عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-2010, 02:37 AM   #910
محمد بلال
مستشار إداري


الصورة الرمزية محمد بلال
محمد بلال غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1920
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 12-05-2020 (10:29 PM)
 المشاركات : 17,650 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 60571
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Brown


إحباط الشعر وقسوة الثقافة في الجزائر
ممثل يموت على الركح وشاعر ينظم جنازة لدفن أشعاره



بعيدا عن المهرجانات الثقافية الرسمية، والمواعيد الثقافية التي تصنعها السلطات، يعيش الشعراء والأدباء في الجزائر حالة قلق مزمن، بسبب ما آلت إليه أحوال الثقافة والفعل الأدبي.
موت على الخشبة ودفن رمزي للإبداع
لا تتوقف فواجع الثقافة في الجزائر، آخرها كان وفاة ممثل جزائري نهاية الأسبوع الماضي فوق خشبة المسرح، عندما كان يقدم عرضا مسرحيا على الركح بمدينة عنابة. وقد توفي الممثل توفيق ميميش عن عمر يناهز 54 عاما متأثرا بذبحة صدرية، بعد 30 دقيقة من بداية عرضه لمسرحية ''حياة مؤجلة'' التي كان الممثل المرحوم توفيق ميميش يؤدي فيها دور شخص مثقف يطلب في ليلة القدر أن يؤجل الله حياته عشر سنوات، ليجد المجتمع قد تغير إلى الأفضل بعد استيقاظه.
لكن حادثة موت الممثل فوق خشبة المسرح، وتلازم الدور الذي يؤديه والمتضمن أحلام ممثل مسرحي يطمح إلى التغيير والهدوء والسكينة، تعطي في الواقع صورة أكثر واقعية عن معاناة الفنان والممثلين في الجزائر، خاصة مع فشل الهيئات الثقافية الرسمية في إنعاش الفعل الثقافي ودفع النشاط المسرحي والسينمائي، وتحسين ظروف عمل وحياة الممثلين، بالشكل الذي يكفل لهم مناخا من الإبداع والخلق الفني والثقافي. ولعل الوضع السيئ لقاعات السينما في الجزائر، وقلّة المسارح وضعف الدعم للمسرح والسينما، أكبر دليل على هذا الوضع الذي لا يشجع على الإبداع. وقبل هذه الحادثة بقليل دفعت حالة اليأس والإحباط الشاعر عادل صياد إلى تنظيم جنازة رمزية لأشعاره وقصائده ودفنها في قبر صغير بحضور عدد من الشعراء والمثقفين، ورفع الشاعر الذي يملك في رصيده عددا من الدواوين الشعرية لافتة على القبر، تتضمن عبارة ''هنا دفنت أشعار عادل صياد''. وتأتي خطوة الشاعر عادل صياد الرمزية، حسب الكثيرين، لتنبيه السلطات إلى حالة اليأس والإقصاء والتهميش التي يعيشها الشعراء والمثقفون في الجزائر، ولفت النظر إلى خطورة مرحلة الإحباط التي وصل إليها المثقفون والشعراء والصحفيون في الجزائر، خاصة خلال السنوات الأخيرة، رغم التضحيات الكبيرة التي قدموها خلال العشرية السوداء، حيث قتل عدد كبير من الشعراء والصحفيين والمثقفين، مشيرا إلى أنه من واجب المثقفين في الجزائر التحرك للحد من استغلالهم من قبل السلطات والهيئات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في الاستحقاقات السياسية والمواعيد الحاسمة، دون أن يكون هناك أي اهتمام بالجوانب الاجتماعية والمهنية للشعراء والأدباء في الجزائر، إضافة إلى غياب قانون يحمي حقوق الأدباء والكتاب في البلاد. كما شمل احتجاج الشاعر عادل صياد، ما يصفه بالوضع الكارثي لاتحاد الكتاب الجزائريين الذي عقد مؤتمره قبل أشهر، وانتخب قيادة جديدة، طعن في شرعيتها عدد من الشعراء والكتاب.
قاص في إضراب وكاتب يبيع كليته
قبل أسبوع دخل الروائي عبد الرزاق بوكبة في إضراب عن الطعام بدار الصحافة، بعد رفض التلفزيون الذي يشتغل به منذ ثلاث سنوات، تسوية وضعه القانوني والمهني، هكذا وببساطة وجد الروائي بوكبة نفسه دون عمل، ومطرودا من التلفزيون دون أية مبررات مقبولة، ولم يشفع له عنفوانه الأدبي والثقافي ومساهمته في الحضور الأدبي الجزائري في الخارج، من خلال اختياره بين 35 روائيا من فئة الروائيين الشباب في الوطن العربي، خلال معرض بيروت للكتاب، ولا موهبته في المحاورة الأدبية الجيدة للشخصيات الثقافية، في أن يحافظ عليه المسؤولون في التلفزيون ضمن فريق العمل، وقد جعل بوكبة عنوان إضرابه عن الطعام ''أموت ولا أهاجر من بلادي''.
وقبل فترة كان الكاتب أبو بكر زمال الذي كان يدير ''بيت الشعر''، مضطرا إلى الإعلان عن بيع إحدى كليتيه من أجل دفع إيجار المنزل الذي يشغله وعائلته في العاصمة، وشكل هذا الإعلان صدمة كبيرة لدى الوسط الثقافي، وأصدر زمال حينها بيانا جاء فيه: ''اليوم أجدني مضطرا، بعد أن وصلت الحالة إلى أقصاها وفاضت العلة، لأن أوجه هذا النداء لمن يهمه الأمر بعرض كليتي للبيع''.
هذه أربعة مشاهد تختصر مأزق الثقافة في الجزائر، وترسم صورة أخرى أكثر واقعية من البهرجة الثقافية.

الخبر الجزائرية


 
 توقيع : محمد بلال






رد مع اقتباس