اما في ما يخص مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام
فيقول الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي
[poem= font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السـَّاري= وعـلامَ تبقى حَيْـرةُ المحتــار
ضحـكَ الطريقُ لسالكيهِ فقلت= لمن يلوي خطاهُ عن الطريقِ حذار
وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل= عن فرحة الأغصان والأشجــار
غنَّت بواكير الصباح فحركـت= شجـوَ الطيورِ ولهفةَ الأزهــار
غَنَّت فمكـة وجهـها متألـقٌ=أملاً ووجـهُ طغـاتها متــوارِ
هَلَّ الهلالُ فلا العيـونُ تـرددت= فيما رأتـهُ ولا العقـولُ تـماري
والجاهليـة قد بنت أسوارهـا= دون الهدى فانظـر إلى الأسـوار
واقرأ عليها سـورة الفتـحِ التي=نزلـت ولا تركـن إلى الكفـار
أوما ترى البطحاء تفتح قلبهـا=فرحـاً بمقـدم سيـد الأبـرار
عطشى يلمظها الحنين ولم تـزل=تهفـو إلى غيثِ الهدى الـمِدرار
ماذا ترى الصحراء في جنحِ الدجى= هي لا ترى إلا الضياء السـاري
وترى على طيف المسافر هالـةً= بيضاءَ تسـرق لهفـة الأنظـار
وترى عناقيدُ الضيـاءِ ولوحـةً = خضـراءَ قد عرضت بغير إطـار
هي لا ترى إلا طلوع البـدرِ في= غَسَقِ الدجى وسعادة الأمصـار
ما زلت أسمعها تصوغُ سؤالـها= بعبـارة تخلـو من التكــرار
هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا= ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار
ماذا يقول حراء في الزمـن الذي= غلبـت عليه شطارة الشُطَّــار
ماذا يقـول للاتـهم ومناتهـم ؟ = ماذا يقول لطغمـة الكفــار ؟
ماذا يقول ؟ ولم يـزل متحفـزاً = متطلعــاً لخبيئـةُ الأقــدار
طِبْ يا حـِراءُ فلليتيـم حكايـة = نسجت ومنكَ بدايـةُ المشـوار
أوما تراهُ يجيء نـحوك عابـدًا = متبتلاً للواحـد القهــــار
أوما ترى في الليل فيض دموعـه= أوما ترى نـجواهُ بالأسحــار
أسمعت شيئاً يا حِـراءُ عن الفتى= أقرأتَ عنـهُ دفاتـر الأخيــار
طِبْ يا حِراءُ فأنت أولُ بقعــةٍ = في الأرض سوف تفيض بالأسرار
طِب يا حِراءُ فأنتَ شاطىء مركبٍ = مازالَ يرسـمُ لوحةُ الإبحــار
ماجت بحار الكفـر حين جـرى =على أمواجها الرعناء في إصـرار
وتساءل الكفار حين بدت لهـم= في ظلمةِ الأهواءِ شمعـةُ سـاري
مـن ذلك الآتي يمد لليلنا قبسـاً= سيكشـفُ عن خبايا الــدار
مـن ذلك الآتي يزلـزل ملكنـا= ويرى عبيـد القوم كالأحـرار
ما بالهُ يتلـوا كلامـاً ساحـراً =يغري ويلغـي خطبـة استنفار
هذا محمـد يا قريشُكأنَّكــم = لـم تعرفـوه بعفـةٍ ووقــار
هذا الأمين أتجهـلون نقائــه = وصفائـه ووفائـه للجـــار
هذا الصدوق تطهرتأعماقـهُ = فأتى ليرفعكـم عن الأقــذار
طِبْ يا حِراءُ فأنت أول ساحـةٍ = ستلينُ فيها قسـوةُ الأحجـار
سترى توهجَ لحظة الوحي الذي = سيفيض بالتبشـير والإنــذار
إقرأ ألم تسمــع أمين الوحي إذ = نادى الرسول فقال لست بقارئ
إقرأ فديتك يا محمد عندمـــا = واجهت هذا الأمر باستبســار
وفديت صوتك عندمارددتهـا = آياً من القرآن باسم البــاري
