(*(( إضاءات مرقابية ))*)
 

اعضاء المرقاب الكرام، أسعد الله اوقاتكم بالخير جميعاً ، وددت أن اقدم هذا الموضوع منذ زمن لكن الظروف لم تسمح لي ، والآن سأقدمه وأتمنى أن ينال على الإستحسان والرضا ...
فكرة الموضوع هي إضاءات متعددة على أبيات مختلفة من إبداعات أعضاء المرقاب المتناثرة في المنتدى ، هناك أبيات تستحق الإشادة لما تحمله من فكر بكر ، وصور فنية غير مستهلكة .. وحسب ماتمليه عليّ ذائقتي المتواضعة ...

سيكون الموضوع مغلق عن الردود إذا سمحت الإدارة بذلك ....





دم تم / بخير ... ش س :)

[poem=font="Arial,5,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الصمت حكمة والسواليف ويّاك = تثبت لي انّ الصمت مافيه حكمة[/poem]

الشاعرة : الفجر البعيد

رغم سهولة البيت وانسيابيته إلاّ انه يثبت نظرية السهل الممتنع ، وقلب الأمثال رأساً على عقب بشكل احترافي في هذا البيت اخرج لنا صورة غير متوقّعه اطلاقاً ، فالمثل يقول : " الصمت حكمة " ، وهذا ماتوارثناه منذُ عقود حتى قامت الفجر البعيد بنسف هذا المعنى وتشكيله حسب الحالة النفسية والشعرية إلى معنى مخالف ولكنه اجمل بكل تأكيد في هذه الحالة بالتحديد .
عبّرت الشاعرة من خلاله ان الصمت في حضرة المحبوب لايحمل من الحكمة شئ ، بل أن الصمت سيكون عائقاً للتلذذ بكلامه .
اقول للمبدعة الفجر البعيد اذا كان من الصمت حكمة ، فإن من الشعر لحكمة أيضاً .

دم تم

[poem=font="Simplified Arabic,5,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الحلم غير اللي تشوفه ليا نمـت=الحلم شيٍ يحرمك من منامك !!! [/poem]

الشاعر : عبداللطيف الغامدي

ينتمي هذا البيت ايضاً إلى مدرسة السهل الممتنع على الكثير ، وايضاً فيه قلب للمفاهيم العامة ، وهذا مانسميه بالإبداع ، فالإبداع ان تصنع من الشئ العادي لاعادي ، وان ترى الأشياء بشكل مغاير عن بقية الناس .
عبداللطيف الغامدي انتج هنا فكره بكر ، فلم ارى في حياتي تعريفاً للحلم كالذي اقنعني به هذا الشاعر العملاق ،الحلم غير اللي تشوفه ليا نمت ، بل ان الحلم والذي جاء هنا بمعنى الهدف البعيد هو مايحرمك من منامك ..
ابدعت يابو راكان ايّما إبداع كعادتك في اقتناص الشوارد ..


دم تم

[poem=font="Simplified Arabic,5,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
كم أحبّـك .. وكميّـة هـواك=مـن يحـاول يحددهـا غبـي
تكبر ولا لهـا عنـدي سـواك=لو طرحت الضبي فوق الضبي ! [/poem]

الشاعر : سداح

بين الكم والكمية في الشطر الأول من هذين البيتين فرق شاسع ، فالكمّ للعدد والكميّة للحجم ، وايضاً وكما نعلم ان اي زيادة في المبنى يقابلها زيادة في المعنى ، ومن مسلّمات اهل العشق ان القول بـ ( أحبك ) وان كانت بـ كمّ هائل، لا يوازي كمية الهوى الموجودة في صدر العاشق ، واستخدامها في نفس الشطر بهذه البساطة ، جعلني اقف احتراماً لهذا الشاعر الفذ .
ومن يحاول أن يحدد هذه الكمية في صدر شاعرنا فهو غبي ، والسؤال لماذا ؟
والجواب في ( تكبر ) ، حيث ان الفعل المضارع في اللغة يفيد الإستمرارية ، فلو قال ( واجد ولا لها عندي سواك ) على سبيل المثال ،لن يصل المعنى كما يريده الشاعر بإستحالة قياس كمية الهوى الموجودة لأن (واجد) اسم و ( تكبر ) فعل مضارع يفيد زيادة الحب والهوى بإستمرار ، والمستمر يصعب قياسه .
وقول الشاعر ( لو طرحت الضبي فوق الضبي ) صورة خيالية بديعة ، فالعاشق هنا صيّاد والمعشوق ظبي ، وعلى كثرة الظبا امام الصياد فهو لا يرى الا الظبي الذي اصطاد الصيّاد لا العكس ، ومايؤكد سعة خيال الشاعر هنا انه استحضر صورة الصياد الحقيقية في رحلة الصيد وهو يرمي الظبي فوق الظبي بعد انتهاء الصيد .
سداح انت شاعر مبدع وحاضر مشرّف وتاريخ قادم .


دم تم