. يروق لي جمعت شتات أفكاري .. في هذا الركن لسهولة الرجوع اليها .. والاطلاع عليها .. !! . :) |
جئت اليكم هذا اليوم أصافح الأدب بتحفة من تحفة , وأخالج صدره بذكر إحدى روائعه التي يتغنى بها اللسان وتطرب لسماعها الآذان .. !!
أقف وبين يديّ قصيدة عظيمة أذهلتني برونقها , وتعجبت لكثرة معجبيها , فقرأتها وتمعنت فيها فأصبحت أحد المتيمين بها , كثير الإستشهاد بمحتواها , ناصح مخلص لها , بل أحد رواد دعايتها , ومحللي تفاصيلها ..!! قصيدة فريدة قلّ أن يسطر الأدباء ما يوازيها , وندُر أن يأتي الشعراء بما يجاريها – في نظري القاصر قريب المدى – وأنتم خير حاكم في الفيصل بيني وبينها ..!! هذه النادرة الفريده سميت بــ ( الملعونة ) حيث أن معظم من سمعها قال : لعن الله صاحبها ما أشعره , ونعتها البعض بــ (المقصورة ) ؛ لإنتهائها بحرف مقصور ..!! ملئت بالرضا بالقضاء والقدر .. والايمان بما يكتبه الرب على البشر ...!! تناول فارسها جوانب شتى , وتطرق لمواضيع عدّة , في حكمة الشيخ الكبير , وفخر الشاعر المتمكن , وذكر الأمجاد , والنصح من الاغترار بزيف الدهور , وشبابها الخادع , وتفنن بشتى أنواع البلاغة ..!!فشاعرنا الفذّ صاحب القصيدة الملعونة يدعى / محمد بن الحسن ابن دريد , الذي كان يقال عنه : أنه أعلم الشعراء , وأبيات قصيدته تجاوزت المئتين والثلاثين ولكنني أقف على وقفات يسيرة منها أتمنى أن تنال إعجابكم ...!! يستهل مقصورته بمطلع التوجد بالمحبوبة ويشرح حاله لها موضحاً ما تعرض له شعر الرأس من ألوان , وأشتعل بياضه بسواده , واختلط ليله بصباحه .. باكياً من هول الموقف وفجعة الكِبر وما لاقاه من صروف الأيام وتقلباتها التي تعرض قلبه لبعضها حتى ان الصخور الصمّ لو لامسته لأنكسرت أمامه..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ =طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى وَاِشتَعَـلَ المُبيَـضُّ فـي مُسـوَدِّهِ = مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضـى لَو لامَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ مـا = يَلقاهُ قَلبي فَـضَّ أَصـلادَ الصَفـا [/poem] يعلن تمرده على الاحداث , وشدائد الدهر بخطابٍ لاذع مبدياً عدم الاستسلام , وراضياً بالقضاء والمكتوب مهما كان , بنفسٍ مطمئنة , مستخلصاً حقيقة واضحة جلية تنعت الليل والنهار بسمة اتلاف الجديد , وتقريب أجله , وتقصير عمره ..!!وأن حِمام القضاء مدركه لا مناص منه ...! وأنه سيزور القبر مهما طال به طريق ( الحياة ) ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] لا تَحسبَن يـا دَهـرُ أَنّـي جـازِعٌ = لِنَكبَـةٍ تُعرِقُنـي عـرقَ الـمُـدى رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضـى = مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا إِنَّ الجَديدَيـنِ إِذا مـا اِستَولَـيـا = عَلـى جَـديـدٍ أَدنـيـاهُ لِلبِـلـى أَنَّ القَضـاءَ قاذِفـي فـي هُــوَّةٍ = لا تَستَبِلُّ نَفس مَـن فيهـا هـوى [/poem] أستشهد لنا على كلامه , وبرهن لنا على اقواله , بما فعله الدهر في أقرانه كأمرئ القيس الذي اعتنقه الموت قبل تحقيق غايته , والملك الكندي الملقب بـ ( إبن الاشجّ ) الذي آثر الموت عن الشماته , وما أهلك ( الوضّاح ) دون عشيقته التي يأمل بها ..!! وقصم ظهره الفناء دونها ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إِنَّ اِمرأَ القَيسِ جَرى إِلـى مَـدى = فَاِعتاقَـهُ حِمـامُـهُ دونَ الـمَـدى وَاِبنُ الأَشَجِّ القَيـلُ سـاقَ نَفسَـهُ = إلى الرَدى حِذارَ إِشمـاتِ العِـدى وَاِختَرَمَ الوَضّاحَ مِـن دونِ الَّتـي = أَمَّلَهـا سَيـفُ الحِمـامِ المُنتَضـى [/poem] ويستمر هذا العلَم في سرد أبياته الجميله .. ويمتدح العراق .. ويثنى على امرائها .. ويوصلنا الى نقطة يجب الوقوف عندها وهي تفصيل مبسط لأنواع البشر في تعاملهم من حيث سلاسة الاسلوب ولطفه , وجلافته وبغضه , ويشبه الرجل الكبير بالعود القاسي في روعة بيان ودقة تفصيل لإيضاح ان الاخلاق لا يمكن أن تتعدل في مستقبل الزمن مع تقدّم السن ومعاصرة الشيخوخة ..!! ويستنكف بعبارات التهجمّ على الذي ضيّع ايامه , وفرّط في مستقبله , ففضّل له العمى وطريق الغيّ , ويشيد بمن طوّع نفسه على جميل الطباع ومحاسنها وبيّن أنه سوف يغتنى بنشوة الكرامة ..!! ومن تكبّر وتمخطر بخصاله نال المقت والحرمان وصغُر في عيون الناس ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وَالنـاسُ كَالنَبـتِ فَمِنهُـم رائِـقٌ = غَضٌّ نَضيرٌ عـودهُ مُـرُّ الجَنـى وَمِنـهُ مـا تَقتَحِـمُ العَيـنُ فَـإِن = ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذبـاً فـي اللها وَالشَيـخُ إِن قَوَّمتَـهُ مِـن زَيغِـهِ = لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنـهُ مـا اِلتَـوى كَذَلِـكَ الغُصـنُ يَسيـرٌ عطـفُـهُ = لَدنـاً شَديـدٌ غَمـزُهُ إِذا عَـسـا مَـن لَـم تُفِـدهُ عِبَـراً أَيّـامُـهُ = كانَ العَمى أَولى بِهِ مِـن الهُـدى مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى مَكروهِهـا = كانَ الغِنى قَرينَـهُ حَيـثُ اِنتَـوى مَن ناطَ بِالعُجـبِ عُـرى أَخلاقِـهِ = نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ العُرى [/poem] ثم يٌشرِع بنا بحكمٍ مدويّة يستهلها بمبدأ جميل يتمثّل في ألآ تجعل للعدد من الناس القدر الهام في الملمات بل البقاء للأنقى والأصفى من الأصدقاء وقت الشدائد ..!! وينبذ جمع المال .. والتفاخر به .. ويدعو الى البذل وكسب الآخرة ..!! وطرق أبواب الفضائل ..!! ويخبرنا بأسلوب شيخٍ حكيمٍ واعي حلب الدهر وعارك الأيام وذاق مرارتها وحلاوتها ( المؤقته ) ..!! ويذكرأن الشقاء ملازم لأهله , والحُر الأبي تنفع به الملامة , والعبد لا يجدي به الا القسوة والعنف , والعقل قد يفسده طغيان الهوى ورجوح ميزانه عليه ..!! وأن الذكر الجميل والثناء الحميد الحسن بعد تقوى الله وخشيته هو مكسب الإنسان الحقيقي الذي يبقى في حياته وبعد مماته ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وَالنـاسُ أَلـفٌ مِنهُـمُ كَـواحِـدٍ = وَواحِـدٌ كَالأَلـفِ إِن أَمـرٌ عَنـا وَلِلفَتـى مِـن مالِـهِ مـا قَدَّمَـت = يَداهُ قَبـلَ مَوتِـهِ لا مـا اِقتَنـى إِنّي حَلَبتُ الدَهـرَ شَطرَيـهِ فَقَـد = أَمَـرَّ لـي حينـا وَأَحيانـاً حَـلا إِنَّ الشَقـاءَ بِالشَـقِـيِّ مـولَـعٌ = لا يَملِـكُ الـرَدَّ لَــهُ إِذا أَتــى وَالـلَـومُ لِلـحُـرِّ مُقـيـمٌ رادِعٌ = وَالعَبـدُ لا تَردَعُـهُ إِلّا العَـصـا وَآفَةُ العَقـلِ الهَـوى فَمَـن عَـلا = عَلـى هَـواهُ عَقلُـهُ فَقَـد نَجـا عَوِّل عَلى الصَبـرِ الجَميـلِ إِنَّـهُ = أَمنَعُ مـا لاذَ بِـهِ أولـو الحِجـا وَالحَمدُ خَيـرُ مـا اِتَّخَـذتَ عـدَّةً = وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِـن بَعـدِ التُقـى [/poem] ويعود بنا الى منغصّ الشباب .. ومُذهِب لذّته .. وهو الشيب ومن بعده الفراق والموت ويتمنى ألو يقبل الموت التأجيل للإستمتاع برونق الحياة وزهوها ..!! مستبعداً حصول الأماني وأن ما يجري في الحياة سنّة مقدرة لا مناص من الإنصياع لها .. وتقبلها كما هي ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ما أَنعَـمَ العيشَـةَ لَـو أَنَّ الفَتـى = يَقبَلُ مِنـهُ مَوتُـهُ أَسنـى الرُشـا أَو لَـو تَحَلّـى بِالشَبـابِ عُمـرَهُ = لَم يَستَلِبهُ الشَيبُ هاتيـكَ الحُلـى هَيهاتَ مَهمـا يُستَعـر مُستَرجـعٌ = وَفي خُطوبِ الدَهرِ لِلنـاسِ أَسـى لا بُدَّ أَن يَلقى اِمـرُؤٌ مـا خَطَّـهُ = ذو العَرشِ مِمّا هُـوَ لاقٍ وَوَحـى [/poem] ثم يختتم تلك التحفة الفريدة بتسليمه زمام الامور للقضاء والقدر .. وما هو مسطر على جبين الإنسان .. !! موضحاً لنا أنه لن يجزع عن موته .. ولن يفرح عندما يقدر له طول العمر لأنه يعلم ما في العيش من مشاق , وما سيعتريه من كدر لا محاله ..!! وينفي عن نفسه فعل القبيح ؛ لما يتحلى به من عقل وحلم .. !! وينفي أن يخضع للشدائد .. أو يفرح بأوقات السعادة ..!!وهنا دلالة واضحة على رجاحة عقل ذلك الرجل وإدراكه الواعي لمبادئ الحياة ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] مِن كُلِّ ما نالَ الفَتـى قَـد نِلتُـهُ = وَالمَرءُ يَبقى بَعـدَهُ حُسـنُ الثَنـا فَـإِن أَمُـت فَقَـد تَناهَـت لَذَّتـي = وَكُلُّ شَـيءٍ بَلَـغَ الحَـدَّ اِنتَهـى وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِمـاً = بِما اِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما اِنسرى حاشا لِمـا أَسـأَرَهُ فِـيَّ الحِجـا = وَالحِلـمُ أَن أَنبَـعَ رُوّادَ الخَـنـا أَو أَن أُرى لِنَكـبَـةٍ مُختَضِـعـاً = أَو لِاِبتِهـاجٍ فَـرِحـاً وَمُـزدَهـى[/poem] أرجو أن أكون وفقت في هذا الطرح , وأعتذر عن التقصير , وأتمنى أن ينال الإعجاب , وأعتذر عن الإسهاب في الشرح ..!! تقبلوا تحياتي |
في بداية حياته عاش بهيئة شاب صعلوك , حفرت الذكريات في جبينه شامه , ووضعت الليالي على أحداقِه بصمة . بقِي حياته في كرٍّ وفَرّ ( فوفّر ) كرامته لنفسه . لم يختزل من أحد مساحة في قلب , ولم يستحوذ على مساحة من عقل أحد , ولم يحالفه الحظ لنظم الشعر وإهداء الغزليات للـ(محبوبة) , بقي على عنايته بذاته ونفسه ومن يعول . لكن طيف الحلم يراوده بين الفينة والأخرى لاستقبال ما يخبؤه القدر . وهو يقف بين جنبات طريق الحياة متعرضا لما في ذلك الطريق من أعباء و مشاقّ ومتاعب وعواصف مُنذِرةٍ بالقدوم ووعورة في طريق مُلِئ بالضنا والتعب وأحدقت به الأخطار . كان يقتات ليومه من قطع الطريق , واعتراض القوافل ونشر الرعب بين صفوف المسافرين ..!! وذات يوم طلب منه أحد حكام عصره أن يتوب ويعود الى صوابه ورشده ففعل واعتنق مبدأ الجهاد وسعى حثيثاً اليه , وكانت معنوياته مرتفعه وطموحاته ليس لها حدود , ساعدته في تجشم ما عاناة من كبد لتحقيق غاياته وحلمه "العابر" ولكن عينه لم تكتحل بالتشاؤم لتخفي دموع الأسى . بل كان صمته يؤجج إعصاراً من الألم ويحكي معاناة أليمه في جنبات أحشائه الداخلية . لما شارف على آخر أيام حياته وقد تعرض للدغة ثعبان سامة هاجت لديه قريحة شعرية انفجرت كلماتها في أبيات استوقفت كل قارئ لها