تواصلت رحلة التحدي والإبداع في مسيرة التنافس على بيرق ولقب النسخة الرابعة في أكبر مسابقة للشعر النبطي على مستوى العالم، "شاعر المليون" في حلقة تميزت بالإبداع وقوة التنافس وشكلت بداية المرحلة النهائية في المنافسات.
حضر فعالياّت الحلقة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد وسعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصياّت، وحشد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية وجمهور غفير من مختلف دول المنطقة.
وتنافس خلال الحلقة التي تمّ بثها على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي الأولى ومحطة (إمارات إف إم) ليلة أول أمس الأربعاء، وأُعيد بثّها على قناة شاعر المليون، الشعراء: جزاء البقمي وحصة هلال من السعودية، وسلطان الأسيمر وفلاح المورقي وناصر العجمي من الكويت..
استديو التحليل..
البداية كانت مع استوديو التحليل الذي استضاف من خلاله الإعلامي عارف عمر كلا من الناقد والشاعر سالم المعشني والشاعر مانع بن شلحاط وتركي المريخي وبدر صفوق عضوا اللجنة الاستشارية في برنامج شاعر المليون. وتحدث الضيوف عن تميز الموسم الرابع للمسابقة عن المواسم الماضية، حيث أكد المريخي أن الموسم الرابع هو امتدا لنجاحات المواسم السابقة، وأكد صفوق أن الثقافة في النصوص الشعرية تصاعدت واصبح الشاعر يختار الموضوع النادر للكتابة عليه وهذا ما يمثل اضافة للشاعر والبرنامج.. كما تحدث الضيوف في جزئية اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالبرنامج ، حيث أكد المعشني ان منبر شاعر المليون استطاع ايصال الصوت الى اوروبا والغرب واوصل الشاعر الشعبي الى الشهرة العالمية، وتحدث ابن شلحاط عن ما احدثه شاعر المليون في الساحة من كسر الروتين السائد ومنحه شهرة للشاعر تختصر عليه سنوات طويلة من الظهور في وسائل الإعلام.
بعد ذلك تم بث تقرير تضمن مراسم تسليم البيرق من قبل الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت حامل البيرق واللقب في النسخة الثالثة.
الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيري...
قبل الإعلان عن نتيجة التصويت الجماهير على ستة شعراء تنافسوا في الحلقة الماضية، رحب مقدما البرنامج الإعلامي حسين العامري والمذيعة حصة الفلاسي والجمهور بأعضاء لجنة التحكيم: الدكتور غسان الحسن، الأستاذ سلطان العميمي، الأستاذ حمد السعيد.. ثم شاهد الجمهور مقاطع من مشاركات الشعراء الستة ومقتطفات من تعليقات اللجنة وتعقيبات ضيفا استوديو التحليل.
وبعد الترحيب بالشعراء على المسرح ووسط خوف وترقب تم الإعلان عن نتيجة التصويت. الجماهير حيث تأهل كلا من الشاعر ناصر العجمي بأعلى نتيجة اجمالية 61%، والشاعر جزاء البقمي 54%، سلطان الأسيمر 53%، فلاح المورقي 48% ، وحضة هلال 48% .
وغادر ميدان المنافسة الشاعر محمد بن علي السعيد بعد أن شارك بقوة وقدم لتجربة شعرية ثرية ورائعة وترك بصمة خالدة في قلوب الجماهير.
آلية منح الدرجات في المرحلة النهائية.
وقبل انطلاق المنافسات شرح الدكتور غسان الحسن عضو لجنة التحكيم لآلية توزيع الدرجات في المرحلة النهائية وأوضح أن الدرجة الممنوحة من طرف لجنة التحكيم ستمثل 60 درجة يمنح الشاعر درجة من 30 في هذه الحلقة التي تعتبر الأولى في المرحلة النهائية، ودرجة من 30 في الحلقة القادمة والتي تعتبر النهائية في المسابقة، ويستمر التصويت خلالها إلى نهايتها وتكون نسبة التصويت الجماهيري في هذه المرحلة 40%
جزيرة أبو طينة.. وعجائب الدنيا السبع..
بعد ذلك شاهد الجمهور تقريرا رصد لزيارة الشعراء المتنافسين إلى جزيرة "بوطينه" وقدم شرحا عن الجزيرة التي تبعد مسافة 130 كم عن إمارة أبوظبي.. والمرشحة لأن تكون واحدة من عجائب الدنيا السبع، حيث تعيش فيها عدة أنواع مهددة بالانقراض وتعتبر محطة هامة للطيور المهاجرة والمعششة وتتواجد في مياهها المحيطة ثلاثة أنواع من الدلافين كما أنها فيها ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم، ووجهت هيئة البيئة في أبوظبي خلال التقرير الدعوة للجمهور للتصويت إلى جزيرة أبوطينة لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع.
مجريات المنافسة في الجزء الأول.. القصائد الحرّة..
تميّزت منافسات الحلقة بالقوّة والتحدي وتميّز النصوص والحضور والأداء لجميع الشعراء الذين قدّموا نصوصاً مبدعة في الجزء الأول من المنافسات، وتمكّنوا من مجاراة قصيدة مقحم الصقري بمقدرة عالية في الجزء الثاني.
وانطلقت المنافسات مع أوّل فرسان الحلقة، الشاعر جزاء البقمي، الذي قدم نصاً جميلا عن موضوع المرأة، أشاد به أعضاء لجنة التحكيم وعلق الدكتور غسان الحسن على توظيف الشاعر لكلمة (الزمان) حيث ذهب الشاعر للزمان منذ القدم إلى يومنا هذا فيما يتعلق بالمرأة، ورأى أن الشاعر أعطى المرأة الدور الذي يليق بها بالمجتمع وعزز هذه الحقوق بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، ودمج ذلك في السياق ونسجها داخل النص بشكل جميل بتوظيف من خلال المعنى.. وأشاد سلطان العميمي بالمطلع الاستهلالي للنص والصور الشعرية الجميلة فيه، كما تحدث عن الوحدة الموضوعية للنص، ورأى أن الشاعر كان بإمكانه الاستغناء عن ربط المرأة بمسألة الكيد في أحد الأبيات.. وقال حمد السعيد أن الشاعر تناول الموضوع بعقلانية وانصاف، وأشار إلى أحد الأبيات الذي اختصر سيرة الكثير من النساء اللاتي خلدهن التاريخ.
المشاركة الثانية كانت مع الصوت النسائي الوحيد المستمر في المنافسات الشاعرة حصة هلال "ريمية"، ونص شعري مميّز عن الإعلام، أشاد به العميمي وقال إنه مكتوب بذكاء ووعي وتجربة، وبناء متقن، وأشار إلى أن الشاعرة جاءت بمقدمة ثم انطلقت من تجربتها انتقالا جميلا إلى واقع الإعلام، وثم إبداء الموقف الشخصي في النهاية.. وتحدث السعيد عن بحر القصيدة (المنكوس) وأكد أن الشاعرة تناولت الموضوع بدقة وعقلانية ومن واقع تجربة.. وقال الحسن إن الشاعرة أثبتت أن الحربة هي داخل الذات وحرية الروح هي المطلوبة هنا، وليس حرية الجسد وهذا ما تبثه الشاعرة في كل نص تقدمت به، وأشار إلى أن الشاعرة طرحت للخير والشر وبينت ان هناك صراعا بينهما وبرز في النص الإعلام الخيّر الذي تمثله الشاعرة ومن هو على شاكلتها، والإعلام الانتهازي الذي يذهب إلى آراء الناس بدون وجه حق.
ثالث فرسان الحلقة الشاعر سلطان الأسيمر، قدم قصيدة جميلة عن الإرهاب والتطرف، أشاد بها السعيد وأشار إلى الأسلوب الذي اتبعه الشاعر وهو إخفاء الموضوع إلى البيت العاشر، ليكشفت الستار عما تتحدث عنه الأبيات، وقال إن الشاعر تناول الموضوع بشكل جميل كما أن ختام القصيدة كان جميلاً وفيه تفاؤل.. وقال الحسن إن القصيدة جميلة من نواحي كثيرة وأن الطرح فيه نوع من المنطق، وأشار إلى أن القصيدة امتلأت بالعبارات التي تدل على التدمير والتي خدمت النص بطريقة جميلة في موضوعه، كما رأى أن التصوير الشعري راق جداً.. وتحدث العميمي عن الوعي المطروح في النص وأشار إلى أن الشاعر لم يتخلى عن الشعر عندما تحدث عن هذا الموضوع، وقال إن بناء النص جاء متقنا وبشاعرية عالية، وتكثيف للصور الشعرية الذي رفع من مستوى الشعرية في أغلب أبيات القصيدة.
رابع الفرسان الشاعر فلاح المروقي، جاء نصه عن موضوع الخليج العربي، أشاد به الحسن وقال إن النص فيه أسلوب من الطرح والتناول مختلف عما نعرفة، وأن الأفكار ليست متراتبة ولكنها هجمت هجوماً في آن واحد وامتزجت بطريقة جميلة، ووجدنا أن الفكرة تأتي في البداية وتأتي في النهاية، وأشار إلى القافية الجميلة للأبيات والتي كانت مناسبة للأفكار التي طرحها الشاعر.. وقال العميمي إن النص جميل ومميز من بدايته، وأشار إلى أن البيت الأول فيه الكثير من الجمال كما أشار إلى الخصوصية الموجودة في النص، ولفت إلى إتيان الشاعر بنوعين من التوافد في النص؛ الأول للرزق والثاني للدفاع واللذان جاءا بصورتين مختلفتين.. السعيد أكد أن الشاعر تناول الموضوع بطريقة جميلة ورأى أن مثل هذا النص يصلح للأرشيف والمؤرخين.
الشاعر ناصر العجمي كان مسك ختام منافسات الجزء الأول في الحلقة، وشارك بنصّ عن موضوع القوات المسلحة، أشاد به العميمي وقال إن الشاعر استطاع أن يكتب نصا يوازن بين الشاعرية والصياغات المباشرة في الأبيات، وأشار إلى العديد من الصور الشعرية في النص، وأوضح أن بناء النص غلبت فيه الوحدة الموضوعية على الوحدة العضوية.. وقال السعيد إن مدخل القصيدة كان تهيئة للمتلقي للحديث عن القوات المسلحة، وهو مدخل جميل جداً وكأنه بوابة للموضوع، ووصف الشاعر بأنه جميل ومتألق وأشار إلى استدلاله بنص قرأني، وقال إن الموضوع يرفع من المعنوية لدى الجيش.. وقال الحسن إن الخوض في مثل هذا الموضوع فيه عسر بعض الشيء وأن الشاعر خاضه بجدارة من خلال ما طرحه من افكار، واختيار ما يتناسب من أساليب شعرية، مثل الكنايات التي تخدم مثل هذا الموضوع، ورأى أن بعض العبارات تصلح أن تدرج على الألسنة ويتداولها الناس للتمثّل بها.
حامل البيرق في النسخة الثانية يؤثر التنازل لزملائه في النسخة الرابعة..
بعد انتهاء المنافسات في الجزء الأول من الحلقة كان على الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت حامل البيرق في النسخة الثالثة من المسابقة أن يحدّد موقفه بالدفاع عن البيرق أو التنازل عنه، وبعد أن شاهد الجمهور تقريرا رصد لمراحل مشاركة إبن نحيت في النسخة الثالثة وصولا للبيرق، اعتلى حامل البيرق المسرح وسط تصفيق حار من الجمهور، وألقى قصيدة شامخة ومتفردة في سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ألهبت أجواء المسرح وأثارت حماس الجمهور.. ثم آثر زياد بن حجاب التنازل عن البيرق ليتنافس عليه زملاءه في النسخة الرابعة.
منافسات الجزء الثاني.. قصائد المجاراة ..
قبل انطلاق منافسات الجزء الثاني من الحلقة تحدث ضيوف استوديو التحليل عن مشاركات الشعراء وأدائهم وحضورهم ومواضيع القصائد التي تمّ طرحها على المنبر، وأكدوا أن جميع الشعراء كانوا متألقين وأدوا دورهم وقدموا ما يليق بمنبر شاعر المليون، كما تحدثوا عن تأثير اختيار المواضيع للشعراء للكتابة عليها وأثره على إبداعهم.
بعد ذلك قدم الشعراء الخمسة لقصائد متألقه جاروا فيها قصيدة للشاعر مقحم الصقري، ثم علق أعضاء لجنة التحكيم على المشاركات، وقال الدكتور غسان الحسن: إن مجموعة القصائد كان لها مجموعة من الكواكب مع تمايز كل شاعر عن الآخر.. وقال سلطان العميمي إن جميع الشعراء أبدعوا في مجاراتهم وأغلب الشعراء أصابوا المجاراة في موضوعها وبإبداع.. وأكد حمد السعيد أن قصائد المجاراة جميلة جداً وجاءت على نفس الموضوع.
|