1- الدعاء لله بتضرع شديد لكي يمنُّ عليك بتوبة نصوحا ، فمهما تغلغلت الذنوب في قلبك، فالله قادر على أن ينزعها منه إذا أحسنت التضرع إليه بالدعاء.
2- صحبة الصالحين الذين يعينونك على عدم العودة إلى المعاصي.
والآن تعالوا بنا نرى نماذج لبعض التائبين
1-الرجل الذي قتل مائة نفس
قتل رجل تسعة وتسعين نفساً،ثم سأل:" هل لي مِن توبة؟"فدَلّوه على عابد فسأله، فقال له مستنكراً:" تقول أنك قتلت تسعة وتسعين نفساً،وتسأل: هل لك من توبة؟؟!!!" فقتله ، فأتم به المائة!!! ولكنه كان لا يزال حريصاً على أ ن يتوب، فسأل مرة أخرى فدُلَّ على رجل عالِم،فسأله،فقال له:" ومَن يحجُب توبة الله عز وجل عن عباده؟" ولكن اترك الأرض التي تعيش بها، فإن بها قوم سوء،(أرأيتم كيف تؤثِّر الصُحبة في صاحبها؟)و اذهب إلى أرض كذا (إترك الصحبة السيئة الطالحة واذهب إلى الصحبة الصالحةلتعينك على التوبة )،فإن بها قوماً صالحين،ولأنه كان حريصا ولديه عزم على التوبة ،فقد نفذ ما قاله العالم،وشد رحاله إلى أرض الصلاح، وبينما هو في الطريق، مات!!!!! فاختلفت فيه الملائكة، فقالت ملائكة الرحمة : إنه أتى تائباً،وقالت ملائكة العذاب : إنه قتل مائة نفس،ولم يفعل شيئاً قط!!!
فأرسل الله تعالى إليهم ملَكاً يحكم بينهم فقال لهم:"قيسوا ما بين الأرضين فإلى أي الأرضين أقرب أخذته الملائكة الخاصة به، فقاسوا بينهما، فقرَّبه الله تعالى إلى أرض الصلاح
فصار أقرب إليها منه إلى أرض المعصية بمقدار شبر واحد!!!!
فقبضته ملائكة الرحمة.
2-مثال آخر:
رجل جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً:" يا رسول الله أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أتاها فهل له من توبة؟ قال له صلى الله عليه وسلم:"هل أسلمت"؟ قال:" أشهد ان لا إله إلا الله، وأنك رسول الله" فقال له: دليل توبتك أن تفعل الخيرات وتترك المنكرات ،فقال الرجل : وإن فعلتُ هذا غُفرت ذنوبي؟ قال: نعم، قال:" وغدَراتي وفجَراتي؟!!!!" قال: "وغدراتك وفجراتك" ، فمضى الرجل يصيح قائلاً:" الله أكبر،الله أكبر"....حتى توارى عن أعين الناس.
3- المرأة الغامدية
هي امرأة صحابية عاشت في المدينة المنورة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت متزوجة من صحابي،أسلمت على يد النبي صلى الله عليه وسلم،،وكانت تتلقى القرآن من فمه الشريف، ورغم كل هذا وقعت في الزنا!!
هي على كل حال بشر، ونحن أيضاً بشر، والبشر خطَّاءون، ولكن خير الحطَّائين التوابون!!!
إستمع إلى قصتها كي لا تيأس من رحمة الله .
ذهبت المرأة الغامدية إلى النبي صلى الله عليه وسلم،وقالت له:
"يا رسول الله،إني زنيت وإني حُبلَى!!
"طهِّرني يا رسول الله!!"
لقد فعلَت ذلك وهي تعلم أن الحد هو أن تُرجَم حتى تموت، وكانت تستطيع أن تتو ب بينها وبين ربها، ويُمحى ذنبها...ولكنها كانت تشعر بفداحة ذنبها، و مُصرَّة على أن تنا ل جزاءها. فقال لها صلى الله عليه وسلم:" إذهبي حتى تضعي"....ولو أنها لم تعُد هل يقام عليها الحد؟؟ لا!! ولو أن أحداً عيَّرها يُجلد ثمانين جلدة، ولكنها كان مصرة على التوبة.
هناك من الأخوات مَن ينفعلن مع درس ديني، فيرتدين الحجاب مثلاً ، ثم بعد أن يهدأ حماسها تخلعه، ولكن انظر إلى هذه المرأة التي عادت بعد أن وضعت وهي تحمل وليدها، فقال لها المبعوث رحمة للعالمين:" إذهبي حتى تفطميه"!!!
هل تصدقون؟! بعد سنتين؟؟!!!
فذهبت وعادت إليه وابنها في يده لقمة، لتبين له أنها فطَمته!!!وقالت :
" طهِّرني يا رسول الله"!!!!
،فقال لها صلى الله عليه وسلم:" إعطني الولد،(ولكن حتى لا يُقال أنه ابن الزانية،لأن هذا ليس من أخلاق الإسلام)،قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" مَن يكفل هذا الغلام،ويكون رفيقي في الجنة"؟؟!!
ما هذا التكريم للغلام؟!
ثم تُرجم الغامدية، وهي ثابتة لا تتحرك،وتظل صامدة حتى تموت ...فيقف النبي صلى الله عليه وسلم،قائلاً لأصحابه:"إني مُصَلٍّ عليها ، فاصطفٌّوا خلفي"، فقال عمر رضي الله عنه:" يا رسول الله أتُصلي عليها وهي زانية؟"
فقال له صلى الله عليه وسلم وقد غضب:" ويحك يا عمر ، والله لقد تابت توبة،لو وُزِّعَت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، أما يكفيك أنها جادت بنفسها؟؟!!
4- كعب بن مالك
هو الصحابي" كعب بن مالك"رضي الله عنه،الذي تخلف عن إحدى الغزوات بدون عُذر، فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم مقاطعته ، فقاطعه المؤمنون أيضاً لمدة خمسين يوماً!!وبعد أن تاب الله تعالى عليه بنزول آيات من القرآن الكريم أقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم فرِحاً مبتهجاً، فقال له صلى الله عليه وسلم:
" أبشِر يا كعب بخير يومٍ طلع عليك منذ ولدتك أمك،لقد تاب الله عليك"!!!
ترى ما هو أجمل يوم في حياتك؟! هل هو يوم ميلادك،أم يوم تخرجك من الكلية؟أم أم يوم زواجك أم ماذا؟!!!!
5-"مالك بن دينار"
نموذج ثالث للتائبين هو "مالك بن دينار"وهو أحد أئمة التابعين،المعروف عنه أنه كان كل ليلة يبكي طوال الليل ويقول:
" إلهي،أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأيُّ الرجلين أنا؟؟؟؟!!!!"
" اللهم اجعلني من سكان الجنة ، ولا تجعلني من سكان النار"
هذا الرجل كانت بدايته مختلفة تماماً،إستمع إليه وهو يحكي عن نفسه، يقول:" بدأتُ حياتي ضائعاً سِكِّيراً عاصياً ظالماً ،آكُل حقوق الناس،آكُل الربا،أضرِب هذا وأبطِش بهذا،أفعل المُنكرات والفواحش، شديد الفُجور، يتحاشاني الناس من شدة فجوري...غير أني في يوم من الأيام اشتقت لأن أتزوج وتكون لي طفلة، فتزوجتُ وأنجبتُ فاطمة، وأحببتها حبا شديداً، وكلما كبرَت فاطمة زاد الإيمان في قلبي ،ونقص منه حب المعصية،ولربما رأَتني فاطمة أمسك بكأس الخمر،فأزاحته - وهي لم تكن تعدَّت السنتين- وكأن الله ألهمها أن تفعل هذا ،وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي،واقتربت من الله تعالى خطوة، وبدأتُ أبتعد عن المعاصي شيئا فشيئا...حتى أكملت فاطمة سنواتها الثلاث، فماتت!!!
