مساء الورد للجميع
حقيقة استمتعت واستفدت من طرح الكثير من الأخوة والأخوات هنا على الرغم من تقليل البعض من شأن االنقاش والتشاجر النقدي المشروع حول كلمة يراها البعض( تافهة) ولا تستحق إضاعة الوقت -الذي نضيعه أحياناً فيما هو أقل تفاهة منها- في الكلام عنها ..!
سبق أن طرحت رأيي الشخصي حول صحة استخدام الكلمة من عدمه ...
لكني لاحظت إضافة لما ذكرته أعلاه بأن كثير من ردود الزملاء قد انحرفت للحديث عن أمر هامشي –في نظري- وهو اتهام الشاعر بأنه يسعى لمقارنة شعره بالقرآن بحسب فهمهم
مع أن هذه العملية في العُرف النقدي مباحة ولا تُعد من المقارنة في شيء..
وأكتفي بذكر دليل واحد مشهور جداً .. وهو وإن لم يكُن مُعبراً بدقة عن ذات الحالة التي نتحدث عنها هنا فهو يعطينا مؤشراً واضحاً على أن القرآن الكريم مع قدسيته ليس معزولاً عن الواقع والحياة .. ولا نصاً محظوراً يُمنع الاقتراب منه!
فعندما قال الله تعالى في شجرة الزقوم: ((إنها شجرةٌ تخرجُ في أصلِ الجحيم، طلعُها كأنه رؤوس الشياطين))
استشهد المفسرون في تفسير الآية بمثال واضح من الشعر الجاهلي وهو بيت لامرئ القيس
قال أحد المفسرين في تفسير الآيه: أي ثمرها وما تحمله كأنه في تناهي قبحه، وشناعة منظره رؤوس الشياطين، فشبه المحسوس بالمتخيل، وإن كان غير مرئي للدلالة على أنه غايةٌ في القبح ... ومنه قول امرئ القيس:
أيقتُلني والمشرفي مُضاجعي
ومسنونةٌ زرقٌ كأنيابِ أغوالِ
فاستشهاد المفسرين ببيت لشاعر جاهلي ومن قصيدة يراها البعض (إباحية) بمقاييس ذلك الزمان لا يعني بأن العملية عملية مُقارنة بين القرآن والشعر، بل هي أقرب لعملية القياس للدلالة على صحة الصورة أو التركيب أو اللفظ المستخدم
تحياتي للجميع.gif)