الموضوع: سوريا --مستمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2012, 01:22 AM   #210
ماجد بن سعيد
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية ماجد بن سعيد
ماجد بن سعيد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2219
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 21-01-2019 (12:56 AM)
 المشاركات : 1,490 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 16615
لوني المفضل : sienna


محور (إسرائيل ـ إيران) المفضوح في سوريا
مادة متنوعة

أضيفت في: 29 - 11 - 2011

عدد الزيارات: 417

المصدر: علي عبدالعال

محطة سوريا في الربيع العربي ليست كباقي المحطات، وهذا ليس لأنها الأعقد، بل للحقائق التي تكشفت سريعاً على إثرها… وما نقوله هنا لا ينفي بأي حال اعتقادنا الجازم بأن نظام بشار الأسد نسخة كربونية من سابقيه، سيتهاوى كما تهاووا ـ بإذن الله ـ (((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه)))، الآية.

فأي حقائق إذاً تلك التي نقصدها…!؟

الشيعة الذين هللوا للثورة في تونس ومصر وليبيا باعتبارها قامت مستلهمة ثورة الخميني، بعدما تلمس الثوريون العرب خطاه، فضحتهم سريعا الثورة السورية… فبينما كانت تُلاحقنا وسائل الإعلام بالحفاوة والتبريكات الشيعية، والوفود الذاهبة والآيبة، والأيدي الفارسية التي باتت ممدودة للعرب، باعتبار الربيع مقدمة لصحوة “تحمل روح الثورة الإيرانية”، إذا بنا أمام تناقض صارخ وعجيب في المواقف، بعدما اكتشف كهنة طهران ـ بما يملكون من تاريخ طويل في الشعوذة ـ أن الأمر في سوريا مختلف، وأن ما يجري بين الشعب ونظام الأسد ليس بالثورة بل هي “فتنة”، يقف خلفها المارقون من أصحاب الأجندات الخارجية..!!

مصطلح “الفتنة” هنا هو نفسه الذي استخدمه التيار الشيعي الموصوف بالمحافظ لمواجهة حالة الاحتجاج التي شهدتها إيران من قِبل قطاعات شعبية عريضة عقب الانتخابات الرئاسية عام 2009… وإلى جانب استدعاء هذا المصطلح لوصف الحالة السورية ركزت الدعاية الإيرانية في خطابها على مجموعة من الإدعاءات، منها: أن الثورة في سوريا لا تملك شرعية الثورات الأخرى، بل مرتبطة بالخارج، وهدفها المساس بمواقف المقاومة، وأن حكومة دمشق تُحكم السيطرة على الأوضاع، ولن يكون مصير النظام فيها مشابهاً لما جرى لنظام بن علي ومبارك والقذافي.

وبما أن الكلام هنا يصدر عن “الراعي الحصري للممانعة في الشرق الأوسط” فمن الطبعي أن نرى بعد ذلك لأذرعه المسلحة (الحرس الثوري، وفيلق القدس) صولات وجولات في مثل هذه المواقف، لوأد الفتنة ولنجدة الأشقاء من آل الأسد، فكان ما كان ـ وما يزال ـ من المذابح والدماء التي كنا قد رأيناها قبل ذلك بحق السُنة في العراق.. إذ أن مخترعي فرية “التقريب بين السنة والشيعة” لا يعرفون وسيلة للتعامل مع مخالفيهم سوى الذبح، والذبح وحده، وفي أبشع صوره، حتى أنهم لا يُفرقون بين المرأة والرجل.

على الحدود الأخرى من سوريا تقف (إسرائيل)، والحق يُقال لا نتذكر كلمة إشادة واحدة بالربيع العربي خرجت من أفواه بني صهيون، وما كان لهم أن يفعلوا بينما يتساقط حلفاؤهم الواحد تلو الآخر.. ومصيبة هؤلاء ليست في سقوط الحلفاء بقدر ما هي في “البديل القادم” بعدما أفصحت الثورات عن الحجم الحقيقي للإسلاميين في بلادهم.

(إسرائيل) التي عبَّرت ـ ومع أول شرارة ـ عن مخاوفها من الثورة العربية وأدركت سريعاً حجم الخطر الذي بات يتهددها من هذا الطوق الثوري الذي يقلب الأوضاع من حولها، فسعت بما لها من نفوذ لمنع الضلع الشرقي من التهاوي سريعاً لعل مدة صموده تطول حتى يتدبر قادة (إسرائيل) أمورهم.

وصلت الرسالة سريعاً عبر القنوات إلى العواصم الغربية، ولوحدة الهم والمصير المشترك بين الغرب ـ وليس أمريكا وحدها ـ و(إسرائيل)، إذ ما يئن صهيوني في تل أبيب حتى تسمع أنينه هناك، وجدنا مواقف أخرى مغايرة على ما كان عليه الغربيون، وخرجت التصريحات سريعاً بأن “سوريا ليست ليبيا”، حتى ليكاد حلف (الناتو) يُقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يتدخل في سوريا لأن الأمر مختلف.

نحن إذا أمام حالة من التناغم في المواقف بين طهران وتل أبيب، تتلاقى فيها المصالح…

إيران ـ من جهتها ـ تخشى عواقب تولي نظام عربي وطني في سوريا، سُني كغالبية الشعب، يحد من هيمنتها على كثير من الأوضاع في هذا البلد، ويوقف التنسيق السياسي والعسكري القائم الآن مع دمشق، وهو الشر الأسوأ الذي لا تريد أن تراه مهما كلفها، لأن ذلك سيكون من تبعاته تراجع نفوذها الإقليمي، وفقدانها حلقة الاتصال مع “حزب الله”، وسيؤثر حتماً على مكانتها العسكرية والسياسية في منطقة الخليج، وهو ما سيكون له انعكاسه أيضاً على “الداخل الإيراني” والقمع الذي يتعرض له الشعب على أيدي نظام الخميني.. كل ذلك يحدث والانتخابات البرلمانية على الأبواب مطلع العام القادم.

أما (إسرائيل)، وحسب ما جاء على لسان (عاموس جلعاد) ـ رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الصهيونية ـ فإن سقوط نظام الأسد سيترتب عليه “كارثة تقضي على تل أبيب”، نتيجة ظهور ما وصفه بـ “إمبراطورية إسلامية” في المنطقة تتشكل من دول (مصر، والأردن، وسوريا). وهو ما سيضطر (إسرائيل) إلى الدخول في مواجهة مع المسلمين على عدة جبهات مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى خسارتها.. كل ذلك جعله (جلعاد) وقفاً على نجاح الثورة السورية بالإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي يُمثل وجوده مصلحة كبرى لتل أبيب.

ولأنني من المؤمنين بنظريـة المؤامرة، والمطمئنين جداً لسـلامـة الدلائل الكثيرة التي تُنبأ بعلاقـة سـريـة وثيقـة بين طهران وتل أبيب، وهي العلاقـة التي تُثبتها وثائق تاريخيـة وحديثـة عديدة، أرى أن هذا الموقف الإيراني المتناغم مع (إسـرائيل) لا يُمكن أن يُسـقط من حسـاباتـه التنسـيق بين العاصمتين للوصول إلى ما يُشـبـه التحالف لوأدِ ثورة الشـعب السـوري، وإن قال الإيرانيون ما قالوا عن جاهزيتهم لمواجهة (إسـرائيل) عسـكرياً، وإن قال الصهاينـة ما قالوا عن البرنامج النووي للدولـة الفارسـيـة وأشـاعوا رغبتهم في مهاجمتـه…



 
 توقيع : ماجد بن سعيد

يابنت غبتي وصارت غيبتك غير =راق المزاج اليوم وارتاح بالي
روحي مراويح القطا واسحم الطير=ماعاد لك وسط الحنايا مجالي


رد مع اقتباس