محمد زينو شومان:
الشعر العربي يمر بمرحلة حرجة لكنه سيبقى
على هامش الأمسية الثانية بمعرض الكتاب التقينا بالشاعر اللبناني محمد زينو شومان الذي يزور الكويت للمرة الأولى ودار الحوار التالي عن زيارته للكويت ورؤيته للرقابة وعن مشروعه الشعري.
• صف لنا زيارتك الأولى لدولة الكويت؟
- هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها دولة الكويت، لكن الكويت لم تكن بعيدة أبدا عني، وهي كذلك بالنسبة للكثير من المثقفين العرب، فالكويت قامت- ومازالت تقوم- بدور رائد في الثقافة العربية منذ الستينات ولا أحد يمكن أن ينسى المطبوعات الكويتية التي تربت عليها أجيال من المثقفين العرب مثل مجلة «العربي» وسلسلة «عالم المعرفة» ومجلة «عالم الفكر» وغيرها من المطبوعات التي كان لها تأثير كبير في وجدان القارئ العربي، وهي تدل على اهتمام دولة الكويت بشؤون الثقافة والأدب والفكر.
• هل تابعت قبل قدومك الضجة التي أثيرت حول الرقابة على الكتب في الكويت؟
- نعم وموضوع الرقابة موضوع عام، ولا يقتصر على معرض الكويت فقط، فهذه الظاهرة موجودة في كل المعارض التي تقام في كل البلاد العربية، هناك شكوى دائمة من قسوة الرقابة، وللأسف هناك الكثير من الموانع والخطوط الحمر في كل دولة عربية، ونتمنى كمثقفين عرب أن نتخطى هذه الخطوط ونتجاوز عمليات منع الكتب لأن الكتاب هو سفيرنا، كما أن الرقابة لم يعد لها جدوى ولا تستطيع أن تقوم بدور الشرطي في عالم الفضاءات المفتوحة، كما أن كل كتاب سيتم منعه سيمكن الوصول إليه من طرق أخرى وبسهولة شديدة.
• كيف وجدت معرض الكتاب في الكويت؟
- تجولت في أرجاء المعرض ولاحظت من خلال الجولة إقبالا طيبا من القراء المتعطشين للحصول على الكتاب ومصادر المعرفة رغم كل ما يقال عن وجود أزمة كتاب وأزمة قارئ، ما لاحظته مؤشر طيب، ومثل هذه الفعاليات الثقافية مطلوبة بشدة في كل الوطن العربي.
• كيف تنظر إلى بعض المقولات من أن الشعر لم يعد «ديوان العرب» وانه يمر بمرحلة حرجة من التحولات؟
- الشعر تعرض مثل كثير من الأشياء في حياتنا للكثير من هذه التحولات، وهذا ليس على مستوى عالمنا العربي فقط وإنما على مستوى العالم كله، والشعر العربي يمر فعلا بمرحلة حرجة في ظل تردي وظيفة الشعر وسطوة النزعة المادية وانكفاء دور النشر وتراجعها عن دورها الثقافي التنويري بنشر الشعر، لكن رغم كل ذلك أنا أعتقد في الوقت نفسه ان الشعر رغم كل هذه الظروف سيبقى.
• ما الهم الذي يطغى على قصيدتك؟
- الشعر بالنسبة لي جزء من طموحي وتجربتي، والقصيدة بالنسبة لي هي المتنفس وهي بمثابة رؤيتي للعالم، ولا أجد وسيلة أخرى للتعبير عن عالمي الداخلي سوى الشعر.
• أصدرت 12 ديوانا شعريا فهل مرت أدواتك الشعرية بمراحل من التطور؟
- التطور سنّة الحياة، كل شيء من حولنا يتطور باستمرار، والشعر كائن لغوي يرتبط بالإنسان وغير مطلوب من الشاعر أن يبقى جامدا، عليه أن يطور من أدواته ومن رؤيته ويبحث عن مناطق جديدة لم يصل إليها الشعر بحيث يتحول إلى ما يشبه المناجم ووظيفة الشاعر أن ينقّب عن الجديد.
القبس
|