22-08-2009, 05:19 AM
|
#4
|
(*( عضو )*)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1524
|
تاريخ التسجيل : Feb 2007
|
أخر زيارة : 11-05-2014 (02:20 AM)
|
المشاركات :
2,761 [
+
] |
زيارات الملف الشخصي : 21025
|
|
لوني المفضل : sienna
|
|
الوجه الثامن عشر: أن آثار ما يكرهه وهو المنهيات أسرع زوالا بما يحبه من زوال آثار ما يحبه بما يكرهه ، فآثار كراهته سريعة الزوال وقد يزيلها سبحانه بالعفو والتجاوز، وتزول بالتوبة والاستغفار والأعمال الصالحة والمصائب المكفرة والشفاعة والحسنات يذهبن السيئات ، لو بلغت ذنوب العبد عنان السماء ثم استغفره غفر له ولو لقيه بقراب الأرض خطايا(6) ، ثم لقيه لا يشرك به شيئا لأتاه بقرابها مغفرة، وهو سبحانه يغفر الذنوب وإن تعاظمت ولا يبالي ، فيبطلها ويبطل آثارها بأدنى سعي من العبد وتوبة نصوح وندم على ما فعل ، وما ذاك إلا لوجود ما يحبه من توبة العبد وطاعته وتوحيده ، فدل على أن وجود ذلك أحب إليه وأرضى له.
يوضحه الوجه التاسع عشر: وهو أنه سبحانه قدر ما يبغضه ويكرهه من المنهيات لما يترتب عليها مما يحبه ويفرح به من المأمورات . فإنه سبحانه أفرح بتوبة عبده من الفاقد الواجد، والعقيم الوالد، والظمآن الوارد، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرحه بتوبة العبد مثلا ليس في المفروح به أبلغ منه، وهذا الفرح العظيم الذي وجوده أحب إليه من فواته، ووجوده بدون لازمه ممتنع، فدل على أن وجود ما يحب أحب إليه من فوات كل فرد مما يكره حتى تكون ركعتا الضحى أحب إليه من فوات قتل المسلم، وإنما المراد أن جنس فعل المأمور أفضل من جنس ترك المحظورات ، كما إذا فضل الذكر على الأنثى والإنسي على الملك(7)، فالمراد الجنس لا عموم الأعيان.
والمقصود أن هذا الفرح الذي لا فرح يشبهه بفعل مأمور التوبة يدل على أن هذا المأمور أحب إليه من فوات المحظور الذي تفوت به التوبة وأثرها ومقتضاها.
فإن قيل: إنما فرح بالتوبة لأنها ترك للمنهي فكان الفرح بالترك ، قيل : ليس كذلك، فإن الترك المحض لا يوجب هذا الفرح بل ولا الثواب ولا المدح، وليست التوبة تركا، وإن كان الترك من لوازمها، وإنما هي فعل وجودي يتضمن إقبال التائب على ربه وإنابته إليه والتزام طاعته، ومن لوازم ذلك ترك ما نهي عنه ولهذا قال تعالى: ((وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه))(سورة هود : الآية رقم : (3).). فالتوبة رجوع مما يكره إلى ما يحب وليست مجرد الترك، فإن من ترك الذنب تركا مجردا ولم يرجع منه إلى ما يحبه الرب تعالى لم يكن تائبا ، فالتوبة رجوع وإقبال وإنابة لا ترك محض.
الوجه العشرون: أن المأمور به إذا فات فاتت الحياة المطلوبة للعبد، وهي التي قال تعالى فيها: ((يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم))( الأنفال : الآية رقم : 24.) ، وقال : ((أو من كان ميتا فأحييناه وجعلناه له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات )) (الأنعام : الآية رقم : 122.)، وقال في حق الكفار: ((أموات غير أحياء))( النحل : الآية رقم : 21.) وقال: ((إنك لا تسمع الموتى))( سورة النمل : الآية رقم (80).) ، وأما المنهي عنه فإذا وجد فغايته أن يوجد المرض، وحياة مع السقم خير من موت.
