عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2009, 02:11 PM   #4
عايض عبدالله
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية عايض عبدالله
عايض عبدالله غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1840
 تاريخ التسجيل :  Jul 2008
 أخر زيارة : 14-08-2013 (09:38 PM)
 المشاركات : 270 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 5893
لوني المفضل : sienna
اغراض الشعر الجاهلي



[align=center]الغــزل:


هو التحدث عن النساء ووصف ما يجده الشاعر حيالهن من صبابة وشوق وهيام، وقد طغى هذا الغرض على الشعراء فأصبحوا يصدرون قصائدهم بالغزل لما فيه من تنشيط للشاعر واندفاعه في قول الشعر، ولما فيه من تنشيط للمستمع لذلك الشعر، ومن أجمل مطالع القصائد الغزلية قول المثقب العبدي:


أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني

ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأن تَبِيني

فَلَا تَعِدِي مَواعِدَ كاذباتٍ

تَمرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيفِ دُونِي

فَإنِّي لَوْ تُخَالِفُني شِمَالِي

خِلاَفَكِ مَا وَصَلْتُ بِهَا يميْنِي

إذاً لَقَطَعْتُهَا ولَقُلْتُ بِيْني

كَذَلكَ أجْتَوِي مَنْ يَجْتويني


وإذا تتبعنا الغزل الجيد المؤثر في النفس وجدناه الناتج عن التذكر واسترجاع المواقف الماضية سواء كان في صدر القصيدة أو غزلا مقصوداً لذاته، فهذا المُرَقِّش الأصغر يقول في تذكر موقف غزل:


صَحَا قَلْبُه عَنْهَا عَلى أَن ذِكْرَةً
إذَا خَطَرَتْ دارَتْ بِهِ الأرَضُ قائماَ


وهذا بشر بن أبي خازم يقول:


فَظَلِلْتَ من فَرْطِ الصَّبَابَةِ والهَوَى
طَرِفاً فؤادُكَ مِثْل فِعْل الأيَهْمِ




وإذا كان بعض الشعراء يعبرون عن لوعتهم وحبهم في أبيات تصور خلجات النفس وتأثرها بالحب فإن عدداً من شعراء الجاهلية يتعدون ذلك إلى وصف المرأة وصفاً كاملاً فيصفون وجهها وعينيها وقوامها ورقبتها وأسنانها وغير ذلك، ومن هؤلاء الأعشى وامرؤ القيس بل إِن امرأ القيس لا يتورع عن ذكر ما يجري بينه وبين المرأة. وغرض الغزل وإن كان يستدعي أسلوباً ليناً رقيقاً إلا أننا لا نجد ذلك إِلا عند القليل من الشعراء الجاهليين.

أما معظم شعراء الغزل في الجاهلية فأسلوبهم يتصف بالقوة والمتانة ولا يختلف عن أسلوب المدح أو غيره من الأغراض.



الوصـف:



الوصف من الأغراض التي برع فيها شعراء الجاهلية وهو يرد في معظم أشعارهم؛ فالشاعر الجاهلي يركب ناقته في أسفاره، فيصفها وصفاً دقيقاً، وهو يمر بالصحراء الواسعة فيصورها تصويراً بارعاً، يصف حرارتها قي القيظ وما فيها من السراب الخادع، ويصف برودتها في الشتاء، ويركب فرسه للنزهة أو للصيد فيصفه. وقد برع شعراء الجاهلية في وصف الفرس وإعداده للصيد، ونجد ذلك عند امرىء القيس وأبي دؤاد الإيادي، يقول أبو دؤاد:


فلما علا مَتْنَتَيْهِ الغُـلامُ

وسَكَّن من آلهِ أن يُطـَارا

وسُرِّ كالأجْدلِ الفَارسـ

يِّ في إثْرِ سِرْبٍ أَجَدَّ النَّفَارا

فَصادَ لَنَا أَكحَلَ المُقْلَتَيْـ

ن فَحْلاً وأُخْرى مَهَاةً نَوارَا


وقد صور الشعراء أيضاً المعارك التي تحدث بين كلاب الصيد وثيران الوحش وبقره وحمره وأتنه، ووصف الشعراء الليل، طوله ونجومه وقد برع في ذلك امرؤ القيس، كما وصفوا الأمطار والبَرَدَ وشدة البرد نجد ذلك عند النابغة وأوس بن حجر الذي يقول:


دَانٍ مُسِفٍ فُوَيْقَ الأرْضِ هَيْدَبُهُ

يَكَادُ يَدْفَعُهُ من قَامَ بالرَّاحِ


وقد وصفوا الرياض والطيور وقرنوا الغراب بالشؤم ولم يتركوا شيئاً تقع عليه أبصارهم إلا وقد أبدعوا في وصفه. فهذا عنترة يصف ذباباً في روضة فيقول:


وخَلاَ الذُّبَابُ بِهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ

غَرِداً كَفِـعْلِ الشّـارِب المُتَرَنِّـم

هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بذرَاعِهِ

قَدْحَ المُكِبِّ على الزّنادِ الأجْذَمِ


فغرض الوصف في العصر الجاهلي غرض ليس مقصوداً لذاته وإنما يأتي في عرض القصيدة ليتوصل الشاعر إلى غرضه الرئيس من المدح أو الهجاء أو الرثاء أو الفخر.




