بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(( الذّكر أفضل من الدعاء ))

الذّكر أفضل من الدعاء , لانّ الذّكر ثناء على الله عزّ وجلّ بجميل أوصافه وأسمائه ,
والدعاء سؤال العبد حاجته ,,

فأين هذا من هذا .؟

ولهذا جاء في الحديث ((:من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ماأعطي السائلين))

ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى .,ويصلّي على النبي
صلى الله عليه وسلم ., ثم يسأل حاجته .,

كما في حديث فضاله بن عبيد , ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ولم يصل ّ على
الرسول صلى الله عليه وسلّم ., فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( لقد عجل هذا ))

ثم دعاه فقال له او لغيره :

(( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربّه عز وجلّ والثناء عليه , ثم يصلّي
على النبي صلى الله عليه وسلّم , ثم يدعو بعد بما يشاء ))

وعن حديث بريده الاسلمي الذي رواه اهل السنن , وابن حبان في صحيحه :
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاآ يدعو وهو يقول :

اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوآ احد ,, فقال :

(( والذي نفسي بيده , لقد سأل الله باسمه الأعظم , الذي إذا دعي به أجاب , وإذا سئل به أعطي ))

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الدعاء يستجاب اذا تقدمه هذا الثناء والذكر
وانه اسم الله الأعظم , فكان ذكر الله عز وجل والثناء عليه انجح ما طلب به العبد حوائجه ,’

وانت ترى في الشاهد _ ولله المثل الاعلى _ ان الرجل اذا توسل الى من يريد
معروفه بكرمه وجوده وذكر حاجته هو وفقره ,, كان أعطف لقلب المسؤول واقرب لقضاء حاجته ..

وفي الصحيحين : ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال :
يارسول الله علّمني دعاء أدعو به في صلاتي , فقال قل :

(( اللهم انّي ظلمت نفسي ظلمآ كثيرآ , وانّه لا يغفر الذنوب الا انت , فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني , انّك أنت الغفور الرحيم ))

فجمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر , بين الاعتراف بحاله , والتوسل الى ربّه عزّ وجلّ بفضله وجوده ,
وانّه المنفرد بغفران الذنوب , ثم سأل حاجته بعد التوسّل بالأمرين معآ ,,

[mark=#cfc4c4]فهكذا أدب الدعاء وآداب العبوديه [/mark]

من : الوابل الصّيِب ورافع الكلم الطيّب
تأليف : الامام العالم العلامه المتقن الحافظ الناقد
شمس الدين ابي عبدالله محمد بن الشيخ ابي بكر
المعروف بـ : ابن قيّم الجوزيه رحمه الله