الموضوع: سوريا --مستمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2012, 09:32 PM   #1044
ماجد بن سعيد
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية ماجد بن سعيد
ماجد بن سعيد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2219
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 21-01-2019 (12:56 AM)
 المشاركات : 1,490 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 16740
لوني المفضل : sienna


في كفر قطرة، القرية الشوفية التي تعانق الغمام، يبني وليد معلوف كنيسته المتواضعة ويحرص على زيارتها بضع مرات في السنة ليسقي شجرة الأرز التي زرعها هناك. وليد الذي يحمل جواز سفر أميركي يحمل أيضاً قلباً لبنانياً صافياً ربما يدفعه لوضع خطط عودة نهائية له ولعائلته بعد عقود الهجرة. موقع “14 آذار” التقى وليد معلوف واجرى معه حديث سياسي كشف فيه الدبلوماسي المحنك، الذي مثّل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، بعض ما يجري في كواليس السياسة الخارجية تجاه المنطقة وحدد فيه رؤيته لمستقبل لبنان وعلاقته بالواقع السوري.

بصفتكم خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، كيف تقيمون موقف ادارة الرئيس باراك اوباما تجاه لبنان؟

ادارة الرئيس اوباما ما زالت تكمل سياسة الرئيس جورج بوش تجاه لبنان بحيث انه لا تغيير جوهري في الأسس التي وضعت عقب اصدار القرار 1559 في 2 ايلول 2004 وكان هذا التغيير الجذري الذي قامت به آنذاك الادارة الامريكية لاعادة السيادة والاستقلال للشعب اللبناني. فالسياسة الامريكية لا تزال واضحة لجهة رفض اي تدخل من جهة خارجية في القضايا اللبنانية الداخلية ودعم الجيش اللبناني لتثبيت الأمن والاستقرار، بالاضافة الى مساندة قوى الأمن اللبنانية لجهة تثبيت الاستقرار أكثر فأكثر، وطبعاً تنفيذ جميع القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وهي 1559، 1680 و1701.

وأنا أؤكد أنّ التطورات الجديدة التي طرأت على المنطقة هي من فرضت على السياسة الأمريكية تكتيكات وخطوات مختلفة عن السابق ولكن في نفس السياق والهدف ذاته. الآن الربيع العربي يساعد نشر الديمقراطية في لبنان لجهة تثبيت سيادة الدولة والاستقرار للمجتمع.

ماذا نفّذ من القرار 1559 بعد سنوات من صدوره؟ ولماذا لم يكتمل حتى الآن؟

في الحقيقة، لم ينفذ من القرار 1559 إلا انتخاب رئيس الجمهورية في حين ان الانسحاب للقوى الأجنبية وسحب السلاح غير الشرعية لم ينفذا حتى هذه اللحظة لأن التدخل الخارجي لم يتوقف والتعديات السورية تجاه الحدود اللبنانية مازالت مستمرة. فاصابع النظام الحاكم في سوريا مازالت تمتد الى قلب الشؤون الوطنية للبنان من خلال أتباع أو حلفاء النظام السوري من حزب الله الى حزب البعث إلى سائر الأحزاب الملحقة بهذا النظام التي تعمل وفق اجندته. وهنا أشير إلى أنّ تنفيذ هذا القرار يقع على عاتق القيادات اللبنانية التي لا تفعل الكثير لتحركه. هناك شخصية سياسية واحدة تحث دائماً على تنفيذ هذه القرارات مجتمعة وأعني بذلك الدكتور سمير جعجع. لو قام السوريون بتنفيذ القرار 1690 لانعدمت التحرشات التي تحدث على الحدود مع لبنان. الخطوة القادمة لمجلس الأمن تجاه الوضع السوري سيكون لها انعكاس أكيد على القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.

بالحديث عن الملف السوري، لماذا لم يسقط النظام السوري حتى الآن بالرغم من الضغوط الداخلية والخارجية؟

أعتقد ان هناك درجة عالية من المساومات التي تحصل حالياً في ظل هذه البيئة الدولية. المساومات بدأت لحظة قيام روسيا والصين باللجوء الى النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار أممي يطال النظام السوري ويعجّل بسقوطه ويسمح بانتقال السلطة للمعارضة. لذا لم يكن من سبيل كي تكمل الأمم المتحدة مسارها من خلال مجلس الأمن الدولي. الحلّ كان بجمع 85 دولة تحت مظلة مؤتمر أصدقاء سوريا كي يأمنوا المظلة الدولية للثورة السورية التي بدأت سلمية والتي انبثقت عن مطالب الشعب السوري. وقد طرحت عدة احتمالات وسيناريوهات منها ما جرى في اقليم كوسوفو حين تدخل حلف شمال الأطلسي. الكلام الذي يرشح من أروقة الدبلوماسية والمشتغلين بالسياسة الخارجية تفيد أنّ هناك نوع من الصفقة التي تنسج خيوطها خلف الكواليس ومفادها أن لا تتلقى ايران ضربة عسكرية من اسرائيل مقابل تخلي طهران عن دعم نظام الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان، وبالتالي يمكن تغيير نظام الحكم في دمشق ويعمل على حلّ مسألة سلاح الحزب في بلادنا ويسلّم للجيش اللبناني.

فما رأيك إذاً بموقف بعض المسيحيين الذين وقفوا ضد الثورة السورية باعتبراها تهديداً لهم؟

تعاليم المسيح تنادي بالحرية والكلام الموزون واحترام ومسامحة الغير. فالفيلسوف المسيح طرح أسمى المبادىء الانسانية وحث المؤمنين على التمسك بها ونشرها بين الأمم ليكونوا رسلاً للخير والمحبة. وانطلاقاً من كوني مؤمن حقيقي بهذه الرسالة السماوية، لا أستطيع في أي ظرف من الظروف أن أرى نفسي أقف لا سمح الله ضد رغبة شعب كشعب سوريا يناضل من أجل حريته ومن أجل كرامته الانسانية. لذا أتمنى على جميع الفرقاء من يعيشون في سوريا خصوصاً المسيحيين أن لا يخافوا ولا يخشوا ما هو قادم لأن الخوف سيوقف هذه التطورات والحراك الذي نعيشه حالياً. نحن نرى الشباب كيف يمكن أن يتمرد على الديكتاتوريات وينهض في وجه الظلم ويطالب بالحرية التي يتمتع بها الغرب ناهيك عن العيش الهنيء والمكاسب الحياتية.

مؤخراً عادت الإغتيالات السياسية الى واجهة الأحداث في لبنان. ماذا يمثّل ذلك برأيك؟

نحن كلبنانيين في الاغتراب ولبنان نرفض هذه اللغة. أعتقد أنه من حسن حظ لبنان أن محاولتي اغتيال الدكتور سمير جعجع والصحافي مصطفى جحا قد باءتا بالفشل وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة. أن اي اغتيال سياسي ضد أي شخصية سياسية في لبنان سيخرب البلد ويدخله مجدداً في النفق المظلم الذي عملنا طويلاً لنخرج منه. وهنا أتمنى من الفرقاء الذين يتكلمون بلهجة غير مسؤولة تجاه الموضوع أن يعدلوا عن ذلك فلا سمح الله إغتيال السيد حسن نصرالله أو الجنرال ميشال عون أو الرئيس نبيه بري من شأنه كذلك ايصال البلد الى الخراب الحتمي. من خلال مجلس النواب ومؤسساتنا الدستورية نستطيع أن نتحاور وننتناقش وليس من خلال السلاح والبنادق والرصاص الغادر. وهنا ادعو جميع الأجهزة الأمنية أن يتعاونوا مع بعضم البعض من أجل خير البلد.


 
 توقيع : ماجد بن سعيد

يابنت غبتي وصارت غيبتك غير =راق المزاج اليوم وارتاح بالي
روحي مراويح القطا واسحم الطير=ماعاد لك وسط الحنايا مجالي


رد مع اقتباس