ألفاظ كادت تندثر ...
[FRAME="1 50"]ألفاظ كادتْ تندثر ..!! لا شك أن لغتنا العربية مليئة بالمفردات الرائعة الجميلة ، والكلمات التي تؤدي المعنى بأقصر الطرق والسبل ، وفيها من المترادفات الشيء الكثير ، فأنت تستطيع أن تؤدي معناك بأكثر من طريقة ، وأكثر من عبارة . وفي شعر المحاورة كثير من تلك الألفاظ العربية التي يظنّ الكثيرون أنها عامية ، وهي في الحقيقة من أصل لغتنا ، ولكن لقلة استعمالها أصبحت في حكم القديم المندثر . وسأورد اليوم أبياتٍ وردت بها بعض الكلمات وأقوم بطرح معنى هذه الكلمات أمام القارئ الكريم ليعلم أن شعراء المحاورة ليسوا بعيدين عن لغتهم الأم . يقول الشاعر الكبير ( عبد الله المسعودي ) : ـ رجل أبو زيد ( غاطس ) ساقها في وحلها *** وأنت لا قالوا آبو زيد قول ونعم فكلمة ( غاطس ) يتبادر إلى الذهن أنها عامية ، ولا تمت للعربية بصلة !! والحقيقة أن ( الغطس ) هو الانغماس في الشيء أو في الماء بصفة خاصة يقال فلان غطاس أي يستطيع الانغماس في الماء .. ….. والشاعر حينما قال : ( وحلها ) جاز ذلك ؛ لأن الوحل هو التراب المبتل بالماء ( الطين ) فلذلك كانت هذه الكلمة عربية صحيحة وإن كنا نلحظ قلة وجودها في المحاورة . ويقول الشاعر ( فيصل الرياحي ) : ـ بين الحطب و( الأثافي ) طاح راس الخروف *** وانته تشوف البهيمة يوم ذكيتها فما هي الأثافي ؟ ! الأثافي هي ثلاثة أحجار توضع تحت القدر الذي توقد النار تحته ، وغالبًا ما تستخدم هذه الأحجار حينما يكون الحطب هو أداة الطبخ وإشعال النار . وكثيرًا ما نسمع المثل القائل : ـ (( جاءت ثالثة الأثافي )) ويقال حينما يأتي أمر سبقته أمور أخرى مشابهة كأن تقع مصيبة ـ لا قدر الله ـ سبقتها مصائب . ويقول الشاعر ( رشيد الزلامي ) : ــ أنت مثل اللي كبر وأنكر لبن ديس أمّه *** والعرب في ( القيض ) تعرف عدّها المارودي ونلاحظ هنا كلمة ( القيض ) والحقيقة أنها تستعمل كثيرًا في الشعر وغيره ، وهي عربية فصيحة تعني شدة الحر ، وليس كل حر يقال له ( قيضًا ) بل هي للحر الشديد جدًا ومنه قولهم : (( ليال القيض ) أي ليال الصيف شديد الحرارة . ويقول الشاعر ( أحمد الناصر ) عن طويلات العلوم الفايدة بقصارة *** و( الذهين ) اللي يشاور ما يسده شوره كلمة ( الذهين ) تعني الرجل الفطن الذكي سريع الحفظ والفهم ، وفعلاً الرجل الفطن هو من يستشير غيره قبل الإقدام على أي أمر ، ولا يكتفي برأيه هو فقط . وهذا الشاعر ( صياف الحربي ) يقول : ــ بلاد الجزاير كلما ( حافها حوّاف ) *** يعوّد ضعيف معيف ما فاحت قدوره ( حافها حوّاف ) الحوف هو : المشي على جوانب الشيء ، يقال : ـ فلان يحوف العدو أي يستقصي أخبارهم من أطراف مكان إقامتهم ، ومنه كلمة ( الحافّة ) أي طرف الشيء وجانبه ….. وكلمة ( حوّاف ) هي صيغة مبالغة على وزن ( فعّال ) أي كثير المشي على الأطراف لمعرفة الأخبار أو لغرض الإغارة أو أو … . ويقول الشاعر ( مطلق الثبيتي ) : ــ المطر فالسما والرعد تسمع ( دنينه ) **** سرع ما لحق راسك من مطرها رشاشي فكلمة ( دنينه ) عربية فصيحة .. و ( الدنين ) هو أصوات لا تفهم معناها .. يقال : ـ ( رجل يدندن ) أي يتكلم بلغة لا تفهم معناها والرعد حينما تسمع له ( دنين ) فإنك لا تفهم من تداخل أصواته شيئًا ، بل تسمع أصواتًا متداخلة فقط . هذا قليل من كثير من الألفاظ العربية التي كدنا نخسرها ، وكادت تضيع لولا الشعر عمومًا وشعر المحاروة على وجه الخصوص ، وأغلب المعاني السابقة من كتاب ( مختار الصحاح ) .[/FRAME] |
يامرحبا ياعائش السفياني
موضوع رائع وحضورك رائع لك كل الود أخوك |
لاهنت والله ياعايش
وموضوع رائع حضورك جميل ،،، |
عائش السفياني
أهلا وسهلا موضوع جميل ويستحق البحث والتقصي نعم أغلب المفردات المستخدمة الان فصيحة ولكن قد تتغير في حركاتها , بل ابعد من زمن هولاء الشعراء السابق ذكرهم تجد شعراء تجد في قصائدهم ألفاظ فصيحة . اشكرك اخي عائش على الموضوع . |
بارك الله فيك ..
وعشت ياعائش ! سلام’ عليكم :) |
موضوع قيم جدا
كما عهدناك بهكذا مواضيع ياعايش متفرد |
مجهود رائع
ياعايش الله يعطيك العافيه |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية