مرسى الوتاد .. اصدار " شيخة المطيري "

صدر عن سلسلة آفاق للثقافة والتراث التي يرعاها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي مجموعة شعرية للإماراتية شيخة المطيري تحت عنوان “مرسى الوداد”، وراجع الكتاب وقدّم له الشاعر هارون هاشم رشيد، ويقع في 55 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 23 قصيدة.
تحتل قصيدة الرثاء حيزا لا بأس به في المجموعة، إذ ترثي في قصيدتها “جرح بتشرين” المغفور له الشيخ زايد، حيث تبدأ بسرد مشاعر الفقد والألم نتيجة لغيابه، تلك المشاعر التي انتابت الأمكنة قبل البشر، تأكيدا على المكانة التي احتلها الراحل في نفوس جميع أبناء الامارات، فتقول:
“ثكلى غدتْ يا سيدي الأرجاء
فقد ألم ليس فيه عزاء
في كل زاوية تلألأ طيفكم
وبكل أرض منحة وعطاء
قد كنت حضنا لمها في همها
واليوم تحضنكم وذاك وفاء”.
كما تضم المجموعة قصيدة في رثاء الشاعر حمد خليفة بو شهاب المشهور باسم “الهزار الشادي” توضح المكانة الشعرية التي احتلها الراحل في الساحتين الإبداعية والثقافية في الامارات فتقول:
“يا تربة القبر التي واريته
هلا علمت بحرقة الأكباد
رفقا به هل تعلمين من الذي
واريته هذا شهاب بلادي”.
وفي قصيدة رثاء للشاعر سلطان العويس تقوم الشاعرة ببناء قصيدتها كحوار مع بعض الأبيات التي قالها الراحل، حيث تقوم بعملية تحوير في المعنى، إذ يصبح الجمال والشوق الموجه إلى الحبيبة في قصيدة الراحل شوقا إلى أشعاره فتقول:
“ لم أنكر الشوق فالأشواق أغنيتي
مذ هاتف القلب يا سلطان قد سُمعا
والحسن-إذ قلت إن الحسن ذو قمم
فسحر حسني من أشعاركم صنعا”.
واللافت للنظر في المجموعة أن الكثير من القصائد قد بنيت من خلال التواصل مع أشعار الآخرين وأفكارهم، إما كتعميق للحالة التي تمثلها أو استكمالا لدلالاتها، والبناء عليها، كما في قصيدة “لاعبة البلياردو” المبنية على قصيدة للشاعر كريم العراقي فتقول:
““بعثريها” بعثرت بالبعد عمري
“بعثريها” بعثرت أنت حياتي
“حركيها” حركت تمثال صبري
“حركيها” حركت صمت الشفاه
لم تكن تلك يا عزيزي كراتٍ
ذاك قلبي في آخر الشبكات”
حسام ميرو - جريدة الخليج
|