|
كلينتون والغرب والمتواطئون على الثورة السورية
الدكتور محمد بسام يوسف أضيفت في: 11 - 4 - 2012 عدد الزيارات: 45 المصدر: مقالة الحملة المحمومة التي قادتها وزيرة الخارجية الأميركية (هيلاري كلينتون)، ضد الثورة السورية في أهم مفاصلها: تسليح الجيش الحُرّ.. تبرهن على ما أصبح شديد الوضوح، بأنّ حدود التعامل الأميركي والغربي مع الثورة السورية، لا تتعدى الجانب اللفظيّ، وصَفّ الكلام الفارغ، وممارسة الغضب الشكليّ لضرورات الديكور والتقاط الصور التذكارية، لوزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما فرنسة وبريطانية، وللوزيرة كلينتون، ولمندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن (سوزان رايس) التي تبدو أنها من أفضل هؤلاء إتقاناً لدورها التمثيليّ، أثناء وقبيل وبعد انعقاد الجلسات الرسمية لمجلس الأمن الدوليّ!.. * * * هل يمكن لأي عبقريٍّ أن يلمسَ فرقاً جوهرياً عملياً بين موقف الصفيق لافروف والناعمة كلينتون أو الوزير الفرنسيّ جوبيه.. من الثورة السورية، ومن المجازر والانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها عصابات بشار؟!.. الغرب كله ملأ الدنيا ضجيجاً صوتياً ضد عصابات بشار، طوال ثلاثة عشر شهراً من عمر الثورة السورية، لكن عندما دخلت الثورة في طور الجدية، وفي طور حاجتها لتحسينٍ نوعيٍّ في أدوات الحسم.. بدأ هذا الغرب بقيادة أميركة وفرنسة، بالتملّص والمداورة والمراوغة، للالتفاف على واجبه الدوليّ لحماية الشعب السوريّ.. بل بدأت حملة محمومة بقيادة كلينتون، لثني الدول العربية الخليجية عن موقفها الداعم للثورة، وهي الدول التي عزمت على تزويد الجيش السوريّ الحُرّ بالسلاح الخفيف النوعيّ، الذي يمكّن هذا الجيش من الدفاع عن شعبه بعد أن تخلى العالَم عن الالتزام بالمواثيق الدولية والأخلاقية في حماية الشعوب!.. هنا نلمس أنّ كلينتون تلعب دوراً أشد قذارةً من دور الروسيّ لافروف، فما الفرق بين قول لافروف: [إنّ تسليح المعارَضَة السورية يعني إطالة الأزمة]، وقول كلينتون: [نرفض تسليح المعارَضَة السورية، لعدم توحّدها حتى الآن]!.. ولا تكتفي كلينتون بهذا الموقف الأميركيّ المشين، بل تقود حملةً دبلوماسيةً لمنع تسليح الجيش الحرّ من قبل الدول العربية المتعاطفة مع الشعب السوريّ!.. وهو دور مخجل تمارسه الولايات المتحدة بصفاقةٍ لا تقل عن صفاقة لافروف أو خامنئي أو المالكيّ أو حسن الصفويّ اللبنانيّ. * * * لعلّ انكشاف المواقف الحقيقية لمنافقي الغرب، هو إحدى ثمرات الثورة السورية، ولعلّ المرء هنا لا يستطيع التمييز بين شبيحة بشار الهمجيين، ووزراء الخارجية لبعض الدول الغربية، إذ تجمع هؤلاء خصلة واحدة: انعدام الأخلاق الإنسانية، وكلا الطرفين هنا يبدوان بلا أخلاق، فلا تهزّ الجرائم الفظيعة -المرتَكَبَة يومياً بحق الشعب السوريّ- شعرةً في رأس أيٍّ منهم!.. وفي مثل هذه الحالات يستحيل التفريق بين مَن يقترف الجريمة، ومَن يخذل الضحية خذلاناً عميقاً في الوقت الصعب الحرج!.. لقد انكشف الموقف الحاليّ للقضية السورية وثورتها عن المشهد التالي: - إيران وحكومة المالكي وميليشيات الصفويين العراقيين، تلتحم مع عصابات بشار طائفياً، وتُدرك أن نهايته ستكون نهايةً للأحلام الصفوية الفارسية في المنطقة. - روسية تتضامن مع نظام القَتَلَة الأسديين، وتمدّه بالدعم السياسيّ والعسكريّ واللوجستيّ، بكل ما يتطلبه هذا الدعم من تشبيحٍ وهرطقةٍ إعلاميةٍ وممارساتٍ سياسيةٍ مافيوية. - الصين تؤمّن الغطاء اللازم للنظام الأسديّ، لنهب ثروات سورية، وتهريب الأموال لصالح عائلة بشار وزبانيته وعملائه. - إسرائيل تمارس دورها الخبيث، الظاهر حيناً، والخفي أحياناً أخرى، لتوجيه السياسات الغربية والمواقف الأميركية، باتجاه الحفاظ على النظام الأسديّ، الذي ينفِّذ سياسةً إسرائيليةً بامتياز، في تدمير كل مقوّمات المقاومة وإرادة التحرير لدى الشعب السوريّ، فضلاً عن حفظ أمن المغتصِب الصهيونيّ للجولان وفلسطين!.. - الغرب بقيادة أميركة وفرنسة وبريطانية، يمارس دوراً نفاقياً، فهو يُظهِر التعاطف مع الشعب السوريّ، ويُبطِن التواطؤ مع سياسات النظام الأسديّ وممارساته الوحشية، مع مَنحه المهلةَ تلو الأخرى، أملاً في القضاء على الثورة، وإعادة ضبط البلاد لصالح حفظ الأمن الصهيونيّ.. والغرب أثناء ذلك يتبنّى سياساتٍ مُضحكة، انكشفت حقيقة أهدافها بدورة المزاعم والأحجيات الغربية التالية: المعارَضَة مفكَّكَة يجب توحيدها، ولا يمكن توحيدها إلا إذا كانت لديها رؤية لمستقبل سورية، ولا يمكن لهذه الرؤية أن تقنع أحداً إلا بتوحيد فصائل الجيش الحرّ، ولا يمكن ضبط الجيش الحرّ إلا بخضوعه لقيادةٍ سياسيةٍ تتمثل في المجلس الوطنيّ السوريّ، والمجلس الوطنيّ السوريّ ليس ممثلاً وحيداً للمعارَضَة السورية على الرغم من كل الشرعية التي حصل عليها، وإن لم تنضمّ المعارَضات الأخرى إلى المجلس الوطنيّ فلا يمكن تقديم الدعم له، وإذا سلّحنا المعارَضَة أو الجيش الحرّ فربما يقع السلاح في أيدي تنظيماتٍ إسلاميةٍ متطرِّفةٍ تهدّد أمن إسرائيل، والسلاح لا يمكن تقديمه للسوريين إذا لم تضمن الأقليّاتُ مستقبَلَهَا،..!.. يمارسون كل هذه الهرطقة، وعصابات بشار لا تقف عن الفتك بشعبنا، وإهلاك الحرث والنسل، من أقصى سورية إلى أقصاها، والدم يسيل في كل مكان، والانتهاكات بكل أشكالها تمارَس على مدار الساعة، بحق شعبٍ أعزل لا يجد مَن يحميه، ولا يُزَوَّد بما يدافع به عن نفسه!.. * * * إزاء ذلك كله، لم يعد لدى الشعب السوريّ المنكوب سوى العمل على ما يلي: 1- تنظيم الجيش الحرّ، بما يؤمّن له المرونة الكافية للتعامل مع حرب عصاباتٍ طويلة الأمد، طرفاها: الأول: الشعب السوريّ مستعيناً بالله عزّ وجلّ، والثاني: عصابات بشار مدعومةً بأشكالٍ وصورٍ عدّة، من قِبَلِ العالَم كله، بشرقه وغربه، فضلاً عن دعم حلفائه الطائفيين. 2- تعبئة شعوب العالَمَيْن: العربيّ والإسلاميّ، لتقديم مختلف أنواع الدعم إلى الثورة السورية: مالاً وسلاحاً ورجالاً وإغاثةً، وكذلك على الصعيد الإعلاميّ والسياسيّ.. وتنظيم ذلك كله. 3- الالتحام والتنسيق مع المقاومة العراقية والأحوازية والشيشانية، وذلك بما يستثمر الجهودَ والإمكانات المشتَرَكَة، لهزّ أركان الطائفيين الصفويين وروسية المجرمة، وأركان كل مَن يجرؤ على التدخّل في شؤون الشعب السوريّ. 4- الدعوة إلى التطوّع للجهاد في صفوف الثوار السوريين، داخلياً وخارجياً، مع التعبئة النفسية والتربوية الجهادية، بأنّ المواجهة غدت واضحة المعالِم: بين الكفر والإيمان، بين الحق والباطل، بين المؤمنين والمشركين، بين عشاق الحرية وأنصار الشيطان ومَن يدعمونه أو يتواطؤون معه في الشرق والغرب. 5- على الشباب المسلم أن يتجهّز للنفير العام بعد أن سدّ المجرمون والمتواطئون والمنافقون والطائفيون والمتخاذلون وأنصار الكيان الصهيونيّ.. سدّوا كل آفاق الحماية لشعبنا وشرفنا وأعراضنا وأموالنا وبيوتنا وأرضنا وإنساننا وأرواحنا ودمائنا، فالثورة السورية هي الثورة التي ستخطّ مستقبل هذه الأمة كلها، وهي القضية التي سترسم مستقبل المنطقة: إما نصراً يُـخلِّف كرامةً وحريةً وازدهاراً، أو هزيمةً تُـخلِّف انكساراً وذلاً وعبوديةً. فلا ريب إزاء هذا الخيار الصعب الذي وَضَعَنا العالَم أمامه، بخذلانه وتخاذله.. لا ريب من تحويل سورية إلى ساحة شرف، لكل عربيٍّ ومسلمٍ فيها حق الذود عن البلاد والعباد. ولا تغرّنّكم هرطقات لافروف أو بوتين أو كلينتون أو جوبيه أو أوباما.. ومَن على شاكلتهم.. فأفغانستان حرّرها من براثن أشد الدول إجراماً وقذارةً (الاتحاد السوفييتي).. مجاهدون حفاة لا يملكون سوى كسرة الخبز والبندقية القديمة، وأطاحوا بالدولة الستالينية العظمى إلى غير رجعة. والحرب هي حرب إراداتٍ وليست حربَ طائراتٍ ودبابات. فلنلقّن هذا العالَم المجرم المتواطئ الشرّير الدرسَ جيداً. * * * كان يمكن لأميركة أن تُكَفِّر عن بعض جرائمها الفظيعة التي ارتكبتها أثناء احتلالها العراق وأفغانستان، لكنّ هذه الدولة المجرمة الآفلة بإذن الله، لا يمكن أن تخرجَ من جلدها وجبلّتها، فليكن أفولها على أيدي الثوار السوريين والمقاومين العرب والمسلمين في كل مكان. أما نهاية المشروع الصفويّ الفارسيّ، ونهاية عملائه الخونة في المنطقة، فهذا مما لا بد منه، وهو تحصيل حاصل. فلينتظر العالَم المتواطئ المتجرِّد من الأخلاق الإنسانية.. لينتظر المعجزات القادمة للثورة السورية الربانية المبارَكَة. 9 من نيسان 2012م |
الثورة السورية بين مكر البدايات وحتمية المآلات
مادة متنوعة أضيفت في: 10 - 4 - 2012 عدد الزيارات: 58 المصدر: ماجد العبدالجبار ابتداءً لا بد أن نقرر أن الثورة السورية هي "الثورة الفاضحة" التي فضحت البعيد والقريب، والشرق والغرب، والعجم والعرب، وما تركت من خفايا السياسة العالمية شيئاً إلا فضحته وأظهرته وكشفته! وما عاد هنالك من أوراق توت، لتستر تلك العورات النتنة، التي طالما تفننت في تحوير لغوها القبيح إلى أصوات كاذبة منافقة تنادي بالحرية والعدالة وحقوق الشعوب .. وهو في حقيقته توزيع لأدوار المؤامرة والخيانة بين الغرب والشرق، والضحية سوريا! يا موطناً عبث الزمانُ به من ذا الذي أغرى بك الزمنا عطفوا عليك فأوسعوك أذى وهمُ يُسمّون الأذى مننا مضى الآن ما يزيد على العام منذ انطلاق الثورة السورية المباركة، والغرب والشرق لا زال يبرر تخاذله باختلاف المعارضة السورية وتشتتها وعدم توافقها واجتماعها، وهل كل معارضة معتبرة؟ .. الكل متفق على أن هيئة التنسيق الوطنية (هيثم المناع وجماعته) هي أقرب للعميل منها إلى المعارضة، وليس لها أي ثقل جماهيري وثوري على الأرض! فلماذا يستميت الغرب والعرب وتركيا في اشتراط انضمامها للمجلس الوطني كي تكتسب المعارضة السورية الشرعية الدولية؟! .. فهل هذه هي الحقيقة؟ في كثير من المواقف الدولية تدخل الغرب عسكريا لإسقاط أنظمة دون وجود معارضة أصلاً، فضلاً عن معارضة متنازعة!، فلماذا تثار هذه القضية دوماً كلما تمادى النظام السوري في بطشه؟! وتنادى المستضعفون والمخلصون للنجدة؟!. لا بد من وضع النقاط على الحروف وتوضيح الجوانب الخفية من القضية، وكما قيل قديماً عن منطقتنا العربية: "كلما كانت السياسات مخالفة للعقل والمنطق فابحث عن إسرائيل!" لقد وضعت الخطط الاستراتيجية للدولة اليهودية منذ إنشائها في عام 1948م، على أن ضمان بقاء إسرائيل هو تطويقها بدول طائفية قوية أو علمانية عميلة، تحمي حدودها وتكون حاجزاً بينها وبين الدول والشعوب السنية في المنطقة، وسارت هذه الخطة على قدم وساق وبدعم غربي وشرقي حتى تحقق لإسرائيل ما أرادت ولعقود متتالية .. وبعد الثورات الأخيرة تبخر كل شيء وما بُني في عقود يكاد يتلاشى في شهور، لتتحرك السياسات الغربية والشرقية ومن ورائها العربية العميلة لتغيير الواقع وركوب هذه الموجات وتغيير وجهتها بما يحقق الأهداف الغربية ومن ورائها اليهودية .. ومشكلة الغرب أن هناك متغير جديد دخل إلى الساحة في ساعة غفلة وما هناك وسيلة لإبعاده أو ترويضه؛ وهي الشعوب المثقفة الثائرة التي لا ترضى بأنصاف الحلول أو هضم الحقوق .. فما الحل؟ إن الغرب والشرق يعلم أن المارد العربي والاسلامي قد تململ وبدأ بالخروج من قمقمه في مصر وسوريا وهو بين خيارين أحلاهما مر! إما أن يطبق معاييره الأخلاقية – التي يزعمها - ويدعم الثورات هنا وهناك كما دعمها في السودان وأوربا الشرقية وتيمور وغيرها من الدول، وهذا محال نظراً للتكاليف الباهظة التي سيدفعها من مكاسبه السياسية التي بناها خلال عقود مع الشيعة واليهود وعملائه من العرب!، وإما أن يجهض هذه الثورات بتفريغها من مضمونها ونتائجها المفترضة وهذا ما يسعى لتحقيقه من خلال تركيا ودول الخليج .. في مصر بدأ المجلس العسكري ومن ورائه دول الخليج وأمريكا لغربلة الأمور بما يضمن وصول مرشح رئاسي توافقي يعيد منحى السياسة المصرية إلى ما كانت عليه، وقد تنبه الإخوان والسلفيون لهذه اللعبة واحتمالية تزوير الانتخابات المقبلة لمرشح المجلس العسكري، فأسرعوا بانتخاب الهيئة التأسيسية لوضع الدستور لقطع الطريق على المجلس العسكري ومن خلفه من المنافقين؛ وتقييد الصلاحيات المتوقعة للرئيس الجديد! مما دعا المجلس العسكري إلى التهديد بإصدار قرار بحل البرلمان، والتذكير بأحداث 1954م، وهي خطوة متقدمة جداً! .. ولعلها هروب للأمام لتيقن المجلس العسكري أن المواجهة قد أزفت وأنه لا مجال لخسارة الرئاسة بعد خسارة مجلسي الشعب والشورى!, ولعل تهديد الإخوان ابتداءً بمرشح رئاسي (الشاطر) ومن ثم الترشيح الفعلي هو ورقة تفاوضية لإرغام المجلس العسكري على تهدئة الأوضاع، وتذكيره بأن الظروف الحالية لا تتشابه أبداً بظروف 1954م!، والوضع اليوم مدلهم وغير واضح، اختلط فيه الحابل بالنابل لا سيما بعد ترشح عمر سليمان! لتكتمل حلقة التآمر بترشح نائب الرئيس السابق (عمر سليمان) ورئيس وزرائه (أحمد شفيق) ووزير خارجيته (عمر موسى)، وبإشراف وزير دفاعة (الطنطاوي) وفي ظل التضييق، والتلويح بالمخالفات النظامية للترشح وعدم استكمال متطلباته لبقية المرشحين وخاصة الإسلاميين! .. مما يشير إلى أن وراءالأكمة ما ورائها! .. فهل مصر على أعتاب ثورة تصحيحية ثانية؟!.. أما في سوريا فالوضع مختلف تماماً، والغرب والشرق وصل إلى حالة من اليقين لا سيما بعد تكوين الجيش الحر(70000 مقاتل) وحمل السلاح من أفراد الشعب، أنه لا بقاء للأسد، وهو أمر يكاد يتفق عليه الجميع، والمشكلة ماذا بعد الأسد؟ .. والكل مقتنع بأن أي ديمقراطية حقيقية في سوريا ستأتي بالإسلاميين إلى سدة الحكم أسوة بمصر ودول المغرب العربي، والشعب السوري مثل بقية الشعوب لن يرضى بأي تسوية مع إسرائيل تهمش مصلحته في الجولان أو مصالح العرب في فلسطين، إلى جانب الويلات التى عاشها عقوداً تحت بطش الأقليات الشيعية في سوريا ولبنان وامتداداتها العربية في العراق!.. وهي بلا شك فواتير لا بد لها من تصفية، وتنتظر يوم الحساب! .. فما الحل؟ لقد تفهمت دول المركز في الغرب والشرق هذا الأمر ولذا قررت أن هناك ممنوعات دولية لا يمكن الرضى بها، ومن هذه الممنوعات إقامة دولة سنية في سوريا، وهو الشيء الذي زل به لسان وزير الخارجية الروسي عندما صرح بأن روسيا ضد قيام دولة سنيّة في سوريا بحجة الخوف على الأقليات في سوريا ولبنان والعراق! .. وما أقبحها من حجة! .. وهل البديل تسليط الأقليات على الأغلبية!!. إن الغرب والشرق له هدف واضح وينتظر من المعارضة أن توافق عليه قبل البدء بتنحية الأسد!، والمعارضة ليس لديها في الوقت الحالي القدرة على التفكير به أو مناقشته علناً فضلاً عن تبنيه! والخيارات المطروحة من القوى الغربية على المعارضة السورية هما خياران لا ثالث لهما: ذبح الشعب وتدمير الدولة وإضعافها ومحاصرتها وإنشاء حزب الله السوري (الدولة العلوية) مع الدعم الكامل لها أسوة بما هو قائم في لبنان من خلال تحكم أقلية شيعية (حزب الله) وأقلية نصرانية (الموارنة) بالأغلبية السنية، وأن تكون هذه الدولة حاجزاً بين الدولة السورية المستقبلية الضعيفة وبين إسرائيل، ولعل التهجير القصري للسنة من حمص وإسكان النصيرين في منازلهم إرهاصات على ذلك. أو بالإبقاء على الوضع الحالي للدولة السورية (البنية الطائفية) من خلال تحكم الأقلية العلوية وغيرها من الأقليات بمفاصل الدولة الرئيسية لا سيما الجيش مع إعطاء السنة جزء من الكعكة ممثلة بمناصب شكلية كرئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء وهو شبيه بما هو موجود في لبنان والعراق .. والخيار الثاني هو المفضل لدى الغرب ولذا فهم يرغبون في تحقيقه ويسعون جاهدين لتنفيذه وبمباركة تركية وخنوع خليجي! .. المعارضة السورية لا يمكن لها أن تصرح بقبول أو مناقشة هذه الخيارات ليقينها بأن الثوار على الأرض لا يمكن أن يقبلوا بها، وقد يسحبوا تأييدهم لها لو تكشف لهم مناقشة مثل هذه الخيارات؛ لا سيما بعد مقتل ما يزيد على (12000) من أحبابهم، ولذا حاول المجلس الوطني مراراً وتكراراً مغازلة الغرب من خلال تأكيداته المتكررة على علمانية الدولة ومدنيتها، وما وثيقة الإخوان المسلمين الأخيرة إلا تأكيداً لذلك، ولعل استقالة المالح ومن معه من المجلس إشارة لما لمسوه من الضغوط التي تمارس على المجلس من الغرب والشرق للقبول بتلك الخيارات المجحفة. ومن الخساسة السياسية التي تمارس على المعارضة والثورة السورية في سبيل الضغط لقبول هذه الحلول إعطاء الضوء الأخضر لحكومة الأسد لممارسة أبشع انواع الجرائم والانتهاكات دون حسيب أو رقيب مع محاصرة الجيش الحر! حتى تصل الأمور للاقتناع بالرؤية الغربية القائمة بالإبقاء على النظام والبنية الطائفية للجيش أو حرب طائفية سينتج عنها كيان علوي قوي وحامي لإسرائيل ومكمل للهلال الشيعي في مقابل دولة هزيلة منهكة للسنة!. هكذا بدأ لنا المشهد السوري اليوم .. ابتزاز سياسي غربي لإقامة دولة ذات محاصصة طائفية أسوة بما هو قائم في العراق ولبنان مع احتفاظ الأقليات بالقوة العسكرية، أو حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس مع دعم عسكري للأقليات وحصار محكم على الأغلبية! .. وأحسب أن الغرب لن يغير هذه السياسة حتى يشعر أن أرض الشام تكاد أن تصبح بؤرة جهادية تستقطب المجاهدين من كل أنحاء المعمورة .. لا شك أنه مشهد مأساوي تنحر على جوانبه جميع المعاني الإنسانة والأخلاقية كما هو مشاهد اليوم على شاشات التلفزيون من صور وأحداث وجرائم يندى لها جبين البشرية .. فما هو المآل المتوقع للثورة السورية؟. مهما تحدثنا عن القناعات والتوقعات لانتصار الثورة السورية، وأن الانشقاقات في ازدياد، والتبرعات الشعبية تتضاعف، وهيمنة النظام تضعف، والمسافات بين الشعب والنظام تتباعد، وأنه لن يقف شيء في طريق الشعوب، إذا هي أرادت حريتها، فإن كلماتنا تظل ظنونا وآمال تفاؤلية، وهي إلى الأحلام أقرب .. ولذا لن أتحدث من خلال هذا الجانب وإنما سأقصر حديثي على توقع المآل من خلال المنظور الشرعي وأخبار الغيب التي حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم. من خلال استقراء بعض الأحاديث النبوية ظهرت لنا حقائق شرعية تمثلت فيما يلي: أولاً: أن الشام أرض مباركة كما جاء في القرآن في خمسة مواضع، وهي ليست بأرض فتن كما قال صلى الله عليه وسلم : (اللهم بارك لنا في مكتنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في صاعنا، و بارك لنا في مدنا. فقال رجل: يا رسول الله! و في عراقنا، فأعرض عنه، فرددها ثلاثا، كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا فيعرض عنه، فقال: بها الزلازل والفتن، وفيها يطلع قرن الشيطان) رواه الهيثمي وصححه الألباني في السلسلة برقم (2246)، والملائكة باسطة أجنحتها على الشام وقت السلم فكيف بزمن الفتن والحروب! يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام! .. فقال الصحابة: يا رسول وبم ذلك قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3920). ثانياً: بما أن عنوان صلاح الأمة وفسادها، هو صلاح أهل الشام وفسادهم، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (702)، وأن صلاح الجسد وفساده مرتبط بالقلب كما قال صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) متفق عليه، فإن أهل سوريا ومن حولهم من أهل الشام هم (قلب الأمة) وبصلاحهم صلاحها وبفسادهم فسادها، وما تعيشه اليوم من مخاض عسير هو لنفي الخبث والفساد من جسدها، وعلامة على بداية صلاحها، والواقع يصدق ذلك فلم تقم للإسلام قائمة بعد سقوط الشام بأيدي البعثيين النصيريين، وقلب ناظريك في تاريخ الإسلام، فالأمة تكون شامخة عزيزة ما دامت الشام شامخة، ولعل من أكبر الأدلة التاريخية على بركة الشام، أن الخلافة الإسلامية لم تتسع رقعتها كما كان حالها يوم أن كانت دمشق حاضرتها، ولم يبدأ تناقص الأمة إلا بعد سقوطها!. ثالثاً: وبما أن الشام ليس بأرض فتن، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن وقوع الفتن فيها هو أمر عرضي وقصير، ومؤشر لأحداث عظمى ولذا أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، وأن وقوع الفتن هناك دليل على عودة الإيمان من جديد وانتشاره بين الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام) رواه المنذري والهيثمي وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (3092)، ولعل الفتن الواقعة اليوم في الشام هي مؤشر لعودة الإيمان من جديد. رابعاً: إن فتنة الدجال وهي من أعظم الفتن إن لم تكن أعظمها، ستكون نهايتها في الشام كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (يأتي المسيح من قبل المشرق، همته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك يهلك) رواه مسلم برقم (1380)، فإن كان صاحب أعظم فتنة في تاريخ البشرية سيهلكه الله على عتبات الشام، فمن الظن بمن هم دونه في الدجل والكفر؟! خامساً: وبما أن نصر الله والتمكين في الأرض لا يتأتى إلا بالإيمان فها هو يعود من جديد، وها هم المصلون العابدون يتزاحمون في المساجد، وهذه قوافل الشهداء تتسابق إلى ساحات الوغى في حمص وإدلب ودرعا وجميع أرجاء سوريا الحبيبة، قال تعالى : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [النور:55]. سادساً: إرهاصات صناعة الله لهذه الثورة، وما أشبه الليلة بالبارحة!، يوم أن تمنى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة السهلة، غير ذات الشوكة (عير أبي سفيان رضي الله عنه)، فقضى الله أمراً آخراً، أعمق أثراً، وأعظم نتيجة، فقال سبحانه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ}[الأنفال:7]، يقول أحد أئمة مساجد حمص وهو يتكلم عن هذا الأمر: "والله ما كان يخطر ببالنا التظاهر أو القيام بالثورة، وكأننا دفعنا إليها دفعاً، لم نكن نتخيل مجرد تخيل معارضة النظام بالكلام فضلاً عن الفعل والمقاومة! .. ولكننا رأينا أن الثورة في تونس نجحت في يومين، وثورة مصر في (17 يوماً) فتجرأنا على ذلك لتنقدح الثورة وتتآلف القلوب التي لم يخطر في الحسبان أن تتآلف، ولك أن تتصور أن الأخ كان يخاف من أخيه فما ظنك بجاره، ومع ذلك قامت الثورة وتآلفت القلوب، وزال كل ما بناه النظام في عقود، قال تعالى: {فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: 62 - 63]" انتهى كلامه. إن مكر الغرب والشرق قد بلغ من عظمته ودهائه أن تزول منه الجبال كما أخبر سبحانه: {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ}[إبراهيم:46]، ولكن في المقابل: {وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ* فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}[النمل: 50 -51]، فالغرب غض الطرف عن المذابح ظناً منه أنها سترغم الشعب السوري الأبي على الرضوخ لمخططه .. ولكنه تناسى أن أهل الشام مباركين وهم غير الشعوب قاطبة .. وما يتعرضون إليه من ويلات ما هي إلا ضريبه التمكين الذي كتبه الله لهم في الغابرين لتسبق لهم السعادة في الدنيا والآخرة وإن غداً لناظره لقريب. المصدر: المسلم |
دروس بوسنية إلى سوريا
مادة متنوعة أضيفت في: 10 - 4 - 2012 عدد الزيارات: 63 المصدر: ريتشارد كوهين على مقربة من ذكرى مدمية للقلب وباعثة على الحزن, في يوم 15 أبريل 1992, فتح قناصة صربيون النار على السيدتين سوادا ديلبروفيتش وأولجا سوكيتش, بينما كانتا تحضران مؤتمرا للسلام في سراييفو، ليصبحا باكورة مذبحة سقط خلالها أكثر من مائة ألف في السنوات التالية، مع بداية الحرب البوسنية. وبرغم أن هذه ذكرى حزينة إلا أنها أيضا قد تكون مفيدة, حيث إن كثيرا مما ترتبط وتتميز به الحرب البوسنية بما فيها الهجمة الوحشية البربرية, تحدث الآن في سوريا, مرة أخرى نشاهد مجزرة طائفية, ونواجه صورا من الشعوب والأديان والطوائف والقبائل, كما نحذر من التحديات الكبيرة في التضاريس مثل الصحراء والجبال والمدن السورية, ومرة أخرى يقال لنا أن تسليح المعارضة سوف تفاقم القتل. وفي البوسنة سيقت كل هذه الحجج, حيث ذكر الكاتب روبرت كابلان في كتاب "أشباح البلقان" الذي نشره في عام 1993, وفيه كشف النقاب عن وضع تعدد القوميات والأديان في شبة الجزيرة البلقانية المأهولة بالعديد من المجموعات العرقية، حيث توصف بأنها نوع من الحفر الدينية (الكاثوليكي الروماني والأرثوذكسي الكاثوليكي واليهود والمسلمين) وهم جميعا يعيشون في قلق متناغم, وقد صورها الكاتب على اعتبار أنها مكان غريب للغاية وغامض من الثأر والسياسات غير المفهومة, وفي الكتاب رسالة واضحة وهي أن تبقى بعيدا عن هذه المنطقة. وعندما قرأ كلينتون هذا الكتاب, استمع إلى رسالة الكاتب وابتعد, يبدو أنه كان على حق، فالزائر لهذه المنطقة يجدها مكانا مخيفا من الأحقاد والتضاريس الصعبة من الجبال والغابات, ومن ثم اعتقدت أن البوسنة لم تكن مكانا لأمريكا وحلف الناتو للتدخل, لكني كنت مخطئا, فعندما عكس كلينتون مساره وقام حلف الناتو بالقصف فقد آتى هذا التدخل أكله وانتهى القتل. وفي الوقت الراهن, يتباطأ أصدقاء سوريا للوصول إلى استنتاج أن ما ينبغي عليهم فعله هو مساعدة المتمردين على النظام السوري, لكن هذا التحالف الفضفاض خلقه إعاقة روسيا والصين وإحباطهما لكل عمل تقوم به الولايات المتحدة والتي تقول إنها سوف تزود المعارضة السورية بالأموال ومعدات الاتصالات, وقد تكون هذه الخطوة صغيرة لكنها في الاتجاه الصحيح ويبقى لحظة التمويل بالأسلحة, لكن هذا الزحف للتدخل مازال بانتظار الوقف النهائي من الحكومة السورية لإطلاق النار, وهذا أيضا سابقة بوسنية – وعود كثيرة وعمل قليل. في الواقع تحولت الثورة السورية إلى حرب أهلية, حيث قتل أكثر من9 آلاف معظمهم من المدنيين, ولا يوجد في حسبان الرئيس السوري ما يسمى بالعودة للوراء, لذلك فهو لن يوافق مطلقا على أي خطة فيها تسليمه للسلطة لأن هذا يعني وفاته (ومع ذلك, فهو ربما يهرب من البلاد وعلى الغرب وقتها كبح جماحه وتقديم لائحة اتهام بجرائم حرب). في اجتماعهم باسطنبول, قال الحانقون من الوضع في سوريا مثل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والتي أوضحت أن الأسد لم يتوافق, كما توقع الجميع تقرييا, مع كوفي عنان لوقت القتال, "لابد أن يحاكم العالم الأسد بما يفعل وليس بما يقول", فما يفعله حقا هو قتل شعبه من السوريين أما يفعله الآخرون حيال ذلك فلا شيء تقريبا. من المؤكد أن هيلاري كلينتون هي آخر شخص في العالم تحتاج للتذكير بدروس البوسنة, فقد كانت في البيت الأبيض عندما عكس زوجها مساره وبدأ القصف الذي أوقف الحرب, وبعدما سمعت نفس الدعاوي ضد تسليح المعارضة وضد قصف القوات السورية النظامية أو الوزارات الحكومية, كما سمعت نفس التحذيرات من الخبراء الذين يخبرونك أن التشرذم بين السنة والعلويين في سوريا وأنه لا توجد قيادة للمعارضة. في النهاية أطلق على الجسر الذي قتل عليه سوادا ديلبروفيتش وأولجا سوكيتش في الوقت الراهن اسمهما, فهل سيأتي التاريخ الذي يتعلم فيه أصدقاء الشعب السوري من الدرس البوسني ليحضروا احتفالا بنهاية الحرب وجلاء الجلاد والطاغية. ترجمة/ الإسلام اليوم |
|
لماذا دمر الأسد حماه ??- د.هشام الشامي
تزامناً مع المجزرة الشنيعة التي ارتكبها الأسد الابن في حماة يوم الجمعة الماضية 3\6\2011م ، و التي نفذها محافظ حماة الجديد – و الذي استلم مهامه قبل يوم واحد فقط من المجزرة - بالتنسيق مع القوى الأمنية الحاكمة في سوريا لإسكات صوت جماهير حماة التي خرجت بأعداد ضخمة و بمظاهرات حضارية و قد حملوا الورود في أيديهم ، و لم يدروا أن قوى البغي و الظلام و الحقد و الطائفية قد كمنوا لهم في الساحات الرئيسية كساحة العاصي و دوار المحطة و عند ملجأ الأيتام و على سطوح الأبنية العالية كفرع حزب البعث و قيادة الشرطة و فندق أفاميا الشام في منطقة الزنبقي ، فقتلوا في مجزرة شنيعة أكثر من ثمانين شهيداً من أبناء تلك المدينة المنكوبة ، هذا عدا عن المقابر الجماعية التي اكتشفت يوم السبت في حديقة أم الحسن وسط المدينة ، و عدا عن عشرات الأشخاص الذين اختفوا منذ يوم الجمعة و هناك أنباء عن تصفيتهم من قبل شبيحة الأسد ، يعيد مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية المباركة نشر مقالة سابقة للدكتور هشام الشامي عن جرائم نظام البعث الطائفي السابقة في هذه المدينة المنكوبة : (( في صباح 30 أيار /إبريل 1945 هوجمت مدينة حماة بالطائرات الفرنسية التي استمرت تلقي قنابلها ومتفجراتها الثقيلة على البيوت أكثر من عشر دقائق ، فأسقط المجاهدون ببنادقهم طائرتين ، وجروا حطام إحداهما من قرية معرين قرب حماة إلى قلب المدينة بعد انتهاء المعركة . وتبع ذلك وصول حملة عسكرية ضخمة قدمت من حمص تضم عدداً من الدبابات والمصفحات وأربعاً وعشرين سـيارة كبيرة مشحونة بالجنود ، ومدفعين من العيار الثقيل ، وكان يقودها الكومندان ( سيبس ) جاءت من جنوب حماة فجوبهت بمقاومة شديدة من مجاهدي تل الشهداء – عين اللوزة - ، فارتدت واتجهت غرباً تريد الوصول إلى الثكنة باختراق جبهة كرم الحوراني - اسم حي غرب جنوب حماة -، وفي الوقت ذاته خرجت فرق الخيالة من الثكنة لنجدتها ، فكانت المعركة الضاربة الباسلة التي استمرت من السابعة صباحاً وحتى الثامنة مساء بين المجاهدين ببنادقهم القديمة وبين قوات نظامية بأحدث الأسلحة والعتاد ، في أرض مكشوفة لا تصلح لحرب العصابات ، وعلى الرغم من وصول سلاح الطيران الفرنسي وقصف المدينة قصفاً كثيفاً أدى لتهديم مئة وعشرين منزلاً ، مع ذلك صمدت المدينة واندحرت الحملة المدرعة وقتل قائدها ( سيبس) وبعض معاونيه من ضباط المدفعية ، وبقيت مئات الجثث في أرض المعركـة ، وأسـقط المـجاهدون طائرة وعطبوا أخرى سـقطت في قرية حربنفسه، وغنم المجاهدون سيارتين وعدة رشاشات وسيارة كبيرة مشحونة بقنابل المدفعية ، وعطلوا دبابتين وعدداً من المصفحات ، ومدفعاً من عيار (270) بوصة ومدفعين عيار (75) ملم ، وسحبوا كل هذه الغنائم إلى ساحة العاصي وسط المدينة . وصمم المجاهدون بعد وصول راكان المرشد ( شيخ عشيرة) مع رجال عشيرته ، صمموا على دخول الثكنة الشرفة الحصينة ( شمال غرب حماة ) ، وفيما هم يعدون العدة لدخولها وصلت طلائع الجيش البريطاني التي أنقذت الجيش الفرنسي من أهالي حماة ، وكانت مهمة البريطانيين فرض وقف القتال ، وكان ذلك يوم 1حزيران/مايو1945 . و ما ذكرته كان نقلاً عن مذكرات أكرم الحوراني أحد شهود العيان من أبناء مدينة حماة و أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي فيما بعد . و يؤكد هذا الكلام ما قاله الجنرال البريطاني ( باجيت ) القائد العام للقوات البريطانية في الشرق الأوسط في مذكراته عن تلك الفترة، و كان الجيش البريطاني قد تدخل ليفصل بين الثوار السوريين والجيش الفرنسي ، يقول الجنرال (باجيت ) : لقد أنقذنا الأهالي في سوريا من الجيش الفرنسي عام 1945 ، إلا في مدينة حمـاة فقد أنقذنا الجيش الفرنسي من الأهالي !!! . وكان مجاهدي حماة في طليعة الثوار الذين أعلنوا الثورة على الفرنسيين أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925م التي عمت القطر من الشمال و ثورة إبراهيم هنانو ، إلى دمشق و ثورة الغوطة ، إلى جبل العرب و ثورة سلطان باشا الأطرش ، إلى جبال العلويين و ثورة الشيخ صالح العلي ، و قد قاد الثورة في حماة فوزي القاوقجي و سعيد العاص و مصطفى عاشور و عثمان الحوراني و آخرون . كما شارك رجال حماة في الكتلة الوطنية منذ تأسيسها ، و كان من أبرز رموزها من أبناء تلك المدينة المجاهدة توفيق الشيشكلي و حسني البرازي ، و الدكتور صالح قنباز و كان لهذه الكتلة دوراً بارزاً في عملية المقاومة و التحرير من الاستعمار الفرنسي . كما استنفرت حماة برجالها أثناء حرب 1948م مع الصهاينة ، فمنهم من دخل مع قوات النقيب أديب الشيشكلي في لواء اليرموك الثاني النظامي، و منهم من تطوع مع القوات الشعبية التي قادها الدكتور مصطفى السباعي ، حتى باتت المدينة شبه خالية من الرجال أثناء تلك الحرب ، و قد خاض هذان الفصيلان معارك شجاعة ، و حققوا فيها انتصارات حقيقية ، جعلت اسم الشيشكلي و السباعي على لسان كل فرد في الوطن السوري الحبيب . وقد بقيت هذه المدينة قبل و بعد الاستقلال مثال الوطنية و التسامح و التآلف ، حيث عاش فيها المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب ، و كنتَ لا تستطيع التمييز بينهما لتشابه عاداتهم و ملابسهم ، حتى النساء المسيحيات كن يتحجبن في هذه المدينة المحافظة، و كان أبناء الريف و البادية يفضلون التعامل مع أبناء هذه المدينة المسامحين ، مما جعلها أشهر المدن السورية بالمنتجات الحيوانية و الزراعية ، فأصبح السوريون جميعاً يرغّبون بأجبانهم و ألبانهم ، فيقولون جبن حموي و لبن حموي و سمن حموي و مشمش حموي و خضار حموية ... وقد شارك أبناء المدينة بكافة أطيافها في الحياة البرلمانية الوليدة بعيد الاستقلال ، بتنافس ديموقراطي تفصل فيه صناديق الاقتراع ، و كنت تجد في هذه المدينة المسالمة ، المسيحي على قوائم الإخوان المسلمين ، كما تجد العربي إلى جانب الكردي ( كآل البرازي و آل الزعيم و آل كوجان و آل الكردي.. ) و التركي ( كآل التركماني و آل العظم و آل قوجة و آل القوشجي...)،و أبناء الريف و البادية مع أبناء المدينة ، في تآلف و محبة قل نظيرهما. و عندما أنقلب العسكر على الحياة البرلمانية و المدنيّة كان أبناء حماة في طليعة الرافضين للديكتاتوريات ، و وقفوا بشجاعة – عندما جبن آخرون - في وجه حسني الزعيم و أديب الشيشكلي ، رغم أن الثاني كان من أبناء المدينة، و الأول كلف رئيساً للوزراء من أبنائها (وهو محسن البرازي) . فليس غريباً إذاً على هذه المدينة المحافظة و الشجاعة أن تكون في طليعة المدن التي وقفت في وجه العسكر البعثيين الذين وصلوا إلى السلطة على ظهر الدبابة في 8آذار من عام 1963م ، و أعلنوا حالة الطوارئ و الأحكام العرفية منذ ذلك التاريخ،و ألغوا الحياة المدنية و الانتخابات البرلمانية،و منعوا الأحزاب،وبدؤوا بإثارة و استفزاز حفيظة الشعب المؤمن المحافظ ، بأفكارهم الإلحادية التي فرضوها على المجتمع. و رفعوا شعارات : ( يا أخي قد أصبح الشعب إلهاً )، و ( لا تسل عني و لا عن مذهبي*أنا بعثي اشتراكي عربي )، و (آمنت بالبعث رباً لا شريك له* وبالعروبة ديناً ماله ثاني).. وكانت أحداث حماة التي انطلقت شرارتها في السابع من نيسان 1964م أي بعد عام من استلام عسكر البعث السلطة في سوريا ، دفاعاً عن القيم التي أمن بها شعبنا ، و رداً على استفزازات البعثيين ، و تحرشات الحرس القومي ( مليشيات البعث ) ، حين انطلقت المظاهرات من جميع مدارس حماة مطالبة بالحريات العامة،و وقف استفزازات البعثيين ، و هنا تدخل الحرس القومي البعثي لقمع التظاهرات و عندما فشل ، تدخل الجيش البعثي العقائدي هاتفاً :" هات سلاح و خوذ سلاح* دين محمد ولّى و راح " ، ويذكر أكرم الحوراني في مذكراته :[ لقد كانت الحجج التي تذرع بها الضباط الطائفيون للانتقام من حماة حججاً مفضوحة ومشبوهة ، ولا أظن الجاسوس كوهين كان بعيداً عن الإثارة الطائفية بين هؤلاء الضباط مما سيأتي تفصيله فيما بعد ، فمن حماة انطلقت كتائب الفداء الأولى إلى فلسطين عام (1948م ) كما كانت حماة أكثر المدن حماساً للوقوف في وجه الديكتاتور أديب الشيشكلي ] . وحكمت المحاكم العسكرية الميدانية - برئاسة الضابط البعثي مصطفى طلاس – بالإعدام على عدد كبير من علماء ووجهاء مدينة حماة ،واقتحمت المحال التجارية المغلقة ونهبت محتوياتها، واعتقل الكثير من المواطنين. كما أصدرت الجبهة الوطنية الديموقراطية الدستورية وهم مجموعة من المثقفين من محامين وأطباء ومهندسين وصيادلة بياناً بتاريخ (21/4/1964م) جاء فيه : في هذا اليوم نتوجه إلى شعب سوريا الذي لا ينام على ضيم ، ونقول للطغمة الحاكمة :أن الشعب إن أمهل فهو لا يهمل، وأن ساعة الحساب قد دقت . إن الجبهة الوطنية الديموقراطية الدستورية تدعو كافة المواطنين للالتفاف حولها ومتابعة العصيان المدني حتى تتحقق مطالب الشعب وهي : 1- إلغاء حالة الطوارئ . 2- إطلاق الحريات العامة وإعادة العمل بالدستور . 3- تشكيل حكومة انتقالية من عناصر وطنية تتولى إجراء انتخابات حرة نزيهة لإقامة حكم ديموقراطي سليم . و لم يقتصر العصيان على مدينة حماة فقط ، بل توسعت لتشمل باقي المدن الرئيسية في سوريا كدمشق و حلب و حمص، على شكل إضرابات واحتجاجات عامة ، و هنا تدخل الرئيس محمد أمين حافظ وطلب مقابلة عالم حماة الجليل ، الشيخ/ محمد الحامد ، و اتفقا على تهدئة الأمور ، مقابل إصدار الرئيس الحافظ عفواً رئاسياً عاماً عن جميع المعتقلين و المحكومين. وهذه الفتنة التي حصلت في حماة ، و التي لم تعالج بحكمة ، مازال السوريون يعانون من جراحها التي لم تندمل بعد ،و هي التي جعلت الشيخ مروان حديد ينفصل ببعض شبابه عن جماعة الأخوان المسلمين ، مقرراً اللجوء للعمل المسلح ضد السلطة البعثية الغاشمة والتي بدأت باستخدام السلاح والبادي أظلم حسب رأيه. وكلنا يعلم ماذا حل بسوريا نتيجة هذه الفتنة من أحداث و مجازر مأساوية في نهاية السبعينات و عقد الثمانيات من القرن الماضي ، و آثار تلك الأحداث التي لم تحل حتى الآن ، و التي تبقى تنذر بانفجار البركان. و استمر الصراع بين السلطة و الشعب – في حماة و سائر المدن السورية – طيلة سنين البعث العجاف ، و كانت المسيرات الشعبية و الإضرابات و الاحتجاجات سمة الشارع السوري ، و كانت الأعياد و المناسبات الدينية و الوطنية ، كعيد المولد النبوي في كل عام مناسبة تذكر بها الجماهير السلطة بأنها لا يمكن أن تتخلى عن مطالباتها المشروعة مهما اشتدت قبضتها الأمنية ، وكانت أحداث الدستور عام 1973م ، و الذي كرست بنوده الهيمنة و الوصايا لفئة فاسدة من المجتمع على رقاب العباد و البلاد، فاندلعت المواجهات الشديدة مرة أخرى،وحرقت فروع الحزب و المخابرات ، و تدخل الجيش ليسكت الشعب بالقوة العسكرية ، و ليسوق العلماء و الوجهاء إلى السجون و المعتقلات . وتوالت تصريحات القادة البعثيين المرضى التي تنم عن حقد أعمى على هذه المدينة الجميلة الأمنة ، و خاصة من رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد ، الذي قال في مرات عديدة : " سأمحو حماة من الخريطة "، و " ستقول الأجيال اللاحقة كانت هنا مدينة اسمها حماة "، و " سأجعل حماة مزرعة للبطاطا " ، و " سنقيم مكان حماة حدائق و مزارع و فنادق و مقاصف و مطاعم و نسكر على أنقاضها " ويقول الحوراني في مذكراته: [ ومن المؤلم أن مدينة حماة قد ظلت بعد أحداث عام (1964م) هدفاً للتنكيل إذ تعرضت مرة أخرى عام (1982م) للتدمير والتنكيل بأهلها بوحشية فاقت كل تصور عندما استباحت المدينة ما يسمى بالقوات الخاصة ، وسرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسـد شقيق حافظ الأسـد ، فقصفت معظم أحياء المدينة على رؤوس أهلها ، واعتدت على أعراض نسائها ، وكانت حصيلة القصف استشهاد أكثر من خمسة وثلاثين ألف شهيد ، من أبنائها وبناتها ، كما هدمت مساجدها الأثرية وقضت على معالمها التاريخية ، ومنها قصر العظم الأثري ، الذي كان متحفاً للمدينة فنهبت محتوياته من التحف الأثرية للعهود التاريخية التي تعاقبت على المدينة ] . ويقول الحوراني :[ لقد كان هذا الأسلوب الاستفزازي هو الأسلوب الذي اعتادت السلطات البعثية استعماله لتفجير النقمة الشعبية واستدراجها ثم إجهاضها قبل نضجها وتمام استعدادها ، مع استعداد السلطات الكامل لمواجهة الانفجار ] . و يقول :[ إنني لا أشك أبداً بأن يداً سوداء خارجية كانت وراء ما تعرضت لـه مدينة حماة في المرتين من خراب وتقتيل وتنكيل وحشي ، وإنه لمن دواعي الأسى والحزن أن يناضل الشعب السوري ويقدم التضحيات خلال أكثر من أربعين عاماً في عهدي الاستعمار الفرنسي والاستقلال في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية بين مختلف طوائفه ومذاهبه ؛ ثم تستيقظ هذه العصبيات الموؤودة بعد الثامن من آذار بشكل مجنون ] . وفي آذار/مارس من عام 1982م خطب الرفيق الفريق أول حافظ الأسد قائلاً : "ما حدث في حماة حدث و انتهى". هكذا لخص القائد البعثي الملهم شهراً كاملاً من المعارك الوطنية و القومية لجيش الأسد العقائدي؟؟!! ، و المذابح الجماعية الرهيبة ، و الإبادة السادية الشاملة ، و القصف الجوي و المدفعي و الصاروخي ، و استباحة المحرمات و انتهاك أعراض الحرائر ، و قتل الشيوخ و النساء و الأطفال ، و التمثيل بالموتى ، و بقر بطون الحوامل ، وهدم أحياء بمن فيها ، و إبادة عوائل بكاملها ،و دهس المرضى و الجرحى بالدبابات و المجنزرات ،وسرق و نهب المحلات التجارية والمجوهرات والأموال والممتلكات، و تفجير مساجد المدينة وكنائسها، وسرقة المتاحف والمقتنيات الأثرية ، و بتر أطراف السيدات و قطع الأذنين من أجل أخذ المصوغات الذهبية ، و تغيير معالم مدينة من أقدم مدن التاريخ ، على يد سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد و علي ديب و سرايا الصراع بقيادة عدنان الأسد و الفرقة العسكرية الثالثة بقيادة شفيق فياض واللواء (47)مدرعات ، واللواء (21) دبابات ، والفوج (41) إنزال جوي، ، والفوج (114) مدفعية ميدان وراجمات صواريخ ، وعشرات الطائرات المروحية ، و قوات الأمن العسكري بقيادة يحيى زيدان و أمن الدولة بقيادة موفق الزعبي و الأمن السياسي بقيادة وليد أباظة ، و قوات المرتزقة الخاصة ، كل هذا الجيش الكبير العرمرم من المرضى الساديين و الطائفيين الحاقدين و بأوامر مباشرة و متابعة لحظية من الرفيق الرئيس ،استباحوا مدينة حماة الآمنة على مدى شهر شباط كاملاً ، في أفظع مذبحة و أبشع مأساة عرفها العصر الحديث ، فقتلوا أكثر من أربعين ألفاً ، و اعتقلوا مثلهم ، و شردوا أضعافهم ، و تركوا المدينة مدينة أنقاض وأشباح ، وهم يفاخرون بنصر كبير حققوه على مدنيين مسالمين ، و مواطنين أبرياء ، يفترض أنهم وجدوا وسلحوا من أموالهم وعرق جبينهم لحمايتهم من العدو الخارجي ،و تأمين أمنهم و سلامتهم ، بعد أن تركوا جبهة الجولان ساكنة سكون المقابر وأفضل جبهة آمنة حسب وصف قادة الصهاينة أنفسهم ، فلا غرابة إذاً أن يكون شارون و عصابته من المدافعين بقوة من أجل استمرار نظام الأمن و العسكر في حكم بلد أصبح اسمه جمهوراثيّة أسدستان )). د.هشام الشامي : مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية |
|
لماذا يتآمر العالم على النظام السوري؟!
لماذا يتآمر العالم على النظام السوري؟! "في عصر التكنولوجيا ووسائل الاتصال الالكترونية الحديثة (الانترنت) ومواقع التواصل الاجتماعي المسيسة ووسائل الاتصال الفضائية كالثريا وغيرها باتت الفئات العالمية المختلفة الحاقدة على النظام السوري المقاوم والممانع والديمقراطي الشريف تستخدمها في حربها ضده ،إضافة للأسلحة المتطورة المصنعة خصيصاً للمندسين السوريين علاوة على وسائل الاعلام والفضائيات العربية والعالمية التي سُخرت للنيل من هيبة النظام السوري وموقعه المقاوم.."هذا غيض من فيض مقدمة إذاعية حكومية وصل من خلالها المذيع أخيراً إلى استنباط وجود ليس فقط مؤامرة بل "حرب عالمية" ضد سوريا وقائدها ..ولم ينسى المذيع بالتأكيد التنويه إلى حقن وأدوية يستخدمها العالم لحقن الجراثيم السوريين للسيطرة على أعصابهم!!وهنا نخرج من لغة الاستخفاف بعقول العوام ونحاول التحليل والتوصيف بمصداقية وعقلانية لنكون أكثر إقناعاً لجمهور "منحبك" ونعطيهم حقائق وأدلة يجادلون بها جماعة "الحرية والكرامة"..وعليه نسأل: لماذا يتآمر العالم على النظام السوري؟العدو الأول لسوريا "اسرائيل" تريد إسقاط النظام بحسب تسريبات من المدونة المجانية فيلكا التي تديرها استخبارات حزب الله! وبفرض أن موقع فيلكا صهيوني فعلاً ، فطالما اعتمدتم عليه لاثبات المؤامرة ،لنذهب إلى مختلف الصحف والمواقع الصهيونية الأخرى وبدون تفاصيل سنجد المخاوف والارتباك داخل البيت الصهيوني نتيجة ماقد يحصل لنظام الأسد الذي يحمي حدودهم منذ 40 عاماً بدون إطلاق رصاصة واحدة بل ويسكت عن اختراقهم للأجواء السورية وقصفهم لمواقع داخل أراضيها والرد يكون كالعادة "ضبط النفس"..العدو الثاني أمريكا وأوربا: التي تخلت عن أقرب حلفائها مبارك بسرعة قياسية ولم تتخلى بالمقابل عن النظام السوري الممانع بل تتمسك به إلى اليوم وتعطيه الفرص رغم إجرامه وتعنته وارتكابه لجرائم ضد الانسانية حسب تقارير حقوقية عديدة..وكلينتون تصف الأسد صراحةً بـ"الرجل المصلح" فعن أي عدو أمريكي نتحدث؟أمريكا تفضل نظام الممانعة الخطابي والكلامي عما قد يأتي بعده من تمثيل حقيقي لإرادة السوريين في ممانعة حقيقية ونهضة شاملة فالنظام السوري يقدم أجل الخدمات للغرب ولاسرائيل حيث تقبع سوريا في ذيل ترتيب دول العالم في التنمية والتعليم وحرية التعبير والشفافية وفي مقدمتها في الفساد والقمع والثراء غير المشروع وانعدام العدالة في توزيع الثروة...فأي نظام أفضل من نظام عصابة الأسد بالنسبة لأمريكا والغرب و"إسرائيل"؟!العدو الثالث الأنظمة العربية: والإعلام السوري نفسه يكذب هذا ويقول بأن الدول العربية تساند وتدعم استقرار سوريا ومسيرة الاصلاح الأسدية فيها ،وبالفعل لم نسمع من أي نظام عربي كلمة حق في جرائم الإبادة التي يتعرض لها شعبنا المغلوب على الأمره..بل نسمع عن تعاون استخباراتي عربي في تسليم المعارضين السوريين في بعض الدول كالإمارات والسعودية إلى الاستخبارات السورية لتقوم بإعدامهم!!تركيا:كان موقفها مشرفاً ومسانداً للشعب السوري وهذا ليس بغريب عن رجل العدالة والتنمية رجب الطيب أردوغان لكن تركيا خففت من حدة لهجتها ومازالت تعطي النظام السوري فرصاً للإصلاح المزعوم وغضت الطرف عن عمليات الجيش الأسدي على حدودها ومازالت ترفض دخول الإعلام إلى مخيمات اللاجئين على أراضيها وترفض تدويل قضيتهم..روسيا والصين: موقفمها مساند وداعم للنظام السوري وعارضتا أي قرار دولي يدين جرائم الأسد ولا نستبعد تلقي الرئيس الروسي رشاوى من "اللص مخلوف" ليتصلب في موقفه برغم قتل وتشريد واعتقال الآلاف..إيران و"حزب الله":وهما جبهة واحدة مع النظام الأسدي إعلامياً وعسكرياً وتم تواتر أنباء كثيرة عن وجود إيرانيين وعناصر من ميليشيات "حزب الله" تقوم بقمع وقتل السوريين وهناك عدة مقاطع فيديو توثق هذا..كيف لا والنظام الأسدي جزء من مشروع هلالهم الطائفي ..والله إنها مؤامرة وحرب عالمية، صدقتم..ولكنها ضد شعبنا المطالب بالحرية والكرامة وليست ضد نظامكم المشؤوم الذي سقط أخلاقياً بعد أن كان ساقطاً شرعياً.. معكم أنظمة العالم كلها ولكن رب العالمين معنا وسنصمد ونتابع ثورتنا السلمية ونبذل دماءنا رخيصة حتى تحرير الوطن من عصابتكم أو الاستشهاد على ترابه ..بقلم:حلبي حر |
هام جداً
أنصح بالقراءة المتأنية مــن هــو الــمــجــرم آصــف شــوكــت أبــو شــحــاطـة ؟ آصف شوكت هو الشخصية الأمنية القوية وهذه الشخصية هي التي تحكم سوريا فعلياً ... اللواء آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد.ومما لاشك فيه يتساءل الكثيرون من هو آصف شوكت ولماذا هذا الاهتمام الإعلامي به..؟ولد آصف شوكت عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، ينتمي لعائلة متوسطة، وهو شخص غامض ويقال عن عائلته انه من " الرحل " وقد استوطنت في قرية "المدحلة" في محافظة طرطوس وأن معظم أهالي هذه القرية من إخواننا من "الطائفة العلوية". عائلة آصف شوكت اندمجت مع أهالي هذه القرية وأصبحت عائلته من الطائفة العلوية وان عائلة آصف شوكت ليس لها أي تاريخ في هذه القرية !!!في سنة 1968 إنتقل إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق و تخرج في 1972، وبعد تخرجه وجد نفسه انه لا يحب هذه المهنة فالتحق بجامعة دمشق من جديد لدراسة التاريخ. إطروحته كانت على الثورة السورية الكبرى عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط. ولأسباب مجهولة أيضا ، فقد إهتمامه فجأة في الدراسة و استأجر خبيرا لكتابة الأطروحة له، ولكن اكتشف أمره من قبل أستاذه ورسب ، ولم يكن له خيار سوى أن يعيد كتابة أطروحته ليحصل على شهادته في تشرين الأول/أكتوبر 1976.تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط " اختصاص مشاة " سنة 1979 والتحق في الوحدات الخاصة شارك في حوادث الصدام المسلح بين السلطة آنذاك والإخوان المسلمين وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماة الشهيرة وقد شاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي " الحاضر " وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء !!! بعد حادثة حماة الدموية التي نفذتها السلطة آنذاك انتقل آصف شوكت مع ضباط آخرين من الوحدات الخاصة إلى شعبة المخابرات " سرية المداهمة " حيث عززت هذه السرية من ضباط " الوحدات الخاصة وسرايا الدفاع " وأصبح في كل محافظة سرية مداهمة تابعة إلى " الأمن العسكري " وأصبحت لسرية المداهمة في شعبة المخابرات شهرة قوية في كل المحافظات السورية من ترهيب للمواطنين و اعتقالات ومداهمات وقتل الأبرياء وكان أشهرها سرية المداهمة في دمشق التي يعمل بها آصف شوكت وأصبح من أبرز ضباطها وسرية المداهمة في حلب التي كان يرأسها في محافظة حلب الرائد احمد العمر آنذاك ومتهم آصف شوكت بعمليات خارج سوريا أثناء خدمته في سرية المداهمة ..1- في تشرين الأول (1983) أصيب سفيرا الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية 2- في تشرين الثاني (1983) قتل موظف أردني وأصيب آخر بجروح بليغة في أثينا3- في (1983) قتل موظف بدرجة مستشار وجرح آخر في مدريد4- في آذار (1984) انفجرت قنبلة خارج فندق عمان الدولي5- وفي كانون الأول ( 1984 ) نجا القائم بالأعمال الأردني في أثينا بأعجوبة من الموت عندما تعطل مسدس المهاجم عن العمل فجأة6- وفي نفس السنة ايضا قتل المستشار في السفارة الأردنية رميا بالرصاص في بوخارست 7- وآخر الاتهامات الموجه ل " آصف شوكت في نيسان 1985 هجوم على السفارة الأردنية في روما وهجوم آخر تفجير مكتب الخطوط الجوية الأردنية " عالية " في مدريد 8- قتل السكرتير الأول في السفارة الأردنية في أنقرة رميا بالرصاص طبعا كان هذا الاستهداف في أنقرة هو بمثابة رسالة موجهة إلى تركيا "بعدم السماح للسورين الهاربين من بطش النظام للأرضي التركية الهاربة" والرسالة الأقوى إلى المملكة الأردنية كون الأردن كانت أبوابها مفتوحة لكل العوائل السورية التي هربت من القتل والاستبداد الأمني عليها آنذاك. وجعلت هذه الانجازات من آصف شوكت ذو شان كبير واعتبر من الرجال الأوفياء والفدائيين للحاكم.فقرر الرئيس الهالك حافظ الأسد نقله إلى القصر الجمهوري "الحماية الأمنية - المرافقة الخاصة" فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة للدكتورة "بشرى حافظ الأسد". وفي منتصف الثمانينات، بدا نجم آصف شوكت بالبزوغ بين ضباط دفعته على الرغم انه لم يوكل إليه أي مركز رسمي حساس في الدولة ، سوى المهمات الخاصة !!!وكان رجلا طموحا يعرف من أين تؤكل الكتف، ينتظر اللحظة المناسبة لأداء حركته، وجاءت هذه اللحظة عندما التقى ببشرى حافظ الأسد، وهي فتاة جميلة وذكية، تدرس الصيدلة في جامعة دمشق واصغر منه بعشر سنوات، وما يزال سبب حب هذه الفتاة الجذابة وتعلقها به لغزا لم يحل بعد. فمؤهلاتها الأنثوية والدراسية والمادية والعائلية كانت تسمح لها أن تختار أي شاب، وخاصة بعد الارتباط المؤقت بينها وبين الدكتور محسن بلال التي انقلبت عليه الدكتورة بشرى الأسد عن فكرة ارتباطها معه وهو ذو السمعة العائلية المرموقة الطبيب الشاب والجميل وعضو مجلس الشعب آنذاك" , ولكن حين أتت إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور محسن بلال انه زير النساء ...عادت بنفس اليوم بالطائرة التي أتت بها من دمشق وعندما حضر في اليوم الثاني الدكتور محسن بلال إلى جنيف لشراء مجوهرات الخطبة تفاجئ أن بشرى الأسد قد عادت إلى دمشق وبعدها حورب كثيرا الدكتور محسن بلال وتدخلت الدولة بترسيبه في مجلس الشعب ولكن الكثير من آهل منطقته دعمت ترشيحه ودعمت بأصواتها لإنجاحه في مجلس الشعب بعد أن هدد الدكتور محسن بلال بانسحابه من حزب البعث ومن لجنة الاغتراب في القيادة القومية في حزب البعث " كونه من العوائل التي لها شان في منطقته " حيث وكان الدكتور محسن بلال مقربا من حافظ الأسد كونه الطبيب الخاص به وحلت هذه الإشكالية من قبل الرئيس الهالك حافظ الأسد حيث اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيب !رغم ذلك كله إختارت بشرى الأسد هذا الضابط الصغير ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد !ولكن المعروف أن شقيقها الأصغر باسل قد عارض هذه العلاقة بقوة وأعتبر شوكت رجلاً غير مناسب فهو كبير السن ومتزوج، واعتبره أيضا انه يطمع بأموالها. ومن الأسباب الأخرى التي جعلت باسل يرفض انه دون المستوى العائلي المطلوب ولا يجب أبدا أن يصبح نسيب عائلة الأسد بالرغم انه نصيري " غير مؤكد " .عندما أصر آصف شوكت على موقفه ، أمر باسل باعتقاله ، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته ، طبعا كانت مراقبة تحركات بشرى الأسد من قبل محمد ناصيف رئيس الفرع الداخلي آنذاك وترسل التقارير مباشرة إلى باسل الأسد وبعد سجنه نقل آصف شوكت إلى دائرة التجنيد العامة " شعبة تجنيد طرطوس " ولم يعد احد من أصدقائه يستطيع الاقتراب والتعاطي معه بأي حديث خوفاً على وضعه العسكري وخوفاً من باسل الأسد !!!في 21 كانون الثاني/يناير 1994، إنتهى قلق آصف وبشرى، فبينما كان باسل يقود سيارته بنفسه في طريقه إلى مطار دمشق وبرفقته ابن خاله حافظ مخلوف انقلبت السيارة " كما يقال بسبب الضباب – وسرعة القيادة " فقتل باسل على الفور وأصيب ابن خاله بخدوش بسيطة واعتبر الحادث قضاء وقدر كما أن بعض المحللين السياسيين قالوا أن "عجلة السيارة قد انفجر وسببت بمقتل باسل الأسد " وأشاروا بأصابع الاتهام إلى رفعت الأسد الموجود في فرنسا بعد أن شعر أن باسل هو المنافس الحقيقي له بعد موت الأسد العجوز وخاصة انه كان قد بدا بتصفية جميع مراكز نفوذه وسجن أعوانه. كما أن هناك كان رأي ثان، أشار إلى بشرى وآصف ، فهي أفضل وأسهل من يستطيع أن يقوم بعملية تخريب أو تفخيخ للسيارة.وهكذا أزيحت العقبة الكبرى من أمام طريقهما ولم يعد هناك من يهدد ويسجن، ولكن ما زال أمر الزواج ليس سهلا، فدم باسل لم يجف بعد ومؤهلات أصف لا تشجع على الزواج. بعد سنة واحدة من مقتل باسل نفذ صبر أصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع أصف شوكت للزواج منه وفعلا غادرت بشر الأسد وآصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى ايطاليا ليعلموا من هناك الرئيس الهالك حافظ الأسد وعائلته عن زواجهم السري " عقد الزواج تم عن طريق شيخ علوي من إحدى قرى لواء اسكندرون " وتزوجا بدون موافقة والدها ولا حتى أي فرد من عائلة الأسد واستقرت بشرى الأسد وآصف شوكت في روما لمدة شهرين لتعود في المناسبة السنوية لوفاة باسل الأسد إلى سوريا وكانت قد اشترت منزلا في المزة فذهبا إليه بعد أيام من عودتهما إلى سوريا بأسابيع قليلة واستقرارهم في منزلهم في المزة ، فوجئ العريسان بحرس أمام منزلهما، وعندما استفسرا عن الأمر تبين أن والدها قد أرسلهم لحمايتها. أخذت إشاعات زواجهم بالانتشار، فقرر حافظ الأسد وضع حدا للكلام فاستدعاهم إلى القصر وتمت المصالحة والمصارحة والمصاهرة وانعم عليه الأسد بمباركته وأصبحت طلبات الصهر الوحيد لا ترد .وخلال هذه الفترة، بينما كان يزيد شوكت ألفته مع العائلة، بدأ بمصادقة بشار الأسد شقيق بشرى ، الذي عاد من لندن مؤخرا لملئ الفراغ الذي حصل بوفاة أخيه. أصبح الرجلان أصدقاء ومع الوقت، بدأ بشار يعتمد بشدة على آصف شوكت بأمور المرافقة والحماية. وبدا الرئيس الهالك يثق بصهره وقدراته عندها طلب منه أن يبقى بجانب بشار الأسد ويدعمه، ويساعد اللواء بهجت سليمان لتهيئة بشار الأسد خلفا للرئيس الهالك حافظ الأسد وامتثل أصف لأمر عمه . وبحلول الـ1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سوريا وهذه الإشاعات كانت تنقل من قبل العماد علي دوبا والعماد حكمت الشهابي إلى الرئيس الهالك حافظ الأسد وان آصف شوكت يتدخل بكل كبير وصغيرة وخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات بينه وبين بعض ضباط الحرس الجمهوري المقربين من باسل الأسد سابقا حيث تم نقلهم إلى قطع عسكرية إدارية بالتنسيق مع العميد عبد الفتاح قدسية ضابط امن الحرس الجمهوري آنذاك حيث تعاون عبد الفتاح قدسية مع آصف شوكت على أعضاء كشوف لضباط القصر والحرس الجمهوري وتقديم التقارير على هاؤولاء الضباط وعدم إخبار الرئيس الهالك حافظ الأسد عن هذه الإجراءات طبعا كلها بأوامر وموافقة ايضا بشار الأسد وأيضاً تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني وان أكثر من مرة رفض غازي كنعان أوامر تأتي من قبل آصف شوكت و يقال له نفذ هذه الأوامر بتوجيه من بشار الأسد.طبعاً كل هذه المواضيع نقلت من قبل العماد علي دوبا وغازي كنعان شخصيا إلى الرئيس الهالك حافظ الأسد لكن كان في المرصاد بشار الأسد عندها قرر كل من العماد حكمت الشهابي والعماد علي دوبا إيقاف هذه المهزلة وخاصة بعد أن أصبحت الرتبة العسكرية الأعلى غير مطاعة وان بعض من الضباط " لواء وعميد يؤدون التحية لبشار الأسد أمام كل القطعات العسكرية وان نائب رئيس الأركان آنذاك العماد علي أصلان أعطى أوامر سرية بضرورة الانصياع العسكري مهما كانت الرتبة التي يحملها من قائد فرقة إلى قائد فيلق وبعض القياديين العسكريين الآخرين لكل قرارات بشار الأسد وتم أيضاً شق ضباط بعض الوحدات المقاتلة " الوحدات الخاصة – الحرس الجمهوري – الفرقة الرابعة – " حيث نقل اللواء أمين عدرا من القائد الفرقة الرابعة إلى إدارة شعبة التنظيم والإدارة " منصب إداري " بعد تدخل ماهر الأسد في إدارة أمور الفرقة الرابعة ومشادة كلامية بين قائد الفرقة وماهر الأسد وإعطاء أوامر عسكرية لضباط ضمن الفرقة الرابعة بدون العودة إلى قائد الفرقة الرابعة وكان منصب ماهر الأسد " قائد كتيبة " أما فعلياً جعل ماهر الأسد نفسه قائد الفرقة الرابعة .عندما تقاعد العماد حكمت الشهابي في كانون الثّاني 1998 بعد أن طلب من الرئيس الهالك ضرورة إحالته إلى التقاعد لأنه لايمكن الاستمرار والانصياع إلى أوامر بشار الأسد ولا يمكنه أداء التحية له "هذه الروح العسكرية الحقيقية", وانه قد أدى عمله للدولة وان ولائه للوطن و للرئيس الهالك حافظ الأسد وليس إلى بشار الأسد وهذا الأمر ايضا حصل مع العماد علي دوبا.وعين مكان العماد حكمت الشهابي صديق آصف شوكت العماد علي أصلان كرئيس هيئة أركان.في أكتوبر/تشرين الأول 2000، وعين اللواء حسن خليل الذي لأحول له ولا قوة على رئاسة شعبة المخابرات بوجود آصف شوكت نائباً ثانيا له وعين ايضا اللواء مصطفى التاجر النائب الأول لرئيس شعبة المخابرات الذي كان شريك آصف شوكت للإطاحة باللواء حسن خليل كونه كان طامحًا لتسلم رئاسة شعبة المخابرات لو لمدة أشهر أو لأيام أو لدقائق ليتمكن من الإكثار من ثروات أولاده عمر وتيسير وحسام ومضر وصفقاتهم المشبوهة في العراق وفي سوريا.وحدثت فضيحة هزّت عائلة الأسد، فقد شن رفعت حملة دعائية ضد النظام من خلال شبكة الأخبار العربية (ANN) فأنتقد شوكت رفعت على فعله وبوجود ماهر الابن الأصغر للأسد فطلب منه أن يسكت ويكف عن انتقاده ، فان ما يحدث هو شأن عائلي لا علاقة له به ، فرد عليه شوكت انه أصبح جزءا من هذه العائلة ، وأصر ماهر على رأيه وأثنى على أخيه باسل وحسن تصرفه بمنعه من الزواج من بشرى ، فرد عليه بطريقة لم تعجبه واعتبرها غير مقبولة والمعروف عن ماهر سؤ أخلاقه فما كان منه إلا أن شهر مسدسه وأطلق النار على صهره فأصابه في معدته. اجري لشوكت الإسعافات الأولية في دمشق ونقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لإجراء جراحة عاجلة له ولكن أطباء المستشفى لم يجرؤا على ذلك لخطورة الإصابة فنصحوهم بنقله إلى الخارج، فأخذوه إلى مستشفى عسكري في ضواحي باريس. وبدأ الخبر ينتشر إلى أن نشرته جريدة LIBERATION الفرنسية. عاد بعدها شوكت لدمشق ، وتحت وساطة الأسد تمت مصالحته مع ماهر، وبعدها بفترة قصيرة عين نائبا لرئيس المخابرات العسكرية ويقال انه هو صاحب القرار الفعلي بينما رئيسه اللواء حسن خليل يبقى الرئيس الاسمي لشعبة المخابرات السورية.ويقال من بعض المصادر بصدد هذه الحادثة " أن الدكتورة بشرى الأسد قد اكتشفت خيانة لزوجها مع فتاة أخرى في منزل في منطقة "قرى الأسد" حيث كانت تتابعه منذ فترة بعد أن تردد لها أخبار عن علاقة مشبوهة بين آصف شوكت مع احد الفتيات.فعندما هاجمت هذا المنزل و من معها من عناصر شقيقها ماهر الأسد أشهرت مسدسا وأطلقت طلقتين على آصف شوكت هذه القصة على ذمة راويها من المقربين من العائلة بسبب وضع عملهم !!في يونيو/حزيران 10، 2000، توفي حافظ الأسد فجأة ! ومنذ ذلك الحين، اعتمد بشار بشدة على شوكت لتقوية النظام وحمايته، وقيل انه الرجل الأقوى في سوريا من وراء الكواليس، ومما يؤكد ذلك وقوفه مع بشار في جنازة الأسد وتقبله التعازي ، ولكن يجب أن نعلم أن آصف شوكت لم يكن معروفا بين النصيريين ولا يستند إلى أي قاعدة شعبية أو دينية فلا يستطيع أن يعتمد عليهم لدعمه فقوته مشتقة من عائلة الأسد ولاشك أن هناك الكثير من الضباط مستاءون من تقدمه السريع فهم أجدر وأقدم منه وفرصته الوحيدة للبقاء في مركزه السياسي هو تحالفه مع بشار". فساده واستبداته بعد رحيل حافظ الأسد: بعد رحيل حافظ الأسد كان يشغل آصف شوكت رئيس فرع امن القوات وهذا الفرع مختص بشؤون الجيش وضباطه فعلا تم ترتيب الأجواء داخل الجيش ونقل وعزل ضباط لإبعادهم عن أي حركة تقوم بها الجيش وأثناء عقد المؤتمر القطري بعد وفاة حافظ الأسد كان مشرف على وضع بعض الأسماء من القيادة المركزية والقيادة القطرية مع العقيد محمد سليمان وتم ترتيب الحزب بسرعة فائقة من ترتيب القيادة والأعضاء حيث أيدت القوى المعارضة السورية ومن بينهم التجمع الديمقراطي والإخوان المسلمين واعتبروا استلام بشار الأسد بداية للإصلاح والانفتاح السياسي كما كانت القيادة السياسية رحبت بالانفتاح السياسي حتى مع أفراد المعارضة.وفعلا تم تهيئة هذه الأجواء بمنح كافة المعارضة والمنفيين جوازات سفر لمدة سنة ورفع أسماء المنع عن المعارضين فتحت المنتديات وازدهر بما يسمى ربيع دمشق ولكن بعد سنة ونصف بدأت معالم الاستبداد الأمني والعقلية الأمنية تسيطر على التوجه السياسي السوري والتوجه السياسي الخارجي طبعا لاننسى ايضا المصالح الخاصة بال الحاكم تم توقيف تعميم منح جوازات السفر من قبل شعبة المخابرات وملاحقة بعض عناصر المجتمع المدني وأعضاء من ربيع دمشق وأشيع بان هذه الملاحقات تمت بعد أن رفض قياديين سياسيين هذا الإصلاح والحقيقة بان العقلية الأمنية والمستبدة هي التي أوقفت هذا الانفتاح وكانت إشاعات أمنية تشيع ايضا يسمى بالحرس القديم لكن العكس هو الصحيح الأجهزة الأمنية ومن بينهم المنتفعين من الفساد الأمني والمالي أوقفت كل الحراك السياسي الداخلي حيث الكثير من القياديين السياسيين والحزبين في سوريا كانت ضد تدخل الأجهزة الأمنية " آصف شوكت وبعض من الأجهزة الأخرى " في الشؤون الداخلية وشؤون المواطنين والشؤون الخارجية .وازداد الفساد العائلي " مخلوف – الأسد – شوكت – وغيرهم من المنتفعين من آل الحاكم" حيث أعطيت مناقصات الغاز والبترول إلى شركات أميركية وكيلها محمد مخلوف طبعا بعد ما اكتشفتها الشركات الفرنسية وأعطيت كل الامتيازات إلى آل مخلوف والأسد والمنتفعين من آل الحاكم وأيضا عائلة آصف شوكت "زياد" وأشقاء آصف شوكت, وأصبحت سوريا تدار على أنها "مزرعة خاصة للحاكم"..! أحداث..... -------- يتبع |
أيلول سبتمبر:
بعد أحداث تفجير برج التجار العالمي في أميركا توجهت الأنظار الأميركية والأمنية بملاحقة تنظيم القاعدة وبعض من التنظيمات الإسلامية الأخرى .فكانت فرصة آصف شوكت بتقوية علاقاته مع الأجهزة الأمنية الغربية والأميركية لكن مبنية على باطل وظلم حيث كان يلتقي مع شخصيات أمنية كثيراً في روما وكانت زيارته كثيرة إلى أوربا ومع شخصيات كبيرة أمنية غربية حيث تم تسليم ملفات " إرهابيي " إلى الأجهزة الأمنية الأميركية والغربية ولكن هذه الملفات اكتشف فيما بعد بان قسم منهم متوقي والقسم الأخر موجود في دول عربية لم يغادروها وغيرها !وسارع ايضا إلى تقديم التبرع باستقبال أي شخص معتقل في أي دولة بالعالم لتقوم أجهزة الاستخبارات السورية باستجوابه "فالأجهزة الأمنية السورية تستطيع أن تنطق الحجر – وان تجعل الحمار أرنب .أزمة العراق ماقبل سقوط نظام صدام حسين ومابعد سقوط صدام حسين :خلال أزمة العراق وبعد إعادة العلاقات الاقتصادية والانفراج السياسي بين البلدين أسس شركة خاصة مع وهيب مرعي وشقيقه المخلص الجمركي العميد المتقاعد محمد شوكت شركة تجارية تعنى بعقود البترول وشحن بترول العراق المهرب " خارج نطاق النفط مقابل الغذاء " لتباع في السوق السوداء واستطاع ايضا اللعب مع العارضة العراقية في سوريا والضغط عليها وهذه من أسباب المقاطعة بين الحكومة العراقية الحالية وسوريا.و استطاع أيضاً تامين بعد أنواع الأسلحة والذخائر وتهريبها إلى العراق وبيعها بأسعار خيالية وأيضاً سرب معلومات عن المعارضة العراقية في سوريا وفي أوربا مقابل أموال طائلة وتم التنسيق ايضا على الضغط وأعضاء كشوف عن أسماء بعض العوائل السورية المنفية في العراق ليتمكن من " اختلاق أضابير لها تتعلق بالإرهاب " وتسليمها إلى بعض الأجهزة الأمنية الغربية.ولقد قام اللواء آصف شوكت بتجنيد بعض المشايخ ومن يسمون أنفسهم برجال الدين لصالح مصالحه الأمنية والخاصة مثل احمد حسون ومحمد حبش وأبو القعقاع صنيعة اللواء حسن خلوف ومصطفى التاجر.وبعد دخول عناصر من النظام العراقي السابق وأولادهم مثل " السبعاوي شقيق الرئيس السابق صدم حسين وأولادهم " تمت مصادرة الأموال الخاصة بالسبعاوي والسماح لابنه الدخول إلى اللبنان والمغادرة منها مع بعض الأموال الخاصة بهم اعتقل من قبل السلطات اللبنانية بتوجيه من الاستخبارات السورية وتم تسليم ايضا السبعاوي إلى السلطات الأمنية الأميركية.أما بالنسبة إلى أولاد صدام "عدي وقصي" تم السماح لهم بالدخول إلى الأراضي السورية بالتنسيق مع احد رؤوسا العشائر العربية في الحسكة ومدير مكتب اللواء آصف شوكت "المساعد علي إسماعيل" واحد من مرافقي أولاد صدام حسين وبعد دخولهم الأراضي السورية والالتقاء مع شخص دبلوماسي من احد الدولة الغربية على أن يمنحا جواز سفر خاص في بلد الدبلوماسي الذي التقى معهم وإعطائهم حق اللجوء السياسي في لد الدبلوماسي الغربي تم الاتصال مع الجهات العراقية والجهات الأميركية لإبلاغ أن أولاد صدام حسين موجودون في سوريا وفعلا تم إجراء صفقة بين اللواء آصف شوكت والأجهزة الأمنية العراقية والأميركية وبعد مباحثات طويلة تم مصادرة الأموال وتسفير قصي وعدي إلى العراق وإبلاغ القوات الأميركية بالتنسيق مع احد التابعين للآصف شوكت عن مكان تواجدهم والقصة بعدها معروفة وقد شاهدها الكثير على وسائل الإعلام. مقتل اللواء غازي كنعان:بعد إزاحة اللواء غازي كنعان عن لبنان " الملف اللبناني " نهائيا ونقله إلى شعبة الأمن السياسي آنذاك كانت سببها مشاحنا بين اللواء غازي كنعان وآصف شوكت حيث تدخل في الملف اللبناني كثيرا حتى في أيام الرئيس الهالك حافظ الأسد ويصدر الأوامر إلى اللواء غازي كنعان ولكن اللواء غازي كنعان كان يرفض هذه الأوامر وهذا التدخل السافر في الشؤون الأمنية وفي الملف السياسي اللبناني فأسس علاقة مع رستم غزالي وبداء بتنشيط علاقاته مع اللواء جميل السيد كون اللواء جميل السيد ليس على علاقة جيدة مع اللواء غازي كنعان كونه كان يتجسس على السياسيين اللبنانيين وعدد مرات اشتكوا السياسيين البنانين لهذا الوضع وكانت هذه الشكاوي ترفع إلى الرئيس الهالك حافظ الأسد وكان يوقفها بشار الأسد كون علاقات جميل السيد أصبحت أقوى بعد تسلم بشار الأسد للملف السياسي ومعه آصف شوكت وأصبح في اللبنان قاعدة أمنية أخرى تبعيتها لبشار الأسد .هذه المجموعة الأمنية الموالية لبشار من بعض الضباط السوريين والضباط اللبنانيين أصبحت ذو نفوذ أقوى من نفوذ اللواء غازي كنعان فبدأت عمليات تبيض الأموال في البنوك اللبنانية وشراء الأسلحة لبعض المنظمات وتهريب المخدرات وعصابات المافيا وشبكات تجسس بعلم السلطات الأمنية الخاصة في بشار الأسد وغيرها . بعد مقتل رفيق الحريري ابعد حسن خليل عن شعبة المخابرات وتسلم آصف شوكت مدير الاستخبارات السورية ابعد بهجت سليمان من الفرع الداخلي ؟؟؟؟امااللواء غازي كنعان الذي نعى في وسائل الإعلام السورية على انه مات منتحراً في مكتبه برصاصة أطلقها داخل فمه. و من المؤكد أن كنعان تمت تصفيته من قبل أدوات النظام الحاكم الذي انتهت إلى معلوماته قضية تعاونه مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس, وتناغمه معه, واستعداده إلى كشف كنز المعلومات الذي لديه والمتعلق بجريمة اغتيال الحريري, إلا أن المعلومات الأخطر التي وصلت إلى النظام كانت تلك التي تفيد بترتيبات غامضة كان يتخذها كنعان, وتتعلق بالقيام بانقلاب عسكري يحمله إلى السلطة.ومما زاد في شكوك النظام السوري وخوفه من كنعان معرفته بعلاقته الطيبة السابقة مع رئيس وزراء لبنان المغدور رفيق الحريري, واتصالاته بعبد الحليم خدام وحكمت الشهابي الموجودين في العاصمة الفرنسية باريس.و أن كنعان, وأثناء مثوله أمام القاضي ميليس, استمع منه إلى شريط مسجل عليه آخر لقاء ضم الأسد والحريري, وكان هو حاضراً لهذا الاجتماع الذي هدد فيه رئيس النظام السوري الحريري إذا لم يقبل بقراره التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود في ولاية ثانية. وقد استمع كنعان إلى الشريط, إلا انه نفى تهديد الأسد للحريري, وقال لميليس انه, أي الأسد, يحب الحريري, وكان يمازحه ولا يهدده. ورغم هذا التفسير الذي أعطاه لتغطية رئيسه, إلا أنه أبدى استعداده للتعاون مع لجنة ميليس, وانه جاهز للمثول أمام أي محكمة دولية ستنظر في القضية, وجاهز أيضاً للسفر إلى الخارج إذا كان هذا السفر يساعد على الإدلاء بكل ما لديه من معلومات.كما أن الوضع الضاغط على أركان النظام السوري قد دفعهم إلى عقد اجتماع قبل ثلاثة أيام ضم الرئيس الأسد وأخاه ماهر, وصهره آصف شوكت, ووالدته السيدة أنيسة. وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على تسليم النجوم الأربعة ذوي الصلة باغتيال الحريري وهم غازي كنعان, ورستم غزالي, ومحمد خلوف, وجامع جامع.وقد علم كنعان بالنتائج التي توصل إليها المجتمعون, وهي أنه لابد من كبش فداء لحماية النظام, وان كبش الفداء تقرر أن يكون وزير الداخلية والضباط الأمنيين الثلاثة الذين لابد من تسليمهم. وهنا عرف كنعان أن نهايته اقتربت وانه لابد من حدوث أمر ما سيئ سيتعرض له قريباً, خصوصا بعد أن عرف أيضاً ان غزالي وخلوف وجامع قد وضعوا في الإقامة الجبرية وجرى التحفظ عليهم, وقطعت عنهم الخطوط الهاتفية, ومنعت عنهم الاستقبالات من كل نوع.وبالإضافة إلى أن النظام السوري قرر في الاجتماع التخلص من كنعان لأنه يعرف أن القيادة متورطة في جريمة اغتيال الحريري, وجاهز لتزويد ميليس بالمعلومات ذات الصلة بحادث الاغتيال.ونعود بالذاكرة إلى آخر اجتماع للحريري مع الأسد, والذي تلقى فيه التهديد إذا لم يوافق على التمديد للحود »لأن لحود هو أنا وأنا هو لحود« لتقول بأن غازي كنعان كان شاهداً على ما دار فيه, وسمع من الأسد يقول للحريري "إذا كنت فرحاناً بلبنان الذي عمرته فإني سأهدمه فوق رأسك في عشر دقائق, فيجب عليك أن تفهم وتسمع ما أقوله". وقد تدخل كنعان في هذا الحوار الحاد وقال للأسد: "الحريري رجل طيب, وتجاوب معك" فقال له الأسد: "مفهوم.. فهذا صاحبك وأنت مستفيد منه" وقد رمت المصادر شديدة الخصوصية من هذا التذكير إلى القول أن غازي كنعان وضع في دائرة الاستهداف.ويتوقع بعض المقربين من اللواء غازي كنعان ومن المقربين من السلطات الأمنية السورية أن يكون صهر الأسد, آصف شوكت وراء تصفية كنعان, خصوصا وانه يمسك الآن بزمام الأمور في سورية بتأييد من والدة الأسد السيدة أنيسة, التي تتهم ولدها هذه الأيام بالضعف, وبأنه يقول ولا يفعل, بينما يدافع الأسد عن نفسه, ويقول أن عائلته هي التي ورطته وأوصلته إلى هذه الحالة الخانقة التي هو فيها.حيث أن حالة من الاستياء العام تسود الآن أوساط العشيرة التي ينتمي إليها اللواء غازي كنعان. ومعروف أن العلويين في سورية يتوزعون على أربع عشائر هي الكلبية, الخياطين, والحدادين, والنمليكيين وكنعان ينتمي إلى عشيرة الكلبيين التي تشاركها الاستياء عشيرة الحدادين التي ينتمي إليها صلاح جديد, عدو الرئيس الهالك حافظ الأسد اللدود والذي قضى موتاً في أحد سجونه.وبعد مقتل كنعان, نقلت المصادر من دمشق أن رجال المخابرات ينطلقون الآن للقبض على رهيف الأتاسي شريك كنعان ومدير أعماله وأملاكه, والذي يسكن في البناية نفسها التي يسكنها وزير الداخلية المغدور في منطقة غرب المالكي بجانب مسجد سعد بن معاذ. ورهيف الأتاسي هذا لديه وكالات عامة من كنعان, والقبض عليه هو بهدف التحقيق معه للكشف عن كل أملاك وودائع كنعان. كما نجا من قبضة رجال المخابرات ابن أحد أصحاب المصارف اللبنانية, المتحدر من أصل سوري, ومن مدينة اللاذقية بالذات, مسقط رأس كنعان, لأنه معروف بأنه هو من هرب أموال المغدور, ويعرف كل أرقام حساباته.وعلى صعيد أخر , قالت المصادر إن رئيس النظام السوري يشكو كثيرا, من مواقف إحدى الدول العربية, التي يعتبر أنها تخلت عنه, خصوصا بعد أن بلغه منها بأنها نصحته كثيراً, ولم يستجب لنصائحها, وان هذه الدولة العربية لديها إحساس بأنه لا يحكم, وان هناك أشباحاً غيره هي التي تدير البلد.وعندما زار الرئيس المصري حسني مبارك السعودية أخيرا كان الوضع السوري مطروحا في محادثاته مع الملك عبد الله بن عبد العزيز, وقد تلقى الرئيس المصري وجهة نظر العاهل السعودي التي تقول بأنه لم يعد هناك مجال للدبلوماسية الكاذبة, فالشعوب العربية أصبحت واعية وتريد من حكامها صدق الطرح وصدق القرار.وفي الآونة الأخيرة حاول الأسد الاتصال بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ولم يلق تجاوباً, كما حاول الاتصال بدولة عربية فلقي المعاملة نفسها, وقد نصح المحيطون بالأسد, بان يذهب هذه الأيام إلى العمرة , فجاءه الجواب بان لجوءه لهذه الطريقة لن يفيده, إذ سيعامل كرجل عادي لا مجال للأحاديث السياسية معه.لن ندخل في موضوع اغتيال رفيق الحريري كثيراً كون هناك لجنة تحقيق دولية وهي التي ستكشف كل الحقائق في المستقبل فساد وسرقات اللواء آصف شوكت وعائلته:تتكون شركة آصف شوكت (عفواً عائلة آصف شوكت) من شقيقين الأول علي شوكت وهو ضابط متقاعد عمل بعد انتهاء خدمته في الجيش مخلص جمركي لدى شركة الوهيب "وهيب مرعي" في مرفاء طرطوس بتخليص الحديد والمواد الغذائية المستوردة طبعا الحديد لمستورد من أوكرانيا يدخل نصفه تهريبا والأخر بكشوف استيراد.و بالطبع فإن علي شوكت الآن أصبح ذو نفوذ وصاحب مؤسسة تجارية كبيرة تعنى في الاستيراد والتصدير والشحن البحري " حيث بداية نشاط هذه الشركة كانت منذ الحصار الاقتصادي على العراق وخاصة عقود توريد المواد الطبية والغذائية حيث كانت لهذه الشركة حصة الأسد من العقود تم إنشاء شبكة تجارية بين عدي وقصي صدام حسين وشقيق آصف شوكت بعد زيارات متكرر إلى العراق ومع الوفود التجارية السورية مع وفد زيارة مصطفى ميرو للعراق حيث تم إبرام عقود سرية تعنى بتهريب البترول إلى سوريا وبيعها تحت اسم البترول السوري " والمواد الخام من البترول – والمواد المستخرجة ايضا من البترول – ووقود الطائرات " خارج معاهد النفط مقابل البترول بين شقيق آصف شوكت مع عناصر من النظام العراقي السابق "أولاد صدام حسين".شبكة تجارية مافيوية " يديرها شقيقه، على ما يقول المقربون منه. وقد امتد نشاط هذه الشبكة إلى ما يتجاوز الحدود السورية في قبرص – اسبانيا – ايطاليامصنع مع شركة الوهيب " وهيب مرعي لتصنيع الحديد وهذا المصنع له نسبة فيه آصف شوكت ومضر الأسد ومجد بهجت سليمان قبرص : مقر الشركة تعنى في المعاملات المصرفية التحويل خارج نطاق البنوك والسمسرة في البورصة العالمية "شركة مصرفية الكمسيون – تصريف – تحويل "لها مكتب في دمشق أمام سوق الحميدية خلف مبنى قصر العدل في الطابق الأول يديره فارس عدنان إسماعيل شقيق مدير مكتب اللواء آصف شوكت ، في حلب ايضا في سوق المدينة في خان الحريري، يديرها شخص صراف مقرب من شقيق اللواء آصف شوكت، ومكتب في طرطوس واللاذقية يديره يوسف مرعي الملقب " زوزو" شركة للشحن البحري والتخليص البحري وتأجير البواخر يديرها ابن أخيه " احمد شوكت " ايطاليا : شركة عقارية لتأجير الشقق السكنية وبيعها يملك حوالي مائتان شقة وأبنية تجارية في ميلانو وفي روما يديرها الدكتور فؤاد ؟ اليونان : شركة بحرية فيها حوالي 20 باخرة شحن " مرخصة في اليونان " تجارية للشحن " البترول – الاسمنت – الذرة والطحين – "اسبانيا : شركة " خطوط هواتف فضائية وشركة توريد وتجارة وتوريد الأسلحة مع احد تجار الأسلحة العرب أبنية وشقق مفروشة سياحية جنيف حسابات بنكية في البنك bcc وبنك العربي في سويسرا له فيه أسهم مع البنوك التي كانت فيها أسهم وحسابات بنكية باموال باهظة " هذه البنوك كانت فيها حسابات باسل الأسد " البنك السويسري التجاري هذا البنك التي يتم فيه عقد بيع صفقات البترول وهذا البنك هو الوسيط التجاري وهو الذي يقوم على تسليم البترول وقطع الأموال وتحويلها مباشرة إلى حسابات البائعين وشريكه طبعاً الدكتورة بشرى الأسد الدكتور بشرى الأسد التي أحاولت بعد مقتل الحريري بإدخال شيك بحوزتها بقيمة 12 مليون دولار إلى المصارف السويسرية ولم تنجح لأن هذه المصارف رفضته لمشبوهية مصدره، ولعدم تعرض هذه البنوك إلى الأسئلة حول مصادر الأموال الواردة إليها ولكن تم وضع هذا المبلغ في الشركة الخدمات المصرفية والتجارية السويسرية وتشغيل الأموال وهذه الشركة التي تعنى في المشاريع العقارية في جنيف وفي أوربا شقق وفيلات وقصور ويملك قسم منها بنك الفيصل أربع محلات تجارية في السوق التجاري في جنيف الحي الغربي من جنيف عائلته من الزوجة الأولى تتكون من خمس أولاد والأكبر هو " زياد آصف شوكت "والمعروف على الوسط التجاري السوري في العقارات وبيع السيارات المهربة واللوحات الأمنيةزياد شوكت (27 سنة) ابن آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية من زوجته الأولى التي طلقها ليتزوج من بشرى حافظ الأسد، شقيقة الرئيس السوري، أصبح يسيطر الآن على عقارات وأرض مهمة في مدينة طرطوس الساحلية، ويستولي على أراض عائدة إلى الدولة ويسجلها باسمه، معتمداً بذلك على نفوذ أبيه، إلى جانب انه فرض شراكته على الكثيرين من أصحاب المحال التجارية في المدينة، وتقول المعلومات إن زياد شوكت أصبح صاحب الرقم (3) بعد رامي مخلوف ومجد بهجت سليمان، من أبناء النافذين في النظام، والمستفيدين من مراكز آبائهم.والمعلومات عن زياد آصف شوكت تقول أنه يقوم بعملية بيع أرقام السيارات تخصص للمخابرات لاستخدامها في أغراض تجسسية. وقد حصل على لوحات الأرقام هذه من مكتب أبيه آصف الذي يملك صلاحية أخذ لوحات لاستخدامها في الأعمال السرية، واللوحات هذه تباع لتعليقها على سيارات يمكنها السير على الطرقات السورية بدون دفع الرسوم الجمركية عليها.وآصف شوكت له ابنة شابة تحمل شهادة في الأدب العربي ومتزوجة من نجل وزير الثقافة السورية الدكتور محمود السيد وزير التربية السابق ووزير الثقافة حيث فشل بالوزارة الأولى ولم يتم إبعاده نقل إلى وزارة الثقافة ولكن كثر الفساد وكثر تهريب الآثار والتسيب في تهريب وسرقة الآثار من المتاحف والأماكن الأثرية " لكن لمصلحة من تسرق الآثار وتهرب وتباع .. " أما الأولاد الآخرين هم بعدهم في التعليم وليس لديهم أي نشاط تجاري سوى على بعض المعاملات البسيطة التي تسير في دوائر الدولة باسم والدهم وزوجة أبيهم سرقة الأموال العراقية :1- سرقة البترول العراقي وبيعه 2- عقود العراقية " الغذائية – الألبسة – المواد الكهربائية والبناء – الأدوية "3- سرقة أموال برزان التكريتي وحجز على أمواله في البنوك السورية ومصادرة أموال التي كانت ستحول إلى أولاده المقيمين في جنيف 4- سرقة أموال السبعاوي وأموال ابنه وطرد ابنه إلى اللبنان ومصادرة أمواله في بيروت وتسليمه إلى الجيش الأميركي 5- سرقة أموال عدي وقصي صدام حسين بعد إخراجهم إلى العراق وإرسال تقرير إلى الجيش الأميركي عن مكان تواجدهم 6- مصادرة بعض الأموال والمصاغ لزوجة وابنة صدام حسين قبل مغادرتها إلى الأردن 7- تبيض أموال عبر بعض البنوك المتواجدة في بيروت 8- بيع وثائق للمقاومة العراقية عن تعدادهم وعن مراكزهم لبعض الأجهزة الأمنية الغربية9- قبض الملايين من الدولارات مقابل فتح مراكز تحقيق لبعض الأجهزة الأمنية الغربية لتحقيق مع أشخاص من العرب موقوفون لصالح دولة غربية وأجهزة أمنية أميركية وهم ينتمون إلى منظمات من تطلق عليها اسم منظمات إرهابية إسلامية " القاعدة " !!!10- بيع وتسليم ملفات وهمية إلى بعض الأجهزة الأمنية الغربية لأشخاص سوريون وعرب متهمون بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة معظهم من " المنفيين منذ أكثر من عشرين سنة – ومن منهم متوفيين – ومن هم بحكم المفقودين " ؟؟ !!!!!هذه هي حالة أبناء سوريا المتضهدين في سوريا من قبل أل الحاكم وأجهزته الأمنية التي لاتعرف سوى حماية كرسي الحاكم حتى لو كان على حساب الشعب السوري فساد آل الحاكم يقتل أبناء سوريا...إرهاب واستبداد امني على أبناء سوريا الشرفاء...حماية آل الحاكم وممتلكاته الاقتصادية... أين أرضينا المحتلة في الجولان ؟أين عائدات البترول من عشرات السنين ؟أين حقوق المواطن أين أموال الشعب السوري |
|
|
الصور المصاحبة هي الأساس بالمقطع
للأسف صارت ماضي !!! http://www.youtube.com/watch?v=CTujF...eature=related |
|
الف شكر لكم على تواصلكم بـ هالموضوع ..
والله ينصر السنه ويسلط على بشار واعوانه سامحوني على غيابي على قولتهم غصب عني .. |
يا مرحبا يا ابو سلطان ..
نورت المكان و انا اخوك.. و شرفته بتواجدك... و على قولتهم من جاء ما ابطى.. :) |
لم يصدمنا كما صدم غيرنا الموقف الأخير للنظام السوري من مبادرة كوفي عنان، بل كنا نتوقعه، كنا ننتظر المناورة على التاريخ المقترح لوقف إطلاق النار، والتعلل بالأكاذيب للامتناع عن سحب الدبابات والآليات المسلحة من المدن والأحياء السكنية. بل لعلنا نعتقد أن التظاهر بالصدمة هو جزء من الكوميديا الدولية المقترحة لإشغال الرأي العام الإنسانيّ عن حقيقة ما يجري في سورية من مجازر. وربما تكمن الصدمة الحقيقية للرأي العام الإنسانيّ – ولن نقول الدوليّ – وللشعب السوري بشكل خاص، في هوان الدم السوريّ على الدول والحكومات. الصادم الحقيقيّ غثائيّة المواثيق والدعوات التي نادى بها العالم طويلا تحت عناوين (شريعة حقوق الإنسان). إن المجزرة المستمرة على شعبنا منذ أكثر من عام، وأعداد القتلى المتصاعدة يوماً بعد يوم؛ يفرض علينا - على كره - أن نذكّر السيد كوفي عنان بالأرقام المخيفة لضحايا كوسوفو وضحايا رواندا، الذين يربطهم المتابعون بفترة ولايته على الحالتين. وهذا اقتران لا يبشر بخير، في سياق تعاطيه الأخير مع النظام السوري. إننا نؤكد أن المجازر الوحشية التي ما زالت العصابة المتسلطة على الشعب السوريّ ترتكبها، قد أسقطتها سياسياً وأخلاقيا، وأفقدتها – بالتالي - الصلاحية لأيّ دور سياسيّ في معادلة سورية المستقبل. وأن هذا السقوط الأخلاقيّ سيتعدّى هذه العصابة إلى كلّ المتواطئين معها، أو المراهنين عليها، أو الصامتين على جرائمها. لقد دفع شعبنا أكثر من ألف شهيد من الرجال والنساء والأطفال، ثمناً لمبادرة (كوفي عنان)، التي كان العالم أجمع يعلم نتيجتها سلفا، ومن هنا يأتي الارتداد الأخلاقيّ السلبيّ، لكلّ الذين ناوروا بها، أو راهنوا عليها. ومع بهاظة الثمن وثقله وقسوته؛ هل سيكون للمجتمع الدوليّ في مناورة ومراوغة هذه الزمرة، تجربة وعبرة، أم أن اللعبة بين المناورين والمراوغين ستستمر على حساب دماء أبناء سورية وأعراضهم؟! بالطبع لن ينفع شعبنا بعد اليوم أن يسمع عبارات الإدانة والشجب والاحتجاج.. مرة أخرى.. لا تحاصروا شعبنا باليأس، فاليأس مرتعه وخيم. زهير سالم |
محمد فاروق الإمام في خضم الأحداث الدموية والمرعبة التي يقترفها الأسد الصغير سفاح الشام تجاه شعبه، والتي فاقت التصور والخيال، والتي لم يسبقه إليها أحد من الجبابرة والمستبدين ممن روت كتب التاريخ سِفرهم المغمّس بالدماء، وحدثنا عنهم القرآن الكريم في قصص الأنبياء والمرسلين، فما يقوم به بشار الأسد من أعمال وحشية وبربرية وجرائم تقشعر لها الأبدان وتتقزز لمرآها العيون، ضمن ما يسمى بالأرض المحروقة، لأمر جلل لم تره العين أو تسمع به الأذن أو يخطر على بال بشر. في هذه الأجواء الرعيبة حيث الدماء تتفجر أنهاراً من أجساد السوريين في طول البلاد وعرضها، والمقاصل تجز الرقاب وتقطّع الأطراف والأوصال، والنار تشوي الجلود والوجوه والأبدان، في هذه الأجواء المكفهرة التي لا يسلم منها شيخ ولا طفل أو امرأة أو مقعد، في هذه الأجواء وجد هذا السفاح من يبرر جرائمه ويسوغ أفعاله، ولم يكن هؤلاء من عوام الناس أو سفهائهم أو الدهماء فيهم، بل ممن كانوا يشار إليهم بالبنان لعلمهم وفضلهم ومعرفتهم بالحلال والحرام، ولعل في مقدمة هؤلاء صاحب (فقه السيرة النبوية) الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي تصدى للثورة السورية ورفض الحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، وانتقد المحتجين ودعاهم إلى "عدم الانقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سورية"، ووصفهم بقوله "تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيء اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدًا". وانتقد الشيخ الشجاع يوسف القرضاوي الذي يصدح بالحق ولا يخشى إلا الله، وقال عنه: "إنه اختار الطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة". وفي تصريحات أخرى اتهم عوامل خارجية بالوقوف وراء التظاهرات والاحتجاجات في سورية وقال "ينبغي أن نفترض أنه عندما يتلاقى الناس في تجمعات واحتكاكات، يكون هناك مندسون من الخارج". وفي فتوى له خدمة للطاغية يقول: "إن التظاهرات تحولت إلى أخطر أنواع المحرمات". وَيُعْرَفُ البوطي منذ انقلاب حافظ الأسد عام 1972 بقربه من النظام السوري وبتمجيده لحافظ الأسد ولوريثه بشار الأسد، وتلقيبه له بألقاب مثل "القائد الفذ" و"العبقري" و"المعين الذي لا ينضب" و"النهر الدافق" و"صاحب المواقف التي انبعثت عن إلهام رباني". ولا أعرف بماذا سيبرر البوطي مواقفه المؤيدة لنظام الأسد الصغير وأبيه من قبله يوم يلقى الله وقد تجاوز الثمانين بسنين.. وبشار يقوم شبيحته وأفراد قواته الخاصة بقتل واعتقال نسائنا وأطفالنا ورجالنا وانتهاك أعراضنا وتدمير بيوتنا وتهديم مساجدنا ونهب منازلنا وأسواقنا وسرقة أموالنا.. والذي يتبجح الناطقون الإعلاميون باسمه بعبارات تتحدى الخلق والخالق.. كما كرر أحدهم (شريف شحادة) عبر شاشات الإعلام بأن نظام بشار الأسد سوف لن يسقط إلا إذا أشرقت الشمس من مغربها.. أو كتلك العبارات الكفرية التي يخطها شبيحته على جدران وأبواب بيوت الله.. لكن الشيخ البوطي يوجه سيف لسانه ونبال فكره تجاه أحرار سورية المستضعفين المطالبين بالحرية والكرامة على أرض وطنهم.. فيشكك في دينهم وإخلاصهم وخلقهم ووطنيتهم، بدل أن يقف إلى جانبهم، وهم المستضعفون والمذبوحون والمظلومون والمقهورون ويقول للظالم توقف عن ظلمك، وهو العارف بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"!! وفي هذا السياق ونحن نتحدث عن مواقف علماء عصرنا الذين باعوا آخرتهم بدنياهم نستذكر مواقف علماء السلف، وإلى أي مدى كان حرصهم على سلامة الشعب ورعاية مصالحه، والوقوف بشجاعة إلى جانبه في مواجهة الطغاة والمستبدين، فهذا فقيه أفريقيا وعالمها وقاضيها عبد الله بن غانم ينظر إلى قارورة في يد والي أفريقيا وجبارها الأمير إبراهيم بن الأغلب فيها دهن يسير. فقال له: ما هذا ؟ قال: دهن.. ثم قال للقاضي: كم تظن يساوي هذا ؟ فقال له: يسير. فقال له إبراهيم: فإن ثمنه كثير (كذا وكذا). فقال ابن غانم: وما هو هذا ؟ قال: السم القاتل، قال ابن غانم: أرنيه، فدفع إليه القارورة، فلما أخذها ابن غانم ضرب بها عموداً كان في المجلس، فكسرها وأراق ما فيها، فقال له إبراهيم: هاه! ما ذا صنعت؟ قال: أفأترك معك ما يقتل الناس؟. فأين مواقفكم يا علماء الشام الهزيلة والمخجلة من ابن غانم الذي خشي أن يقتل سم القارورة رجلاً واحداً بغير حق، ولا تتمعر وجوهككم وسكين الأسد الصغير تجز عشرات الرقاب بل المئات يومياً ولا يرف لكم جفن أو يرتعش لكم فؤاد أو يحمر لكم وجه.. وتنظرون بلا مبالاة وكأن الذي يقتل قطعان من الديدان أو أسراب من الحشرات.. لا ينطق فمكم ببنت شفة كالبكم وكأن لسانكم أكلته القططة.. أين أنتم يا مشايخ بلاد الشام؟ أين صراخكم على المنابر اين عويلكم في القاعات والمؤتمرات؟ كم نادى بعضكم على المنابر واشتد صوته واحمر وجهه وكأنه منذر جيش، لأن سفيهاً نزع الحجاب عن رأس مسلمة، ولا نراه اليوم يتمعر وجهه أمام ما يسفك من دماء وتزهق من أرواح في سورية المكلومة، وكأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هدم الكعبة حجر حجر عند الله أهون من قتل رجل مسلم" لم يمر عليكم أو تقرأه عيونكم أو تسمعه آذانكم، وقد أزهق طاغية الشام أكثر من أحد عشر ألف روح، وأحرق المئات وهم أحياء، وانتهك أعراض الحرائر، ومثل بالأحياء والأموات، وهدم المساجد وانتهكت كلابه الضالة حرماتها.. ماذا حل بكم.. هل نذرتم لله صوما وأن لا تكلموا بشرا.. أم أن الخوف استفحل في قلوبكم.. ألم تروا ماذا حل في أهلنا.. ألم تسمعوا عن الأطفال والأمهات التي تذبح، أما تشاهدون المجازر الجماعية التي ارتكبت في اللطامنة وتفتناز وحزانو وحريتان وعندان وقبلها ومعها في جميع أنحاء المدن والبلدات والقرى في طول البلاد وعرضها!!. لقد تكالبت أمم على شعب سورية تريد استئصاله عن بكرة أبيه، متنادية لتنزع فروة رأسه وتلوك بأسنانها قطع لحمه.. غربان بعمائمها السوداء تنعق على مدار الساعة من قم والضاحية الجنوبية والكوفة تستصرخ بكل الحقد الدفين القتلة من كل حدب وصوب لتجهزهم وتدفع بهم لقتل أطفالنا وشيوخنا ونسائنا وهتك أعراض حرائرنا، وأنتم يا مشايخ الشام لا تزالون سادرون في خنوعكم وذلكم وجبنكم وخوركم تخذّلون الناس من حولكم عن نصرة إخوانهم ودعمهم في ثورتهم وانتفاضتهم، لانتزاع الحرية التي صادرها حكام دمشق البغاة منذ ما يقرب من نصف قرن، وقد استمرأتم الذل والعبودية وحلم دوام السلامة الذي لن يتوفر لكم في قابل الأيام، لأنكم عاجلاً أو آجلاً سيجرّعكم هؤلاء الطغاة من نفس الكأس التي أجرعها لمن كان قبلكم بعد أن يستنفذ كل خدماتكم، فهذا حال كل الطغاة مع خون الأمم المقهورة وعبيدها، ولعل ما فعله أبرهة برغال العرب وما فعله هولاكو بابن العلقمي البغدادي خير مثال على النهاية السوداء للخون والعبيد!! |
|
|
http://www.youtube.com/watch?v=mf3DDMzs794
والله اني اخاف على نفسي وعلى المسلمين مما سيحدث لنا عقوبة من الله على صمتنآ وتخاذلنا لما يحصل ..! قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) بالله عليكم .. هل لأنسآن يملك عقلاً في رأسه ان يسكت امام هذه المنظر ! يآحيف على الأمة الإسلآمية يآحيف . |
http://www.youtube.com/watch?v=FCiCR2AAnzk
لـآ حول ولـآ قوّة الـآ بالله .. بالله عليكم هل أحد منكم وضع حاله مكآن أخ الجريح ؟ <لن اقول مكآن الجريح نفسه لأننآ يُحآل ان نصل لشعوره فلو شعرنا به لحضة او ثانية فقط لفزّت قلوبنا وتهافتت خُطانا لنجدتهم . ان القلب ليحزن وان العين لتبكي وانا على حال المسلمين لمحزونون ! |
http://www.youtube.com/watch?v=6VUVfv52cs8
لآ حوووول ولآ قووووة الـآ بالله العلي العظيم ... لآ حوووول ولآ قووووة الـآ بالله العلي العظيم ... لآ حوووول ولآ قووووة الـآ بالله العلي العظيم ... |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:39 PM. |
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية