الموضوع
:
.. (( الإعلام الخارجي )) ..
عرض مشاركة واحدة
08-10-2010, 03:45 PM
#
1159
محمد بلال
مستشار إداري
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1920
تاريخ التسجيل :
Nov 2008
أخر زيارة :
12-05-2020 (10:29 PM)
المشاركات :
17,650 [
+
]
زيارات الملف الشخصي :
60464
الدولهـ
لوني المفضل :
Brown
بأمر الهوى.. غاص في تراث الإمارات ورصد في الشعر النبطي 75 بحرا
غسان الحسن: «شاعر المليون» أنزلني عن السلَّم
بسبب الهوى الذي ملك عليه عقله ولبه، اختار الباحث الدكتور غسان الحسن أن ينقب في حقل بكر لم يطأه قلم باحث بعد، رغم كل ما يعنيه ذلك من صعوبات وعقبات كان في غنى عنها.. لكن لأهل الهوى في الإخلاص مذاهب، وقد تبنى الحسن في عمله البحثي مذهب أن نقطة الماء كفيلة بأن تصنع جدولاً. مؤمناً بهذه القناعة اندفع لدراسة الشعر النبطي الذي لم يكن أحد يعنى به على صعيد البحث الأكاديمي العلمي الرصين، فكان أول باحث بل الباحث الوحيد الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الشعر النبطي ويصدر بحثاً علمياً موثقاً وعميقاً في هذا المجال. وبهذا سجل شرف الريادة والإبداع في آن واحد. ولأنه أعطى لهذا الشعر اجمل ما في روحه وقلبه من عشق، كافأه الشعر بدوره بشكل جميل وكأني به يعتذر إليه عن التجاهل الذي سبق وأن عرفه في بدايات بحثه.
الهوى نفسه هو الذي أخذ الحسن قبل ذلك الى حقل التراث الشعبي الفلسطيني. وتلك حكاية أخرى بدأت منذ الصغر، بطلتها المتوجة والدته التي كانت عاشقة هي الأخرى للتراث وله حضور في حياتها قولاً وممارسة، ومنها ارتشف جماليات الحكي وهي تسرد الخرافات والحكايات الشعبية وتضفي عليها من نظرتها الرومانسية وأجوائها التأثيرية ما جعله أسيراً لهذا العالم الغرائبي الفاتن، فكبر وهو يتمثله في شغاف روحه.
ذهب الحسن الى الجامعة مع شغفه هذا ليجد في انتظاره سبباً آخر كرس حبه له، وساهم في تعزيزه في أعماقه. لقد شاء حسن حظه، كما يقول، أن يلتقي بالأستاذة الدكتورة نبيلة إبراهيم، وهي من أعمدة الدراسات التراثية والثقافة الشعبية ومن أوائل الذين أدخلوا هذه الدراسات إلى الجامعات المصرية. ومرة أخرى كان لأسلوبها الرائع في التدريس فعل السحر في دفع الحسن لإكمال الدراسة في حقل التراث الشعبي. بيد أن علاقة الحسن مع التراث الشعبي ليست أكاديمية فقط. إنها حكاية حب حقيقية جعلته يسقط التراث الشعبي على كل مجتمع يعيش فيه من المجتمعات العربية، ويستشعر أن الثقافة الشعبية فيها تخصه، من منطلق الحب أولاً ومن منطلق قومي عروبي ثانياً... إنها بتعبير الحسن نفسه: “هي لي، وهي ذاتي. ومن هذا المنطلق اتجهت لدراسة التراث الشعبي العربي، وعندما أقمت في الإمارات اتجهت للتراث، ووقع اختياري على الشعر النبطي بسبب قربه الشديد من الفصحى. وانتشاره بين الناس الذين يقولونه ببساطة وعفوية فيما الناس في العالم العربي يتعلمون العروض والبحور الشعرية بشق الأنفس ويجهدون في إتقان أسس الشعر وقواعده.
◆ يعرف الجميع أنك باحث في التراث الشعبي الإماراتي لكن قد يجهل كثيرون أنك من الباحثين الذين عكفوا مبكراً على جمع الموروث الشعبي الفلسطيني ونشرت فيه كتاباً بعنوان “الحكاية الخرافية في ضفتي الأردن”، وقد علمت أن لديك مخطوطات خاصة بالتراث الفلسطيني، هل تلقي لنا بعض الضوء على هذا الاهتمام خاصة أنك قمت بجمعها في ظروف صعبة بعد هزيمة 1967؟
◆ بدأت الاهتمام بالحكايات الفلسطينية وجمعها ودراستها في عام 1967 أثناء دراستي للماجستير. لم تكن الظروف سهلة ولا مواتية. كان الناس مشغولين بتدبير شؤون حياتهم ومعيشتهم بعد الكارثة التي حلت بهم. لكن أخطر ما في الأمر كان انفراط عقد المجتمع الفلسطيني الذي يهدد بانفراط الذاكرة الشعبية، فالتراث ينفرط إذا انفرط المجتمع ويبقى ما بقيت المجاميع البشرية قائمة. لم يكن الظرف مناسباً على الإطلاق ليقوم شاب باستنطاق الناس حول حكاياتهم الشعبية فيما الحكاية الساخنة الحارة هي حكايتهم الواقعية التي تهدد وجودهم نفسه. رغم ذلك، كنت أحمل آلة التسجيل وأدور بينهم جامعاً ما أستطيع جمعه لأنني كنت أدرك أهمية اللحظة وأنها آخر اللحظات، ولن تتاح لي مرة أخرى.
◆ كانت تلك التفاتة مبكرة لأهمية الذاكرة الفلسطينية وما قد تتعرض له من طمس ونسيان وتشرذم، فهل كان لهذا الدافع حضور في عملك؟
◆ هذا صحيح لكنه أمر اكتشفته فيما بعد. البداية بصراحة كان دافعها الحب الذي زرعته والدتي في داخلي للتراث. وفي مرحلة تالية كان هذا سبباً جوهرياً وصميمياً للاهتمام بالتراث الفلسطيني والشعب الذي كان عليَّ كمثقف وباحث أن أخدمه. وأعتقد أنني فعلت ما توجب عليَّ فعله على هذا الصعيد، واستطعت أن أحافظ على هذا اللون من التراث الشعبي، وعندي قرابة 100 حكاية خرافية من فلسطين والاردن مسجلة على أشرطة صوتية، ومدونة بلهجتها الاصلية، ومضبوطة بالحركات ومشروحة المفردات. وقد دونت في هامشها رواتها ورواياتها المشابهة من فلسطين والاردن وغيرهما. وقد جمعتها بين عام 1967 وعام 1971م. ولديَّ مجموعة من الأمثال الشعبية ( 1400 مثل شعبي) جمعتها من بلدتي “قلقيلية” في السنوات الأخيرة من الستينات. وما جهدي إلا أحد الجهود الكثيرة التي قام بها آخرون لحفظ وتدوين وتثبيت ذاكرة الشعب الفلسطيني التي ضاع منها الكثير للأسف.
◆ كأنك تهوى ركوب الصعب، وكما مع الذاكرة الفلسطينية كانت رحلتك مع الشعر النبطي صعبة، ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
◆ بالفعل، كانت رحلة صعبة، سواء على صعيد الموضوع أو على صعيدي الشخصي. اما الموضوع فلم أجد اي مرجع علمي او دراسة أكاديمية محكمة حول الشعر النبطي. صحيح أنه حاضر كشعر منتشر ويحفظه الناس ويتوارثونه لكنه كان غائبا كعنصر يستحق الدراسة والاهتمام، ويستحق أن يتفرغ له باحثون يكرسون أنفسهم لدراسته دراسة علمية وأكاديمية. كان هناك وعي بأهمية التراث كرابط للشعب والأمة بماضيها حتى لا تنفصل عنه بسبب التغيرات التي حدثت في البلاد أو تفقد ذاكرتها وتصبح بلا ماض ولا جذور. وكان الشيوخ وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد أدركوا أهمية التراث ووجهوا بالعناية به والحفاظ عليه، وانعكس هذا الاهتمام على المستوى التطبيقي ووجد طريقه الى الاحتفالات والمناسبات وخصصت له برامج في الإذاعات والصحف لكنه لم يجد ترجمته على المستوى العلمي والدراسات في الجامعة. وربما لهذا السبب ظل الشعر النبطي حاضراً في الذاكرة والوجدان المعاصرين وله مكانة كبيرة جداً رغم أن الكثير من المظاهر التراثية والممارسات الشعبية تغيرت بسبب تغير الظروف. أما الصعوبات الخاصة فتمثلت في أمرين: الأول حاجز اللهجة، وهي لهجة لها خصوصيات وأعماق وأبعاد تظل خاصة مهما قال المرء أنه متخصص فيها، خصوصاً إذا ما استغرقنا في الأدب الشعبي. هنا يكتشف الباحث ثراءً كبيراً، لكنه ثراء خاص وليس مفتوحاً، بمعنى أنه خاص بالبيئة التي لها أسرار ومجاهيل لا بد من معرفتها وسبر أغوارها. أما على صعيدي الشخصي فقد وجدت تناقضاً بين رغبتي في دراسة الشعر النبطي ومتطلبات الحياة المادية اليومية التي ينبغي توفيرها.. لكنني اخترت حلمي. بدا الوقت حينها كأنه قفزة في الفراغ، فالشعر النبطي لا يدرس في الجامعات، وعندها لن تفيدني الدكتوراه مادياً وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك، فقد خسرت كثيراً قياساً بزملائي الذين عملوا في الجامعات، لكنني ربحت نفسي وقدمت ما يرضي ذاتي وضميري.
بعد ذلك تغيرت الصورة حيث انتقلت للعمل في وزارة الإعلام والثقافة في عمل قريب جداً من تخصصي. وحسناً فعل الأستاذ عبيد قصير الذي كان مديراً للإدارة الثقافية في الوزارة حين نقلني من وزارة التربية حيث كان لديه مشروع لجمع التراث الشعبي. وهكذا صارت الظروف المعاكسة هي نفسها ظروفاً مواتية أتاحت لي إكمال دراستي وأنا في الإمارات (ميدان البحث) وحلت لي معضلة الدوام الذي كانت تشترطه الجامعة.
الرعيل الأول
◆ يدهشني أن تتحدث عن حاجز اللهجة وأنت ضليع بها، وقد عملت في الإدارة الثقافية لسنوات وتوليت مسؤولية شعراء النبط وتسجيلاتهم وتحقيق دواوينهم. ألم يفدكَ احتكاكك بالآباء المؤسسين لهذا الشعر؟
◆ هؤلاء تحديداً كانوا خير معين لي في التغلب على مشكلة اللهجة ومعرفة خباياها ومدلولاتها وليس فهم معانيها فقط. كانوا الرعيل الأول من شعراء النبط (الآن لم يبق منهم إلا القليل). سمعت منهم، وجلست إليهم وسألتهم وناقشتهم وعرفت منهم معلومات جمة. كانوا ثروة حقيقية، ينشدون الشعر بالسليقة وبعفوية. لقد عمقوا معرفتي باللهجة والشعر والحياة وأخذت أسأل وأحلل وأقارن شعرهم بالشعر العربي الفصيح حتى تبلور عندي شيء أراه مهماً جداً، وإنه لكذلك، وهو أن هذا الشعر له أسس علمية وقواعد وأوزان ومعايير وقوالب فنية ناقشتها في دراستي التي استغرقت خمس سنوات وطبعت في جزءين، وأصبحت بحمد الله المرجع الأول للشعر النبطي. وأنا الآن بصدد إضافات أخرى لها.
◆ هل هناك أمل في المستقبل؟
◆ الأمل موجود لكنه يحتاج الى عمل وجهد وبناء. هناك فرق بين أن يكون شعب او مجتمع ما في حالة بناء وبين أن يكون في حالة تراجع أو بكلام أدق يحاول أن يزيل أسباب التراجع لينهض. نحن ما زلنا نحاول النهوض منذ زمن طويل.
غسان الحسن.. مشوار أكاديمي
الدكتور غسان الحسن، باحث في التراث الشعبي ومستشار الأدب الشعبي في أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عضو لجنة تحكيم “شاعر المليون”، يحمل درجة الدكتوراة الوحيدة في العالم في الشعر النبطي، وله 30 كتابا تناولت كل ما يتعلق بالشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية، علاوة على 300 مقال وبحث تطبيقي في هذا الشعر نشرت في صحف ومجلات ودوريات متخصصة. ومن أهم مؤلفاته: الشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية في جزءين، مانع سعيد العتيبة في شعره النبطي، بين يدي اللغز، الحكاية الخرافية في ضفتي الأردن، ديوان الشاعر حمد بن علي المدحوس المري، بنت بن ظاهر، قراءات في قصائد نبطية، الشعر النبطي وشعر الفصحى وغيرها...
◆ عمل منذ عام 1966 ـ 1977م في حقل التدريس في كل من الأردن وليبيا والإمارات، ثم انتقل للعمل في وزارة الإعلام والثقافة منذ 1977م رئيسا لقسم التأليف والنشر ثم نائباً لمدير الإدارة الثقافية.
◆ له إسهامات في الحقل الثقافي حيث عاصر الحركة الثقافية في الإمارات وشارك فيها باحثاً وكاتباً ومحاضراً ومنظماً ومشرفاً على الفعاليات الثقافية المختلفة خاصة الموسم الثقافي لوزارة الثقافة والإعلام، ووضع اللائحة الداخلية لمشروع مجلة “المنهل الثقافي” 1986م، وكان عضواً في الهيئة الاستشارية لمجلة الفن والتراث الشعبي 1994، ومجلة معالم ثقافية 1996م، ومارس الإشراف الأدبي على مجلة الصقار 2002. أسس وترأس المنتدى الثقافي العربي في الجمعية الأردنية 1988 ـ 1991م.
له إسهامات في الحقل الإعلامي حيث كتب مقالات شهرية ثابتة في كل من: مجلة درة الإمارات ـ أبوظبي 1990 ـ 1992م، مجلة الرياضة والشباب - دبي 1992 ـ 1999، مجلة الصدى 1999م – 2003م، مجلة (الصقار) الفصلية- أبوظبي 2002. نشر أبحاثه في عدة مجلات عربية ومحلية: مجلة الفنون الشعبية الأردنية، مجلة المنهل السعودية، مجلة معهد العالم العربي ـ باريس، ومجلات الرافد والمنتدى والفن والتراث الشعبي وليوا ومزون في الإمارات. أما إذاعياً فقد كتب برنامجاً إذاعياً عن الشعر النبطي في ثلاثين حلقة، وشارك في حلقات برنامج السهرة الثقافية وندوة الاربعاء والمجلة الثقافية وشارك في إعداد وتقديم برنامج أضواء على التراث وكلها لإذاعة أبوظبي.
عضو في عشرات اللجان التي تعنى بالتراث والشعر النبطي، ولجان تحكيم المسابقات الأدبية والإبداعية والمسرحية وغيرها. وأشرف على مجالس الشعراء النبط – وزارة الإعلام والثقافية 1979، وهو عضو هيئة تحرير موسوعة الفلكلور الفلسطيني. وعضو الهيئة الاستشارية لوضع الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة ـ الاتحاد النسائي ـ أبوظبي 2002م.
شارك في منتديات وملتقيات ومؤتمرات محلية وعربية أهمها: إعداد وتنظيم حلقة دراسية بعنوان “المظاهر المسرحية في التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة” في 1987م، وندوة “الطفولة في مجتمع متغير: دولة الإمارات العربية المتحدة” في 1988م، وندوة “مصادر التاريخ في دولة الإمارات العربية المتحدة” في 2003: بحث الشعر والتاريخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، وندوة “إشكالية النشر والتوزيع في دولة الإمارات العربية المتحدة” ندوة الثقافة والعلوم 2003: بحث وزارة الإعلام والثقافة ودورها في نشر وتوزيع الكتاب الإماراتي. وملتقى ابن لعبون بالكويت: بحث العلاقات بين القصيدة النبطية والفصيحة، والملتقى الأول للشعر العربي في المغرب: بحث الفنون الشعرية والحركية لبادية الإمارات، والملتقى التكريمي للدكتور مانع العتيبة في المغرب: بحث الدكتور مانع سعيد العتيبة: شاعران في شاعر وغيرها.
الاتحاد
فترة الأقامة :
6209 يوم
إحصائية مشاركات »
محمد بلال
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.84 يوميا
محمد بلال
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها محمد بلال