فرنسا تسيطر على 70 في المائة من السوق الجزائرية ولبنان تأخذ مكان مصر
الجزائر استوردت خمسة ملايين كتاب العام الماضي
كشفت أرقام الجمارك أن الجزائر استوردت خمسة ملايين عنوان بقيمته 2 مليار دينار ونصف، وقد سجلت أرقام الجمارك أن فرنسا ماتزال المسيطر رقم واحد على سوق الكتاب في الجزائر بنسبة 70 في المائة، حيث استحوذت فرنسا لوحدها عام 2010 على 70 بالمائة من قيمة الواردات الجزائرية في سوق الكتاب، إذ سجلت حركة الاستيراد في مجال الكتاب قدوم أزيد من مليون كتاب من فرنسا بقيمة 760 مليون وهذا مقابل 1.5 مليون دينار عام 2008.
تؤكد أرقام الجمارك السيطرة الفرنسية المطلقة تقليديا على سوق الكتاب في الجزائر، حيث سجلت إحصائيات الجمارك أن واحدا على ثلاثة وعشرين مما تستورده الجزائر من ايرلندا، كما يصل بلغة الكلفة المالية إلى 70 في المائة مما يأتي من فرنسا وبصيغة أخرى الجزائر استوردت قرابة مليون كتاب من فرنسا بمبلغ بقيمه 2 مليار دينا مقابل 28 ألف كتاب من ايرلندا بـ527 مليون دينار هذا ما أوعزه مراقبون لسوق الكتاب في الجزائر ومتتبعو العلاقات الثقافية بين البلدية إلى وجود دعم كبير للكتاب الفرنسي في الجزائر ومفاضلة تمارسه مؤسسات وجهات في مقدمتها السفارة الفرنسية التي تملك صندوقا خاصا بدعم الثقافة الفرنسية منها الكتاب، والترجمة اضافة إلى المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر الذي يدعم كل المبادرات الرامية إلى تشجيع الثقافة الفرنسية منها استقدام الكتاب وتشجيع نشر الكتاب الفرنسي بالجزائر.
في مقابل السيطرة الفرنسية أوروبيا على سوق الكتاب المستورد في الجزائر، تأتي لبنان في مقدمة الدول العربية التي تستورد منها الجزائر الكتاب والذي يتلخص خاصة في الموسوعات والكاب الأدبية، حيث استوردت الجزائر من لبنان 3 ملايين كتاب بـ43 مليار سنتيم، وقد سجلت واردات الجزائر من الكتاب اللبناني ارتفاعا ملحوظا مقارنة بحجم وارداتها من نفس البلد عام 2008 والتي قدرت بقرابة مليون دولار، وقد أرجع البعض هذا الارتفاع إلى انتشار ظاهرة النشر المشترك بين الناشرين اللبنانيين ونظرائهم الجزائريين في الآونة الأخيرة، وهذا نظرا لما توفره الظاهرة من تسهيل وتبادل انتشار الكتاب بين البلدين وكذا تراجع حركة استقدام الكتاب بين الجزائر ومصر ابان الأزمة الكروية والثقافية بين البلدين.
في نفس الإطار سجلت مصالح وزارة الثقافة منح 926 رخصة استيراد لـ85 مستوردا عام2010 وهذا مقابل1171 رخصة استيراد لـ153 مستورد عام 2008 وهذا التراجع يعود في بعض جوانبه إلى تعليمة أويحيى التي أصدرها عام 2006 لما كان رئيسا للحكومة تجبر جميع المؤسسات الاقتصادية العاملة في الاستيراد على الرفع من رأسمالها إجباريا إلى 2 مليار سنتيم، الأمر الذي أدى إلى تناقص عدد الشركات العاملة في الاستيراد من 40 ألف مستورد إلى 23 ألف مستورد، أي هناك 17 ألف شركة في مختلف المجالات ذهبت ضحية هذه التعليمة، وإذا كانت أرقام الوزارة تشير إلى أن هناك حوالي 20 مستوردا يسيطرون ويستحوذون على 20 إلى 80 في المائة من سوق الكتاب المستورد في الجزائر منهم أوميڤا، كادوك، الشهاب، اكو سيونس، ميڤا سيونس، دار الكتاب الحديث وغيرهم. وكان المستوردون قد عبروا في مناسبات عديدة عن استيائهم من الإجراءات الحكومية التي تعاملت مع الكتاب كما تتعامل مع أي سلعة استهلاكية أخرى مما وضع العديد من الشركات على حافة الإفلاس وأجبر البعض على تغيير النشاط مع العلم أن ما تستورده الجزائر من كتب لا يقارن بما تخصصه لاستيراد الغذاء "5.4 مليار دولار"، في حين بلغ ما استوردته الجزائر من زينة أعياد الميلاد في رأس السنة الأخيرة 6 ملايين دولار، أي 44 مليار سنتيم.
|