منتديات المرقاب الأدبية

منتديات المرقاب الأدبية (http://www.montada.mergaab.com/index.php)
-   ..: المرقاب العَام :.. (http://www.montada.mergaab.com/forumdisplay.php?f=60)
-   -   حفرت كلمة احبك بدمها وماتت !! (http://www.montada.mergaab.com/showthread.php?t=43251)

عبدالله شايع الزهيري 09-01-2009 06:33 PM

حفرت كلمة احبك بدمها وماتت !!
 
[align=center]


قصة على لسان صاحبها

وهو شاب في أواخر العشرينات من السعودية , يقول:

تعودت كل ليلة أن أمشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..

وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر... كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل ...

لفت انتباهي شكلها وملابسها ..

فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءً ..

وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان ...

كانت في البداية لا تلاحظ مروري ....

ولكن مع مرور الأيام ..

أصبحت تنظر إليَّ ثم تبتسم ..

في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها

فقالت: أسماء ..

فسألتها: أين منزلكم ..

فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ..

وقالت: هذا هو عالمنا

أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..

وسألتها عن أبيها ..

فقالت: أبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..

ثم توفي في حادث مروري ..

ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد

يخرج راكضا إلى الشارع ...

فمضيت في حال سبيلي ..

ويوما بعد يوم ..

كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..

سألتها : ماذا تتمنين ؟

قالت: كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..

لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ...

أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..

مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ....

ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور ...

أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..

وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهم

وأتعلم القراءة والكتابة ..

لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..

قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ...

وقد تكون عينيها .. لا أعلم حتى الآن السبب ..

كنت كلما مررت في هذا الشارع ..

أحضر لها شيئا معي ..

حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..

وقالت لي في إحدى المرات ..

بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم

قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز ...

وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطة ..

فأحضرت لها ما طلبت ..

وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا ...

قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف أكتب كلمة أحبك.. ؟

مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..

وبدأت أخط لها على الرمل كلمة أحبك ...

على ضوء عمود إنارة في الشارع ..

كانت تراقبني وتبتسم ..

وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة أحبك ...

حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..

وفي ليلة غاب قمرها

... حضرت إليها ...

وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ...

قالت لي اغمض عينيك ..

ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ..

فأغمضت عيني ...

وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة ...

وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..

وفي الغد حصل لي ظرف طارئ

استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..

لم أستطع أن أودعها ..

فرحلت وكنت أعلم إنها تنتظرني كل ليلة

.. وعند عودتي ...

لم أشتاق لشيء في مدينتي ..

أكثر من شوقي لأسماء ..

في تلك الليلة خرجت مسرعا

وقبل الموعد وصلت المكان

وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..

كان الشارع هادئا ..

أحسست بشي غريب ..

انتظرت كثيرا فلم تحضر ..

فعدت أدراجي ...

وهكذا لمدة خمسة أيام ..

كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها ..

عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..

فقد تكون مريضة ..

استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية

طرقت الباب على استحياء..

فخرج أخوها خالد ..

ثم خرجت أمه من بعده ..

وقالت عندما شاهدتني ..

يا إلهي .. لقد حضر ..

وقد وصفتك كما أنت تماما ..

ثم أجهشت في البكاء ..

علمت حينها أن شيئا قد حصل ..

ولكني لا أعلم ما هو ؟!

عندما هدأت الأم

سألتها ماذا حصل؟؟

أجيبيني أرجوك ..

قالت لي : لقد ماتت أسماء ..

وقبل وفاتها ...

قالت لي: سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا

وعندما سألتها من يكون ..

قالت أعلم أنه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟

أعطيه هذه القطعة ..

فسالت أمها: ماذا حصل؟؟

فقالت لي: توفيت أسماء ..

في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ..

فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..

فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه ...

فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..

وكانت حالتها تزداد سوءا.

فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..

فعدت إلى المنزل ..

لكي أضع لها الكمادات ..

ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..

ثم أجهشت في بكاء مرير ..

لقد ماتت .. ماتت أسماء ..

لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..

نعم لقد خانتني ..

لأني لم استطع البكاء ..

لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..

لا أعلم كيف أصف شعوري ..

لا أستطيع وصفه لا أستطيع ..

خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني ...

بل أخذت اذرع الشارع ..

فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..

فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..

وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك ...

وامتزجت بقطرات دم متخثرة ...

يا إلهي ...

لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ...

وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..

كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..

كانت أصدق كلمة حب في حياتي ..

لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها ...

كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع ..

فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى..

فهو كما يحمل ذكريات جميلة ..

يحمل ذكرى ألم وحزن ..



تعليق على القصة :

البرواز المكسور..

رسالة إلى كل أم ..

تصحو صباحا ...

لتوقظ أطفالها ..

فتغسل وجه أمل ..

وتجدل ظفائرها..

وتضع فطيرتين في حقيبتها المدرسية ؟؟

وتودعها بابتسامة عريضة ؟؟

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى كل رجل أعمال ..

يشتري الحذاء من شرق آسيا بثمن بخس ...

ليبيعه هنا بأضعاف أضعاف ثمنه ؟؟

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى كل صاحب مستشفى خاص ...

هل اصبح هدفكم المتاجرة بأرواح الناس؟؟

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى كل طبيب في مستشفى حكومي عام

آو آي إنسان ضميره حي ..

هل تناسيتم هدفكم النبيل في مساعدة الناس للشفاء من الأمراض بعد إذن الله ...

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى كل من مر بالشارع الذي تقيم فيه أسماء ..

