اليمن يحيي ذكرى أديبه الكبير زيد دماج
أحيا اليمن الذكرى التاسعة لرحيل أديبه الكبير زيد مطيع دماج، بإقامة ندوة موسعة على مدى اليومين الماضيين، شارك فيها نخبة من المفكرين والأدباء اليمنيين والعرب بدراسات تقييمية للتجربة الإبداعية والوطنية للأديب والروائي الراحل.
وقدمت للندوة التي نظمتها جماعة الغد الأدبية، بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية ومركز الدراسات والبحوث اليمني والأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تحت شعار «زيد مطيع دماج: سيرة وطنية حافلة بالإبداع»، «16» دراسة نقدية في نتاج وأدب الراحل توزعت نقاشاتها في جلستين، حضرها شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.
وناقشت الجلسة الأولى ثماني دراسات لكل من الدكتور عبد العزيز المقالح بعنوان «الدلالات الرمزية في القصة القصيرة، زيد مطيع دماج أنماذجاً»، والدكتورة حفيظة صالح الشيخ بعنوان «سيميو طيقيا العنوان في مجموعة «المدفع الأصفر»، والدكتورة آمنة يوسف بعنوان «الرؤية السردية في أعمال زيد مطيع دماج ـ مجموعة العقرب انموذجا»، وعبد المغني دهوان
بعنوان «الرهينة لزيد مطيع دماج قراءة سوسيو نقدية»، والدكتور حاتم الصكر بعنوان «الرؤية الاجتماعية في قصص زيد مطيع دماج: تطبيق نقدي على قصة المجنون»، والدكتور طه حسين الحضرمي بعنوان «اسلوبية الرواية في «الرهينة»»،
فيما تناولت الجلسة الثانية ثماني دراسات: «جماليات المكان عبر ذاكرة الطفولة قراءة في الإنبهار والدهشة لزيد مطيع دماج «للدكتورعلى الحداد، وعن ترجمة الرهينة الى الإنجليزية» للدكتور عبد الوهاب المقالح، و»شعرية البداية ودلالتها في رواية الرهينة» للدكتور عبد الحكيم باقيس، و»زيد مطيع: الابعاد الوطنية والانسانية» لكمال صلاح البطاطي، و»ثنائية الاتصال والانفصال عند زيد دماج ـ المدفع الأصفر نموذجا» للدكتور عادل شجاع، و «قراءة تأويلة لشخصية البطل في رواية الرهينة لزيد مطيع» لمحمد محمد العديني، و «فتنة القراءة الأخرى.. مقاربة سوسيولسانية لقصة أزمة البنت بشرى» للدكتورة ابتسام المتوكل. واخيراً ورقة لأحمد الزراعي بعنوان «الأبعاد السوسيولوجية والابداعية في رواية الرهينة: السرد كمخيلة للمكان والمجتمع». تخلل استعراض الأوراق عرض بروجكتر لإنطباعات المكان والزمان لمنزل الأديب زيد مطيع دماج قدمه جمال جبران.
وافتتح على هامش الندوة معرض صور فوتوغرافية عن بعض محطات حياة الراحل بجانب جلسة مخصصة لعرض شهادات اصدقاء الراحل، بالاضافة الى أمسية قصصية.
وزير الثقافة اليمني الدكتور ابوبكر المفلحي أشاد بدوره بالتجربة الأدبية للراحل زيد مطيع دماج والتي كان من خلالها وبطابعها السردي والإبداعي المتميز في كافة أعماله الأدبية قريبا من تشكيل الهوية السردية لليمن الواحد.
وقال: «نلتقي ليومين متتالين لإحياء ذكرى رحيل الأديب زيد مطيع دماج والذي رحل عنا باكرا بعد أن صاغ ذاكرتنا التاريخية بأسلوب سردي جميل».. معتبرا تنظيم هذه الندوة انما يأتي وفاء للأديب دماج ولقاءً يستأنف الحكايات التي توقفت يوم وفاة هذا الأديب الرائع.
من جانبها أكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى أبلان عظمة تجربة المحتفى به. وقالت «إنه الخالد دوماً زيد مطيع دماج من سلالة تمرست على النضال والوجود في قلب العمل الوطني وفي عمق الحياة المدنية والديموقراطية المنشودة، ولها اشتغالاتها الفائضة في حقل الإبداع والكلمة التي وجدت لكي نحيا».
ويعد الأديب والروائي زيد مطيع دماج، من أبرز الروائيين اليمنيين الذين فاقت شهرتهم المستويين المحلي والعربي لتصل إلى المستوى العالمي لتميز و ثراء تجربته الابداعية الغنية وأسلوبه النوعي في الكتابة وقدرة موهبته المبكرة في إيصال عطائه السردي بتأثير ساحر إلى ذائقة القارئ العربي والعالمي عبر ترجمات منتخبة لبعض أعماله وأهمها روايته «الرهينة»، التي تعد أشهر رواية في اليمن وواحدة من أهم مائة رواية عربية خلال القرن العشرين.
ولم يتمكن الروائي اليمني الراحل زيد مطيع دماج من العيش طويلا « 1943 – مارس 2000م « ليتابع ما تحققه روايته الشهيرة « الرهينة» من نجاحات عبر ترجماتها المتوالية إلى عدد من اللغات آخرها اللغة الصربية .
وكانت الطبعة العربية الأولى من الراوية صدرت عن دار الآداب في بيروت عام 1984م وترجمت بعد ذلك إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية والروسية والهندية ، وكانت قد اختيرت ضمن أهم 100 رواية عربية خلال القرن الماضي ، كما صدرت ضمن مشروع كتاب في جريدة ، كما أن هذا العمل قد تحول إلى مسلسل إذاعي يمني..
ويجمع النقاد أن رواية «الرهينة» التي لاتزال تسجل مبيعات مرتفعة رغم قدم صدورها وخصوصا في معارض الكتاب العربية ومنها معرض القاهرة الدولي التي حافظت هذه الرواية على تسجيل اعلى المبيعات فيه لدورتين متتاليتين، يجمعون أنها تعد من أهم الروايات اليمنية التي رصدت لمختلف العلاقات الإنسانية والاجتماعية والسياسية في فترة نظام حكم الأئمة، أي قبل قيام النظام الجمهوري
|