحداثة في الابداع الأدبي؟ - يانغ ليان: تقسيم الأزمنة الى الحداثة وما بعد الحداثة يعني اتخاذ الثقافة الغربية إحداثياً. ولكن المسألة هي أن الأدب سيبقى هو هو بعد كل الأزمنة. وستبقى هناك علاقة عميقة بين حياة الانسان والأدب. وستظل مقولة «الأدب يعني الانسانية» صحيحة الى الأبد. ما أعارضه في النظرية ما بعد الحداثة هو رفضها العمق، ما أفسد جوهر الأدب وجعله أقرب الى ألعاب عبثية. يستطيع الكاتب أن يتلاعب بالسياسة والفن والسوق فيصبح غنياً أو يحقق شهرة، ولكن أعماله ستكشف عن قيمته الحقيقية. لا يمكنه أن يخدع ذوي البصيرة بتفاهة المعنى وابتذال الشكل. ان التحول الثقافي الذي تمر به الصين الآن هو شيء ملحمي ويتغلغل في كل شريان حياتنا. وليست لتساؤلاتنا أجوبة جاهزة، بل علينا أن نأخذ من كل الثقافات - صينية كانت أم أجنبية، قديمة كانت أم حديثة، موارد فكرية وجمالية تفيدنا. ولكن يجب ألا يكون هذا الأخذ بعيداً من العمق، عليه أن يغوص في العمق. - أدونيس: أتفق هنا مع ما يقوله يانغ ليان عن نظرية أو نظريات ما بعد الحداثة، ملحاً مثله على أن الابداع لا يقوّم بالمرحلة، سواء سميت «حداثة» أو «ما بعد الحداثة». فكلتاهما تقوّم بالإبداع، وليس العكس. لا يؤطر الابداع إلا بإبداعيته ذاتها: بكونه مفتوحاً، ولا يستنفد. الابداع ابداع ولا يوصف بالحداثة أو ما بعد الحداثة، الا من حيث «زمنيته». والابداع يتخطى «الزمن» الذي نشأ فيه. الحداثة وما بعد الحداثة صفتان لاحقتان وليستا قيمة في ذاتهما. هناك أدب سمي «حديثاً» لا قيمة له. وهناك أدب يكتب اليوم باسم ما بعد الحداثة، لا قيمة له هو كذلك. هذا التصنيف النقدي التبسيطي، لا يعني أكثر من كونه تبسيطاً. فقيمة العمل الفني ليس، حصراً، في كونه يمثل «الحداثة» أو «ما بعد الحداثة»، بل في كونه ابداعاً متميزاً. الشعر انبثاق. وفي هذا الانبثاق تتلاقى الابداعات كلها، في مختلف العصور، وفيما وراءها، في أوركسترا كونية أو في محيط من الانبثاقات، المختلفة المؤتلفة. |
> هل لا تزال للمبادئ الانسانية والفكر التنويري قيمة في عصرنا الاستهلاكي؟ - يانغ ليان: أي عصر ليس عصراً استهلاكياً؟ كأنك تسأل أين لا يوجد قهر للاستهلالك الفكري؟ ينبغي أن يكون السؤال: كيف تواجه ذلك القهر؟ أرى في أدونيس نموذج المثقف الكلاسيكي الذي يحافظ على رصانة التفكير وجرأة القول مهما كان غموض ظروفه. وكذلك السيدة Susan Sontag، التي قامت بمساءلة النفس بجرأة بعد احداث 11 ايلول الى حد أنها اتهمت بعدو أميركا. إن عصرنا الاستهلاكي يختلف عن غيره من العصور لأنه لا يستهلك من الناحية المادية فحسب، بل يستهلك معنوية الانسان، فيحوله الى شيء. احدى أبرز علامات الأزمات الفكرية هي أن «لا فكر» أصبح العملة الصعبة الوحيدة في العالم. في هذا العصر وهذه الظروف يبقى الشاعر ذلك السائل. أما الشعر، فهو سيظل مرادفاً للإنسانية والتنوير. يحمل آخر كتابي عنوان: «برج يبنى نحو الأسفل، لماذا «نحو الأسفل»؟ لأن الشعر لا يبنى على الأرضية الجاهزة بل يخلق تلك الأرضية. وليس الشعر أصل الثقافة فحسب بل هو أصل الانسانية أيضاً. بذلك، نستطيع أن نجد نقطة الارتكاز للمقاومة الجمالية الفردية، ونعلن: «لا فردوس، ولكن ينبغي مقاومة كل جهنم». هل لا يزال لهذه الروح قيمة؟ ينبغي أن نطرح سؤالاً عكسياً: هل للإنسان قيمة بدون هذه الروح؟ - أدونيس: الفرق في الاستهلاك بين عصرنا والعصور السابقة هو فرق في الدرجة لا في النوع. فدائماً كان الاستهلاك شهوة قائمة وملحة. في الدرجة: لأن تطور التقنية والآلة في عصرنا أدى الى أن يستهلك الانسان نفسه، وهو المستهلك. المستهلك اليوم، سيدٌ على المستهلِك: ذلك أن الانسان اليوم يكاد أن يصبح عبداً للآلة المنتجة، عبداًَ لما تنتجه يداه. كيف يحرر الانسان جسده وعقله من يديه، مما ينتجه، أو كيف يتحرر الانسان من «جسده» المستهلِك المستهلَك ومن «عقله» الوظيفي - الأداتي؟ تلك هي المسألة اليوم. > هل أحدث الرأسمال والاستهلاك صدمة على الأدب والمبادئ الانسانية في ابداعكما؟ - يانغ ليان: الشاعر محظوظ لأن الشعر أقصى مثل هذه الأسئلة من آفاقه في شكل طبيعي. أدونيس - أظن. ذلك أن القراءة نفسها لم تعد إبداعاً. وإنما أصبحت استهلاكاً آخر، استهلك فيه التفكير والتأمل، والبحث والسؤال: صارت القراءة نوعاً من التناول السريع لطعام سريع. هكذا تضاءل انتشار الإبداع أفقياً. لكن ما يخسره الإبداع، على السطح، يربحه في العمق. وقارئ الإبداع الشعري، اليوم على سبيل المثال، أكثر عمقاً من القارئ السابق. إنه مبدع آخر |
صدور ديوان "سرير الموجة" للشاعر باسم عبّاس عن دار كتابات في بيروت
وكالة أنباء الشعر/لبنان/حسن رعد يمكن اعتبار الحب عنواناً عاماً لكتاب باسم عبّاس "سرير الموج". لكنه حب ثلاثي الأبعاد، ففيه يتداخل حب الوطن وحب الطبيعة وحب المرأة، وأحياناً ينفرد كل حب بقصيدة. الكتاب الذي يتضمن ثلاثاً وعشرين قصيدة كتبها بين عامي 2006 و2008، صادر عن دار «كتــابات» في بـيروت. وهو الديوان الثامن في تجربة الشاعر عــباس التي بدأت العام 1985 مع إصـداره الأول "جرعة من لهيب الشمس". يبرز في الديوان الجديد مدى تعلق الشاعر بأرضه ووطنه، فقد جاءت صوره الشعرية، في معظمها، مأخوذة من الطبيعة بوديانــها وينابيعها وأشــجارها. يتميز شعر عباس بالسهولة والوضوح والخلو من التعقيد والتكلف، ما يجعل التواصل معه منسرحاً. على أن الشاعر يتخذ قصيدة التفعيلة سكة لقصائده التي تتضمن الكثير من الغنائية والوجدانية والغوص في الدواخل، إذ يعتمد على المادة مرتكزاً للصعود بصوره نحو التجريد الروحي |
دواوين شعرية للبيع
خزامى الرياض - عبد العزيز الصعب يبدو أن أغلب الشعراء ممن قاموا بإصدار دواوينهم الشعرية قد فكروا بجديه عن الإعلان عن بيع دواوينهم الشعرية من خلال الإعلانات عنها في الصحف والمجلات والقنوات الفضائية الشعرية، طالما أن هناك رفضاً قاطعاً من قبل شركات التوزيع ودور النشر المختلفة والمنتشره لدينا.. الشاعر يقضي وقته وهو يجمع قصائده ومن ثم وقتاً لمراجعة وزارة الثقافة والإعلام لأخذ إذن الطبع، ليصل إلى المطابع لتكتمل طباعة الديوان ثم إلى المنزل ليظل حبيس الأدراج لسنوات عديده بل لن يرى النور على الإطلاق.. هذا هو الحال الآن لدى أغلب الشعراء الذين تقف لهم دور النشر وشركات التوزيع بالمرصاد وكأن الثقافة والشعر لديهم لاشيء، بل المطبوعات التي للتسلية والرسوم ومجلات الأطفال هي الأهم لديهم.. أحد الشعراء يحدثني عن معاناته المريرة مع إحدى شركات التوزيع لدينا، فبعد أن قام بمخاطبة إحدى شركات التوزيع الكبرى لدينا بقصد توزيع ديوانه الشعري، وبعد أن ظل قرابة الشهر وهو على اتصال بالمسؤول عن التوزيع من الجالية العربية يفاجأ بإعادة المظروف الذي يحمل نسخة من الديوان كتب عليه عبارة: (لانستطيع توزيع ديوانك..) وكأن الديوان لاشيء لديهم بل لدى ذلك المسؤول الذي وضعته الشركة يقيم دواوين الشعر .. الأمر هنا غريب جداً، فبعد شهر من المماطلة والوعود والاتصالات يأتي جواب ذلك المسؤول بهذه الطريقة التي لاترقى لرتب وصفوف الذوق الأدبي وكأن ذلك المسؤول هو من يقرر التوزيع من عدمه،ويضيف قائلاً: بل أنني طرقت دور نشر متعدد وكان الرفض مبدأهم فمنهم من يقول نحن لانوزع أي دواوين شعرية إلا عن طريق شركات التوزيع.. ولا أدري ماالقصد هنا ..؟ وبدورها شركات التوزيع تقول نحن لانسوق الدواوين الشعرية وكأن العملية هنا عائمة تماماً ليس لها ضابط ولا عليها رقابة ومسارها غير صحيح. إننا وإن كان لدينا العديد من دور النشر وشركات التوزيع مازلنا نعاني من فقد آلية العمل الصادق والصحيح، فهذا آخر يحدثني أيضاً عن معاناته وهو يحمل دواوينه الشعرية متنقلاً بها بين مكتبة وأخرى وبين سوبرماركت وآخر وبين بقالة وأخرى في منظر مؤلم يوحي بفقرنا التوزيعي والتسويقي الذي سيطرت عليه فئة مبدأها الرفض والكسب المادي فقط، ولا أدري أين الرقابة المفروضة والتي لابد أن تكون من قبل إدارة المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام، ثم قد يتساءل الكثير من الشعراء لماذا تمنح إدارة المطبوعات للشاعر إذن الطبع والتوزيع للشاعر طالما هي تدرك ماتقوم به دور النشر والتوزيع وشركات التوزيع من رفضها ومحاربتها للشاعر.. بل تدرك أيضاُ بأن الشاعر لن يستطيع توزيع وتسويق ديوانه الشعري الذي أخذ منه الوقت والجهد ليرى النور. الصوت هنا سيكون موجهأًُ لمعالي وزير الثقافة والإعلام، ذلك الرجل الشاعر والأديب الذي يحرص على إبراز كل ماهو جميل وراقي ثقافياً وأدبياً ويحرص على تطوير العملية الثقافية والحراك الثقافي المبدع، بأن ينظر في وضع الشاعر وإلى سيطرة ورفض شركات التوزيع ودور النشر التي حالت بين الشاعر والتوزيع لأنه بدأ يلجأ إلى الإعلانات التجارية فدواوين الشعراء معروضة للبيع لمن أراد الشراء بدون تلك الدور وتلك الشركات. أخيراً: قلبي بليل الحزن لاشك مطروق وأنت السبب ياللي بوصفك حسيني ترقص مشاعر خافقي لحظة الشوق لامن سهرت الليل / طيفك يجيني |
مجلة الحركة الشعرية .. نتاج لثمانية وثلاثين شاعرا عربيا
يصدرها الشاعر اللبناني المهجري قيصر عفيف في المكسيك لتجمع شعراء عربا مقيمين في بلدانهم ومغتربين عنها تضمّن نتاجا بلغ ما لا يقل عن 43 قصيدة لشعراء بلغ عددهم 38 شاعرا وشاعرة. وقد جاء عدد المجلة التي "تعنى بالشعر الحديث" والتي درجت على "لمّ شمل" الشعراء خاصة من هم من جيل الشباب في شكل كتاب كما تأتي عادة تألّف الكتاب هذه المرة من نحو 130 صفحة متوسطة القطع. وفضلا عن القصائد التي توزعت على انماط شعرية مختلفة بين كلاسيكي وحديث اي التفعيلة وقصيدة النثر احتوى العدد على موضوع بعنوان "الوحي والسحر" لقيصر عفيف ودراسة بعنوان "تأملات في التجربة الشعرية المغربية" للكاتب المغربي التيجاني بولعوالي وعلى عرض ونقد لكتاب قام به من المانيا محمد مسعاد. جاء توزيع الشعراء على الشكل التالي: نحو عشرين شاعرا وشاعرة لم تذكر بلدانهم واقتصر الامر على ذكر عناوينهم الالكترونية واربعة شعراء من تونس وثلاثة من المغرب وثلاثة من العراق. من لبنان كان هناك اسمان واثنان من الاردن كما كان هناك شاعر واحد من كل من البلدان الاصلية او المهاجر: لبنان وكندا والاردن وفرنسا وتونس والمغرب والعراق ونيويورك ولندن وفلسطين وسوريا. أما اسماء الشعراء فهي: يوسف جباعي. جنان نويهض سليم. اباء اسماعيل. حكمت الحاج. مثنى حامد. المهدي عثمان. عدنان الاحمدي. شهرزاد نصراوي. فريال بشير الدالي. احمد حسين احمد. كاظم مواسي. علي العلوي. باقر صاحب. جمال الموساوي. عبدالغني فوزي. تركي عامر. فاطمة بوهراكة. فوزي السعد. ايمان الفحام. محمود عبدو عبدو. فراس سليمان. فاتن يوسف. زياد كاج. بن يونس ماجن. رحاب حسين الصائغ. فاروق سلوم. حنان يوسف بديع. طارق الكرمي. لقمان محمود. يوسف رزوقة.ادريس علوش. حسين القهواجي. نصر جميل شعث. شاكر لعيبي. علي جازو. احمد الدمناتي. حاتم النقاطي. المهند حيدر. قيصر عفيف الذي يقيم ستة اشهر في المكسيك وستة في لبنان كتب يقول في موضوعه الذي استهل به العدد "يقول ابو هلال العسكري.. من حق الشعر ان تكون ألفاظه كالوحي ومعانيه كالسحر". وكأني به يختصر عملية الابداع عند الشاعر وعملية القراءة الابداعية عند المتلقي اختصارا يلمع فيه جوهر الكتابة وجوهر القراءة في ان معا. كان العرب قديما يقولون بان شيطان الشعر هو غير الذي "يوسوس" في صدور الناس لانه يوشوش القصيدة في اذانهم. ولم يكن العرب وحدهم فاليونانيون بدل الشيطان قالوا باله الشعر ونادوا ربة الوحي عونا لتكون القصيدة. مجلة الحركة الشعرية |
