,’
اختتام فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 25»
اختتمت امس فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في «الجنادرية» ويسدل الستار على مناسبة تراثية أصيلة لطالما حظيت بإقبال الزوار ونالت إعجابهم
لما تتميز به من معاصرة وأصالة والتزام بقيم الإنسان وصورة المكان وذكرى الزمان.
وتعد المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة التي ينظمها الحرس الوطني في الجنادرية كل عام مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشراً عميق الدلالة
على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.
كما تعد مناسبة وطنية يمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر. ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية
وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة.
وتؤكد الرعاية الملكية الكريمة للمهرجان الأهمية القصوى
التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءا كبيرا من تاريخ البلاد.
ولتحقيق هذا المنال السامي ذللت حكومتنا الرشيدة الصعاب ووضعت جميع الإمكانات اللازمة في مختلف القطاعات الحكومية رهن إشارة القائمين على تنظيم
هذا المهرجان لتتسابق جميع القطاعات على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك "عبد الله بن عبد العزيز"
وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير "بدر بن عبد العزيز" نائب رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة
ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير "متعب بن عبد الله بن عبد العزيز" نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية
نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.
وقد انبثقت فكرة المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث والحلي القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان السعودي في بيئته قبل أكثر من خمسين عاماً
ومعارض للفنون التشكيلية, من الرغبة السامية في تطوير سباق الهجن السنوي الذي اكتسب ذيوعا على المستويين الوطني والإقليمي.
ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر
والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة
إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين.
ويبرز المهرجان الذي ينظمه الحرس الوطني في الجنادرية تنامي رسالة الحرس الوطني الحضارية في خدمة المجتمع السعودي التي تواكب رسالته العسكرية
في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره.
وحققت المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة خلال الـ 20 عاما الماضية التي بدأت عام 1405هـ أهدافها المرسومة في تأكيد الاهتمام بالتراث السعودي
وتذكير الأجيال به وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة وكذلك الحفاظ على معالم البيئة المحلية بما تحمله من دروس وتجارب.
وأكد هذا النجاح أهمية التوسع في برامج المهرجان فتم إنشاء قرية متكاملة للتراث تضم مجمعا يمثل كل منطقة من مناطق المملكة ويشتمل على بيت وسوق تجاري
وطريق وفيها معدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة.
وأقيمت معارض وأجنحة للجهات والمؤسسات الحكومية قدمت فيها نماذج من تلك الجهات وبعض المقتنيات والتحف القديمة وأقيم في جانب من السوق الشعبي
أول معرض للكتاب السعودي شاركت فيه هيئات حكومية وإقليمية ودور نشر سعودية. كما شهد المهرجان تميز المسرح السعودي الذي أثبت قدرته على التفاعل مع قضايا التراث والمجتمع.
وتنوعت النشاطات الرياضية في المهرجان وتميزت بأنها ذات طبيعة رياضية قديمة تحيي ألوان التسلية التي قضى بها أجدادنا أيامهم حيث اشتملت المنافسات الرياضية
على سباق الهجن السنوي الكبير وعلى الألعاب الشعبية وعروض الفروسية التي أداها فرسان الحرس الوطني. وتجسدت في القرية الشعبية
نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي, ففي الجهة المواجهة للسوق الشعبي قامت الجمال بعمل يومي لجلب الماء من البئر بواسطة السواني.
وأقيمت قبالة السوق أيضا منظومة طويلة من المعارض التراثية ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص. وفي قاعة العروض
شاهد الجمهور طوال أيام المهرجان جميع العروض الشعبية المعروفة في المملكة التي قدمتها فرق الفنون الشعبية في مناطق المملكة.
وضمن النشاط الرياضي أقيم خلال المهرجان سباق بالكراسي للمعوقين وأقيمت مسابقة ماراثون الجنادرية على مضمار سباق الهجن شارك فيه أكثر من 300 متسابق.
كما شاهد زوار المهرجان الدياسة والطريقة القديمة لعصر السمسم التي كانت تتم بواسطة دوران الجمل حول العصارة.
كما اشتملت النشاطات الثقافية على عروض مسرحية ومعرض للكتاب ومعرض للوثائق التاريخية وأمسيات شعرية, إضافة إلى ذلك أشتمل المهرجان
على مسابقة للأطفال وبعض الألعاب الشعبية وعرض للحرف اليدوية وشعر الرد والنشاطات المسرحية والعروض الفلكلورية والرقصات الشعبية والندوات
والمحاضرات وغيرها من النشاطات الأخرى.
وشهد دور المرأة في نشاط المهرجان الوطني للتراث والثقافة تطورا ملموسا حيث لم يقتصر الأمر على مشاركة المرأة التراثية والفلكلورية خلال هذا المهرجان
بل تطور دورها حتى أصبح لها نشاط ثقافي تشرف عليه وتعده اللجنة الثقافية في المهرجان شمل الندوات والمحاضرات المختلفة.
حيث تضمن المهرجان الوطني الـ13 للتراث والثقافة الذي افتتح في 6/11/1418هـ، إضافة إلى نشاطاته السنوية المعهودة مزيدا من المشاركات الثقافية والفنية والتراثية
التي حظيت بإقبال جماهيري كبير. كما حفل برنامج النشاط الثقافي على العديد من الندوات الثقافية والفكرية والمحاضرات والأمسيات الفنية والثقافية.
وأتاح المهرجان الـ13 المجال للمرأة للمشاركة والإسهام في نشاطاته الثقافية المتعددة والمتنوعة إلى جانب ذلك أقيم معرض للكتاب ومعرض للوثائق والصور.
* الاقتصآدية!
,’
|