وهنا, الشاعرة السعودية ريم فهد ((توضح)) عبر وكالة أخبار المجتمع السعودي ((حقيقة))!!! حادثة أمسية القاهرة ((وتلاعب الصحافة المصرية بتصريحاتها))..!
قضايا سعودية (خاص)
في بيان أرسلته الشاعرة السعودية ريم فهد لوكالة أخبار المجتمع السعودي تعقيباً على ما نُشر عنها تحت عنوان "شاعرة تجرح نفسها بموس حلاقة وتلعق دمها وتلطخ به قميص عازف الناي" نقلاً عن مصادر إخبارية مصرية, أوضحت أن صحيفة اليوم السابع فضلت أن تنقل الخبر بصيغة الآكشن والإثارة, مضيفة أن أنصاف الحقائق أخطر من الأكاذيب الكاملة.
وتنشر الوكالة فيما يلي نص بيان الشاعرة كما وصل منها والذي عنونته بـ"لديّ أقوال أخرى" متبوعاً بسيرتها الذاتية كما كتبتها:
لــدي أقوالٌ أخرى
ريـــم فهــد
تـقــديــم:
"شاعرة سعودية تجرح يدها بالموس و تلطخ قميص عازف الناي بدمائها و تكتب الشعر بالانجليزية بلا مبرر" هو خلاصة ما انكفئ إليه كل الكلام الذي قلته للصحافي (بلال رمضان) لدى مطبوعة "اليوم السابع" في حوار مسجل تقارب مدته الربع ساعة حين فضل (بـلال رمضان) و محرر الصفحة (وائل سمري) أن ينقلا الخبر بصيغة الآكشن و الإثارة و من ثمّ تلاقفته بتلك الصيغة المواقع الإلكترونية الهاوية والجادة على حد سواء، و لأن أنصاف الحقائق أخطر من الأكاذيب الكاملة – كما قال تشيرتشل- ربما يكون من حسن الذوق و تحري الصدق في غياب المصداقية لدى ناقل الخبر أن أكمل ما ابتلعته الذمة الصفراء لصحيفة (اليـوم السابع) حتى إذا ما شاء أحد أن يلعنني أو يوافقني أن يلعنني أو يوافقني على بيـّنـة، ممتنة في كلتا الحالتين إذ أن يقيني أن كل تعبير حر عن الرأي هو شيء جيد و أن الاختلاف في معظم الأحيان أكثر فائدة فيما كثرة الاتفاق هي مضرة لا تفضي إلا كمرايا متوازية تعكس بعضها بعضاً مراراً و تكرار عن لا شيء.
يحـدث أني ولدت في أمريكا 1977، يحدث أني سعودية أصلاً، يحدث أني تلقيت تعليمي منذ الأول ابتدائي و حتى الكلية في وطني السعودية، يحدث أني درست الماجستير و عشت في البحرين أربع سنوات، يحدث أني أحضر الدكتوراة في بريطانيا منذ ثلاث سنوات، يحدث أني أكتب الشعر منذ السادسة من العمر لماذا؟ لا أدري و أني أكتب بالانجليزية أيضاً لما لا أدري مثلما يحدث أحياناً أن تحدث الحياة سهوا، و يحدث أن اللغة العربية لغتي الأم (أ) و الانجليزية لغتي الأم (ب)، و يحدث أني جرحت إبهامي اليمنى بموس حلاقة في أداء شعري باتحاد الكتاب في القاهرة.
بعض تلك الحوادث كانت مقدرة و بعضها كان مختاراً، و مما كان مختاراً أني اخترت إبهامي اليمنى لأني أكتب باليسار و مما كان مقدراً كوني نتاج ثقافتي و بيئتي السعودية و العربية لذا لا يمكن أن يكون لأي ثقافة أخرى أثر سابق عليها في نشأتي الأولى و إن كانت طبيعتي منفتحة على الوعي الإنساني كاملاً و أكون مخطأة لو اعتقتد أن ذلك باختياري.
لا، لست بريئة.
بي كل ما ارتكبه العالم من آثام ليأتي بي.
و الدماء التي ينزفها القاتل/ الدماء التي ينزفها المقتول:
ذاتُ اللون، ذات الطعم، ذات الرائحة..
واحدةٌ، بينها ما بين الخاسر و ما يخسره..
(السيفُ و الغمد آيةٌ و احدة).
