مداخله متأخره على ما تقدّم ..
أكثر ما أسعدني في هذا الموضوع هو البُعد الفكري لغالبية المناورين و المتحاورين خلاله.. و ربما أكون
أسعد من رأى إسم أخي ( محمد صالح العتيبي ) لعلمي و يقيني بما يختزله هذا الإسم و ما يكتنزه من
أبعاد فكريه و علميه و ثقافيه نشحذ تواجدها و نرتهن الى مواطنها..
و قد أسهب أخي محمد صالح في التنظير من خلال التنوير الفكري الذي يتجلى في إيقاعات مداخلته
المتناغمه علماً و فكراً.. و أعجبني أسلوب السرد الذي امتهنه ليروي ظمأ عقولنا ..
و قد يكون من سوء حظ أخي ( ابو تركي ) أنني من الذين يجيدون قراءة ظل الطرح و مدافن الإشاره..
لذا كان لزاماً على ( ابو مهنا ) الحضور بحمليه.. 
لتوضيح البلاغه أكثر للمتلقين فهي تعني ( إيصال المعنى بأقصر الطرق تركيباً و كلاماً ) ..
و التركيب يأتي من ناحية الإختصار الواضح الذي لا يخل بمفاهيم الجمله .. و كلاماً عن طريق استخدام
الأدوات اللازمه مثل ( الكلمه ) التي تتجه بالجمله الى قلب المعنى او لب المعنى..
هكذا فسّره و اتجه به أكثر اللغويين..
لذا فإن الكلمه تأتي بلاغيه .. و كلمة ( ذروق ) إختصرت الجمله لتنهي المعنى في أقرب نقطه له..
و حجةً على ما اتجه به الأخ ( ابو تركي ) عندما قال ( فلكل زمن بيئة تختص بها (لغةً وثقافة سائدة) من خرج عنها فقد خرج )
فإن كلمة ( ذروق ) هي من هذا الزمن ( رغم أنها قديمه ) .. و هي كلمه متداوله في هذا الزمن
لذا فإن الشاعر ( نايف ) لم يخرج عن لغة الحاضر و ثقافة الحاضر التي اختص بها..
و عندما تقول ( من خرج عنها فقد خرج ) .. فأنا ابشرك بأنه لم يخرج عنها ليكون خارجاً.. لذا فمعارضته
في كلمته هي مأخذ على من عارض.. و تصديقاً لصحة مفردته استناداً على قولك...
أنت تحدثت عن الأزمنه و العصور و استدللت بأن لكل حقبه تأريخيه ثقافه و لغه خاصه بها ..
و نحن الآن في زمن ذروق... .. إذاً فقد نجحت مفردة ( ابو معلا ) بلاغةً و تأريخاً..
أخوكم
شفق السريّع
يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه
|