محمد صالح العتيبي

موضوع جاء في وقته ..

قبل أن أضع رأيي الذي أوجزته في "تويتر" وجاءت حوله ردود فعل عنيفة، يستوجب علي
أن أشير إلى مقدمة بسيطة حسب رؤيتي المتواضعة، قبل أن ألج للموضوع نفسه.

سآخذ الموضوع من وجه آخر حتى تتضح الصورة أكثر، أو على الأقل تتضح وجهة نظري
الشخصية في هذه المسألة.

عندما بايع الحسن معاوية (رضي الله عنهما)، استقرت الخلافة الأموية وبدأت تنمو قوتها
وتزدهر، وأخمدت كل الحركات السياسية ذات الصبغة الدينية في الدولة الأموية التي
تمتد شرقاً إلى حدود الصين وحتى تصل غرباً إلى أطراف فرنسا والمحيط الأطلسي، فكلما
ابتعدت عن مركز الخلافة كلما كانت عملية الإنفصال سهلة جداً، وحدث هذا الشيء في الخلافة
العباسية التي قامت أساساً في خراسان وزحفت إلى أن وصلت إلى العراق قبل أن تحاصر مركز
الخلافة في بلاد الشام وتطارد فلول الأمويين في كل مكان الخ ..

نلاحظ أن العملية جاءت بالتدرج وابتعدت عن "المدينة المنورة" بالرغم من أنها قامت على
أساس ديني (وهو المكان القريب من مؤسس الدولة العباسية)، فبدأت بالتحرك من بلاد خراسان.

إذن من الغباء أن ننسف الأهمية الجغرافية بصرف النظر عن البُعد والمسميات، ومدى تأثيره
في لعب الدور السياسي والإقتصادي وممارسة أقصى الضغوطات متى أتيح ذلك.

الخليج العربي يامن تفرحون بواقعكم المرير، (محاصر) من كل الإتجاهات:
إيران كلها بإتجاه بلاد الخليج العربي. ( من جهة خليجهم الفارسي كما يزعمون)
العراق تمت السيطرة عليه من قبل إيران.
لبنان الجبهة التي تحمي الدور الإستخباراتي الصهيوني وحماية مصالحها، عن طريق
حزب الله.
سوريا إمتداد للدور الصهيوني ( لازال أبناء الشام يُسامون في بلدهم سوء العذاب)

غداً ستقولون (نريد أكسجين فلا تجدون)

الكل يعلم الدور السعودي في لعب السياسة على أصولها ولا أشك أن هذه الفكرة أتت منهم
وهم الذين أسسوا قوة جبّارة في باكستان (النووي)، فإلخشية ليست من إيران كقوة تهدد إقليمنا
بل لأن هناك ما يُحاك ضدنا ولا أدل على ذلك إلا ماذكره الأخ راكان المغيري في رده.

سأخلص إلى مثال لعله يقرّب الرؤية أكثر

لعبة (resk)

تخيّل أنك تحتل استراليا (وتزبر) جنودك فيها دون أن تزرع لك جنود في الدول الأسيوية من الشمال
أو في الحدود الأوربية من الغرب، ستكون محاصر لا محالة، وسيأتي من هو أكثر منك عددا
وقوة ويقصفك (من قاعه) إذا استدعى الامر ! فإخجل على تاريخك ومارس السياسة كما تنبغي.
فلو قلنا أنك قمت بإحتلال مناطق آسيوية أو أفريقية، ستكون قد أمنت ظهرك أو قطعت الطريق
على من يريد الوصول إليك بسهولة.


القصد من ذلك أن أغلب من حلل انضمام المغرب بالذات، حلله (إجتماعياً وثقافياً) وهذا تحليل
قاصر عن القصد السياسي، ولا أدري حقيقةً هل بإنضمام المغرب سيقوم قادة الخليج
بسحب الخارطة وجعل المغرب (خلف نادي القادسية) مثلاً !!!!

هم هناك ونحن هنا .. والإنضمام سياسي بحت، والدعم الخليجي متواصل ( إن أصبحوا ضمن
المنظومة الخليجة أو كانوا كما هم ).

أما من يقول هو دعم للأنظمة الملكية !! فهذه نظرة تنقصها الكياسة والفطنة مع شديد
احترامي

فالنظام الملكي ونظام الأمارة في دول الخليج يحظى بالدعم الشعبي اللا محدود، فهل فكّر أحدُ
منكم أن سيخرج هو أو أحد من أبناءه مثلاً لإسقاطها !! الإجابة : بالطبع كلاّ.

إذن هي صيانة وحماية من الخطر الخارجي، وهذه أول بوادر التدرج
إنكم برفضكم هذا لا تعلمون أنكم تطمئنون العدوّ الخارجي بالوهن والضعف
والرؤية الضبابية للمستقبل.

آسف على الإطالة، وإلا في الجعبة الكثير ..
شكراً جُمانة

،