ولم يكن عندي من الصبر ماهو عند المؤمن، فيقويتي، فتلاعب بي الشيطان حتى قال لي
:" لتسكرنَّ الليلة سكرة، ما سكرت مثلها من قبل!!!" فعزمتُ أن أسكر، وظللت طوال الليل أشرب...حتى سقطتُ ، فرأيتُني تتقاذفني الأحلام، والرؤى،حتى رأيت رؤيا ،وهي أنني في يوم القيامة،وقد أظلمت الشمس،وتحولت البحار إلى نار وقد زُلزلت الأرض واجتمع الناس أفواجاً وأنا بينهم ،اسمع المنادي ينادي :
" فلان بن فلان،هلُمَّ للعرض على الجبار!!"
،يقول:" فأرى فلاناً هذا يتحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف، حتى سمعت المنادي يقول:" مالك بن دينار،هلُمَّ للعرض على الجبار!!" ، يقول:" فاختفى البشر من حولي، وكأنه لا أحد من حولي في أرض المحشر، ثم رأيتُ ثعباناً عظيماً شديداً قوياً، يجري نحوي،فاتحاً فمه ...وأنا في شدة لخوف، فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاً،فاستنجدت به فقال لي:" يا ُبني أنا ضعيف لا أستطيع مساعدتك،ولكن اجري في هذا الاتجاه، لعلك تنجو"
فجريت حيث أشار والثعبان خلفي، فوجدت النار تلقاء وجهي،فقلتُ:" أأهرب من الثعبان،لأجد النار؟؟!!!،ففررت منهما،والثعبان خلفي،فرآني العجوزفقلتُ له :" أنقذني، فقال لي:أنا ضعيف كما ترى ،لا أستطيع مساعدتك،ولكن اجري تجاه هذا الجبل، لعلك تنجو...فجريت نحو الجبل والثعبان يكاد يخطفني ، فرأيتُ على الجبل أطفالاً صغاراً فسمعتُ الأطفال يصرخون:" يا فاطمة ، أدركي أباكِ"،يقول :" فعلمتُ أنها ابنتي،فعرفتها وفرحت أن لي ابنة ماتت وهي ابنة ثلاث سنوات لتنقذني في هذا الموقف،فأخذتني بيدها اليُمنى، ودفعت عني الثعبان بيدها اليُسرى، وأنا كالميت من شدة الخوف، فقالت لي :" يا أبتِ ألم يَأنِ للذبن آمِنوا أن تخشع قلوبهم لذِكرالله؟!"
فقلتُ يا بنيتي خبِّريني عن هذا الثعبان فقالت هذا عملك السيء ،فأنت كبَّرته،ونمَّيته،حتى كاد أن يأكلك،أما تدري أن الذنوب تأتي على هيئتها يوم القيامة؟؟!!
قال:" قلت لها، ومن الرجل العجوز؟؟!! قالت:" هذا عملك الصالح أنت أضعفته وأوهنته،حتى بكى لحالك،ولم يعد يستطيع مساعدتك، ولولا أنك أنجبتني يا أبتِ،ولولا أني مِتُّ صغيرة، ما كان هناك شيء ينفعك"!!!
يقول:" فأفقتُ من نومي وأنا أصرخ:" قد آن يارب ، قد آن يا رب!!"
يقول:" فاغتسلتُ وخرجت إلى المسجد لصلاة الفجر،أريد العودة إلى الله والتوبة،فإذا بإمام المسجد يقرأ الآية:" ألَم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبُهم لذِكر الله؟؟!!!" وتاب مالك بن دينار، واشتهر بأنه كان كل يوم يقف أمام المسجد ويقول:
" أيها العبد العاصي عُد إلى مولاك،أيها العبد الغافل عُد إلى مولاك،
مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك:
" مَن تقرب إليَّ شبراً تقربتُ إله ذراعاً،ومَن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً
ومَن أتاني يمشي أتيتُه هرولة!!!!
ألَم يأنِ الأوان يا مؤمنين؟؟!!!!
***
|