عبر عصور التاريخ فلمَعت وتصدرت قوائم عيون الشعر العربي في الرثاء لأنه ليس ككل رثاء بل إنه اصدق ما قيل في الرثاء فرثاء النفس من أنفس من يقدّمه الانسان لنفسه وللآخرين من بعده . يقول مستهلاً قصيدته اليتيمة : [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] الا ليت شعري هل ابيتن ليلة = بجنب الغضى ازجي القلاص النواجيا فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه = وليت الغضى ماشى الركاب لياليا[/poem] يتفطّر قلبه أسى , ومرارة , عندما يذكر مزارات وادي الغضا وتنهمر دموعه ويتمنى ألّـو كانت قريبة ودانية من مرأى العين .. [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] لقد كنت في اهل الغضا لودنا الغضا = مزار ولكن الغضا ليس دانيا ألم ترني بعت الضلالة بالهدى = فاصبحت في جيش ابن عثمان غازيا[/poem] تذكّر أنه سيفقد أهله وماله وكل ما يملك في لحظة وتذكّر والديه الكبيرَين المشفقيَن على هلاكه .. حتى إن دماء شرايينه تمطر وابل من التناقضات على قلبه العليل فينفجر بركان الكبَد الذي يعتريه ويتوقف فجأة ويسقط على الطريق لكن همته تتخطى كل عقبة و تقف عزيمته امام كل دماؤه التي تنزف وتسقط قطراتها على رصيف الأمل . [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] فلله دري يوم اترك طائعا = بنيّ بأعلى الرقمَتين وماليا ودر الظباء السانحات عشية = يخبرن اني هالك من ورائيا ودر كبيري اللذين كلاهما = عليّ شفيق ناصح قد نهانيا[/poem] يقف الإنسان أحياناً حائراً واجماً متبلّد الحسّ عندما يتخيل وفاته ومن ينعاه ويهتم بذكرة ومصيره ... !! تزداد الحسرة عندما يقلّ أحبابه وقت الشدائد فيقف الرمح والسنان صامدان , ويبقى الخيل يجرّ عنانه بصورة في غاية في الإنكسار .. [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] تذكرت من يبكي علىّ فلم اجد = سوى السيف والرمح الرُّديني باكيا واشقر خنذيذٍ يجر عنانه الى الماء = لم يترك له الموت ساقيا ولكن بأطراف السمينة نسوة = عزيز عليهن العشية مابيا صريع على ايدي الرجال بقفرة = يسوون قبري حيث حمّ قضائيا[/poem] إن من مخفضات الصدمة والمصيبه وضعف وطأتها أن تحدث فجأة ولكن ( المرّ الزعاف ) عندما تستشعر قرب المنيّة وتتيقن حلولها لا محالة , وتحسّ بطعنات الموت ومصارعة آلامه وكربه .. [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ولما تراءت عند مرو منيتي=وحل بها جسمي وحانت وفاتيا اقول لأصحابي ارفعوني لأنني=يقر بعيني ان سهيل بدا ليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا=برابية اني مقيم لياليا[/poem] عجيب من الإنسان أن يستجدي في أصعب لحظات حياته الأخيرة أصحابه ويطلب منهم مدّ العون والمساعدة لنفسه ويستدرّ عطفهم ويخاطب كرمهم ومحاسن ما يتحلون به من شيم ...!!! عندها تتدخل عزّة نفسه وكرامته ( المختزلة ) ؛ ليذكرهم بمجده التليد وعنفوانه وسطوته على أقرانه وفرسان المعارك في عصره .. ويفتخر بما يتحلى به من محاسن الاخلاق والجميل من الخصال .. [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] أقيما علي اليوم او بعض ليلة=ولا تعجلاني قد تبين مابيا وقوما اذا ماستل روحي فهيئا=لي القبر والاكفان ثم ابكيا ليا وخطا باطراف الاسنة مضجعي=وردا على عيني فضل ردائيا ولاتحسداني بارك الله فيكما=من الارض ذات العرض ان توسعا ليا خذاني فجراني ببردي اليكما=فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا فقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت=سريعا الى الهيجا الى من دعانيا وقدكنت محمودا الى الزاد والقرى=وعن شتم ابن العم والجار وانيا وقد كنت صبارا على القرن في الوغى=ثقيلا على الاعداء عضبا لسانيا وطورا تراني في ظلال ومجمع= وطورا تراني والعتاق ركابيا وطورا تراني في رحى مستديرة = تخرق اطراف الرماح ثيابيا[/poem] لم يهمّه إعجاب الآخرون , بل عاش وديعاً , راسماً لنفسه ما يرغب فعله , قنوعاً الى حدٍ بعيد بما يعمل .. لم يشتكي منه احد يوماً ما , بل نعاه كل من عرف عن صدمة وفاته المفاجئة بعد ان كان يتمتع بصحةٍ جيدة وبجسمٍ مفعمٍ بالحيوية والنشاط .. [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] فياراكبا اما عرضت فبلغن=بني مالك والريب الا تلاقيا وبلغ اخي عمران بردي ومئزري=وبلغ عجوزي اليوم الا تلاقيا وسلم على شيخي مني كلاهما=وبلغ كثيرا وابن عمي وخاليا وعطل قلوصي في الركاب فانها=ستبرد اكبادا وتبكي بواكيا[/poem] يصارع الإنسان في الرمق الأخير نشوة الذكرى التي تدمي قلبه , وتزيد الجرح آخر أشدّ وقعاً , إضافة الى متاعبه السابقه ؛ بسبب خوفه على أهله وأخواته ومن يهمّه أمرهم كالخالة , ويستشعر ما يجري لهم بعد وفاته فيحترق الفؤاد و( لك أن تتخيل ذلك ) ..!! [poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وبالرمل مني نسوة لوشهدنني = بكين وفدين الطبيب المداويا فمنهن امي وابنتاها وخالتي = وباكية اخرى تهيج البواكيا وماكان عهد الرمل مني وأهله = ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا[/poem] لقد خلّف هذا الرجل مئات التساؤلات على شفاة الآخرين وتمنى البعض لو غاص البعض في جنبات الغموض الذي يكتنف ذلك ( الشاعر المبدع ) صاحب البكائية اليتيمة .. ليجد رداً على أبسط تساؤلاته...!!! هل هكذا تُسلب إرادة الإنسان من الوجود .. ويبقى ( خبراً لمن وعى ) ..؟؟ هل يصل الإنسان الى منتصف الطريق ..!! ويقف به قطار الزمن فجأة ليفجع الآخرين ( بصدمة ) عنيفة ..؟؟ هل رأيتم ماذا تفعل قوارع الزمن وصواديف الأقدار بكائن ( الإنسان )..؟؟ هل رأيتم شاعراً يقول أول قصيدة في عمرة في ( سكرات ) موته ..؟؟ هل رأيتم مقدار الإبداع الذي ينبض به الفكر في اللحظات العصيبة ..؟؟ هل رأيتم الدرر المكنونة في صدر ذلك الشاب ..؟؟ هل عرفتم هذا الشاعر ( الصعلوك ) في بدايته .. الذكي الأريب المبدع عند وفاته ..؟؟ إنه : مالك بن الرَيب التميمي المتوفي سنة 56هـ ... |
http://qatrat.jeeran.com/عيون%20ابيض.jpg
[poem=font="Simplified Arabic,6,gray,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"] أقري عليّه وبخيني = العين تذبح يا بنت الناس[/poem] :) |
8
8 الله الله صح لسانك .. على هاللطلة الحلوة .. مرحبا ملايين أبو طيف .. !! يسعدني مرورك يا راقي ...! تقديري .. |
|
http://www.eternalegypt.org/images/e...ra_310x310.jpg
عندما تصل القمم .. ولا تجد أحداً بجوارك فـ : ][®][^][®][لا تقـلق ][®][^][®][ فـ : قليل من يصل لمستواك .. ! فكلما أحرزت تقدماً قلّوا من حولك ..! لا لشيء ولكنها [overline][ نظرية الإعتلاء ][/overline] [/size] |
[poem= font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.elaana.com/up/get-1167951919.jpg" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الصدّ وجروح الزمن والمشاكل = لو ما تعاقب في حياتك وتلفيك مآظن تعرف طعم زين المـآكل = ولا دواء في باقي الوقت يشفيك [/poem] |
