|
مستشار إداري
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 1920
|
|
تاريخ التسجيل : Nov 2008
|
|
أخر زيارة : 12-05-2020 (10:29 PM)
|
|
المشاركات :
17,650 [
+
] |
|
زيارات الملف الشخصي : 64348
|
|
الدولهـ
|
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
( رحمك الله ) لــ ( سداح )
من عيون المراثي العربية في الشعر الشعبي ..!
من اروع ما قرأت في الرثاء في الشعر الشعبي ..
انها ابيات كتبت بأنامل الوفاء .. وصدق المشاعر ؛ فآتت ثمارها في نفوس
المتلقي .. ورسمت بإيقاعها على صدره الحُرقة .. ودعته لحظة تلو الأخرى الى ( التأمل ) ...!
كلمات أدمت المُقل .. وزادت الشعر إحساساً بالرقي وفتحت له طريقا الى
كسب القلوب .. وامتلاك المشاعر .. وبثّ الأحاسيس بطريقة تلقائية رائعة ..!
هي ابيات قليلة العدد كثيرة ( العُدد ) قرأتها مرات ومرات .. وفي كل مرة أصمم على العودة لها ..!
انها العظمة الحقّة لتلك المرثية المبكية .. التي سُطّرت بعد وصول الفاجعة وانتشار الخبر المؤلم .. وتناقل النبأ المرعب ..!
استحضَرها الموت .. وطلب أطرافها الفَقد .. وخطب قريحتها الفِراق المرير ..!
انها برغم ما أسطّر عنها وعن وقفاتها المتعددة اكبر من أن اتحدث عنها فهي معبّرة عن نفسها ببلاغة متناهية .. وباسلوب منمق يتردد في الذاكرة ويسكن في الخيال حتما ولا بد ..!
كل ما دعاني الى ان استجمع قواي - المنهكة - وأتصفحها تلك القصيدة و أعرضها على أنظاركم هو إعجابي المفرط بها ..!!
ورغبتي الشديدة في التمعّن في رونقها .. والوقوف على مكامن الحُسن .. ومنابع الجمال فيها .. برغم ما خلفته في نفسي من أسى .. ومن تركته من ألم !
قريحة شاعرنا ( سداح ) اتت بفيضٍ من المشاعر جعلت الجميع يُبهر .. والكل يستنفر ..!
عندما تواردت الأنباء الى الجميع بوفاة والدة زميلنا الغالي / نواف نايف ؛
هرعت الدموع من مكانها .. وطوّق الحزن اطرف المكان .. وعمّت الفاجعة الاركان ..!
نسال الله لها الرحمة وأن يسكنها ربي فسيح جنته .. وان يلهم ذويها الصبر ويرضيهم بحلول القدر المحتوم .. الذي جعل ما عزّانا انه لم يبتدئ بها ولن ينتهي اليها ..!!
فهذا طريق سنسلكه جميعاً .. نسال الله من رحمته و فضله ..!!
بدا شاعرنا القدير / سداح بإستهلال تلك القصيدة بتجاهل نفسه وما أصابها .. وعينيه وما لحق بها .. وقرر قناعته ان الحزن سيظل مخيّماً على تلك الجفون مهما مرّت بهاالأفراح .. وتظاهر السرور بإعتناقها ..!
وبيّن أن العين ستهراق بدموع غزيرة ولن يثنيها عن ذلك بل سيستحثّها لإفراغ عبء ثقيل على كاهله .. غيّر جوانبه وبعثر محتويات افكاره .. فلن يقلقه السهر .. مع هذا الخطب الجلل الذي اعتراه ..
بقوله :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عليك خلاف وإلاّ يـا عيونـي مـا عليـك خـلاف=يا كم عيـن ٍ تظاهـر بالسـرور وحزنهـا فيهـا
وأنا والله ما ألـوم اللـي تغيـض ودمعهـا ذراف=علـيـك الله وأمـانـه والعبـايـر لا تخبـيّـهـا
من البارح سهيره والدموع اللـي علـى مهيـاف=تقـول أن السهّـر ماهـوب سامـح لـك تهليّهـا[/poem]
يتقدّم بمواساته برفق .. وبهدوء منقطع النظير .. يبين حقيقة أن القدر سيصيب .. وان الموت سيحِل شئنا أم أبينا ..!!
