
ساذكر لكم شي من الذي حصل بمدينة بحماه سنة 1982عن شهود عيان حضرو تلك المجزرة
جريمة حدثت في مجزرة جنوب الملعب :
بطل القصة أم ثكلى و أرملة في آن !
نادى جنود البعث على رجال الحي .. خرج الرجال والشباب واستجابوا خوفا من عصيان الأوامر .. ومن ضمنهم خرج زوج هذا الامرأة وطفليه , وكان عمر الطفل الكبير حينها لم يصل الاثنى عشر ربيعا بعد و الطفل الثاني يصغره بسنة و نصف السنة تقريبا
حشد الجنود الرجال وحشدوا وحشدوا , ثم ...
قتلوا !!
قتلوا كل من خرج و اغتصبوا أرواح الأبرياء ثم تركوهم جثثا هامدة في ساحة الموت تلك .
غادر المستأسدون الحي , خرجت النساء والبنات ركضا يقتفون رمقا من حياةٍ لربما بقي يضج في رئة أحد المغدورين ,, وفعلا ..
وصلت هذي الأم الثكلى لأحد أولادها وما زال في رئتيه شيءٌ من حياة !
ضمت يديه لصدرها و أخذت تسحب بكل حبها جسده الغض للمنزل علّها تجد وسيلة تبقيه رفيقا لها فيما بقي من العمر !
سحبته وسحبته وسحبته .. حتى وصلت به لباب الدار , وما أن اطمأن الولد من قربه لغرفة طفولته حتى نام مع طيف ألعابه وكرته التي كان يركلها يوما ما في هذه البقعة من الأرض
نام و غاب عن الحياة و رأسه على ركبة أمه , و أمه تمسح الخوف عن قلبه و الدم عن جسده الطري .. ليمسح عزرائيل معها عذابات الاحتضار من جنبات ابنها و يأخذ روحه لتطير عند ربها في فردوسه ..
فقدت حينها الأم تلك كل أسرتها ,, زوجها و ابناها .. و أرسلت معهم قلبها و ذاكرتها
ومن رفات الميتين تصلنا قصة فيها من اللابشرية ما فيها
ففي إحدى أيام شهر الدم الأسود دهمت مجموعة حيوانات بشرية منزلاً لأناسٍ آمنين
أمٌ وولداها , أحدهم و هو الكبير متزوج وله 5 أطفال كبيرهم في سن الخامسة عشر , و أما الابن الثاني فكان موظفا حديث الزواج ..
دخل همج الثمانينات البيت و اقتادوا الابن الأكبر و ابنه الكبير و كذلك أخاه العريس
أنزلوهم إلى قبو تابع للمنزل ..
ظنت الأم أن الجند قد أخذوهم لمكان ما خارج المنزل و أنهم بعيدون ..
بقيت تنتظرهم يوم , يومين , ثلاث .. و أسبوع !
وبعد أسبوعٍ نزلت الأم للقبو تريد منه شيئا ,, فتحته لتجد الصاعقة !
أولادها الاثنين و حفيدها وقد اخترق الرصاص جسدهم فملأهم دماء لكن ..
((دون أن يميتهم )) فيرحم عذاباتهم !
هي وجدتهم مقتولين لكنهم حين اطلاق النار عليهم بقوا أحياء لفترة لا تعلمها هي و دليلها على بقائهم أحياء كان ::
دماؤهم التي ملأت جدران القبو كله و أكفهم التي رسمَ الدمُ علاماتها على باب القبو وهم يطرقونه مستنجدين !
ذهلت الأم و بكت ودعت و صرخت : " لك ضربتوهن بالنار و عملتوا اللي بدكن ياه طيب بس قلولنا .. احكولنا .. خبرونا "
كانت الأم الثكلى هذه قد ربّت ولداها هذين وحدها بعد أن توفي والدهما فتولت تنشأتهما حتى شبّا
وحين ماتا زهدت في دنيا لا أماكن لضحكاتهما فيه ,, فماتت بعد فترة كمداً وحسرة
في أول قصف مدفعي لحي 15 آذار ( 8 آذار سابقا )
دخلت قذيفة على بيت أسرة وهم نيام متراصون قرب بعضهم البعض
ضربت القذيفة الشاب فاقتلعت معها القسم السفلي من جسده فخرجت أمعاؤه لكنه بقي حياً ينادي والده ويقول له بطفولته " بابا مشان الله طيبني " والأب يدفع بألأحشاء داخل جسد ابنه علّه يحيا من جديد لكن ...
وفي ذات البيت وبالقذيفة ذاتها تقطع يد الفتاة النائمة فتموت لفورها بعد أن أصبح جسدها المحروق بمكان و يدها المبتورة بمكان
يضع الأب ابنته وابنه الذي استشهد لاحقا على باب منزله ليأخذهما الجند و يذهب و أسرته لملجأ قافزين فوق كتل من القتلى جمعت في الشارع
بعد أيام تعود الأم لبيتها فتلقى يد ابنتها دون الجسد مازالت تنتظر حنان ضمتها
تضمها وتبكي ثم تودعها وتدفنها في حديقة بقرب المنزل