http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/22/...219fv8.jpg/jpg
. [poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,3,royalblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"] النار لا شبّت علـى هالغرفـة=وتناثرت كـل العوايـز فيهـا بآجيب لي كرسي واطفّي رايق=ماني بدكتور الجروح أشفيهـا[/poem] . |
http://i536.photobucket.com/albums/f...ker/domino.jpg
[poem= font="Simplified Arabic,5,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,chocolate" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"] يقطعك يا حالة العزاب = تعذيب وأحلام وردية الصدفة اللي بدون حساب = تحمل تباشير نجدية [/poem] بوح عزابي .. ينتظر الزواج :) |
إزرع طريقاً ليسير به غيرك .. ! إبذل ليقتات محتاج .. ! إنصح ليهتدي ضال ..! اضمأ ليرتوي من هو أعطش منكـ .. ! اطرد الأنانية بكل السبل ..! عندها [poem= font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,3,royalblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] تسمو بنفسكـ .. = وترتقي ذاتكـ .. ![/poem] .. |
http://vb.arabseyes.com/uploaded/129613_1203073806.jpg
البكاء .. مسكن فعّال لـلـــ / [overline]ألـــم[/overline] ..! |
http://up.mergab.com/uploads_pic/65a97f38b5.jpg
[poem= font="Simplified Arabic,5,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"] الشاطي اللي عليه اوراق=ليت السحابه تبلّـه بـلّ أوراق تحكي عن العشّاق=عشّاق مرضى ومنظر طلّ [/poem] |
[poem= font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,3,skyblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صاحبي يا زين دله لو بلاه صغير = طايرٍ به خافقي ليت الحلوم تجيبه [/poem] |
.. من غرائب الابيات .. بيت لا يتحرك اللسان بقراءته : [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"] آب همي وهمّ بي أحبابي = همهم ما بهم وهمي مابي [/poem] .. بيت لا تتحرك الشفتان بقراءته : [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"] قطعنا على قطع القطا قطع ليلة = سراعاً على الخيل العتاق اللحاقيا[/poem] |
|
[poem= font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="double,3,orangered" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نذرٍ عليّه يالهنوف الحلوة = لآصبرك وآكبرك في عيني ما للخلايق في بعادك سلوة = وتري الجفا ما زاد به غاليني[/poem] |
|
http://admins.20at.com/yasmine/moooon.jpg
[mark=99FF00]الإلتجاء فن جميل .. يتجه فيه الجميع لرب السماء ..![/mark] |
[frame="3 80"][poem=font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,3,orange" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بالمختصر بالمختصر بالمختصر = انتم غلا قلبي .. وسر احزاني....![/poem][/frame] |
[marq="3;up;2;alternate"]" قيمة الإنسان ما يُحسِن "[/marq]
لله درّ من قالها |
http://look84.jeeran.com/%D9%82%D9%8...9%8A%D9%86.jpg
قلبك اللي ما وفَى لأوجاعـي ليت ربّي يسجنه بضلوعِكـ..! :) |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية