سنرجع قليلاً ونأتي ببحث هام عن النصيرية وفتاوي العلماء فيهم
النصيرية العلوية .. أمة عقيدة وتاريخاً وحكم الإسلام فيهم ..
العلوية النصيرية هي إحدى فرق الشيعة الغلاة التي تفرعت عن المذهب الشيعي ، وانبثقت من مزيج من العقائد والشعائر ذات الأصل المجوسي واليهودي والفارسي والمسيحي والإسلامي والبوذي ، والفلسفات القديمة التي كانت منتشرة في ذلك العصر ، تأسست في أواسط القرن الثالث الهجري على يد محمد بن نصير النميري ، الذي ادعى النبوة وزعم أن الإمام أبا الحسن العسكري ( الإمام الحادي عشر عند الشيعة الجعفرية الإمامية ) كان رباً ، وأنه هو الذي أرسله نبياً ، ثم صدع بمزيج من العقائد والأفكار كانت منطلقاً لدين هذه الفرقة ، وكان مما جاء به قوله بالتناسخ وإباحة نكاح المحارم وإباحة نكاح الرجال بعضهم بعضاً ، وزعم أن ذلك من التواضع والتذلل ، وأنه أحد الشهوات والطيبات المباحة من الله - تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً ..
*مواطن العلوية النصيرية الحالية :
تتوزع العلوية النصيرية حالياً في مناطق متقاربة شرق البحر الأبيض المتوسط، وهم بطون وعشائر عديدة، كعشائر ( الخياطين ، الحدادين ، المثاورة ، الكلبيين .. الخ ) أما عن توزعهم الجغرافي فهو كالتالي :
1ً-سوريا : وهي أهم مناطقهم نظراً للكثافة النسبية لأبناء الطائفة، ولكونها قد سيطرت في سوريا وأقامت فيها نظام حكم ديكتاتوري طائفي، متحكمة برقاب باقي أبناء الشعب السوري. ويتوزع النصيريون في سوريا على الشكل التالي :
- جبال اللاذقية :التي سميت بجبال العلوية النصيرية وتقع في شمال غرب سوريا محاذية ساحل البحر ، ثم أطلق عليها الفرنسيون اسم جبال العلويين لخداع المسلمين هناك وإخفاء حقيقة ردة هذه الطائفة وتميزها .
- منطقة حمص : وخاصة الريف ويسكن به نسبة غير قليلة منهم وقد تعرضت حمص المدينة العريقة لهجرة منظمة من قبل أبناء الطائفة إبان توليهم السلطة، وقد تعرضت لمخطط مبيت تسربت بعض أخباره، من عزمهم على جعلها عاصمة دويلة خاصة بهم في حال تم إجلائهم عن الحكم في سوريا ، وهذا مخطط يدل عليه ويؤيده مجموعة المشاريع الإنشائية المدنية والعسكرية والاقتصادية التي تمت في منطقة الجبال المذكورة ومنطقة حمص وما حولها .
- منطقة تلكلخ : وهي تقع في المنطقة الغربية من سوريا قريباً من لبنان والبحر .
كما يوجد أقلية نصيرية في محافظة حلب في قريتي البغالية ، الزهرة ، كذلك في منطقة الجولان محافظة القنيطرة وكذلك في حوران . في منطقة نبع الصخر وعين شمس وزمرين . منكت الحطب . بئر السبل . الهيجانة قرب دمشق .إلا أنه وبعد توليهم السلطة في سوريا الشام، حصل بعض التعديل في توزيعهم السكاني إذ أن معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأزلامها لمناطق الحكم والفعاليات الأساسية ، فنزح معظمهم إلى دمشق وأسسوا لأنفسهم موطأ قدم حيث أسسوا شبه مستعمرات في دمر ، برزة ، القدم ، المعضمية ، مخيم اليرموك ، الست زينب .
كما أقدم بعضهم على التزاوج من أبناء وبنات المسلمين، في غفلة من الوعي الديني وسعياً من بعض ضعاف النفوس للتقرب من السلطة الحاكمة، وهي زيجات باطلة شرعاً لأنها مع كفرة . كما حصلت مثل هذه الهجرة في باقي المحافظات السورية بنسب أقل وكذلك في مناطق الثروات الاقتصادية وتجمعات الصناعة ، في حين بقي الجبل موطنهم الأساسي ومستقر ثرواتهم ومشاريعهم الإعمارية والاقتصادية ، ويقدر عدد السكان النصيريين في سوريا بنحو 8% من السكان أي ما يقرب من المليوني نسمة .
2ً-تركيا : وبها نسبة غير قليلة من النصيريين أيضاً تقدر بنحو ثلاثة مليون نسمة ويقطن جلهم تقريباً في الجنوب الغربي من تركيا ومنطقة غرب كليكيا ولواء اسكندرون . وقد قويت شوكتهم بتسلم أقربائهم للحكم في سوريا ، وتسلل العديد منهم ليعمل في خدمة السلطة العسكرية السورية ، وقام البعض الآخر بتلقي الأسلحة والذخائر والدعم والتدريب في سوريا ليشاركوا في مؤامرات وقلاقل في تركيا ، ويقدر عددهم في تركيا بمليوني نسمة .
3ً- لبنان : ويقطنه نسبة منهم في الشمال وقضاء عكار ، ومعظمهم نازح من سوريا وقد قويت شوكتهم كذلك بعد تولي النصيريين للسلطة في سوريا وتلقوا الدعم والسلاح وشاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية كمنفذين لرغبة أسيادهم في دمشق والجبل ، ويقدر عددهم في لبنان بأربعين ألف نسمة وما يزال تيار هجرتهم وتوطنهم في الشمال والساحل وحول طرابلس مستمراً في ظل الاحتلال النصيري للبنان .
4ً-العراق : وفيه نسبة قليلة جداً منهم في منطقة عانة قرب الحدود السورية تقدر بعدة ألوف وعانة هذه تاريخياً إحدى أهم معاقل شيوخ الطائفة العلوية النصيرية .
5ً-فلسطين : وفيها نحو ألفي نسمة في منطقة الجليل .
العقيدة العلوية النصيرية :
كما قدمنا فالعلوية النصيرية هي إحدى طوائف الشيعة الغلاة الذين ألهوا علياً رضي الله عنه ومعظمها متفرعة من المذهب السبئي الذي أتى به اليهودي عبد الله بن سبأ .
وجملة الغلاة ومنهم العلوية النصيرية متفقون على القول بالتناسخ والحلول والتفسير بالباطن ، ويعتبرون دينهم سرا لا يجب كشفه ولا يعلمه الصغار حتى يجاوزوا الحلم ..
وعقائدالعلوية النصيرية مزيج مكون من أصول دينية وفلسفية أهمها المجوسية والأديان السماوية الثلاث، فلهم ثالوث يرمز له ( ع ، م ، س ) أي علي ، ومحمد عليه الصلاة والسلام، وسلمان الفارسي ، ويفسر عندهم أن ( ع ) تعني الرب والإله ، ويسمى المعنى وهو الغيب المطلق ، و ( م ) وهي صورة المعنى الظاهر ، وترمز لمحمد صلى الله عليه وسلم ، و(س) هي صورة المعنى الظاهر أو طريق الوصول للمعنى، وهو سلمان الفارسي ، ومن المؤثرات المسيحية في العلوية النصيرية ، احتفالهم ببعض الأعياد النصرانية وإقامة طقوس لها، مثل الاحتفال بعيد الميلاد حيث يقدمون النبيذ ، ويذبحون البقر للطعام ، وعيد الغطاس ، وعيد الصليب ، والبربارة ، كما يحتفلون بعيد النيروز وهو فارسي مجوسي، وكذلك لهم عيد يسمى عيد الفراش يوم بات علي رضي الله عنه يوم الهجرة النبوية في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما يحتفلون بعيد الغدير، وهو يوم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي رضي الله عنه ، ومن قولهم بالحلول أن الله تعالى حل وتجلى على مر الزمان عدداً من المرات في صورة مخلوقاته ، كان منها تجليه على صورة علي رضي الله عنه ، كما تجلى في عدد من الأنبياء منهم ( شيث ، سام ، إسماعيل ، هارون ) حيث اتخذ في كل مرة منها له رسولاً ينطق بكلامه ، فاتخذ علي محمداً واتخذ موسى هارون .. وهكذا ، فكان محمد متصل به ليلاً منفصل عنه نهاراً ، حيث أن علياً خلق محمداً ومحمد خلق سلمان الفارسي وسلمان خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض والموت والحياة وهم : المقداد ، أبو ذر الغفاري ، عبد الله بن رواحة ، عثمان بن مظعون، قنبر بن كادان ، على العلوية النصيرية لعنة الله وعلى أنبياء الله الصلاة والسلام ورضوان الله على الصحابة الكرام .
تقول العلوية النصيرية بالتقمص ، وهي مقولة بوذية المنشأ تنص على أن البشر كانوا كواكب نزلت بهم الخطيئة إلى الحياة الدنيا ، ولكي تطهر هذه الأرواح فإنها تنتقل من جسم لآخر عدة مرات حتى تطهر وتعود إلى السماء .
لاتعتقد العلوية النصيرية باليوم الآخر ولا بالحساب ولا بالجنة ولا بالنار ، بل يعتقدون أن الجنة والنار هي الحياة الدنيا .
يتفق النصيريون مع معظم الشيعة حتى المعتدلين منهم على لعن أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد وخالد بن الوليد ومعظم الصحابة والخلفاء والعلماء وأئمة المذاهب الإسلامية رضي الله عنهم أجمعين .
العبادات عند العلوية النصيرية : مستمدة من أصول الصورة الإسلامية وتختلف عنها في الأحكام والتفريعات .
فالصلاة خمسة أوقات ذات أداء مختلف في عدد الركعات والسجود .. وأهمها صلاة المغرب ، لا يعترفون بصلاة الجمعة ، ولا يقربون مساجد المسلمين ، ولأمور الطهارة عندهم أحكام خاصة بهم ، كما أن بعضهم يعتقد أن علياً أعفاهم من الصلاة لإخلاصهم له بل أعفاهم من كل العبادات .
أما الصوم فهو كما كان عند المسلمين ، يضاف إليه اعتزال النساء كلية خلال الشهر ولا يلتزم جلهم برمضان .
أما الزكاة فهي موجودة في أصول الدين مضافاً إليها الخمس الموجود عند فرق الشيعة وتذهب لمشايخهم .
الحج مرفوض ومحرم عند العلوية النصيرية ، ويكن النصيريون للكعبة عداء خاصاً ويحرمون زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم لمجاورة الصحابيين له .
وكما كان حال مؤسس دينهم فالعلوية النصيرية يبيحون الخمور واللواط ونكاح بعض المحارم .
للنصيرية صلوات وطقوس وتمتمات وأدعية خاصة حاوية لبعض معتقداتهم لما مر معنا على سبيل الإيجاز ، وكلها تنطق بالشرك والكفر بالله تعالى ، ومنها ما هو حديث المنشأ يعود لأيام تولي سليمان المرشد الربوبية عندهم برعاية الفرنسيين عام 1920 .
هذه نبذة عن بعض معتقدات وشعائر وعبادات العلوية النصيرية في واقعها الحالي وسنلاحظ عندما نورد كلام ابن تيمية عنهم مرجع هذه الحال لتلك الأصول الضالة منذ أن نشأت هذه الفرقة المنحرفة .
رأي علماء المسلمين من الأقدمين والمعاصرين في العلوية النصيرية :
رأي الإمام أبو حامد الغزالي فيهم واشكالهم من الباطنية :
قال الإمام الغزالي في كتابه " فضائح الباطنية ص 156" :
( والقول الوجيز أنه يسلك بهم " الباطنية " مسلك المرتدين في النظر في الدم والمال والنكاح والذبيحة ونفوذ الأقضية وقضاء العبادات ، أما الأرواح فلا يسلك فيهم مسلك الكافر الأصلي إذ يتميز في الكافر بين أربع خصال المن والفداء والاسترقاق والقتل ولا يتميز في حق المرتد .. وإنما الواجب قتلهم وتطهير وجه الأرض منهم )
نص فتوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله فيهم وقد جاءت في كتابه مجموع الفتاوى ج/35/ص146.
" سئل شيخ الإسلام وناصر السنة ( …… ) تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية عن النصيرية وما يتعلق بهم بمقتضى سؤال حرره الشيخ ( …. ) أحمد بن محمد بن محمود الشافعي رحمه الله :
|