ابو مهنا
لا أتذكر أنني قرات موضوعا لك إلا وأثار في نفسي أشياء كامنة تنتظر المحفز لتطفو على السطح
الحقيقة أن الخبر أسعدني كثيرا وأقول بالصوت العالي جزا الله هذا الرجل كل خير فقد قام بعمل
تنوء به العصبة أولو الشدة وهل في الكون كله أعظم أن تنقذ روحا تائهة في سراديب الجهل
والكفر إلى قبب النور والضياء؟؟لا أعتقد وكيف عندما يكون الداخلون للإسلام ملوك وأمراء
لهم من التأثير على شعوبهم ما لا يمتلكه آلاف بل ملايين الناس .
يحيلني هذا الخبر إلى خلل في التركيبة الشخصية لبعض شرائح المجتمع العربي وإن شئت الخليجي
وهذا الخلل ناتج عن سيطرة النسق المحافظ الذي يدعو إلى مركزية الإصلاح في قطر أو إقليم أو
أشخاص بعينهم دون غيرهم لأهداف شخصية أو مؤسساتية تدعم مصالحها وتطيل بقاءها على
حساب السلوك السوي والتعامل الصحيح .
الرئيس معمر القذافي أنا شخصيا لم أر أو اتبين ما يقال عنه من مخالفات دينية كما يقال عنه في
تغيير سورة الإخلاص أو إصدار الكتاب الأخضر كمصدر ديني وأغلب الظن _عندي على الأقل_أنها
إشاعات مغرضة بسلاح الدين للتقليل من شأن هذا الرجل وكسب تعاطف الشعوب دعما لأهداف
سياسية .والتاريخ مليء بمثل هذه الحوادث التي تحشر الدين حشرا في تخطيطات طائفية أو
اجتماعية .انا لا أسعى بطبيعة الحال لتقديس شخص الرئيس معمر القذافي فلقد حنقت عليه عندما
قال ما قال أمام ملكنا المبجل ولكني لا أحكم عليه حكما عاما من منظور حادثة خاصة أو خطأ عابر
ويبقى السؤال الآن لو أن الخبر جاء كالتالي :نجح ملك المغرب أو رئيس سوريا في إدخال 10
ملوك وأمراء للإسلام هل ستتسع دائرة النقاش إلى هذا الحد أم سنكتفي بقول جزاه الله خير وخير
ما عمل وجعلها الله في موازين حسناته ؟؟؟أجب على السؤال لترى عمق هذا الخلل التركيبي الذي
تحدثت عنه قبل قليل.شكرا لك صديقي
|