إستوقفني كثيراً هذا النصّ
لإنّه ( [OVERLINE]شدّ المشاعر[/OVERLINE] ) .!
أخت من طاع الله
إسم لمع بقوّه في المرقاب ، وكانت ولاتزال قصائد هذا الإسم في دائرة إهتمام الكثير
لإنّه إسم : شاعرة ، يكتب بإبداع حقيقي وتميّز ملحوظ .!
[ على حالة ]
نص مفعم بالشاعريّه الصادقه ، أعجبني كثيراً وقرأته أكثر من مرّه ..
{على حاله ..} مكانك يايبه من غبت لين اليوم=وعلى حال المكان أصيح وأذكر ماضي أحواله
بداية تقليديّه ولكنّها للمبدعين فقط ،
الوقوف على الأطلال .. منهج أساسي عند شعراء العرب منذ القدم
جميل جداً إيراد ( على حاله ) و( على حال ) تناغم موسيقي و ربط سريع بين معالم لوحة تشكيليه لمكان بقي حالة كما هو عليه ..
لهذا المكان تفاصيل تتضح من خلال ..
كأني به مقر الطيب مثلي يايبه مصدوم=يدور من لقاه الطيب بين الناس مدهاله
يدور فـ العيون اللي تمره عنّك أي علوم=ولايلقى ياكود الدمع مسفوح ٍ على جاله
صور جماليّه .. غاية في الروعه
هذا المكان هو ( مقر الطيب ) الذي صُدم برحيل صاحبه وأصبح يبحث عنه ويسأل ولا يجد الاّ الدمع في كناية عن أن رحيل صاحب المكان أحدث أثراً في كل شئ .!
من المكان ووصف حاله تنتقل الشاعرة لحالها وتقول :
يبه مرت ثمان شهور بنتك ما أهتنت بالنوم=وأظن أتلى العهد به يوم فقدك حطت إرحاله
على قلب ٍ قصا يا يابتي من حمله المردوم=وضرى به لويثوع الصبر مما ضمت أنحاله
هذا هو حال الشاعره التي تعاني من رحيل والدها الذي إتجهت بالخطاب له لإنّها تشعر أنّها وحيده بعد رحيله . ولاتجد من تحدّث أو تشكي له سواه .وهنا تتجلى أجمل صور الوفاء .
تستمر في خطابها لتقول له :
لو إن اعمار خلق الله لها بسوق المنايا سوم=ياكثر اللي يبى يرخص من أجلك حاله وماله
لماذا .؟
لانك ماكر ٍ فوقه مطاليق الحرار تحوم=لهم درع وحجا لا أبدا الزمن سوّه وغرباله
وإذا فالمتن بان لمضهد اللي يحملون وسوم=جمل لو هو كبير الحمل عنهم كنت تشتاله
قوي عزوم في وقت ٍ يبى مثلك قوي عزوم=على أنه عسر لكنك من أبرز وأطيب رجاله
بذراعك فيه اخذت المشيخه ما خذتها بختوم=أهلها فالرخا " قوم ٍ" لعقد الحبل حلاله
لكّن لو كبرت القاله وعنها أفخت يدين " القوم "=تجي منقادة ٍ عندك وعندك تصغر القاله
تحاول أن تخفف عن نفسها لوعة فقده ورحيله وذلك بـ ذكر محاسنه التي يحق لها أن تفتخر بها لتخف وطأة الفقد عليها .ولتبقى سيرته متنفساً لها .
يستمر خطابها لتقول :
يبه يامسندي كيف آصلك بعدك وكيف أقوم=وأنا كلي كسيرة ماسطا من حزن ما أحتاله
ويبه كل الشتات اللي نعيشه كان بك ملموم=وحال قلوبنا يانبضها من غبت يرثاله
هنا توضّح أثر رحيله عليها .. حيث
وفي نظرة تشاؤميّه تداركتها سريعاً لتذكر أن الأمل بالله موجود دائماً وتتجه لله عزّ وجل بالدعاء تقول :
خبا كل الضياء والحزن معتم والأمل معدوم= بغير اللي عساه يظلنا وياك بظلاله
وتعود لتصف الحال الذي تصبح عليه كل ما تتذكره ..
غيابك عندنا كوم وَ ألم فقدك علينا كوم=وبعدك أيّات كلمة تجرح الخافق وتغتاله
بعدك اسأل مسافات التعب من غبت لين اليوم=عنك وتبدد أنفاسي ليا قالت {على حاله..!}
وبــجملة ( على حاله ) التي بدأت الشاعره قصيدتها بها تنهي دائرة قصيدتها ، في تميّز ملحوظ .
|