أخي ابو الوليد..
أمانةً فإن هذا الموضوع يعتبر من افضل المواضيع الحواريه منذو زمن بعيد..
و ذلك لعتقيداته و للشبهات التي انغرزت في مخيلة الذين تعاطوه و ناقشوه..
الحقيقه أن أكثر الأعضاء هنا ( أنكروا ) هذا النوع من المديح من باب ( العاطفه ) الدينيه ليس الا..
و الأصل أن هذه القضيه بريئه من كل خطأ و من كل إثم إن شاء الله .. لماذا..
اولاً آدم و ذريته هم خير المخلوقات و أكملها على الإطلاق و هذا بحسب كلام أهل العلم.
ثانياً أن كل المخلوقات خلقت لعبادة الله ثم لتسخيرها لآدم .. و قد أكد على هذا عدد من العلماء.
ثالثاً أن آدم خلق بيد الله و نفخ فيه من روح الله.. و هذا شرف عظيم لم تنله غيره من المخلوقات حتى الملائكه التي خُلقت بكلمةٍ من الله..
رابعاً لو أن الأمر كما طرحته و تناوله الأخوه لكانت ( الإبل ) أعظم من هذه المخلوقات.. ( أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت ) ..
خامساً أن الممدوح ( المستحق المديح ) هو في أصل خلقه أعظم من هذه المخلوقات و أكمل. لذلك
فإن تم مدحه بأفضل من هذه المخلوقات.. فهو قد مدحه الله و فضله عليها قبل أن يمدحه الشاعر..
سادساً نحن خلقُ شرفنا الله و أكرمنا على سائر مخلوقاته.. لذلك لا ينبغي لنا ان نحتقر انفسنا و ان
نجعلها أقل من المخلوقات الأخرى.. لأن هذا حق إلهي لنا اكرمنا الله به.. يكفينا جلداً للذات.. نحن
من خُلِق الكون لخدمتنا و قضاء حواجنا برحمةٍ من الله و فضل لم يكن لغيرنا.. نحن معشر ( الأِنس )
يجب ان نكون على قدر كبير من ( الأُنس ) لما فُضّلنا به من الخالق الأكبر و الرب الأعظم..
فأصل ( الإنسان ) ممدوح من الله في ( خلقه و تركيبه ) و تشريفه بسجود الملائكه له.. لذلك فإن كان
المخلوق مستحق المديح فإن تفضيله على المخلوقات الأخرى يعتبر من البديهيات.. و أيهما أكبر ان
تسجد له الملائكه ام ان يفضل بالمديح على سائر المخلوقات مهما كانت هذه المخلوقات؟؟
و انا اتحدث هنا من زاوية أن الممدوح ( إنسان ) ككيان أوجده الله..
أخواني .. أتمنى ان نتجنب العاطفه و الحماسه و العصبيه للدين من باب أنه دين و لا تمس حدوده..
الدين أسمى و أرقى من أن نتجاذب أطرافه و حدوده..
و هذه القضيه هي قضيه يسيره لا تحتمل كل هذا الغوص في المحرّم و المُجوّز..
باختصار ( الإنسان ) فضله الله على كل خلقه و سجد له خلق الله و خلقه الله بيديه الكريمتين و نفخ
فيه من روحه.. لذلك فهو أكمل و افضل المخلوقات على إطلاقها.. و لذلك ان تم مدح ( المستحق )
و خاصةً ( المسلم ) و تم تفضيله على هذه المخلوقات فلا بأس في ذلك ..
المجتمع السعودي هو مجتمع ( عاطفي دينياً ) .. و ( متملق دينياً ) أيضاً.. و لقصور معرفته في
الدين و ( روح الدين ) فإنه يثور بعنصريه دينيه بلا إدراك و في تغييب تااااااام للفكر و التفكير.
مع ان الله امرنا بالتفكر و التدبر و التأني و حذرنا من التسرع و الإسراع و المغامره ..
الدين الإسلام هو أسمى الديانات على الإطلاق .. و هو دين حركي .. و دين علم .. و دين فكر و دين
سياسه و دين ثقافه و دين اقتصاد و دين علم نفس.. دستور عالمي كامل .. لكن يحتاج الى من يفهمه
و يعلم أن ليس له حدود و أنه لا يتوقف على أداء فرائض و ابتعاد عن محاذير .. و الا لو كان كذلك
لأصبح ديناً جامداً متزمتاً..
هذا ما أحببت ان اوضحه و الله أعلى و أعلم..
ش. س.
|