وفديت صوتك خائفاً متهدجـاً = تدعوا خديجةَ أسرعي بدثــار
وفديتُ صوتك ناطقاً بالــحق لم = يمنعك ما لاقيت من إنكـار
وفديت زهدكَ في مباهجِ عيشهم = وخلو قلبكَ من هوى الدينـار
يا سيد الأبرار حبك لوحــةٌ = في خاطري صداحةُ الأطيـار
والشوق ما هذا بشــوقٍٍٍ إنه = في قلبي الولهــان جدوةُ نـار
حاولت إعطاء المشاعر صـورة = فتهيبت من وصفها أشعـاري
ماذا يقول الشعرُ عن بدرِ الدجى = لما يضيء مجالس السمـــار
يا سيد الأبرار أمـــتك التي = حررتها من قبضة الأشــرار
وغسلتَ من درن الرذيلةثوبها = وصرفت عنها قسوة الإعصـار
ورفعت بالقرآن قدر رجالـهـا = وسقيتهــا بالحب والإيثـــار
يا سيد الأبرار أمتك التـوت = في عصــرنا ومضت مع التيــار
شربت كؤوس الذُل حين تعلقت = بثقافةٍ مسمـومةُ الأفكـــار
إني أراها وهي تسحبُ ثوبــها = مخدوعة في قبضـة السمســار
إني أراها تستطيبُ خضوعــها = وتلينُ للرهبـان والأحـــبار
إني أرى فيها ملامـحَ خــطةٍ = للمعتدين غريبـة الأطـــوار
إني أرى بدع الموالـدِ أصبحـت = داءً يهـددُ منهـجَ الأخــيار
وأرى القبـابَ على القــبورِ = تغري العيونَ بفنها المعمــاري
يتبركـونَ بها تبركَ جــاهـلٍ = أعمى البصـيرة فاقد الإبصـار
فرقٌ مضللةٌ تجسدُ حبهـــا = للمصطـفى بالشطح والمزمـار
أنا لستُ أعرفُ كيف يجمـع = عاقلٌ بين امتداحِ نبينا والطـار
كبرت دوائرُ حزننا وتعاظمت = في عالم أضحى بغير قـــرار
إني أقول لمن يخادع نفســه = ويعيش بين سنابـــك الأوزار
سَلْ أيها المخدوع طيبة عندما = بلغت مداها ناقـة المختــار
سل صوتـها لما تعالا هاتفـاً = وشدى بألف قصيـدةِ استبشـار
سل حنين الجذع في محرابـه = وعن الحصى في لحظة استغفـار
سل صُحبة الصديق وهو أنيسه = في دربه ورفيقـه في الغـــار
سل حمزة الأسد الهصورَ فعنده = خبرٌ عن الجنـات والأنهـــار
سل وجه حنظلةَ الغسيل فربما = أفضى إليك الوجـه بالأســرار
سل مصعباً لما تقاصـرَ ثوبه = عن جسمـه ومضى بنصـفِ إزار
سل في رياض الجنة ابن رواحة = واسأل جناحي جعفـر الطيـار
سل كل من رفعوا شعارَ عقيدةٍ = وبها اغتنوا عن رفع كل شعـار
سلهم عن الحب الصحيح ووصفه = فلسوف تسمع صَادِقَ الأخبـار
حُبُّ الرسولِ تمسك بشريعـة = غراء في الإعـلان والإســرار
حب الرسول تعلق بصفاتــه = وتخلـق بخلائـق الأطهـــار
حب الرسول حقيقة يحيى بهـا = قلب التقـي عميقـة الآثــار
إحياء سنته إقامة شرعــه = في الأرض دفع الشك بالإقـــرار
إحياء سنته حقيقة حبــه في = القلب في الكلمات في الأفكــار
يا سيد الأبرار حبك في دمي = نهرٌ على أرض الصبابـة جــاري
يا من تركت لنا المحجةَ نبعها = نبـعٌ اليقين وليلهـا كنهـــار
سُحُبٌ من الإيمان تنعشُ أرضنا = بالغيث حين تخلـف الأمطــار
لك يا نبي الله في أعماقنــا قممٌ = من الإجـلال والإكبــار
عهدٌ علينا أن نصون عقولنـا = عن وهم مبتدعٍ وظن ممــــاري
علمتنا معنى الولاء لربنـــا = والصبر عند تزاحـم الأخطــار
ورسمت للتوحيد أكمل صورة = نفضت عن الأذهـان كل غبـار
فرجاؤنا ودعاؤنـا ويقيننــا = وولاؤنـا للواحـد القهــــار[/poem]
|