ملتقى قصيدة النثر يجدد الفرح بالشعر في مقاهي وسط البلد بالقاهرة
بمشاركة 90 شاعرا وناقدا من 14 دولة عربية
أربعة أيام من الفرح بالشعر ستعيشها منطقة وسط البلد الحية، بقلب العاصمة المصرية القاهرة، وستمتد أماسي الشعراء وقصائدهم إلى مقاهيها ومنتدياتها الشعبية الأليفة، كما تتجاوب مع أصداء اللون والفراغ ووشوشة الخطوط في غاليري «مشربية» وفي «آتيليه القاهرة»، اللذين يستضيفان 6 أمسيات شعرية من أربع عشرة أمسية يحتشد بها برنامج الملتقى الشعري الثاني لقصيدة النثر، الذي تنطلق فعالياته اليوم الأحد 21 فبراير (شباط) الحالي في مظاهرة شعرية حاشدة تشهدها نقابة الصحافيين المصريين، تحت عنوان «قصيدة النثر والتعددية الثقافية» بمشاركة أكثر من 90 شاعرا وناقدا عربيا من: العراق، واليمن، وفلسطين، والسعودية، وسورية، وليبيا، وتونس، والأردن، وعمان، والمغرب، والسودان، والإمارات، والكويت، ومصر.
يبدأ حفل الافتتاح في الخامسة مساء بالقاعة الكبرى بمقر النقابة بالقاهرة، بإدارة الشاعرة السورية لينا الطيبي، ويتضمن: كلمة افتتاحية يلقيها الشاعر عاطف عبد العزيز، وكلمة الثقافة المصرية يلقيها الكاتب المترجم بشير السباعي، وكلمة الشعر المصري يقدمها الشاعر عبد المنعم رمضان، وكلمة باسم نقابة الصحافيين يقدمها رئيس اللجنة الثقافية الكاتب الصحافي علاء ثابت، وكلمة باسم الشعراء العرب المشاركين يقدمها الشاعر السوري منذر مصري، ويلقي الشاعر فتحي عبد الله بيان الملتقى. ويتخلل الحفلَ تسليم جائزة الديوان الأول التي دشنها الملتقى دعما للمواهب الشعرية الشابة، وفاز بها ثلاثة شعراء: الشاعرة عزة حسين (مصر)، والشاعران خوشمان قادو وجوان تتر (سورية)، وسيقوم الملتقى بطبع مجموعاتهم الشعرية، كما أهداهم الفنان التشكيلي سامي البلشي ثلاث لوحات من أعماله تقديرا لهم.. ويختتم حفل الافتتاح الموسيقار العراقي نصير شمة بعدد من مؤلفاته الموسيقية، التي أهداها أيضا إلى الملتقى. هذا، ويناقش الملتقي على مدى أربعة أيام وعبر ست ندوات نقدية تحولات قصيدة النثر، من عدة زوايا فكرية وجمالية، من بينها: «قصيدة النثر وتأثير النص المترجم»، و«قصيدة النثر صراع الزمان صراع المكان»، و«قصيدة النثر بين التعريب والتغريب»، و«قصيدة النثر وصراع الهوية»، و«جماليات المكان في قصيدة النثر»، و«قصيدة النثر نوعا مركبا»، و«نحو قصيدة نثر عربية»، و«من الوعي الجمالي إلى اليقين الفردي»، و«علمنة قصيدة النثر»، و«إرهاصات قصيدة النثر في مصر»، و«قصيدة النثر ما لها وما عليها». ويشارك في الندوات عدد من النقاد والشعراء المصريين والعرب، بينهم الدكتور محمد عبد المطلب، ومحمد بدوي، وخيري منصور، وأيمن بكر، ومحمود الضبع، وشريف رزق، ووائل غالي، وشيرين أبو النجا، وأماني فؤاد، وبنعيسي بوحمالة، وخالد بلقاسم، وخالد الريسوني، ومحمد الصالحي، ومصطفى الضبع.
كما يحتفي الملتقى بتجربة شعراء السبعينيات في مصر، من خلال محور نقدي يتضمن شهادات لأربعة شعراء: جمال القصاص، ورفعت سلام، وعلاء عبد الهادي، ومحمد آدم. ويتواصل الحوار حول تجربة السبعينيات من خلال عدة محاور نقدية، منها: «جيل السبعينيات سؤال مفتوح على المستقبل أم تراكم تأويلي في فراغ الصورة»، و«قصيدة السبعينيات صفعة في وجه القائم».
ويتضمن المحور النقدي أيضا ندوة حول دواوين جائزة الملتقى، يديرها الشاعر أمجد ريان.. وتحت عنوان «محراث الحداثة في حقول الشعر»، يخصص الملتقى ندوة نقدية لثلاث مجلات لعبت دورا أساسيا في دعم وتشكيل ملامح النص الشعري الجديد في مصر وهي مجلات: «إضاءة 77»، و«الكتابة السوداء»، و«الكتابة الأخرى»، وذلك بمشاركة ثلاثة شعراء من المؤسسين لهذه المجلات هم: حلمي سالم، وأحمد طه، وهشام قشطة. فيما يشارك الشاعر سيد حجاب في «ورشة لتصنيع مادة الشعر الأولية»، ويشارك الفنان عادل السيوي بشهادة حول «التشكيل في زمن الشعر». أما حفل الختام الملتقى فقد أهداه إلى الملتقي الفنان العراقي علي الورد وفرقته الموسيقية.
شكّل الملتقى من خلال دورته الأولى التي انطلقت في الخامس عشر من مارس (آذار) الماضي، ردا عمليا على مهرجان الشعر الرسمي الذي نظمته لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة في مارس من العام نفسه، تحت عنوان «ملتقى القاهرة للشعر العربي»، واستطاع «ملتقى قصيدة النثر» أن يسحب البساط من تحت أقدامه، وحظي بنجاح جماهيري لافت، وبتقدير عدد كبير من النقاد والشعراء المصريين والعرب. كما اعتبره البعض يؤشر إلى تدشين حقبة جديدة في علاقة المثقف بالسلطة، وفي نمو ثقافة بديلة، تضع هذه العلاقة التي شهدت التباسا كبيرا في السنوات الأخيرة في إطارها الصحيح.
حول الملتقى وأثره في مجرى الشعرية العربية، يقول الناقد د. يسري عبد الله إن هذا الملتقى يمثل أفقا واعدا لتخليق صيغة شعرية مفارقة، وذلك بوصفه تيارا تجريبيا فاعلا في المشهد الشعري الراهن، كما أن المحاور النقدية التي سيناقشها الملتقى، من خلال التجارب الشعرية بالغة الخصوصية، من شأنها أن تعيد إلى القصيدة العربية عافيتها من جديد، وتبث فيها روحا تتسم بالمغايرة، وبشرعية الاختلاف.
فيما يشدد الناقد د.مصطفى الضبع على عنصر الجماعية في العمل الإبداعي، مشيرا إلى أنه «على الرغم من ظاهرية عملية الإبداع فإنها في أمس الحاجة لجماعية العمل لتوصيل الرسالة، ومن هذا المنطلق أتصور أن الملتقى وبهذا النضج يصب في صالح الرسالة، بل يعمل على استمراريتها وتجديدها في الوقت نفسه، ورغم أن هناك تيارات مناوئة للملتقي فإن ما يعنيني هو الحفاظ على قيمة العمل الجماعي، تلك القيمة المفتقَدة في الأساس، والتي يعمل الملتقي على إحيائها بقوة. وهذا في حد ذاته عمل جميل».
الشرق الاوسط
|