كشف لأول مرة عن إطلاعه على كتاب الحفناوي قبل سنوات
في أول حوار له بعد استقالته من جائزة زايد للكتاب .. الغذامي :
عاقبت نفسي واستقلت حماية لنفسي ومقامي .. وأنا أتحمل الملامة كلها والحفناوي جاءه ما يستحقه ويكفيه ..!
وكالة أنباء الشعر – جاسم سلمان
عند الحديث عن الرموز الثقافية والفكرية والنقدية في عالمنا العربي يطل اسم الدكتور عبدالله الغذامي كأحد أهم الأسماء التي أثرت الساحة الأدبية بأطروحاتها ورؤاها المثيرة للجدل غالباً , وفي هذا الحوار التي أجرته وكالة أنباء الشعر مع الدكتور الغذامي كأول حوار يجريه بعد استقالته من اللجنة الاستشارية لجائزة زايد للكتاب وبعد قرار سحب الجائزة من الجزائري الحفناوي بنعلي يكشف الغذامي الأسرار الحقيقية لاستقالته
- لماذا تأخر الغذامي ثلاثة أيام من اعلان سحب الجائزة ليتقدم باستقالته ؟
النية كانت مبيتة لديه بالاستقالة من عضوية اللجنة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب منذ أن تم اكتشاف السرقة ، ولكني لم أعلن عنها في حينها ، لكي لا يكون هناك ضغط على اللجان التي شكلتها أمانة الجائزة باتجاه أخذ قرار لصالحي بشكل أو آخر ، فآثرت عدم الضغط على اللجان مع عدم المشاركة فيها ، من أجل توخي الدقة والموضوعية ، وبعد إعلان سحب الجائزة قد أصبحت في حل من أمري ، وأعلنت بعد ذلك بثلاثة أيام الاستقالة من لجنة الجائزة .
- إذن ماهي الأسباب الحقيقية للاستقالة
الاستقالة جاءت بعد رأيت أن الوسط الثقافي العربي لم يفهم دور المحكمين في الجائزة ، ومهمة اللجنة الاستشارية ، وكيف أني عضو اللجنة ، والكتاب المسروق من تأليفي ، وأني لم أكتشف السرقة ، أو أقرأ الكتاب ، وهذا الأمر كانت له تبريراته الكاقية ، وأنا لا ألوم الناس عن ذلك ، ومن الصعب أن يفهموا أن أن دور اللجنة الاستشارية ليس قراءة الكتب ، أو إعداد التقارير ، وهؤلاء المحكمون أشخاص مختصون ، ولا يلحقنا بهم شك ، وأنا أزكيهم عن الخطأ ، حتى وإن كان الخطأ فادحاً وقاتلاً ، ولكنه يبقى خطأ بشرياً وارداً ، والناس انتقدوا أن يقع ما حدث ، دون أن ألاحظ ، ومن موقف أخلاقي ، اتخذت قرار الاستقالة .
- لماذا استقلت مع ان اللجنة أنصفتك وسحبت الجائزة هل هذا يدل على وجود خلاف أو ( هي عقوبة وجهتها بنفسك لنفسك ؟ ) على غرار استقالة المسؤولين عند التقصير ؟
نعم .. أنا ارتأيت معاقبة نفسي بنفسي على تقصيري بعدم قراءة العمل واستقلت.
- هناك تقصير واضح مهما كانت المبررات التي نشرت من حيث كونك أحد أعضاء اللجنة ويتم سرقتك ؟ لماذا لم تقرأ على الأقل هذه اللجنة المشاركات الفائزة على الأقل؟
أنا فعلاً لم أقرأ العمل ، ولدي قصة مع العمل لم أذكرها من قبل ، وهي أني رأيت الكتاب عام 2007 بأحد معارض الكتب ، وتصفحته فوجدته ليس كتابا راقياً ، وعملاً ليس بجيدٍ ، ولم يقنعني وتركته ، ونسيت هذه الحادثة ، وحينما عرض علي العمل في يناير 2010 ، لم أتذكر أني تصفحت الكتاب ، وكنت في حالة استغراب أن عنوان الكتاب " النقد الثقافي " ولم أره من قبل ، واعتمدت على كلام المحكمين وهم ثلاثة من عدة دول عربية مختلفة ، وقد أثنوا على الكتاب ، وانتهى الموضوع بالنسبة لي حينها ، وبعد ذلك عندما بدأ الكلام عن احتمال وجود سرقة ، تصفحت الكتاب ، ولم أستطع قراءته ، لأني كرهته ، وتركته جانباً ، وتركت الأمر للجان محايدة ، لكي تقول كلمتها في موضوع السرقة ، وقد تذكرت حينها أني رأيت الكتاب ، ولكن قبل ذلك وجدت أن تقارير المحكمين مقنعة ، وكلامهم عن حفناوي كان لا يدع مجالا للشك .
- ما رأيك بعدم استقالة لجنة الجائزة ، كونها هي من ارتكبت الخطأ ؟
لجنة الحكام هي ليست معينة ، بل هم عبارة عن محكمين يتم اختيارهم ، ومن قوانين الجائزة أن يتم تغيير الحكام كل دورة .
- الكل يضع اللوم عليك أنت شخصيا فيما حدث ، هل تعتقد أن هناك جهة أو أشخاص آخرين يتحملون هذه المشكلة التي حصلت ؟
أنا لا ألقي اللوم على أي أحد من أعضاء لجان الجائزة ، أو إدارتها ، حيث أن اللوم كله يقع على " حفناوي بعلي " الذي جلب الخزي على نفسه ، وعلى الأفق الثقافي ، بأمر يعلمه ، والآخرون لا يعلمونه ، وبالنسبة لخطأ المحكمين لا يمكننا من إلقاء اللوم عليهم ، لأنه خطأ غير مقصود أو متعمد أو مخططاً له مسبقاً ، لأن المحكمين الثلاثة ، ليسوا من دولة واحدة ، ولا يعرف أحدهم الثاني ، واتفقوا على ترشيح حفناوي للفوز بالجائز ، فضلاً عن أن هناك لوم يقع على شخصي ، لأني صاحب الكتاب المسروق منه ، وفي الوقت ذاته عضو اللجنة الاستشارية للجائزة ، ومهما كان عذري ، فالناس لن يقبلوا بعدم قراءة الكتاب ، وحفناوي قد نقل فقرات كثيرة من كتابي ،ووضعها حرفياً في كتابه ، دون أن يضع إحالات مرجعية ، ولم ألاحظها ، لذلك عدم ملاحظتي ، وضعتني في محل المخطىء أو المقصر .
- يرى البعض أن جائزة زايد للكتاب غير مهمة ثقافياً بدعوى أن الغذامي وهو الناقد الكبير وعضو اللجنة الاستشارية لم يقرأ الكتاب الفائز بالجائزة
العيب يجب أن يقع علي ، ولا دخل للجائزة بذلك ، فهي وقفت وقفة قوية عندما رأت الخلل ، وتعاملت معه بسحب الجائزة فأنا أتحمل الملامة كاملة .
- بصراحة .. هل تعرض الغذامي للوم أو للتوبيخ من قبل إدارة الجائزة ؟
لا يوجدد أي خلاف مع لجنة الجائزة ، جعلني أنسحب منها ، أو يتم استبعادي ، فأنا أحمل نفسي المسؤولية ، بالإضافة إلى أني لم أطالب بسحب الجائزة من حفناوي ، ولم أتعرض للوم من قبل إدارة الجائزة ، كما أني لم ألمهم ، لأن مصدر الخطأ معروف ، والخطأ واضح له ، ومن واجبي الأخلاقي أن أدافع الجائزة ، واستقالتي هي لحماية نفسي ومقامي ، واستجابة لمشاعر المثقفين والإعلامين في الوطن العربي ، لأن الضروري أن يكون الإنسان شجاعاً في مثل هذا الموقف .
- ما هي الفلسفة الثقافية لدى الغذامي في الصفح عن لص أدبي قام بالاعتداء على حقوق الغير
حفناوي ارتكب خطئية بحق الثقافة والمثقفين ، وليس لشخص د. عبد الله الغذامي فقط ، وللوسط الثقافي والجائزة حق عليه ، وهو يتعرض لأزمة حالياً ، وقد جاءه ما يستحقه ويكفيه ، وقد جاء قرار سحب الجائزة لأن اللجنة لم يكن لديها خيار لكي تحمي سمعة الجائزة ومكانتها ، وتسحب الجائزة من حفناوي ، وأنا أؤيد قرار السحب ، وهو قرار صحيح ، وبنفس الوقت لوم الوسط الثقافي لي صحيح أيضا .
- هل ترى أنه من الضروري تغيير آلية عمل تلقي الترشيحات والجوائز مستقبلاً ؟
أتوقع أن لجنة الجائزة ستغير من آلية الترشيح ، وقراءة الأعمال ، لكي تحمي وضع الجائزة ، ولتجنب تكرار ذات الخطأ .
|