فإن قيل: ومن المنهي عنه ما يوجب الهلاك وهو الشرك ، قيل: الهلاك إنما حصل بعدم التوحيد المأمور به الذي به الحياة ، فلما فقد حصل الهلاك ، فما هلك إلا من عدم إتيانه بالمأمور به.
وهذا وجه حاد وعشرون في المسألة : وهو أن في المأمورات ما يوجب فواته الهلاك والشقاء الدائم، وليس في المنهيات ما يقتضي ذلك.
الوجه الثاني والعشرون: أن فعل المأمور يقتضي ترك المنهي عنه إذا فعل على وجهه من الإخلاص والمتابعة والنصح لله فيه. قال تعالى : ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر))( العنكبوت : 45.). ومجرد ترك المنهي لا يقتضي فعل المأمور ولا يستلزمه .
الوجه الثالث والعشرون: أن ما يحبه من المأمورات فهو متعلق بصفاته وما يكرهه من المنهيات فمتعلق بمفعولاته، وهذا وجه دقيق يحتاج إلى بيان فنقول:
المنهيات شرور وتفضي إلى الشرور ، والمأمورات خير وتفضي إلى الخيرات والخير بيديه سبحانه والشر ليس إليه، فإن الشر لا يدخل في صفاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه ، وإنما هو في المفعولات مع أنه شر بالإضافة والنسبة إلى العبد ، وإلا من حيث إضافته ونسبته إلى الخالق سبحانه فليس بشر من هذه الجهة. فغاية ارتكاب المنهي أن يوجب شرا بالإضافة إلى العبد مع أنه نفسه ليس بشر. وأما فوات المأمور فيفوت به الخير الذي بفواته يحصل ضده من الشر، وكلما كان المأمور أحب إلى الله سبحانه كان الشر بفواته أعظم كالتوحيد والإيمان.
وسر هذه الوجه أن المأمور به محبوبه ، والمنهي مكروهه، ووقوع محبوبه أحب إليه من وفوات مكروهه ، وفوات محبوبة أكره إليه من وقوع مكروهه والله أعلم.
,,
,,,,
,,,,,,
الهوامش......
(1) . (هو بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان المعروف ببشر الحافي، كنيته أبو نصر، وأصله من مرو، سكن بغداد ومات بها، كان عالما ورعا، قال يحيى بن أكثم : قال لي المأمون: لم يبق في هذه الكورة أحد يستحيا منه غير هذا الشيخ ، بشر بن الحارث، وقد توفي سنة 227هـ.)
(2)..(أي منبسط.)
(3) .. (يقصد - على الغالب- سهل بن عبد الله بن يونس التستري ، وهو أحد أئمة القوم وعلمائهم والمتكلمين في علوم الرياضيات، والإخلاص وعيوب الأفعال . توفي سنة 283هـ . طبقات الصوفية .)
(4)..(يبدو أنه يقصد بأبي هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجائي المتكلم المعتزلي ، وقد كان إماما في العربية عالما بالكلام ، له آراء بها وله مصنفات في الاعتزال ، وتبعته فرقة سميت البهشمية نسبة إلى كنيته أبي هاشم . ولد في بغداد سنة ( 247 هـ -861 م ) وفيها توفي سنة ( 321 هـ - 933 م ) .)
(5) .. (المجبوب :مقطوع الذكر.)
(6)..(أي بما يقارب الأرض ، يعني بخطايا كثيرة جدا تقارب الأرض في كبرها وكثرتها.)
(7)..(الإنسي : مفرد الإنس : البشر ، وقصد بها جنس الإنسان.)
..
http://www.al-eman.com/islamlib/view...=140&CID=11#s1
’’
|
|
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر ، وإذا ابتُلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة. موقع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله والعلامه محمد امان الجامي رحمه الله , « اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق، المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيا وكن بي رءوفا رحيما يا خير المسئولين، ويا خير المعطين »
استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي الغيوم واتوب اليه
|
آخر تعديل بواسطة فهد الماجدي ، 22-08-2009 الساعة 05:28 AM
|