الشاعر / محمد آل توفيق في ذمة الله

[OVERLINE]صحيفة الوطن السعودية : حبيب محمود [/OVERLINE]
وضع الموت حداً لغيبوبة الشاعر السعودي محمد علي آل توفيق الذي فارق الحياة عن عمر 65 عاماً، مساء أول من أمس الجمعة، في أحد مستشفيات مدينة الدمام. ووُري الشاعر الراحل ثرى مقبرة الحليلة في مسقط رأسه، بلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف الليلة ذاتها.
وكان الشاعر توفيق قد أصيب بجلطة دماغية بداية أغسطس من العام الماضي، ودخل في غيبوبة صامتة أمضاها تحت الرعاية الطبية بين مستشفييْ أرامكو بالظهران والمواساة بالدمام.
وحسب مصادر عائلية؛ فإن الراحل أصيب، مساء الخميس الماضي، بنزيف تطلّب تدخلاً جراحياً عاجلاً، لكنه فارق الحياة في اليوم التالي.
ويُصنّف الشاعر توفيق، بين أدباء المنطقة الشرقية الذين مالوا إلى المدرسة الرومانسية
الملتزمة كلاسيكياً. وعلى نحو أدقّ ناصر توفيق تيار أدب المهجر ومدرسة أبولّو، وهو لون ما يزال يعبّر عن نفسه بقوة حتى الآن في محافظة القطيف، امتداداً لظاهرة أدبية يُحتفَل بها اجتماعياً وثقافياً.
وقد تعاطى الشعر في شبابه، لكنه نشط بشكل لافت بعد تخطيه الأربعين، وظهر شاعراً منبرياً في مناسبات القطيف الدينية والاجتماعية، واعتنى بلغة غنائية ذات نبرة خطابية معبّرة عن مضامين بيئية صميمة.
وفي جانب آخر مال الشاعر توفيق إلى الشعر الذاتيّ ذي المسحة الواضحة، لكنه أفاض في تركيز لغة حزينة متوجّعة مرفودة بتجارب خاصة من المكابدة والمعاناة.
وبقدر مختلف من الذاتية خصّص الشاعر جزءاً من بوحه الحميم لعائلته وأبنائه الذين وجد فيهم رياحين كانت مصدراً لفرحه المحدود، حسبما تعبّر تركته الشعريّة المجموعة في مجموعتين.
وفي مشروعه الشعريّ اهتمام بالبيئة الريفية القطيفية التي ألهمته قاموساً فاتناً وظفه
في بناء تجربته الفنية، كما ألهمته مضامين ذاتية تكشف عنها قصائد الوصف المتصلة بالذاكرة والفلكلور وتجارب الطفولة. وفي الإجمال؛ فإن في شعر محمد توفيق لغة مألوفة وسهلة، ويُمكن وضعها في سياق القصيدة العربية المحافظة.
في عام 2003 نشر مجموعتين في إصدار واحد هما "إشراقة أمل" و"على الضفاف". وقبل إصابته بالتهاب السحايا ودخوله غيبوبة استمرّت قرابة العام؛ كان قد انتهى من إعداد عملين للنشر هما مجموعة "حبنا العذري"، و"في ذاكرة الزمن"، وهي مزيج من العمل السرديّ والسيرة الذاتية.
انا لله وانا اليه راجعون
|