|
مدغم أبو شيبه ، والرومانسية للمثلوثة .
لكم بعد غياب ...
قديم أنا عن الكتابة شعرا ونثرا ،وقد هربت من كل حرف قد يعيدني إلى دوامة التفكير والتعبير ،لأنني وببساطة مللت من عبث العابثين بالكتابة ،وسئمت من حقول التجارب الباعثة للبؤس الثقافي ،وحاولت قدر المستطاع الهروب أيضا من كل بواعث الحزن الدفين ،الذي لاتعاجه الأيام ولا الأقلام .
مدغم أبو شيبه :لايحتاج إلى تقديم - على الأقل بالنسبة لي - لأني من أصحاب نظرية الشعرللشعر ،فهذا الشاعر - في وجهة نظري - من أصدق من كتب الشعر الوجداني في هذه الحقبة الزمنية التي استحلت فيها ممالك الشعر وعروشه ،ولا أقول الغزلي ،لأن هناك فرق كبير بينهما ،نعم ،هناك شعراء تصدقهم - حتى لو لم يكن الصدق من ضروريات الشعر - لكني أحب الصادق ،أحب الشعر المضرج بعبق الذكريات التي تميت ولا تموت ،لا أدري حينما أقرأ لمدغم أكثر من نص ،أشعر أنني اتوغل في كل مرة ؛في جرح غائر من طعنة لم تصل لمداها وما زالت مسافرة في أعمق الأعماق .
حينما أقرأ لمدغم أتمنى أنني لم أقرأ له ،لأنه وببساطة استطاع تحريك كل جمرات الأنين والسنين التي ما زلت أواريها عن الأسئلة الغبية ،وحينما أقرأ لمدغم تنفجر في ذاكرتي كل الأسئلة الحائرة التائهة ،أشعر أن خلف هذا الوجه المشدوه ،وخلف هذه الأحرف الراعفة ،سرا دفينا ،على الأقل لايعرفه مثلي .
لم أكتب عن مدغم أبو شيبه لشيء ،لكني أحب شعره وأحاول دوما الهروب منه ،وفي كل مرة يصادفني ،وحينما أجده صدفة ،أعلم أنني سأحمل في داخلي سكينا حمراء من سكاكين حروفه وظروفه ،لكني لا أستطيع أن أفوت على نفسي لذة القراءة للشعرالرومانسي الصادق ،وليس ذلك الشعر الذي تنتجه الرومانسية للمثلوثة ،ولا أدري كيف تحول هذا المذهب الأدبي المتجذر في تاريخ الذوق الإنساني إلى مطعم ينتج ما تستهلكه البطون .
عذرا لك مدغم عذرا للقراء ...هذه الأحرف الكيبوردية الخجلة العجلة .
للريح في وجه الفيافي تجاعيد
جرح السنين وذكريات الفيافي
جرح وخلا البيد تستنكر البيد
على ملامحهاسوافي سوافي
rouis22@hotmail.com
|