عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2009, 05:07 AM   #3
مخايل
(*( عضوة )*)


الصورة الرمزية مخايل
مخايل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1958
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 23-04-2024 (12:35 AM)
 المشاركات : 9,651 [ + ]
 الإقامة : الكويــت
 زيارات الملف الشخصي : 98120
 الدولهـ
Kuwait
لوني المفضل : Steelblue


[align=right]

ليلة التحضير لزواج الملك


كان اليوم هو يوم الاحد الثالث عشر من تموز 1958. وكان الملك فيصل وعائلته مجتمعين في قصر الرحاب وهم يضعون الترتيبات الاخيرة لسفره الى اسطنبول ومن ثم لندن، وفي لندن كان من المقرر أن يلتقي الملك فيصل الثاني الذي بلغ من العمر في تلك الليلة (23 سنة) بخطيبته الاميرة فاضلة في لندن حيث تقرر زواجهما خلال شهرين، وكان مقررا أن يرافقه في سفره رئيس وزرائه نوري السعيد وبعض أركان حكومته. ومن العائلة كان سيرافقه بعض أميرات الاسرة وأزواجهن. وقبل ظهر ذلك اليوم استقبل الملك بعض زائريه في مكتبه وتناول طعام الغداء مع أغلب افراد أسرته، ودخل جناحه الخاص للاشراف على اعداد حقائب السفر.

ورغم جو الدعابة الذي ساد اجتماع افراد الاسرة وهم يتناولون الشاي فان شيئا من القلق والتوجس كان يسيطر على مشاعر بعض الاميرات وبخاصة الاميرتان عابدية وبديعة.

لقد حلق شعر رأسه بطريقة اظهرته أكثر شبابا وهو يفكر بلقاء خطيبته. وكان بين لحظة واخرى يسأل الحضور ضاحكا مستفسرا عن رأيهم بتسريحة شعره:

ـ شو رأيكم زين شعري؟؟ قولولي زين؟ ثم يضحك بطفولة عرف بها..

وعند الساعة التي سبقت الغروب وصلت سيارة شاهدها أفراد العائلة وهم جالسون في شرفات القصر، توقفت وترجل منها ضابط يحمل رسالة سلمها للملك، تطلع اليها الملك مليا وقد اكتسى وجهه بالوجوم. وحاول اخفاء ارتباكه أمام الاميرات وناولها الى الامير عبدالاله الذي لم يقدر على اخفاء ارتباكه حال الاطلاع عليها، ثم استأذن الحاضرين وخرج من القصر.

لقد ترك هذا الذي جرى تاثيرا نفسيا يبعث على التشاؤم في نفوس أفراد الاسرة. لكن الملك الشاب حاول تلطيف الجو ودعا الجميع لمشاهدة فيلم (لعبة البيجاما) تمثيل دوريس داي.


فحوى الرسالة والليلة الأخيرة


كانت الرسالة من مدير الامن العام تتضمن معلومات مقتضبة تفيد بوجود تحركات مريبة من قبل الجيش، دون ايراد تفاصيل، وكان خروج عبدالاله من القصر لكي يستدعي مدير الامن العام ليبحث معه مصادر المعلومات وماهية هذه التحركات. لكن الوقت كان مثل السيف، ولم يتح فرصة كافية لاحتواء الموقف، وحينما عاد عبدالاله الى القصر تاركا التحقيق في الامر الى اليوم التالي، كان تحرك اللواء العشرين على طريق جلولاء بغداد قد بدأ. وأصبح حكم القدر قاب قوسين عن قصر الرحاب. بعد مشاهدة الفيلم اجتمعت الاسرة للعشاء. وكان الملك الشاب يحاول الابتسام والضحك لطرد المخاوف التي تنطوي عليها تساؤلات الاميرات عن سبب غياب الوصي ومحتوى الرسالة. وبعد العشاء عانق الملك خالاته وقريباته من الاميرات عناقا كان يبدو وكأنه الوداع الاخير او العشاء الملكي الاخير. وبعدها أوى الملك الى جناح نومه أملا للنهوض مبكرا استعدادا للسفر. وما أن حان منتصف الليل حتى أطفئت انوار قصر الرحاب. بانتظار صباح جديد.


الصباح الدامي


عند الساعة الخامسة تقريبا استيقظ الجميع على أصوات طلقات نارية. هب الجميع فزعين: الملك والوصي والاميرات والخدم. وخرج أفراد الحرس الملكي الى حدائق القصر يستقصون مصدر النيران. وازداد رشق الرصاص والاطلاق نحو جهة القصر. ولم يهتد الحرس الى مصدر النيران في البداية. وخرج الملك فيصل من جناحه وقد ارتدى ملابسه، وخاطب الحراس من أعلى الشرفة مستفسرا عما حصل.. ومن شرفة قريبة طلب عبدالاله من حراس آخرين بأن يذهبوا الى خارج القصر ليروا ماذا حصل. وعاد الحراس ليخبروا الملك الواقف على الشرفة مع أفراد الاسرة بانهم شاهدوا عددا من الجنود يطوقون القصر. فسأل الملك:

ـ ماذا يريدون؟؟

ـ يقولون عندنا اوامر بتطويق القصر والمرابطة أمامه.