للحب رائحة الموت..لونه على الشجر،
على الشفاه و الأوراق المتساقطة،
على الآثار الرمادية لممحاة فوق قصيدة،
على كلمات رسائل مشطوبة،
على الشَعر الملطخ لفرش الرسم،
على غبار أرجوحةٍ هجرها الصغار و المطر.
كما الألم الذي أتوهمه، يوجع كأي ألم،
فلتسمَّى الأشياءُ كما تحب..
واحدةٌ هيَ.
بأي حماقة ألوذ بك؟
بأي حماقة ألوذ بآثامي؟
بأي حماقة ألوذ؟!
كما العصافيرُ تخرج من فم الهاوية مناديلَ بيضاء،
تلوّح بها الأرض القصية عن سمائها.
أي سماء تبعث في الأرض كل هذا النأي؟!
لا أعرف، فأنا مليئة بذلك..
أحوم على الحافة ثم أغرس قدميّ
..في الهواء
أتفرق كريشةٍ، أو ألتم في جناح
كل الجهات تتصاعد
للسقوط
كمن يشتهي الفتك، و عنقهُ تتأبـّى عليه..
كمن يشتهي الفتك، فتقع عليه عنقهُ..
السيف و الغمد (آيةٌ واحدة).
مـتـن:
يحدث أن الشعر و السرد العربي عبر تاريخه الطويل كثيراً ما كان ملازماً للأداء الدرامي أو الكوميدي، من أسواق الشعر الجاهلية التي كان يتبارى فيها الشعراء بأصواتهم ليلفتوا المارة إلى أبياتهم إلى البدوي الذي يتلو الشعر حول النار و فناجين القهوة العربية على أنغام ربابته، إلى الحكواتي الذي يترنم بالسيرة الهلالية و القصص الشعبية على وقع طبلته على الساهرين في مقهى الحي إلى خيال الظل و صندوق الدنيا الذي تحلق حوله الأطفال في شوارع أزمنة قديمة إلى الموشحات و القدود و حلقات السماع الصوفي التي كانت تشدوا جميعاً بقصائد الشعراء في الحب الإلهي و الدنيوي، و يحدث كذلك عندما تفقد أمة ذاكرتها أو بعضاً منها أن لا تتعرف على نفسها حين تصادفها أحياناً و تظن وجهها انعكاس وجهٍ آخر جاء من مشرق الأرض أو مغربها.
ليس للشعر هويّة –في ظني- سوى الهوية الإنسانية. الشعر –على ذمتي- (حــالـة) تعبير عن الوعي الإنساني ليس حدها و مفصلها اللغة وحدها. و حين يستعاد قراءة فليس لازاماً أن تحمله الذات الشاعرة على شفتيها كميت في تابوت تجتره من كفن الورقة و تلقيه (إلقاءاً) على طبلة أذن الملتقي إذا ما كان حاضراً لحماً و دماً قبالتها. يمكن جداً (و ليس يجب بالضرورة) أن تستعيد الشاعرة أو الشاعر الحالة الشعرية التي انتجت النص على مرأى المتلقي فيكون كل ما يحدث و يحضر في لحظتها –بما فيه المتلقي- هو القصيـدة. في ظني أن أشكال التعبير عن الوعي الإنساني: صوتية، لغوية، بصرية و حسية هي "آيـة ٌ واحـدة"..ليست الفروق بينها إلا فروق افتراضية كخطوط الطول و العرض اختلقها الوعي الإنساني ليسهل على نفسه التعبير عنها لغوياً حيث اللغة أضيق من الوعي الذي تحاول التعبير عنه، و أن الوجود كما نتلقاه كتلة هائلة نعيها دفعة واحدة لكننا لا نستطيع أن نقولها كلاماً دون أن نقسمها إلى دفعات و قوالب لتحتملها اللغة.
يحدث أيضاً أنه لا هوية لي سوى هويتي الإنسانية غير المتأزمـة، و في ظني أن الهوية لا تشكل أزمـة أو تكون في مأزق إلا إذا بحثنا عنها في حدود ضيقة، و كلما خففناها من جوازات السفر و أوراق الإثبات و عنصرية الجينات و الوراثة الثقافية كلما كانت الهوية محلولة على إنسانيتها..ليس هناك شعر و لا ثقافة بالإضافة (سعودية أو عربية أو غيرها) هناك شـــعرٌ فقط، و كل ما يهم في الشعر أن يكون شعراً فقط (بأي لغة، بأي صيغة،بأي ميديا أو صيغة أداء) إذ أن (فقط) هي صيغة اتساع لا تضييق، كما يحدث أنه يجوز أن نكتب الشعر دون أن الحاجة إلى إذن من ناشر يطبع للشاعر شهادة ميلاد تحت عنوان مجموعة شعرية، إذ الشعر يكتسب مصداقيته من ذاته لا من الورق الذي يطبع عليه. و يحدث إني حين أتحدث لا أمنح لنفسي الحق أن أتحدث إلا عن نفسي محترمة حقي في ذلك ومحترمة بكل محبة حق الآخرين بعدها في أن يتفقوا معي أو يختلفوا و إذا ما حاولت أن أقيس ذاتي فإن إنسانيتها زاوية منفرجة على العالم مقدارها 180 درجـة لا أكثر و لا أقل تماماً كما قدرها الإمام علي رضي الله عنه "وفيـك انطوى العالمُ الأكبـرُ".