مع تحفّظه على نتائج ما يؤول اليه البُعد من متاعب
بقوله :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فجعك اللي فجعنـي والقضـاء ترضابـه العـراف=قنعنـا بالمنـيّـه .. والمنـيّـه مــا ندانيـهـا[/poem]
يترحم على الفقيدة ويذكر خصالها .. ويطمئن خاطره بذكرها الطيب وسيرتها الحسنة ويشيد بترفعها عن الدنايا .. وحبها للخير .. !
ويثني على تمسكها بخصال العزّ ونوماس الشرف ويدعوا لها بالرحمة بقدر ما سارت على النهج القويم والطريق المستقيم
ويمتدح ما تحلّت به من كريم الصفات التي خلّدت ذكرها بعد الفراق .. وكانت لها نبراساً في حياتها ..
يقول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
رحمك الله يا اللي سيرتـك فـي قمـة المشـراف=تغشاهـا البيـاض مـن أوّل السـيـره لتاليـهـا
رحمك الله يا اللي في دروب العيـب مـا تنشـاف=خـذت مـن ستـر ربـي بالكرامـه مـا يغطيهـا
رحمك الله يا اللي مـا لغـت بالظلـم والإجحـاف=عـن الغيبـه بعيـده والنميمـه مــا توديـهـا
رحمك الله يـا اللـي مـا لقفهـا بالخـزا لقـاف=وريثـة مجـد ثابـت والعـرب تعـرف بأساميهـا
رحمك الله يا بنـت الرجـال اللـي لهـم ميقـاف=مسجّـل بالذهـب فـي حاضـر الدنيـا وماضيهـا [/poem]
ثم يذكر سمات لازمتها .. وكانت متاصلة فيها .. ويبيّن ان الشرف تتغلغل جذوره بين حناياها .
و يصدح بما آلت اليه الأقدار من اختطافها من بين ذويها بعد ان شرعت في الصيام في شهر تتنزل فيه الرحمة .. فاضت به روحها الى بارئها ..
يقول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
نزيهة عرض .. محمودة سجايا .. من بيوت =شريفة والشـرف ترجـع جـذوره فـي مجانيهـا
بعد صامـت وقامـت وأستقامـت حافهـا حـواف=براهـا ليـن فاضـت روحهـا بيديـن باريـهـا [/poem]
يدعوا الله بأساليب شتّى .. وبأسماء مختلفة .. لكي ينال ساعة اجابة ووقت قبول فيطلب الله لها الغفران وان يحرّمها على النار ..!
( نسال الله لها القبول والرحمة فقد وافتها المنيّة في يوم وشهر فضيليَن في إحدى جُمع رمضان المنصرم )
يقول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
دعونـا منـزل الفرقـان والأنفـال والأعــراف=عن النيـران تحـرم عقـب راحـت عنـد واليهـا
عليها رحمة الله عد مـن حـج وسعـى واتطـاف=عساهـا دعـوة ٍ بأفضـل شهـر ربـي يلبيـهـا [/poem]
في الختام يوجّه رسالة خاصة الى أخينا / نواف .. ويبين له ان المصاب على الجميع وأنه ليس هو الوحيد الذي هاله الموقف .. وآلمه الخبر
بل أننا جميعاً بالقدر الذي نواسيك فيه نعزّي أنفسنا لذات السبب ..
يقول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أعزي نفسي بنفسي .. وأنـا أعزيّـك يـا نـواف=لا عزيّتك رجعت أكضـم علـى نفسـي وأعزيّهـا [/poem]
رحمها الله رحمة واسعة .. وسلمت يا سداح فقد نطقت بلسان الجميع
وتفوقت بتلك الاحرف الصادقة .. نسال الله لها ولكم القبول
..
|