ونظر إلى غرفتهم الخشبية وابتسم ..

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى كل من دفع الملايين ...

لشراء أشياء سخيفة ..

كنظارة فنانة وغيرها الكثير ..

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى كل من يقرأ هذه القصة ...

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟



رسالة إلى الجميع ..

أسماء ماتت ؟؟

ولكن هناك ألف أسماء وأسماء ..

أعطوهم الفرصة ليعيشوا حياة البشر ..
تعالوا نوقظ قلوبنا .. ولو مرة ..

فما أجمل أن تجعل إنسانا مسكينا يبتسم وعلى خده دمعة ..



من بريدي للعبره والفائده .[/align]

خالد الحصيّن 09-01-2009 06:54 PM

يالله يا عبدالله



اقسم بالله انها من القصص اللي تقطع القلب
امتزج فيها الحب العفيف .. بالمروء والطيبه اللي فطرها الله في الانسان


وانهيتها بتعليق .. اسأل الله ان يثيبك عليه .. ويجعله في ميزان اعمالك
والله لا يحرمك اجر هذه القصه المعبره والتعليق المعبر





اخووك !

محمد بلال 09-01-2009 06:56 PM

أخي / عبدالله بن شائع


اشكرك على هذا الانتقاء .. وهذا النقل .. !!


قصة لها من الاثر .. مثلما لتلك الكلمة التي كتبتها ( أسماء ) .. لتعبر بها عن ( الصفاء ) الذي يحتويها والأسرار التي تكتنف حياتها المتواضعة ( المرّه ) ..!!


الحياة طريق يسلكه الكل , ويتعثر البعض , ومنهم من يسقط , ومنهم من ( يندثر ) دون الاستمرار في ذلك الطريق .. ولكن هناك كلمات تخلّد الصبر والتحمل في الحياة وتبعث في الأنفس الطمأنينة والرضا , وتكسوها بالسكينة ورونق الجمال إنها كلمات ( الحب ) .. !! وصدق المشاعر ..!!


لنعود ونؤكد للجميع بأن كل ما يحتاجه البشر هو أن ( يُعاملوا كبشر ) ..!! لا أقل ولا أكثر ..!!


تحياتي


...

ياسر العتيبي 09-01-2009 07:10 PM

عبدالله شايع


قصه مؤلمه بحق ,,

ورساله ساميه وصادقه ,,


جزاك الله خير

..

بنت وايل 09-01-2009 08:25 PM

يا الله


كم هزني هذا الواقع المرير

بعد قراءة هذه القصه





ادمت قلبي والله ..

شفق السريّع 09-01-2009 09:01 PM

عبدالله





رغم انها قصه قصيره بالتأكيد...

الا انك جئت بقصه غير طبيعيه

مؤلمه مؤلمه مؤلمه ..


الف شكر لك و انا اخوك


تحياتي

تركي الشاماني 09-01-2009 09:31 PM

الله واكبر ياعبدالله



تستحق اسماء الحياه


وتستحق من مثلها الحياه



تستحق ان ندفع لها قبل ان ندفع للبنان ولسوريا وغيرها


شكرا

حامد المطيري 09-01-2009 10:03 PM

بغض النظر عن مدى واقعية القصة


فهي تحث على شيء جميل


شكرا لك يالزهيري على هذا الرقي



تحياتي/ حامد

حياة 09-01-2009 10:45 PM

ماأجملها من رسالة

حصدت من من عيوننا الدمع، ومن قلوبنا الشعور بالتقصير

شكراً لهذهِ المساحة المضيئة

عبدالرحمن حمد العتيبي 09-01-2009 11:32 PM

:
:


عبدالله الزهيري

أوردت قصة مؤثرة حيل ..
وتحمل (( مضامين )) رائعة تعودنا أن نجدها في ماتطرح ..


كل الشكر على ايرادك لها هنا .. !!

فراج القرقاح 10-01-2009 12:26 AM

:





يالله يالله


عبدالله والله انها من اروع القصص المؤثرة
اتسمت بالعفه وطيب القلب والنقاء والصفاء

ونسأل الله الثبات .. وان يرزقنا التقى .!
لاهنت ولاقصرت

محمد آل عبدان 10-01-2009 02:00 AM

موجعه
موجعه
موجعه



قصه تحمل هدف سامي .. كم نتمنى أن يتحقق
لا هنت يا عبد الله

دارين 10-01-2009 02:51 PM


عبدالله شايع الزهيري



قرأت القصة ذات يوم حتى ابكتني

وحتى اليوم وانا اقرأها لازال اثرها بقلبي كما كان

قصة حزينة و مؤثرة وخلف سطورها اهداف سامية

تحتاج ضمائر البعض للنهوض من سباتها والتفكير في من هم دون المستوى

فكثيرون يستحقون الحياة



ولك كل الشكر

خالد السيحاني 10-01-2009 11:32 PM

-


ياليتني ما قريت القصه ياعبدالله ،



مؤثره مؤثره مؤثره



لاكنها تحمل رساله ساميه


شكرآ يا عبدالله

عبدالله شايع الزهيري 24-01-2009 01:31 PM

أرحبو أرحبو كلكم


شاكر ومقدر حضوركم وتعليقاتكم الطيبه




بيض الله وجيهكم والله يرعاكم

سداح 24-01-2009 11:15 PM

أقسم بالله لم اقرا مثل هذه القصة المؤثره منذ زمن

تهز القلوب وتدميها

الغالي عبدالله

الله يجمل حالك ويجزيك الخير على هذا النقل


...


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية