عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2010, 03:42 PM   #1045
محمد بلال
مستشار إداري


الصورة الرمزية محمد بلال
محمد بلال غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1920
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 12-05-2020 (10:29 PM)
 المشاركات : 17,650 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 60503
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Brown


شعراء : مقروئية الشعر تراجعت أمام الأجناس الأدبية الأخرى


عمان ـ بترا

"باتت ذائقة المتلقي تجنح إلى الواقعية التي قدمتها الرواية والقصة القصيرة على خلاف القصيدة بشعريتها وصورها المتعاظمة الخيال" ، ذلك ما يذهب إليه شعراء أكدوا ضرورة أن "تتغذى القصيدة على جماليات مستمدة من حراك الواقع والبيئة بغية الارتقاء بمكانة الشعر".

الشاعر طارق مكاوي اعتبر أن الشعر "حالة مختلفة عن الفنون الأخرى ، فهو لا يتم تناوله كما الرواية والقصة القصيرة التي تجد مكانها في وسائل الإعلام المختلفة".

وقال أن "تاريخ القصيدة التي بشرت بالتحولات الكبرى ، والتف حولها الكثير من الناس ، أتت في فترة كانت هي الوجه الإعلامي للعصر ، وهي تاريخ تلك المرحلة التي جعلت من القصيدة سجلا لانتصاراتها ، وهامشا لقصص تتكلم عن أبطال مدت ألوانا كثيرة من الفن لتلك الفترة"

وأشار مكاوي إلى عصر القصيدة العربية والمنبر الذي كان يحرك الشاعر ارتكازا على أن القصيدة كانت محرك الشارع العربي في وقت من الأوقات ، أما الآن فنعيش عصر النكوص إلى الذات شعريا.

من جانبه ذهب الشاعر محمد الدحيات لاعتقاد آخر ، إذ يعتبر أن "التغير السريع في القصيدة العربية ، وعدم الاستقرار ، أحدث نوعا من التشوه في عملية تذوق الشعر ، وأبعده عن متناول القراء والمتلقين".

وأكد انه لا توجد معايير ورؤية واضحة تحدد ما هو شعري في التطورات الجديدة ، ما أنتج قصائد غير مكتملة فنيا ، ملأت الإصدارات ولم تلامس أذواق المتلقين باستثناء تجارب فردية قليلة.

واتفق الدحيات مع مكاوي على أن الشعر الذاتي مرغوب ، لكن المبالغة في الذاتية التي اتسمت بها أغلب التجارب الجديدة جعلت الشعر مكرورا وغريبا عن الناس وهنا يكمن السبب الثاني في تراجع الشعر وهو التقوقع المفرط على الذات.

وبيّـن الشاعر الدحيات أن السبب الثالث ، من وجهة نظره ، لتراجع الشعر يكمن في النقد الذي بالغ في التنظير والجدل لكنه لم يوجّه الى التغيير الذي حدث للشعر ولم يواكبه.

واعتبر الشاعر عبد الله أبو بكر أن "الشعر لم يكن في القرن الماضي مجرد جنس أدبي يحفل بفنيات الكتابة وأدواتها ، بل تعدى ذلك ليسير على طرق موازية للأحداث التي واكبت ما شهدته الساحة العربية على المستوى السياسي والإجتماعي ، وموازاة لذلك نجح الشعر في أن يكون أداة استنهاض للشعوب ولسان ثورة ناطقا باسمها ، وهو ما شكل حلقة التقاء متينة بين الشعر وجمهوره ومنحه مكانة اجتماعية وسياسية وثقافية على حدّ سواء".

وأكد أن الشعر يعيش حالة تهميش ومحاولات لإعادة تعريفه حسب القواعد والصيغ التي تتوافق مع اجتهاد كل مدرسة شعرية أو نقدية.

وقال: "من أسباب تراجع الشعر ابتعاد الكتابة الشعرية عن ملامسة الوقع اليومي المعيش بالنسبة لعامة الجمهور ، ناهيك عن عزوف أسماء شعرية هامة في الوطن العربي عن كتابة القصيدة وانحيازها للكتابة الروائية ، التي أصبحت تستقطب اهتماما أكثر من قبل الناشطين في الحقل الأدبي محليا وعربيا وعالميا".

وأكد الشاعر أبو بكر أن الشعر ، رغم مروره بكل هذه الإشكاليات ، إلا أنه لن يفقد مكانته في رأس الهرم الإبداعي الأدبي حاضرا ومستقبلا.



 
 توقيع : محمد بلال






رد مع اقتباس