ندوة نقدية لديوان " آية جيم " يشارك فيها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وكالة أنباء الشعر – خاص تعقد دار التلاقي، في السابعة والنصف مساء الاثنين 7 يونيو 2010 بمكتبة نفرو بالقاهرة ، ندوة نقدية لمناقشة ديوان "آية جيم" للشاعر حسن طلب، ويشارك في الندوة الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، والناقدان د.أحمد درويش، ود.صلاح السروي، ويدير اللقاء الباحث مدحت صفوت، فيما يلقي كلمة الدار الشاعر السمّاح عبد الله. وديوان "آية جيم" صدرت طبعته الأولى عام 1994، وتمت مصادرتها عقب صدورها، ثم أعادت دار التلاقي للكتاب نشر الديوان في طبعة جديدة عام 2009. جدير بالذكر أن الشاعر حسن طلب له أكثر من خمسة وعشرين مؤلفا، ما بين الدواوين الشعرية، الدراسات الفلسفية، كتب نقدية، وتحرير ومراجعات لكتب أخرى. |
قطري يقاضي برنامج [blink]شاعر المليون[/blink]
الدوحة-الشرق: رفع الشاعر القطري علي الغياثين المري دعوى قضائية أمام محاكم أبوظبي بشأن عملية تلاعب في إخراجه من منافسات شاعر المليون، وقد تحدد تاريخ الحادي والثلاثين من مايو الجاري موعداً لإعلان المدعى عليهم في هذه القضية، وهم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بصفتها الاعتبارية، وشركة موبايل تليكوم جروب (الشركة المسؤولة عن استقبال رسائل التصويت) ومؤسسة اتصالات. وعلمت "الشرق" أن الغياثين توصل إلى بعض المعلومات التي أنبأته بوجود نتائج غير صحيحة في التصويت، مما أدى به للخروج من المنافسة للقب كان هو الأقرب له. فقام برفع (الدعوى رقم 486/2010 مدني كلي — أبوظبي) مختصما كلاً من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشركة موبايل تليكوم جروب، ومؤسسة اتصالات، ويطالب بكشف تفاصيل التصويت بشكل واضح أمام القضاء، لتبيان ما حدث بالفعل في تلك الجولة، ومطالباً بـ 15 مليون درهم إماراتي تعويضا عن حقه الأدبي والمالي. في نفس السياق علمت "الشرق" أن هنالك بعض الإقالات التي طالت عدداً من العاملين في المؤسسات المذكورة، ممن كانوا على صلة وثيقة بالبرنامج بشكل أو بآخر. |
الشاعر شرار يعلن مركز الشارقة للشعر الشعبي
عمان- إبراهيم السواعير-عرّف مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي الشاعر الإماراتي راشد شرار بفلسفة المركز في ترسيخه الهويّة الوطنية لدولة الإمارات؛ مبيناً أنّ المركز هو هدية لصاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى الاتحاد حاكم الشارقة، وهو، أيضاً، سعي لحفظ الموروث الشعري وحفظه وتشجيع الإبداع. وقال شرار، الذي شارك ضيف شرف على مهرجان سايح ذياب للفروسية في الزرقاء، إنّ المركز يهدف إلى خلق جو تنافسي بعيداً عن الماديات مشّجعاً الشباب على ذلك، مبيّناً لـ»الرأي» أنّ أيّ مشروع ثقافي لا يمكن أن يرى النور ما لم يتهيّأ له الدعم الذي يجعله مستمراً في عطائه. وأضاف شرار الذي لفت جمهور المهرجان بصوره الشعرية وابتكاراته وبحوره السهلة، أنّ من أهداف المشروع حفظ العادات والتقاليد المقروءة في الشعر الشعبي، وتدوين تاريخ المنطقة والأحداث القديمة والجديدة، مضيفاً أنّ من مهام المركز إثراء الساحة المحلية والعربية بالإصدارات المختلفة في مجال الشعر الشعبي من مثل الدواوين الشعرية والبحوث، وترجمة قصائد مهمة تجسد الهوية العربية. وأضاف أن هذا المشروع، المولود على أرض الإمارات، وبالرغم من صغره، إلا أنه حقق نجاحاً إعلامياً كبيراً، وباركته العقول النيّرة، وقد أكمل اليوم ما يقارب السنة والأربعة أشهر، فأصدر ديوانين ويشتغل على إنجاز ستة كتب متخصصة بالشعر. وقال شرار إن طموحاته كبيرة في إصدار مجلة أو صحيفة خاصة بالمركز إضافة إلى محطة إذاعية تحمل سمة الشعر الشعبي والهوية الوطنية، مضيفاً أنه يأمل القبول