
إيران والمأزق السوري
ماجلوس إيران على طاولة المفاوضات الأوروبية في مدينة اسطنبول التركية إلا دلالة على أن إيران تدرك تماماً أن الضغوط عليها باتت تحدياً أكبر خصوصاً مع اقتراب تطبيق عقوبات الاتحاد الاوروبي المتمثله بالامتناع عن شراء النفط الإيراني. الكل في الحياة السياسية يريد ان يكسب دون خسارة وهذه هي حال الدنيا عموماً غير ان إيران أضحت تدرك أنها بدأت تخسر أكثر مما تربح. من ينظر إلى تطورات الوضع العالمي تجاه إيران يدرك أن العقوبات الإقتصادية التي يتجرع مرارتها الشعب الإيراني ستؤدي بالنهاية إلى سقوط عرش الملالي في طهران وقم مثلما سقطت سمعتهم من أذهان العرب والمسلمين.
شاء الله أن ينكشف زيف الخداع والدجل الذي رافق الشيعة على مدى 32 عاماً هي عمر الإنقلاب الخميني على حكم الشاة في إيران. لقد انطلى على الكثيرين ذلك الكذب وخصوصاً بعد حرب ربيع 2006 في لبنان والتي تم فيها تدمير لبنان وقتل الكثير من ابناءه وبناته تحت ذريعة مقاومة الاحتلال والانسحاب الإسرائيلي. كثيرون افتتنوا بالشيعة وبأنهم فعلاً قوة مقاومة إسلامية بينما الأحداث المتعاقبة بعد ذلك اثبتت انها مجرد انتصار للشيعة فقط ولم يخسر فيها الا الأبرياء اللبنانيين وبعدهم الفلسطينون الذين تحركت فيهم حماس إلى مجاهل الموت متحديه كل الأصوات الداخلية والخارجية التي دعت للتعقل والبُعد عن المجازفات الصبيانية التي يدفع ثمنها الابرياء ويتكسب من خلفها الساسه الحمساويين الجاهلون تماماً بعمق المشكلة الفلسطينية - العربية. حتى الأسير الشيعي الأشهر سمير القنطار صرح في أكثر من مره انه يقف مع الرئيس بشار ويدعمه !!! أي مقاوم هذا الذي يرضى ان تتحول الجرائم إلى مقاومة في أعين الإعلام السوري ؟ وأي مقاوم هذا الذي يرى القتل على الهوية فيناصره وكأنه تم في تل أبيب أو عسقلان ؟
تناسى الخليجيون مافعله الشيعة بهم في ثمانينيات القرن الماضي بداية من :
1- احداث الحرم المكي وقتل الحجيج على يد الشيعة
2- اختطاف طائرة الجابرية الكويتية
3- أحداث الإرهاب في البحرين
وغيرها من أعمال التخريب والدمار التي كانت تقودها اجهزة الحرس الثوري الإيراني وذراعها الحركي "حزب الله في الخليج". تعاقبت الحكومات وتغيرت السياسات ولم يتغير الحقد الشيعي على المسلمين عامة والسُنة خاصة فهم وإن تغيروا باسم المواطنه والحقوق فلن يتغيروا من الداخل نتيجة للإذكاء المستمر من قبل معمميهم وساستهم.
حتى الحليف الروسي يقول اليوم ان على إيران أن تتخلى عن بعض اجهزة الطرد المركزي مما يعني تراجعاً في وتيرة التخصيب النووي ، وهذا بلا شك يجعل المتابع للأحداث يستغرب من تلك المناوره السياسية التي ربما تقصد روسيا من ورائها إلى تنبيه إيران إلى أن الأمور بدأت تتدهور والتبؤ بالقادم بات أمراً صعباً. الروس يعرفون معنى الجهاد جيداً وتذوقوا مرارة الحرب والخسارة مع المجاهدين مرتين .. الأولى خرجوا من افغانستان فأنهارت الشيوعية السوفيتيه بينما في المره الأخرى فقدوا الجنود والدعم الداخلي ودخلوا في حرب استنزاف طويلة مع المجاهدين الشيشان ومازالوا يخوضون حروب عصابات طويلة الأمد ويتكبدون فيها خسائر اقتصادية يتحاشون ذكرها. لذلك لا يريدون الوصول الى مرحلة إعلان الجهاد على النظام الأسدي وإلا فعندها ستذهب سوريا وإيران والعراق ولبنان في مهب الريح وستظهر قوة سنية لن ترحم روسيا إطلاقا