الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله المسئول أن يوفق المسلمين لكل ما فيه رضاه ، وأن يفقههم في الدين ، وأن يعينهم على بر والديهم ، وصلة أرحامهم ، وأن يعيذهم من العقوق والقطيعة للرحم ، ومن كل ما يغضب الله ويباعد من رحمته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
اخي في الله شفق
إن الله عز وجل قرن حق الوالدين بحقه في آيات كثيرة ، مثل قوله عز وجل : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وقوله عز وجل : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وقوله سبحانه : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
والآيات في هذا المعنى كثيرة . وهذه الآيات تدل على وجوب برهما ، والإحسان إليهما وشكرهما على إحسانهما إلى الولد من حين وجد في بطن أمه إلى أن استقل بنفسه وعرف مصالحه . وبرهما يشمل الإنفاق عليهما عند الحاجة ، والسمع والطاعة لهما في المعروف ، وخفض الجناح لهما ، وعدم رفع الصوت عليهما ، ومخاطبتهما بالكلام الطيب والأسلوب الحسن ، كما قال الله عز وجل في سورة بني إسرائيل : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
وفي الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي العمل أفضل؟ قال الصلاة على وقتها قيل ثم أي؟ قال بر الوالدين قيل ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله وقال صلى الله عليه وسلم : رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين خرجه الترمذي ، وصححه ابن حبان ، والحاكم ، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما . والأحاديث في وجوب برهما والإحسان إليهما كثيرة جدا .
وضد البر : هو العقوق لهما ، وذلك من أكبر الكبائر . لما ثبت في الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور وفي الصحيحين أيضا ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من الكبائر شتم الرجل والديه قيل يا رسول الله وهل يسب الرجل والديه؟ قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه فجعل صلى الله عليه وسلم التسبب في سب الوالدين سبا لهما . فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية ببر الوالدين ، والإحسان إليهما ، ولا سيما عند الكبر والحاجة إلى العطف والبر والخدمة ، مع الحذر كل الحذر من عقوقهما والإساءة إليهما بقول أو عمل .
اراك اخي شفق يأست من رحمت الله
اذا كانوا والديك احياء فما زال هناك فرصه ثمينه لا تعوض واعلم ان الله غفور رحيم
اما اذا كانو اموات احداهما او كلاهما :-
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل فقال يا رسول الله : هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما فقال عليه الصلاة والسلام : الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما هذا كله من بر الوالدين بعد وفاتهما .
فنوصيك بالدعاء للوالدين والاستغفار لها وتنفيذ وصيتهما الشرعية وإكرام أصدقائهما وصلة أخوالك وخالاتك وسائر أقاربك من جهة الأم واعمامك وعماتك من جهة الاب . وفقك الله ويسر أمرك . وتقبل منا ومنك ومن كل مسلم . والله الموفق .
اسف على الأطاله وأسال الله ان تعم الفائده
تحياتي لك
اخوك ومحبك
راعي المغاتير
|