الغريب /عبدالرحمن حمد العتيبي
لكن عندما تشعر بالغربه وأنت في وطنك ..
بين ناسك .. فأنك سوف تطحن على مدار الساعة ..
لأن شعورهم بك معدوم ..
تحضر في اعينهم عابراً .. وترحل عابراً ..
كبقية الأشياء (( الهامشية )) ..
وهذه أقسى مشاعر الغربه ..
مشاعر حارقه تلك المشاعر ..
وكيف لاتكون حارقه .. ؟؟ وهي لاتكوي (( الا قلبكـ )) .. !!
وجدت عزاك عن هذه الغربه ..
أن تكتب أثرها على الورق ..
أن تكتبه نثراً .. أن تكتبه شعراً ..
حتى تحوي صفحات أوراقك شي من (( أدبك )) ..
الذي قد يقرأه يوماً بتمعن كل من عاش غربتك ..
لتوقن بالسر الأخر والحقيقي للمثل القائل :
يا .. غريب كن (( أديب )) .. !!
حينما نكتب بقلوبنا عن قلوبنا ،نضرج كل حرف بلون الغربة ،برائحة الغربة ،بشعور الغريب النفسي .
أبدا ..ما كانت الغربة مكانية ،وما كانت زمانية ،وقد لاتكون أيضا فكرية ،لكن الغربة الحقيقة هي غربة الروح ،حتى على الروح نفسها ،حينما تسكن روحك جسدا لا يناسبها ،هنا تبدأ الغربة ولا تنتهي إلا بإنهاء الجسد ،طمعا في حرية الروح ...
نعم قد نسكن أجسادا لا تريدنا ولا نريدها ،أو قد لا نتوافق ،قد نتعايش لكننا ببساطة لا نعيش ...
قد يكون الجسد أحيانا وطنا عاقا ....
غريب ما عندي وطن
ولابيت مثل العنكبوت
تعبت أدور عن كفن
وتعبت أموت ..ولا أموت
دمت بخير ياصديقي الغريب...
|