الاعــتذار:




الاعتذار هو استعطاف المرغوب في عفو، حيث يبين الشاعر ندمه على ما بدر منه من تصرُّفٍ سابق. وتقديم العذر في عرض ملائم يقنع المُعْتَذَرَ إليه المرجو عفوه يدل على مهارة في القول وتفنن في الشعر. وزعيم الاعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل في ذلك العصر للنعمان بن المنذر ملك الحيرة، ومما خاطب به النعمان من ذلك الاعتذار قوله:



فَلاَ لَعَمْرُ الذي مَسّحْتُ كَعْبَتَهُ

وما هُرِيقَ على الأنْصَابِ من جَسَدِ

والمُؤمنِ العَئِذَاتِ الطّيْر يَمْسَحُهَا

رُكْبَانُ مكةَ بين الغَيْـلِ والسّنَدِ

ما قُلْتُ من سَيء مِمّا اُتِيْتَ بِه

إذاً فَلاَ رَفَعَـتْ سَوْطِـي إلَيَّ يَـدِي


وإذا كان النابغة قد تقدم على غيره في هذا الغرض فإن هناك شعراء قالوا اعتذاراً جيداً، ومن أولئك الشاعر المتلمس الذي اعتذر إلى أخواله بقوله:


فَلَو غيرُ أخوالي أرادوا نَقِيصَتي

جَعَلْتُ لهُم فَوْقَ العَرَانين مِيْسَمَا

ومَا كُنْتُ إلاَّ مِثْل قَاطِعِ كَفِّهِ

ِبكَفٍّ لهُ أُخرَى فَأَصْبَحَ أَجْذما


والاعتذار من الأغراض الرئيسة فهو مقرون بغرض المدح؛ لأن الشاعر لا يأتي به وسيلة لغيره وإنما ينشيء القصيدة من أجله، لأن غرض الشاعر من قول الاعتذار هو الحصول على عفو لا يَتَأَتَّى إلا عن طريق الاعتذار الجيد، كما أن المال لا يحصل للشاعر إلا عن طريق المدح الجيد، فغرض الوصف ترف في القول أما الاعتذار فهو هدف يسعى إليه الشاعر، وغرض الاعتذار من الأغراض الصعبة التي لا يجيد القول فيها إلا من أوتي زمام الشعر كالنابغة الذبياني.




الحكمـة:



الحكمة قول ناتج عن تجربة وخبرة ودراية بالأمور ومجرياتها، ولا يقولها إلا من عركته الأيام ووسمته بميسمها، فهي تختلف عن الغزل الذي يقوله الشاعر في أول شبابه، والحكمة لها الأثر البالغ في النفوس، فربما اشتهر الشاعر ببيت يشتمل على حكمة جيدة فيحفظه الناس ويتناقلونه، وتشتهر القصيدة أو شعر ذلك الشاعر بسبب تلك الحكمة، والحكمة ليست غرضاً مقصوداً لذاته وإنما هي من الأغراض التي تأتي في عروض الشعر، وقد اشتهر عدد من الشعراء بحكمهم البليغة، ومن أولئك زهير بن أبي سلمى الذي بث حكمه القوية في شعره فاشتهرت وتردّدتْ على ألسن الناس قديماً وحديثاً. وإذا نظرنا في معلقة زهير وجدناها تحظى بالكثير من حكمه ومن ذلك قوله:


ومَنْ هَابَ أسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ

ولَوْ رامَ أَسْبَابَ السمَاَءِ بِسُلَّمِ


ومثل زهير علقمة بن عَبدَة الذي يقول:


والحمدُ لا يُشْتَرَى إلا له ثَمَنٌ

مِمَّا يَضِنُّ به الأقْوَامُ مَعـْلُومُ

والجودُ نَافِيَةٌ لِلْمـَالِ مُهْـلِكَةٌ

والبُخْلُ بَاقٍ لأهْلِيْهِ ومَذْمُومُ


وقد تأتي الحكمة في صورة نصيحة وإرشاد كما فعل المثقب العبدي في قصيدته التي أولها:


لا تَقُولَن إِذَا مـَا لَـمْ تُرِدْ

أنْ تُتِمً الوَعْدَ في شيء نَعَمْ

حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ من بَعْدِ لا

وقَبِيْحٌ قَوْلُ لا بَعْدَ نَعَمْ


والحكم في الجاهلية تعبر عن التمسك بالمثل العليا السائدة في المجتمع، فهي ترشد إلى الأخلاق الفاضلة التي ترفع من قدر الإنسان عندما يتمسك بها، والحكمة ليس لها مكان معين في القصيدة؛ فقد تأتي مبثوثة في القصيدة، وقد تأتي في أول القصيدة أو في آخرها.



[/align]


 
 توقيع : عايض عبدالله

ayeth_@hotmail.com

لـ نتواصل

آخر تعديل بواسطة عايض عبدالله ، 10-02-2009 الساعة 02:16 PM سبب آخر: غلطه املائيه

رد مع اقتباس