الموضوع: العوانس ..!
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-01-2009, 07:08 PM
سالم الرويس
(*( عضو )*)
سالم الرويس غير متصل
لوني المفضل sienna
 رقم العضوية : 1086
 تاريخ التسجيل : Sep 2004
 فترة الأقامة : 7728 يوم
 أخر زيارة : 14-02-2011 (11:40 PM)
 المشاركات : 771 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 8521
بيانات اضافيه [ + ]
العوانس ..!



أعضاء المرقاب ومشرفيه ...
كل عام وأنتم بخير .....

إذا كانت ظاهرة العنوسة ظاهرة اجتماعية اختيارية أحيانا ،إما لعدم توفر الكفء أو لعدم وجود فارس الذكريات مثلا ،فهي أيضا ظاهرةقد تكون إجبارية نتيجة للتسلط العائلي أو التسلط الاجتماعي أيضا ومحاولة استثمار هذه الأجساد قبل مغادرتها الثكنة العسكرية وتوديع الحرس الوطني !أو بمعنى أدق .. البيع لأعلى سعر تحت مظلة الزواج..!
لكن هناك طرق أخرى للتعنيس بعضها أخلاقي يعود لزهو الإنسان بقيمته وقيمه وبعضها غير أخلاقي بل غير إنساني أيضا ،خاصة حين يصبح الإنسان ضحية لنزوات غيره أو جشعه أو شروطه المستحيلة .
هذا مايقع في محيط البشر ،لكن هناك عنوسة من نوع آخر وقد تخضع لنفس الظروف ، فتصبح ضحية أيضا لقناعات منتجها أو عقده أوضحية لظروفه أو ضحية أيضا لظروف مجتمعه ،وهي ما قد نصطلح على تسميته بالعنوسه الأدبية.
فالعنوسة الأدبية قد تكون اختيارية أوقد تكون إجبارية أيضا ،يفرضها المحيط والظروف أو يفرضها الأديب نفسه على بنات أفكاره حين لايجد لها كفئا معرفيا أو لايجد لها وعاء ثقافيا يستقبلها بكل حفاوة دون أن يقزمها بعقده .
قد يكون المجتمع أيضا شريكا في عملية التعنيس حين لا يتقبل بعض النتاجات الثقافية ، فيصبح المولود الجديد غريبا في مجتمعه وغير مرغوب فيه ،فيكون بالتالي ضحية لتقاليد المجتمع التي قد لا تكون صحيحة بالضرورة .
إذا العنوسة في حد ذاتها إحدى نتائج الوئد سواء كان هذا الوئد وئدا اجتماعيا أو وئدا ثقافيا ،فهي وئد ثقافي حين تقتل لذة النص بذاته ولذة منتجه به في عمر النشوة الثقافية ، فإذافقدت هذه الغواني رونقها فإنها ستصبح عالة على أبيها الروحي ،الذي قد يحزن حين يذكر اسم إحداها في حين أنه كان في زمن نشوتها يفرح حين يجد من يناديه باسمها أو يطلب يدها منه ، كما إنها هي ذاتها تترك كل وسائل الزينة وصرعات الموضة ،وتحاول ألا ترى وجهها في مرآة الصباح الحزين .
قد يكون هذا المولود الحزين كتابا جديدا أو نصا أدبيا مختلفا عن السائد _ وهذه قد تكون مشكلة المشروع الثقافي ذاته_ أوقد يكون تيارا ثقافيا تنويريا ،وهنا قد تكون الجدة سببا في عدم القبول ولكن لايوجد نواياإقصائية فيكون الوضع طبيعيا ويكون الزمن كفيل بنضج التجربة ورسوخها ،لكن هناك مشكلة أعمق وأخطر وهي حين تكون التجربة متوافقة مع الحراك والنتاج الثقافي ومع هذا تقصى نتيجة لنسبها الذي لا ينتمي لأصحاب الأسماء المخملية أو الصور الباهرة أو الأجساد المتحركة ...
إذا النص العانس قد لايكون عانسا في ذاته ولكن العنوسة قد تفرض عليه من الداخل أو من الخارج ،فعنوسة الخارج تكون من المجتمع الإنتقائي،بينما عنوسة الداخل تكون بسبب الأب الروحي الذي يرفض أن يزوج بناته من أي شخص ولا يمكن أن يسمح لهن بممارسة اللهو مع أترابهن في الشوارع، تعاليا ،وكذلك يمنعهن من حضور الحفلات الاجتماعية ،احتشاما ، لهذا لاتجد هذه البنات المرفهات والمترفات، كرامة ،لايجدن سبيلا للتسلل إلى آذان وقلوب وأعين المتلقين ،فيئدهن الحب الأبوي الأفلاطوني ،وتسرق السنون نضارة الخدود وليان القدود ،وتحتل تجاعيد النسيان والحرمان تلك المساحات التي كان الأمل يغني بها مترنما " زمان الصبا يازمان الصبا ".
لكن حال الأب مع كل هذا الحرمان والتهميش وجلد الذات يقول :
ولدت ولما لم أجد لعرائسي
رجالا وأكفاء وأدت بناتي



 توقيع : سالم الرويس

للريح في وجه الفيافي تجاعيد
جرح السنين وذكريات الفيافي
جرح وخلا البيد تستنكر البيد
على ملامحهاسوافي سوافي

rouis22@hotmail.com

رد مع اقتباس