[poem=font="Simplified Arabic,5,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
كم أحبّـك .. وكميّـة هـواك=مـن يحـاول يحددهـا غبـي
تكبر ولا لهـا عنـدي سـواك=لو طرحت الضبي فوق الضبي ! [/poem]
الشاعر : سداح
بين الكم والكمية في الشطر الأول من هذين البيتين فرق شاسع ، فالكمّ للعدد والكميّة للحجم ، وايضاً وكما نعلم ان اي زيادة في المبنى يقابلها زيادة في المعنى ، ومن مسلّمات اهل العشق ان القول بـ ( أحبك ) وان كانت بـ كمّ هائل، لا يوازي كمية الهوى الموجودة في صدر العاشق ، واستخدامها في نفس الشطر بهذه البساطة ، جعلني اقف احتراماً لهذا الشاعر الفذ .
ومن يحاول أن يحدد هذه الكمية في صدر شاعرنا فهو غبي ، والسؤال لماذا ؟
والجواب في ( تكبر ) ، حيث ان الفعل المضارع في اللغة يفيد الإستمرارية ، فلو قال ( واجد ولا لها عندي سواك ) على سبيل المثال ،لن يصل المعنى كما يريده الشاعر بإستحالة قياس كمية الهوى الموجودة لأن (واجد) اسم و ( تكبر ) فعل مضارع يفيد زيادة الحب والهوى بإستمرار ، والمستمر يصعب قياسه .
وقول الشاعر ( لو طرحت الضبي فوق الضبي ) صورة خيالية بديعة ، فالعاشق هنا صيّاد والمعشوق ظبي ، وعلى كثرة الظبا امام الصياد فهو لا يرى الا الظبي الذي اصطاد الصيّاد لا العكس ، ومايؤكد سعة خيال الشاعر هنا انه استحضر صورة الصياد الحقيقية في رحلة الصيد وهو يرمي الظبي فوق الظبي بعد انتهاء الصيد .
سداح انت شاعر مبدع وحاضر مشرّف وتاريخ قادم .
دم تم
|