من أروع المناظرات في التاريخ الإسلامي
مناظرة عبد الله بن محمد الأذرمي في خلق القرآن ..
أمتُحِن الشيخ الأذرمي فلم يقل بخلق القرآن،
فأٌشخص إلى الخليفة الواثق بالله، فأمر أحمد بن أبي دؤاد أن يناظره،
فقال له ما تقول في القرآن، هل هو مخلوق أم غير مخلوق؟
فقال الأذرمي: لم تنصفني يا ابن أبي دؤاد، قبل أن أجيبك أريد أن أسألك
خبرني عن مقالتك هذه أهي واجبة داخلة في عقيدة الدين فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه ما قلت؟!
قال: نعم.
فقال الأذرمي أخبرني عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حيث بعثه الله تعالى، هل ستر شيئا مما أمر به؟
قال : لا
فقال الشيخ هل دعى الرسول صلى الله عليه وسلم الى قولتك هذه ان القران مخلوق
فلم يرد ابن أبي دؤاد.
قال الأذرمي يا أمير المؤمنين، هذه واحدة فقال الواثق نعم هذه واحدة.
وكان الأذرمي قد طلب من الخليفة الواثق أن يكون شاهدا عليهما.
قال الأذرمي: أخبرني عن الله سبحانه وتعالى حين قال
[ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ] (المائدة : 3 ) أكان الله تعالى هو الصادق في قوله [اليوم أكملت لكم دينكم] أم أنت الصادق في نقصانه حتى تقول مقالتك؟
فسكت ابن أبي دؤاد.
فقال الأذرمي يا أمير المؤمنين هذه اثنتان. قال الخليفة الواثق نعم اثنتان.
ثم قال الأذرمي يا ابن أبي دؤاد مقالتك هذه أعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها؟
قال ابن أبي دؤاد: بل علمها.
قال الأذرمي فهل دعا الناس إليها؟
فسكت ابن أبي دؤاد.
قال الأذرمي يا أمير المؤمنين هذه ثلاث. فقال الواثق نعم ثلاث
قال الأذرمي: هل اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إن علمها أن يمسك عنها ولا يطالب أمته بها؟!!.
فقال ابن أبي دؤاد: نعم
قال الأذرمي: "وهل اتسع لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ذلك؟"
فقال ابن أبي دؤاد: نعم
فقال الأذرمي: "أفلا وسعك ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع الخلفاء الراشدين بعده؟!!!"
فسكت أحمد بن أبو دؤاد.
وجعل الواثق يقول: "أفلا وسعك ما وسعهم؟ أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم أمر بفك قيد الشيخ الأذرمي"
ولما فكوه أخذ الشيخ ذلك القيد.
فقال له الواثق لم أخذته؟
فقال إنني نويت أو أوصي أن يوضع بين جلدي وكفني عندما أموت،
حتى أخاصم به هذه الظالم عند الله تعالى يوم القيامة، فأقول له يارب لم قيًدني وروع أهلي ثم بكي،
فبكي الواثق ومن حضر المجلس.
وسأله الواثق أن يجعله في حلٍ من ترويعه وتعذيبه وأمر له بأربعمائة دينار،
فقال لا حاجة لي بها ولم يأخذها.
وبعد هذه المناظرة أمسك الواثق عن التمادي في القول بخلق القرآن.
|