16-12-2009, 02:04 AM
|
#20
|
(*( مشرفة )*)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2026
|
تاريخ التسجيل : Oct 2009
|
أخر زيارة : 15-11-2011 (03:12 AM)
|
المشاركات :
66 [
+
] |
زيارات الملف الشخصي : 5568
|
|
لوني المفضل : sienna
|
|

لم أكن مستمعة جيدة ل طلال مداح ، و لم أكن أعرف ماهية بحته التي تصيب الأشخاص الذين أدمنوه بالهَوس و الجنون ، حد محاولة الوصول إليه في مسقط رأسه بالجهة الغربية من البلاد ، لم أكن أبالي بكل الأشياء التي تكتب من أجله أو حتى تلك الفرص التي قد تجمعنا به في حفلة مثلاً أو حتى جلسة غنائيه أو حضور مناسبة وطنية قد توصلنا إليه ، لم أكن أعير أغنياته أي اهتمام و أنعت كل الذين يستمعون إليه ب - المتخلفين - ، أصبحت أرى و أشعر ببحة طلال في أعين أخوتي المراهقين ، و بأغنياته التي حفظوها عن ظهر غيب من [ مقادير ] مروراً ب [ صابرين ] و [ ترحل ] و [ قولوا للغالي ] إلخ ، يتهافتون على سماعه بكل تعصب و يحاولون استفزاز أولئكَ الفتية ، الذين يسكنون في حينا القديم من عشاق أبو نورة ، و كأنهم يعرفون جيداً بأن ذلك الصراع القائم بين قطبيّ الفن السعودي ، ك حال الصراع القائم بين الهلال و النَصر أو حال السفير المصري الذي انسحب من قمة أقيمت مؤخراً في الرياض احتجاجا على نظيرة الجزائري .
مع مرور الأيام ، فقط كل ماعلي فعله : التفكير في الإستماع لطلال ، و التعرف على بحة طلال ، و سماع تلك الألحان التي يصنعها لتبدو ك أنثى جميلة جداً ، لم أعرف يوماً بأن المتخلفين حينما يستمعون إليه و كأنهم يستمعون لصوت المَطر الذي يطرق النافذة بكل هدوء و شَجن ، لم أكن أعرف بأن بحة صوته و كأنها مقطوعة موسيقية تربطنا ب الراحلين ، تمسك بأيدينا و تجعلنا أمام أمنياتنا التي صعبت على الأيام أن تحققها ، لم أكن أعرف بأن بحة طلال تسكن قلوبنا و تستوطنها و تمارس حرية الاستعمار ، تتراقص بحته بأطراف أصابعها و تتغنى بأغنياته و تعبر بدون أن تترك شيئاً ما يدل على كدر أو حزن ، بحة طلال تشبه الأوتار التي يحملها معه دائماً ، بحة طلال تشبه كثيراً الأيام القادمة الجميلة التي وعدتنا بها تلك الرؤى و الأمنيات التي شارفت على النهاية .
[ مات طلال و راحت بحة طلال ]
لم أحزن كثيراً على طلال عندما توفي بالرغم من تلك الأغنيات التي تعايشتُ معها و أنا صبية صغيرة لا أعرف كيف تكون الأغنيات جزء من روح مطربها ، كنت فتاة لم أبلغ العشرون عاماً حتى و لم أكن أعرف تلك القامة / القمة التي ذهبت و هي تمسك بعود قديم على مسرح المفتاحة ، و سقط ك حجر دومينو ، سمعت تلك الأصوات التي تبكيه ، و تلك الهتافات التي نَعته ، و تلك الجنازة التي قامت من أجله ، و لكني لم أبكيه ، و لا أذكر متى كان ذلك أصلاً ، ربما لإنني لا أعرفه أو ربما لإني لستُ في تمام الرضا عن طريقته الذي ذهب بها إلى الله .
* صوت الأرض قد صَمت صموت مؤبد .
و عندما توفي : أترحم عليه كلما زارني طيفه أو جاء أحدهم بالحديث عنه و مازلت أرجو من الله أن يرحمه و يغفر له كل زلل .
* بحة طَلال كنت قد أدمنت سماعها عند حياته ، و عندما توفي احترمتها و امتنعت عنها من أجله فقط .
- من يحب طَلال - حقاً - فليمنع نفسه من الاستماع له و ليترحم عليه بدلاً من التلذذ بأغنياته و ألحانه .
تعرفون جيداً و أعرف أنا كذلك ما قد يحدث له عند كل ذلك .
الأربعاء - 16 ديسمبر 009
|
|
وما كنتُ يوما وحدي يا الله وأنت معي *
|