تلقى الملك وأسرته هذا الامر باحتمال كونه اجراء أمنيا لحراسة القصر. لكن تطور الوضع لم يترك فرصة لهذا الاحتمال. اذ سرعان ما انهال الرصاص ورشق الرشاشات على القصر. وتراجع الجميع الى الداخل ليتبادلوا الرأي حول ما حدث. وقال عبدالاله انه يعتقد أن هذه حركة من الجيش ضد الاسرة. وساد الوجوم والارتباك وسط ازدياد اطلاق النار.

بعد ذلك دخل آمر الحرس الملكي مستأذنا مقابلة الملك، ليخبره بعد مثوله أمامه بان الجيش قام بثورة، وأن الضباط القائمين بها اعلنوا الجمهورية وأنهم يطلبون من العائلة الملكية تسليم نفسها. وأردف قائلا:ـ

ـ نحن بانتظار أمركم لمقاتلتهم وسحقهم.

وهنا رد الملك:

ـ لا داعي للقتال ولا نريد سحق أحد.

ثم استدعى مرافق الامير وطلب منه الذهاب للقوات التي تحاصر القصر قائلا:

ـ اذهب للجماعة وقل لهم اننا مستعدون للتفاوض ولا داعي للقتال ولا نريد مقاومة، ونحن مستعدون لمغادرة البلاد اذا كانوا يريدون ذلك.

وذهب المرافق ومعه ضابط برسالة الملك. لكنه لم يعد، وقيل ان الثوار قتلوه واعتقلوا الضابط الذي معه. وقيل ايضا ان عبدالاله اتصل تلفونيا بعبدالسلام عارف لكن الاخير رفض الحديث معه.

كانت الساعة قد تجاوزت السادسة والنصف صباحا حين ذهب الملك لتهدئة الاميرات الباكيات. وسمعت الاميرة عابدية وهي تقول باكية:

ـ ما نريد منهم شي سوى سلامة الملك.. مسكين.. ما شاف شي بعمره. بعده شاب ما شاف من الدنيا شي.. يريد يتزوج حاله حال الناس.. مانريد منهم شي بس يتركون هذا الولد يروح. وهي تشير الى الملك.

وهم في الصالون كان راديو بغداد يذيع اسماء أعضاء الحكومة الجمهورية فورد اسم ناجي طالب. انتبه الملك حين سمع اسم ناجي طالب. فصاح بألم مخاطبا عبدالاله:

ـ حتى ناجي طالب؟ يابا حتى ناجي طالب!!

كان ناجي طالب مرافقا للملك فترة طويلة ويظهر ولاء حميما له. وهذا ما أثار دهشة الملك الشاب.


اللحظات العصيبة

اشتد الرمي على القصر، وشعرت العائلة المالكة بحصار ينذر بالموت. فيما كان عبدالسلام عارف يذيع بيانات الثورة ويعلن مقتل العائلة المالكة ويدعو الناس للهجوم على معاقل النظام.

وتبادل الحراس والقوات المهاجمة اطلاق النار. وسط أوامر ملكية بايقاف الرمي وترك المقاومة، وعدم تطوير الاحداث الى درجة قصف القصر.

اجتمعت العائلة المالكة في الحجرة الخلفية. بعد أن اقتحم الضابط عبدالستار السبع وثلة من القوات بهو القصر وتوجهوا الى الغرفة التي تجمع فيها افراد العائلة مع الملك. مصوبين رشاشاتهم نحو الملك والاميرات. وصاح الضابط الثوري بوجه الملك:

ـ اطلعوا للخارج. فرد الملك عليه:

ـ يا أخي على ويش كل هذي الرشاشات؟ شايفنا مسلحين؟

لكن الضابط فتح الباب وهو يصيح بهم:

ـ اطلعوا للخارج.

وخرج الجميع الى الحديقة باتجاه باحة النافورة.. الضابط الثوري يتقدمهم وهو يصوب رشاشه، ويتبعه الملك الشاب هادئا مستسلما لقدره، ثم عبدالاله محتضنا والدته الاميرة نفيسة تجر نفسها وهي تحمل المصحف الكريم وتلوح به للسماء. ووراءها باقي الاميرات. ومر الموكب باتجاه الفسحة الخلفية عند نافورة القصر. وكان هناك ضابط يتربص واقفا يحمل رشاشه واشار مناديا على عبدالستار السبع متسائلا:

ـ ذوله كلهم؟

ولم ينتظر الجواب هو والسبع، فاطلقا النيران صوب العائلة المالكة يمينا وشمالا، فراحت الاجساد تتساقط وسط صيحات الالم. وخر الملك الشاب صريعا الى الخلف على جسد ضحية أخرى. فيما كان المصحف ملطخا بالدم الى جانبه.

ثم تقدم السبع نحو الجثث واطلق الرصاص من جديد على جسد الملك، فسأله زميله الضابط:

ـ لويش؟

فأجاب بدم بارد:

ـ حتى أتأكد.

(إنتهى)





[/align]


 
 توقيع : مخايل






المرأة تبقى. مرأة
ومن تقول انها لا تحتاج إلى رجل في حياتها.
فهي. كاذبه.
أو لم تكتشف هذي الحقيقه إلى الان. ?.


رد مع اقتباس