من قائد مسيرة الثقافة حاكم الشارقة بإنشاء محطة تلفزيونية في الأدب والموروث الشعبي، معرباً عن سعادته بتحقيق طموحاته حاكم الشارقة بجعلها منارة للثقافة والعلم والأدب الشعبي. وعن الأدب الشعبي العربي وتراوحه بين المدرستين القديمة والحديثة، قال شرار إنّه يرى أنّ الأردن وسوريا واليمن ما تزال تحافظ على شكل القصيدة الشعبية، متطرقاً إلى الدول العربية الأخرى التي تكتب بلهجتها الخاصة، مضيفاً أن السبك والأسلوب والشكل الذي تكتب به القصيدة في هذه الدول لا يحظى بالاهتمام الإعلامي المطلوب أو على مستوى المؤسسات الأخرى، مبيناً في الوقت ذاته أنّ دول مجلس التعاون الخليجي فيها مساحة كبيرة للإبداع الشعري الشعبي. ونصح شرار الشعراء بالمضي في فهم معنى الإبداع وقيمته، وقال إنّ الشاعر إما أن يبقى مكانه أو يجدد. وفي سؤال عن معنى التجديد الذي يقصده، قال إنّه ليس بالتأكيد الانسلاخ عن هوية المنطقة أو بيئة الشاعر، بل هو التأمل وإطالة النظر في القصيدة وبإمكانية التجديد مع احتفاظه بالمفردة، متسائلاً: هل يخلو هذا الكون المتجدد من الصور الإبداعية في أعماقه؟. وتناول شرار تجربته الذاتية في استعاراته وصوره، قال إنه كتب القصيدة التقليدية الإماراتية، غير أنه لما دخل معمعة التجديد حاول أن يجدد، وتساءل عن الزمن الذي يستمع العرب جميعهم لقصيدة موحّدة مفهومة، وضرب مثالاً بلاد المغرب العربي في صورهم الشعرية وصعوبة فهم بلدان معينة للهجاتهم. وقال إنّ حاكم الشارقة دعا إلى الحفاظ على المفردة الإماراتية. وتحدث عن تجربته الإعلامية في تكثيفه الجرعة الإماراتية في الإبداع وتطعيمها بأسماء عربية، مضيفاً أنه في برنامج سما دبي في «بيت القصيد» كان يدرس إمكانية العناية بالإبداع، مبيناً أن شباب إماراتيين أبدعوا وأعطوا للشعر الإماراتي نكهة خاصة في قصائد معبرة ذات صور بديعة. وعن الإنسان الشاعر الذي يسكنه والإعمال الخيرية التي يجريها، قال شرار إنّ الخير ليس فقط في بناء مسجد أو مدرسة، بل هو في قصيدة موضوعية مدعومة بالمحبة والتفاؤل. وقال إن الشعر صقل شخصيته واكتسب به فن التعامل مع الآخرين، وقال إنه في هذه السن يشعر بأنه ما يزال محتاجاً إلى ما يثير بداخله الدافع لكتابة الشعر. وركز شرار على أهمية أن يكون الشاعر مثقفاً، والإعلامي كذلك، مشدداً على امتلاك الإعلام المرئي لأدواته، ناصحاً بأن تخفف البرامج المرئية ممن يُقحمون عليها، وقال إن الأهمية تكمن في انتقاء الإعلام لأسماء ذات مقدرة على تقديم البرامج الشعرية، وقال إنه محظوظ لأنّ له سيرة إعلامية وشعرية تجعله من الناس ولهم، وعن إمكانية تضمين تجربته في كتاب قال إنّها يمكن أن تتضمن فيلماً وثائقياً، مستعيداً اللحظات الجميلة في التلفزيون الأبيض والأسود غير منكر على الحداثة إبداعها وتجديدها. ونصح شرار، المشارك محكّماً في برامج شعرية كثيرة، إنه يأمل من لجان التحكيم دائماً الخبرة في كتابة الشعر وسرعة البديهة والعدالة، وأضاف أنّ سير الشعراء الذاتية وموضوعيتهم هي رأسمالهم إلى الجمهور. وكان قرأ شرار في الأمسية قصيدة «ملك ومملكة» وفيها: قالوا ملك وآقول يا أوفى ملك/ قالوا وطن وآقول أجمل مملكة/ يا أردن الأمجاد يا مطيب هلك/ يا ملك غالي يا بخت من يملكه/ عبدالله الثاني رفعك ودللك/ والرب سبحانه بعرشه باركه.» كما كان قرأ من قصيدة «السُّكر»: حاسب على السّكر من ايدينك يذوب/ ما دام كلّك صرت مخلوق سكّر/ صافح شرار ابدوب لا يشبّ لاهوب/ وتذوب كلّلك والليالي تعكّر»، كما قرأ من قصيدة «يا مضيف العلم» يهديها إلى حاكم الشارقة د.سلطان بن محمد القاسمي ومنها: «يا مضيف العلم يا خير الضيافة/ إنت من يلفى الفؤاد ويستضيفه/ إنت معلم تفتخر فيه الثقافة/ كل عالم صرت في الدنيا خليله/ للوفا والحب سلّمت الخلافة/ وفي الوفا تمتاز بالنفس النظيفة». ومن قصيدة «آخر محطاتي» قرأ: «صوتك أخذني إلى آخر محطاتي/ وين الأماني مع الأحلام مبنيّة/ أيضاً ورسمك مخيّم في مداراتي/ إنسانة انتي أو انك صدق حورية؟/ أرجو اسمحي لي أبثك بعض آهاتي/ أللي من سنين وسط الجوف مخفيّة.». |
