الإيكونوميست البريطانية: الفجوة بين خطاب النظام والواقع على الأرض تزداد اتساعا، والنظام يخسر المدن ومخاوف من انفلات العاصمة من قبضته، ومؤشرات على تخل روسي وإجلاء لرعاياها
يونيو 23, 2012
لندن /أ ش أ/
ذكرت مجلة”الايكونوميست”البريطانية اليوم السبت أن الفجوة بين الخطاب الرسمي داخل سوريا وبين ما يحدث على أرض الواقع تزداد في الاتساع يوما بعد يوما.
وأوضحت المجلة-في سياق مقال أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أنه كلما تصاعدت أعداد القتلى في صفوف الجيش السوري النظامي على الرغم من استخدامهم للذخيرة الثقيلة في معاركهم ضد ثوار سوريا، يساعد ذلك في التكريس للمزاعم والروايات التي يروج لها النظام السوري عبر قنواته الرسمية بأنه في مواجهة “جماعات مسلحة” مكتملة البنية.
وأضافت”ربما لا يستطيع أحد أن ينكر أن خصوم الاسد في الداخل و الخارج يدعمون أفراد الجيش السوري الحر سواء بمعدات اتصالات متطورة ترسلها الولايات المتحدة أو بواسطة المال والدعم المادي من قبل دول الخليج العربي..إلا أن نظام الاسد-على الجانب الاخر-قاد معارك وحشية وعمد إلى استخدام المروحيات لقتل المتظاهرين ما أفضى بخطة السلام الاممية التي تبناها كوفي أنان-المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة -كحل للازمة الدائرة في البلاد إلى حالة يرثى لها”.
واعتبرت المجلة البريطانية أن الثقة الزائدة التي يزعهما نظام الاسد،فإنها لا تعدو كونها ستار يخفي ورائه هواجس رئيسية تسيطر على الرئيس السوري؛يتمثل أولها في الخوف من انفلات العاصمة دمشق عن قبضة النظام،لافتة إلى أن المناوشات والاشتباكات المتكررة بين جنود الجيش السوري الحر والنظامي في الاحياء والمدن الرئيسية قد بددت بالفعل أية أوهام حول استقرار وسلام تشهده تلك المدن وإنها في معزل عما يحدث في سائر البلاد.
واستشهدت مجلة الايكونوميست في ذلك الطرح على المعارك الضارية التي قادها جنود الجيش النظامي في كل من ضاحية:دوما والقادسية وحرستا،مخلفا ورائه عشرات القتلى فضلا عن نقاط التفتيش التي تنصبها قوات الامن السورية ليلا في وسط المدن الرئيسية للحيلولة دون تسلل أي من جنود الجيش الحر إلى تلك المدن.
ورأت أن أحد أهم الهواجس الاخرى التي تسيطر على الرئيس الاسد تكمن في خسارة دمشق الدعم الذي تقدمه لها روسيا-حليفها الرئيسي-ومن ثم تمهيد الطريق أمام تدخل دولي في سوريا ؛إذ أشار الخبراء العسكريون أن السفن الروسية التي تم إرسالها إلى ميناء “طرطوس” السوري حيث تستقر القاعدة البحرية الروسية تبدو وكأنها تجري استعداداتها لعمليات إخلاء محتملة تحمل في طياتها كثير من الدلالات على رأسها:أن دوائر السلطة في الكريملين باتت تعتقد بأن الامور سوف تزداد سوء.
ولفتت المجلة البريطانية-ختاما-إلى أنه برغم من أن موسكو لا تزال تمتلك كثير من كروت اللعبة فيما يتعلق بالازمة الدائرة في سوريا؛فقد تواصل تزويد النظام السوري بالاسلحة وتطوير بنيته العسكرية وتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع دمشق وتعزيز احتياطي البلاد الاجنبي غير أنه لا يمكن لاى كان التيقن إلى أى مدى ستتمادى روسيا في ظل ما يقوله البعض بأن الاسد سيواصل معاركه إلى النهاية حتى وإن طالبه الروس فيما بعد بالتوقف
|