17-12-2009, 03:32 AM
|
#23
|
(*( مشرفة )*)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2026
|
تاريخ التسجيل : Oct 2009
|
أخر زيارة : 15-11-2011 (03:12 AM)
|
المشاركات :
66 [
+
] |
زيارات الملف الشخصي : 5577
|
|
لوني المفضل : sienna
|
|
(1)
[ عَم تشتي الدنيّ يا مّو ]
* أتى الشتاء و حينما يأتى الشتاء يا صغيرتي : يأتي معه شَبح لطيف جداً أسمه الحنين . أتعلمين ماهو الحنين ؟ هو الطائر الذي يحوم حولي كل مساء و صباح ليخبرني بكذبة النسيان ، يخبرني عن : الحنين و الطرقات المنسية ، و الخطايا التي لا يعاقب عليها القانون . يخبرني عن تلك الحكايات الكثيرة التي حينما يأتي الشتاء يأتي بها معه ، الشتاء : يأتي قبله الهواء و الهوى و الأطياف التي تنذر ب الكثير من الذكريات التي لم تموت حتى الآن ، الشتاء رصيف و خطوتين من مكان عتيق ، الشتاء مذكرات ، الشتاء أغنيات ، الشتاء أمنية البقاء ، الشتاء بالرغم من تجمد الأطراف ، و بالرغم من الألوان الغير متناسقة ، إلا أنه شتاء ، ربما كذلك شتات ، شتات مختلف ، شتات حد البعثرة و الإلتقاء عند نافذة الوله ، الشتاء حينما يكون في زوايا مدينه ، أو ربما خلف أسوار بلدة محرمة ، و أعالي كتب لها السقوط ، يكون [ شي : تاه ] الشتاء : كنزتي الصوفية المتوشحة بالسواد ، الشتاء : ربما يكون الدفء في حضن أمي ، الشتاء : لحن طويل سيكون إلى فصل شتاء آخر .
كل شتاء و نحن سعداء يارفاقي (:
(2)
* في هذا الشتاء سأخبركم عن علاقتي مع رسائلي التي تضيف إلي الكثير من السعادة ، تأتي لتخبرني بحجم البياض في قلوب أصحابي .
* الرسائل التي تحمل معها رائحة الوَطن و رائحة الأشياء الجميلة .
أحب الرسائل و أحتفظ بها في صندوقي الخشبي ، أعشق رائحة الرسائل العتيقة و أحملها معي دائماً عند تنقلي من مكان إلى آخر .
كثير هي الرسائل التي مازالت تبث روح السعادة بداخلي و تجعل ذاكرتي مليئة بالذكريات التي كانت في زمان قديم .
* أحتفظ برسائل لدي منذ تقريباً ستة عشر عاماً و مازلت أعود لها بالرغم من غياب أصحابها عني و غيابي عنهم ، أحب أن أبعثها كذلك و أبعث معها شعوري الصادق و تألمي من فقد أو من حتى إشتياق .
* عندما كنت صغيرة جداً أتفنن في كتابة الرسائل لأمي و أبعثها لها حين ألتقيها كل نهاية أسبوع كنت أكتب لها كل الأشياء التي حصلت لي بالأربعة أيام التي لم تكن بها بجانبي و أدون بها كل أحاسيس و مشاعر خوف أو فرحة .
* مازلت أحتفظ برسائلي من طلابيّ و طالباتي و خطوطهم الطفولية التي تجعلني أبتهج و أسعد بتلك الفترة التي كنت بها برفقتهم .
الرسائل غذاء الروح عند كل وجع بها ملامحهم و بها مشاعرهم و بها أمنياتهم و أمانيهم و تحاياهم ، بها صدقهم و قلقهم و عفويتهم بها الأيام التي فَرت و لن تعود .
* الرسائل جَنة و أصحابها الجزاء الذي أنتظره .
(3)
عندما تكون حروفنا - موجهه - لا إليهم ، بل تلك الأطياف - التي تشاركنا معها كل الأشياء الجميلة ، إذن سوف تصل ، سوف تصل بكل النبضات التي تكمن بداخلها ،
تلك النبضات التي سارعت بالوفاء ، بالتضحية ، بالحب اللا محدود كذلك ، - الرسائل ترعبني ، ربما ليس خوفاً بقدر ماهي ترعبني من الحنين القادم ، القادم المجهول الذي يجعلني في إنتظار موعد س يأتي و ربما لا يكون ، نهرب من أنفسنا أحياناً لمدارات أرواحهم تلك ال تميتنا و تقضي على دواخلنا ، نهرب من محيطنا ، و نتجرد من أنفسنا حد أن لانعرفنا احياناً ، حد أن نحاول التعرف على الإبتسامات المتناثرة في طرقات الوله ، و أرصفة النكران ، المتناثرة في شواطيء الدمعه العتيقة ، - ربما تأبى الخروج أمامهم ، حتى لا تنتهي القوة المتبقية ، في تلك الأوقات، حينما نمارس الهروب بكل خفة منهم ، نراهم أمامنا و نعود نحوهم ، فقط نتناثر ، و يكون ربتهم على أكتافنا ، غمام ، و مطر ، مع نسيان كل الأشياء التي سبب لنا - عزلة من نوع آخر - الرسائل تصل أؤمن بأنها تصل ، ربما في القادم البعيد جداً ، ربما بعد أن تكون علامات التعب قد بدت ترسم على ملامحنا ، و بدت ملامح الخيبة ، و لكنها تصل - حيث تلتقي الأرواح -
(5)
بالعادة لا أجيد أو ربما لا أهوى تلك التواريخ العربية ، ماعادت تلك الشهور تغريني على الإحتفال بها ، أو ربما لم أعد أذكر ما قد يحصل لي أو حصل في شهر عربي قديم و فائت ، دوماً عند حديثي عن الأشهر الأجنبية ، فقط أرى أمي أمامي تلقي على العتب و اللوم ، و ربما تنعتني ( الدلوعه ) كذلك ، و تتحدث كثيراً عن المحطات التي ربما أثرت سلباً بعقولنا و تلك الإلكترونيات التافهه كما تراها و تلك اللغة التي نتحدث بها كذلك ، و ربما عوامل أخرى ، دعت تلك الشهور العربية تتلاشى - بالنسبة إليّ طبعاً - أخبروني بأن غداً أو ربما اليوم سنكون في عام جديد أقبل .
الأمنيات في بداية العام الجديد لا تنتهي أبداً : و ربما عليّ إدراج قائمة مطولة بأمنياتي :
ربما أهمها : أن تقر عينا أمي بي و تراني كما تحب دوماً .
نسيت أمراً هاماً : [ السلام السلام لدياري أولاً قبل أن تقر عينا أمي بي ]
كل عَام جديد و أنتم ب سعادة و كل عام و أنتم ب خير لاينقطع :
الخميس - 17 ديسمبر 009
|
|
وما كنتُ يوما وحدي يا الله وأنت معي *
|