http://www.kikah.com/indexarabic.asp...xt&storytitle=
"التازور" للشاعر التشيلي فيسينتي هويدوبرو فيسينتي هويدوبرو (1893-1948) شاعر تشيلي عاش معظم حياته في أوروبا، كتب الشعر بثلاث لغات، رسام، مراسل حربي، مؤسس لصحف و مجلات أدبية، كاتب سيناريو، و رشح نفسه لرئاسة تشيلي. يعتبر واحدا من رواد الحداثة في أوروبا. لأول مرة تترجم أعماله إلى العربية. زلزلة السماء ترجمها عاشور الطويبي وصدرت في كتاب في سلسة منشورات مجلة شؤون ثقافية، الكتاب الثاني، 2010، ليبيا، ستصدر قريبا في كتاب الترجمة الكاملة لقصيدة ألتازور. ترجمة عاشور الطويبي ألتازور تعني الصقر العالي. عنوان قصيدة طويلة بحجم كتاب للشاعر التشيلي فيسينتي هويدوبرو. تتكون القصيدة من مقدمة و سبعة أناشيد. المقدمة من تأليف الشاعر نفسه. ورغم أن الشاعر أعطاها اسم مقدمة إلا أنها شعر خالص. مقدمة الشاعر ولدت في عمر الثالثة و الثلاثين في يوم وفاة المسيح؛ ولدت في الاعتدال في الهايدراىأنجيز و الطائرات في الحرّ. نظرة الحمامة الحنونة نظرتي، نفق، سيارة عاطفية. أتنهد زفرات كأكروبات. كان أبي أعمى و يداه كانتا أكثر روعة من الليل. أحب الليل، قبعة كل يوم. الليل، ليل اليوم، من يوم إلى آخر. كالفجر نطقت أمّي، كمناطيد على وشك السقوط. شعرها بلون العلَم و عيناها كانتا مليئتين بسفن بعيدة. ذات يوم، جمعتُ مظلتي (باراشوتي) و قلتُ: "بين سنونوتين و نجم." هنا الموت قريب مثلما الأرض لمنطاد ساقط. أمي طرّزت دموعا مهملة على أول قوس قزح. و الآن تسقط مظلّتي من حلم إلى حلم في فضاءات الموت. في اليوم الأول قابلت طائرا مجهولا، قال: "إذا كنتُ جملا لن أعرف العطش. ما الوقت؟" شربَ قطرات الندى من على شعري، رمى نحوي 3.5 نظرة و انطلق محييا " وداعا" بمنديله المغرور. حوالي الثانية بعد الظهيرة، قابلت طائرة مبهجة، مليئة بقشور السمك و المحارات. كانت تبحث عن ركن في السماء لتحتمي من المطر. هناك، بعيدا، كل القوارب راسية في حبر الفجر. واحد بعد واحد جاءوا طليقين من صباحاتهم، يسحبون أعلاما مثلثة لفجر أكيد كالأعلام الوطنية. فيما انجرف الفجر بعيدا، اختفى وراء موج في غاية الانتفاخ. ثم سمعت صوت الصانع، الذي لا اسم له، هوّة بسيطة في فراغ، جميل كسرّة. "خلقت صوت الاصطدام العظيم و ذلك الصوت شكَّل المحيطات و أمواج المحيط. "ذلك الصوت سيرتبط إلى الأبد بموج البحر، و إلى الأبد سيرتبط موج البحر بذلك الصوت، مثل طوابع البريد لبطاقة بريدية. "ثم ظفرت سلكا عظيما من أشعة مضيئة، لخياطة كل يوم باليوم الذي يليه؛ الأيام بأفجارها الأصلية أو التي أعيد تركيبها. "ثم نقشتُ جغرافية الأرض و خطوطَ اليد. "ثم شربتُ قليلا من الكونياك (لأسباب هايدروغرافية). "ثم صنعتُ الفم، و شفتي الفم لأحدّد الابتسامات الغامضة، و أسنانا للفم، تحرس ضد الوقاحات التي تأتي لأفواهنا. "خلقتُ لسانَ الفمِ الذي أخذه الانسانُ من خاصيته ليجعله يتعلّم الكلام.... إليها، إليها، السابحة الجميلة، أُخِذتْ بعيدا من خاصيتها المائية و الحسية إلى الأبد" بدأت مظلتي تسقط دائخة. هذه قوة جدب الموت، القبر المفتوح. عليك أن تصدقه، للضريح قوة أكثر من عيني العاشق. الضريح المفتوح بكل ألقه. و أقولها لكِ، انت من ضحكاته تلهم أفكار أصل العالم. وقعت مظلتي على نجم محترق واعيا يستمر في فلكه، كأنه لا يدري عبث هكذا جهد. و مستفيدا من الراحة المستحقة، بدأتُ أملأ المربعات الصغيرة لشطرنجي بتأملات عميقة: "القصائد الحقيقية نيران. الشعر ينتشر في كل مكان، فتوحاته تضيء برعشات المتعة أو الألم. "على المرء أن يكتب بلغة ليست