و يحدث أني أشبه نفسي و أن من لا يجرؤ على أن يشبه نفسه فهنيئاً له و "أبشـر بطول سلامةٍ يا مربعُ".
و يحدث أخيراً و ليس آخراً أن أصبعي ملتئمة الآن مثلما أني متلائمة مع ضميري..و ليس لدي أقوال أخرى.
هـــامـــش:
..ها أنا في شدة البرد انظر إلى الداخل
و أخـــرج
من ليس في اتجاهي..ليس في شيء.
________________________
سيرة
بالكاد ولدت هناك..وراء المحيط و بين أشجار الصنوبر في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكيـة..ولايةٌ أمريكيةٌ تستحم في المحيط الأطلسي
عام 1977م؛ عاشت هناك فقط ما يكفي من الوقت للوقوع في حب فرجينيا ،ثم لتستعيدها الصحراء الجارية في الدم.
تخرجت من كلية الآداب في قسم اللغة العربية و آدابها عام 2000 في المملكة العربية السعودية..
استأنفت غواية اللغة..بدراسة الماجستير في الشعر العربي الحديث في جامعة البحرين
ثم بتحضير الدكتوراه في جامعة إكستر في المملكة المتحدة في تخصص الدراسات الثـقـافية "الانتاج الثـقافي في بيئة الاستبداد: الشعر العراقي المعاصر نموذجاً".
كانت عضوة مؤسسة في أول ملتقى ثقافي نسائي في المملكـة منذ أنشئ عام 1998 و هو ملتقى الأربعائيات الأدبي.
مثلت السعودية في مهرجان الخنسـاء الثاني للشاعرات العربيات في عمان عام 2002
و شاركت في أمسيات شعرية في البحرين منها أمسية خاصة لتكريم الشعر النسائي السعودي عام 2005.
كانت أول ممثلة للسعودية في مهرجان أصوات البحر المتوسط الشعري بفرنسا عام 2004
و دعيت كضيفة شرف إلى مهرجان أصوات البحر المتوسط في احتفالية دورته العاشرة.
مثلت المملكة العربية السعودية في احتفالية الجامعة العربية بالجزائر عاصمة للثقافة العربية عام 2007
نشرت في الملاحق الثقافية لعدد من الصحف السعودية منها
صحيفة الجزيرة
صحيفة اليوم
صحيفة البلاد
و مجلة الشرق
في الصحافة الإماراتية
و مجلة أتحاد الأدباء الكويتيين (روافد)
و في الصحافة الأسترالية المهجرية ( مجلة الجذور ) و في الأردن و مصر و في الجزائر و ليبيا و المغرب و بعض الدول الأروبية.
ناشطة في حملات ( آمنستي ) لحقوق اللآجئين.
لها مجموعـة شعريـة / تشكيليـة بعنوان "غريزة الجنـاح" ستصدر هذا العام باللغة العربية عن دار البيت/الجزائر مترجمة إلى الفرنسية عن دار البرزخ/فرنسا.
ولها مخطوطة لمجموعة شعرية باللغة الانجليزية.
ناشطة بالكتابة الشعرية على الإنترنت..حيث الواقع المنمنم في شاشةٍ من بلور..لا متناهي كخيالٍ شارد ،
حيث أجلى من حضور الوجهِ..حضورُ الحقيقة،
حيث لا يتحرك شيء..لكن كل شيء يحدث،
كائنات المعاني تلهو؛ حافيـةً خارج أحذية الأسماء الضيقـة.
هناك تحيا..و تبني نوارسها أعشاشها من أسلاك الكهرباء و تزقزق بنبض المفاتيح.
أين التوضيح؟!!
لم أقرأ أكثر من تعاريف, وسيره مُبعثره!!!!
لعلّها كانت تعني: المُبرِّر!
|