لسان أمه. "الأربع علامات الرئيسة ثلاثة: الجنوب و الشمال. "القصيدة هي الشيء الذي سيكون. "القصيدة هي الشيء الذي أبدا لا يكون، لكن وجب أن يكون. "القصيدة هي الشيء الذي لم يكن أبدا، الذي لن يكون أبدا. "اهربْ من الظاهر المهيب، إذا لم ترغب في الموت مسوى بالريح. "إذا لم أقم بعمل جنوني و لو لمرة واحدة على الأقل سأجن." ممسكا بمظلتي، أقفز من حافة نجمي المسرع إلى طبقة الستراتوسفير للزفرة الأخيرة. أتحرك إلى ما لا نهاية فوق أجراف الأحلام، أتحرك عبر سحب الموت. أقابل العذراء، جالسة على الوردة، تقول: "انظر إلى يديا، شفافتين كمصابيح. هل ترى الأسلاك حيث يسيل دم ضوئي النقي؟ "انظر إلى هالتي. بها عدة تشققات، دليل على قدمي. "أنا العذراء، العذراء بلا لطخة بشرية، لا شيء عني، و أنا قبطانة أحد عشر ألفا آخرين، الذين في الحقيقة أعيد ترميمهم بشكل كبير. "أتحدث بلغة تملأ القلب على حسب قوانين السحب المبلغة. "دائما أقول وداعا، و أبقى. "حبني، يا ولدي، لأنني أعشق شعرك و سأعلمك المهارات الجوية. "أنا في حاجة للملاطفة، قبّل شعري، غسلته هذا الصباح في غيوم الفجر، و أود الآن أن أنام على فراش الرذاذ العارض. "نظراتي في الأفق سلك ترتاح عليه طيور السنونو. "حبّني." ركعتُ على ركبتي في ذلك الفضاء المدوّر و قامت العذراء و جلستْ على مظلتي. نمتُ، ثم قرأتُ أغلب قصائدي الجميلة. لهبُ شِعري جفف شَعر العذراء. شكرتني و انطلقتْ، جالسة على وردتها الناعمة. و ها أنا، وحيد، يتيم صغير لسفن محطمة مجهولة. أوه كم جميل...كم جميل. يمكنني رؤية جبال، أنهار، غابات، بحار، قوارب، أزهار، محارات بحرية. أستطيع أن أرى الليل و النهار و محور التقائهما. أوه نعم أنا ألتازور، الشاعر العظيم، بلا فرس، يأكل طعام الطيور أو يدفيء حلقه بأشعة القمر، فقط بمظلتي الصغيرة مثل شمسية ملونة تغطي الكواكب. من كل حبّة عرَق على جبهتي اعطي ميلاد النجوم، التذُّ، اتركُ لكِ مهمة التعميد مثل زجاجة نبيذ مراق. استطيع ان أراه كل شيء، عقلي مصاغ على السنة الأنبياء. الجبل زفرة الإله، صاعدة في ترمومتراها المنتفخ حتى تلمس أقدام المحبوب. هو من رأى كل شيء، من يعلم كل الأسرار دون أن يكون والت ويتمان، لم تكن له أبدا لحية بيضاء مثل ممرضة جميلة و جداول مجمدة. هو من يسمع في الليل مطارق مزوري العملات، هم فقط الفلكيون المجتهدون. هو من يشرب كأس المعرفة الدافيء بعد الطوفان، مطيعا لليمام، و هو من يعلم طريق التعب، يقظة الغليان التي تتركها السفن وراءها. هو من يعلم مخازن الذكريات، للفصول الحميلة المنسية. هو، راعي الطائرات، دليل الأقطاب المختلفة لليالي المفقودة و الرياح الغربية الخبيرة. نشيجه ترميش شبكة النيازك اللامشهودة. ينهض اليوم في قلبه و يخفض أجفانه ليخلق ليل الراحة الزراعية. يغسل يديه في نظر الإله، يمشط شعره كالضوء، كحصاد تلك الحبوب الرقيقة للمطر المشبع. الصيحات تهيم كقطيع فوق الهضاب عندما تنام النجوم بعد ليلة عمل متواصلة. الصياد الجميل يواجه حفرة الماء الكونية من أجل الطيور البلاقلب. كن حزينا كالغزلان أمام اللانهائي و النيازك، كالصحارى بلا سراب. إلى أن يظهر فم منتفخ بقبلات لمنفى معتق. كن حزينا، لأنها تنظرك في ركن هذا العام العابر. ربما في نهاية أغنيتك التالية، ستكون جميلة كشلال حر و غنية كخط الاستواء. كن حزينا، أكثر حزنا من الوردة، ذلك القفص الجميل للنظرات و النحل القليل الخبرة. الحياة رحلة مظلة باراشوت و ليس كما تود ان تظن. لذا لنسقط، السقوط من عليائنا إلى أعماقنا، لنترك الهواء ملطخا بالدم، و من يتنفسه غدا سيتسمم. داخل نفسك، خارج نفسك، ستسقط من أعلى إلى أسفل، لأن هذا قدرك، قدرك البائس. و كلما كان علو السقوط كبيرا كان الإرتداد أعلى، و بقيت أطول في ذاكرة الحجر. لقد قفزنا من بطن أمنا، أو من حافة نجم و نحن نسقط. أوه يا مظلتي، الوردة الوحيدة المعطرة في المجال الجوي، وردة الموت، تتعاقب عبر نجوم الموت. هل سمعته؟ الصوت الشرير للصدور المقفلة. افتح بوابة روحك و اخرج و تنفس. بزفرة يمكنك أن تفتح البوابة التي أحتاجت إلى إعصار لقفلها. ها هي مظلتك، أيها الرجل، بديعة كدوار. ها هي مظلتك، أيها الشاعر، بديعة كفتنة الهوة. ها هي مظلتك، أيها الساحر، بكلمة منك يمكن أن تتحول إلى مظلة، بديعة كصدمة برق الذي يحاول أن يعمي الصانع. ماذا تنتظر؟ لكن ها هو سر الغم الذي نسي كيف يبتسم . المظلة تنتظر مربوطة إلى البوابة كحصان منفلت دائما. |
«الساحة» تحتفي بشاعر «طويق»
خالد بن سعود يطلق موقعه الإلكتروني بحضور نجوم الكلمة دشن صاحب السمو الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير موقعه الإلكتروني الرسمي في احتفالية أقامها بحضور عدد كبير من نجوم الكلمة الشعرية والإعلاميين والقنوات الفضائية. وأبلغ الأمير خالد «عكاظ» أنه تأخر كثيرا في إطلاق موقعه عبر الإنترنت؛ طمعا في أن يكون الموقع مختلفا ومميزا بين المواقع الشعرية، مبينا أن الموقع يتميز بإدارة شباب محترفين يبحثون عن التميز. وأشار الأمير خالد إلى أن الموقع تطلب كثيرا من الوقت قبل أن يظهر عبر محرك البحث الإلكتروني، وقال: «أستمرينا قرابة سنة كاملة في إنشائه وأخذ منا جهدا كبيرا، كل ذلك من أجل الجماهير ومن يتذوق الشعر ومن يبحث عن جديدي سيجده في الموقع بشكل سلس وسهل، وأتمنى أن يعود الموقع بالفائدة على الساحة الشعرية». موقع الأمير خالد www.alkbeer.com اشتمل على جميع قصائده القديمة والجديدة ولقاءاته الإعلامية، كما اشتمل الموقع على صور نادرة من حياته الخاصة. وضم أرشيف الفيديو في الموقع جميع أمسيات الأمير خالد التي أقامها في المملكة وخارجها، ويمثل الموقع مركزا إعلاميا لبث أخبار ومواعيد أمسيات الأمير خالد، فضلا عن طرح القصائد والأنشطة الجديدة. من جهة أخرى، نظمت شبكة قنوات الساحة الفضائية حفلا تكريميا للأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير بمناسبة تدشين ديوانه . |
يضم الحكمي وعباس وطلال سلامة.. خالد المريخي.. ينتج ألبوماً غنائياً من كلماته http://www.alriyadh.com/2010/05/23/img/446416067987.jpg الشاعر خالد المريخي الدمام – ماضي السهلي يتجه الشاعر خالد المريخي إلى نوع آخر من الإنتاج الفني بعد إنتاجه الأدبي والشعري في أكثر الأعمال الغنائية رواجاً وانتشاراً، وبعد سلسلة أعمال غنائية ناجحة لكبار النجوم في العالم العربي، إذ يحضر حالياً خالد المريخي لإصدار ألبوم غنائي خاص من إنتاجه يجمع فيه أصوات المطربين من نجوم العالم العربي, لتكون كل الأغاني من كلماته وصياغتها لحنيا بالاشتراك مع مجموعة من الملحنين ومن تعاون معهم مسبقاً، الألبوم الغنائي الذي سيصدر قريباً يضم عددا من الأغنيات وهي"المزاجية"من ألحان محمد البلوشي وغناء المطرب ابراهيم الحكمي ، وأغنية "أنوار بيروت" ألحان حسن خيرت و غناء المطرب عباس ابراهيم، وأغنية "مثلك مثلهم" ألحان صالح الشهري وغناء المطرب طلال سلامة ، وأغنية "جبتها لنفسي" ألحان محمد العريفي من البحرين و غناء المطرب فضل شاكر . http://www.alriyadh.com/2010/05/23/img/660216289588.jpg الفنان ابراهيم الحكمي الجدير بالذكر:أن الشاعر خالد المريخي كتب العديد من الاغنيات الناجحة لكبار نجوم الخليج والعالم العربي، وكان آخرهم الفنانة نوال الكويتية باغنية"ضاقت عليك"وأغنية الفنان رابح صقر وأغنية "سواها قلبي"للفنانة أصالة، "بالإضافة"الى اعمال ستطرح قريباً للفنان راشد الماجد والفنان رابح صقر والفنان نوال والفنان راغب علامة وغيرهم من نجوم الغناء. جريدة الرياض |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:44 PM. |
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية